• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إمبراطورية الأباريق .
                          • الكاتب : جواد الماجدي .

إمبراطورية الأباريق

يحكى إن رجلا متعففا يبحث عن عمل فلم يجد فعطف عليه احد أصحاب الخير فابتكر له عملا رمزيا ليعطيه اجر زهيد مقابل ملئ أباريق مسجد المدينة بالماء قبل الصلاة , ففرح الرجل بحصوله على عملا يسد به رمق عائلته المسكينة , ومرت الأيام وحان وقت الصلاة اقترب احد المصلين من الأباريق وتناول أحداها للوضوء وإذا بصوت صاحبنا ينادي عليه اترك هذا الإبريق وخذ هذا !!! فتعجب المصلي من تصرفه وقال له إن الأباريق متشابهة ومتساوية فلماذا استبدل إبريقي ؟ ضانا إن شي ماء بداخل الإبريق ينقض وضوئه , فرد عليه صاحب الأباريق أنا المسئول هنا ويجب أن تحترموا أوامري ولا احد يتصرف بدون إذني !!!.
من هذه القصة القصية نستلهم عبرة كبيرة . فمن الناس لديهم حب السلطة والجبروت ولا يتصورون في  يوم من الأيام أن يكون هناك احد أفضل منهم . قد تكون داء العظمة أو حب السلطة . فترى هكذا نماذج من الناس يضحي بكل شي من اجل الوصول إلى السلطة والتسلط حتى وان ضحى بمبادئ أساسية في الحياة أو علاقات وطيدة. فلو راجعنا تاريخ العراق الحديث جيدا فقط للاحظنا مواقف الرجال المتغيرة والمتقلبة فمنهم من كانت مواقفهم وطنية شجاعة وثابتة على أمد الدهر لا تتأثر بمصالح شخصية ولا حزبية مواقف نابعة من تاريخ نضالي وطني , ومنهم من له تاريخ ملئ بالتناقضات والتنازلات المصلحية التي لا تستند على أي ركيزة من ركائز الأخلاق والتقاليد . فتارة تجدهم يجتثون البعثيون ويبعدون منافسيهم بكل الطرق الشرعية واللاشرعية  والأخلاقية واللااخلاقية ,وتارة أخرى تجدهم مقربين أولئك المجتثون وجعلهم من المقربين ( وكأنه ولي حميم). فالحديث طويل والمواقف كثيرة فالمواطن العراقي أصبح يميز بين الصالح والطالح وانتخابات مجالس المحافظات الأخيرة خير دليل على ذلك.فبعض السياسيين أصبحوا مشهورين ومعروفين بتقلب أرائهم بتقلب جو العراق وعدم وضوح مبادئهم ومصادقيهم فكانت ثقافة عدم الثقة ونكث العهود هي الثقافة السائدة الذي يدينون بها.فلوعدنا بالتاريخ قليلا ولأشهر مضت أي قبل وقوع ملحمة الانتخابات المحلية لأشهر لوجدنا إن هناك بعض العهود والمواثيق التي أخذت بين السياسيين ;وما أن انتهت الانتخابات إلا واخذ البعض منهم بالتنصل من المواثيق والوعود التي أعطوها متناسين قول رب العزة ((وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا))الإسراء 34 . فليست هي المرة الأولى ولا الأخيرة ,فالاتفاق الذي تم بين المالكي والسيد الحكيم كان ميثاقا شرف يهدف إلى خدمة الوطن والمواطن (ولو من وجهة نظر الحكيم ولا اعرف بسرائر الطرف الأخر قد يكون خط رجعة مثلما يعبر بالعامية ) من حيث وضع الرجالات في أماكنهم الصحيحة لكي يتم تقديم أفضل الخدمات للمواطنين وعلى أفضل وجه .ولكن ما إن أحس المالكي بتفوق طفيف نظريا وليس عمليا(فلو قارنا نتائج الانتخابات السابقة والانتخابات الأخيرة لوجدنا إن الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات هو المالكي ودعاته) حتى اخذ بالتنصل من الاتفاقات بحجج واهية وقبيحة منها عدم سيطرته (أي المالكي) على قرارات حزبه أو كتلته وهو إن دل على شي يدل على إن (المالكي) اتفق مع الحكيم بدون الرجوع إلى حزبه وهذه هي الدكتاتورية بعينها أو انه اتفق بعلم دعاته وهذه أيضا تدل على عدم النضج السياسي لدى دعاة دولة القانون ونرجسيتهم وفقدانهم الإستراتيجية وعدم مبالاتهم بالاتفاقات والمواثيق والعهود ; فكان لزاما على السيد الحكيم ومن باب استمرارية عجلة الحياة وعدم الرضوخ إلى أجندات وأهواء طفيلية متسلطة الاتجاه إلى شركاء جدد لديهم الرغبة في خدمة المواطن العراقي والنظرة المستقبلية واليات العمل الشبابية وقيادة مجدة في محاسبة المفسدين منهم إن وجدوا . فانطلقت الاتفاقات لتشكيل الحكومات المحلية للمحافظات لتمتد إلى فضاء أوسع من الطائفية بالانفتاح على مكونات الشعب العراقي اجمع والاتفاق مع قائمة متحدون في بغداد وغيرها من المحافظات الأخرى واخذ المزمرون والناعقون وراء كل ناعق بالنباح والعويل خلف القافلة التي تسير بأمان الله وان شاء الله.  واعترض المعترضون على إسناد رئيس مجلس محافظة بغداد إلى نائب رئيس المجلس للدورة السابقة رياض العضاض متهميه بالإرهاب وووو , وإلقاء القبض عليه قبل سنة تقريبا بتهمة المادة 4 إرهاب والكل يعرف ومتابع للقضية وتعاطفنا معهم في تلك الفترة . ونحن كناقدين ومتابعين للشأن العراقي نتفق معهم ولكن ان كان العضاض أو أي شخص أخر في متحدون أو غيرها إرهابيا وساند ألارهاب فلماذا اخلي سبيله وأعيد إلى العمل كعضو مجلس محافظة ؟ وهل هناك صفقة لا نعرفها نحن أبناء الشعب العراق ويعرفها دعاة القانون ؟ كصفقات المطلك ومشعان الجبوري وغيرهم لان القائمة ستطول ولماذا النباح والعويل على الاتفاق مع قائمة متحدون مادام إن دعاة القانون عرضت عليهم (أي قائمة متحدون) منصب رئيس مجلس محافظة بغداد ومحافظ ديالى إن تركوا الائتلاف والاتفاق مع كتلتي الأحرار والمواطن والانضمام إليهم وكأن الناس جميعا ليس لديهم مصداقية وصيانة للمواثيق( كل يرى الناس على شكيلته ) . ولكنهم رفضوا عرض دولة القانون لعلمهم وتجاربهم بان دولة القانون لا تحترم مواثيقها واتفاقاتها . ولكن هنا يتبادر سؤال بسيط جدا لو سلمنا وافترضنا بان قائمة متحدون انصاعت لدولة القانون وأفرطت عقدها من الاتفاق الأخير وانطوت تحت خيمة القانون الهوائي الذي نسمع به ولا نراه ,هل تكون قائمة متحدون قائمة المضحين والوطنيين والشرفاء ؟؟ وهل سيصبح العضاض احد الواعظين والمدافعين عن وحدة العراق بعربه وكرده وقومياه ومذاهبه؟ ؟؟؟.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32185
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28