• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صناعة (الفرس المجوس) و صنيع الأعراب .. .
                          • الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي .

صناعة (الفرس المجوس) و صنيع الأعراب ..

لا يتورع  الأعراب عن  استعمال عبارة ( الفرس المجوس) و احيائها – اليوم -  على الرغم من مرور اكثر من    1400سنة على فتح بلاد فارس ودخول الفرس الى الاسلام. ولاشك في ان هذه العبارة تتضمن تكفيرا صريحا لهؤلاء القوم الذين خدموا الاسلام وبذلوا جهودا مضنية من اجل الاسلام والحفاظ على علومه ، ولم تقم بذلك  امة سالفة من الامم - من قبلهم ومن بعدهم - وبما فيهم امة العرب نفسها. و اول من أكّد  ذلك ابن خلدون في مقدمته.
ان استعمال هذا التركيب العنصري التكفيري يظهر الحقد الدفين في نفوس من يستعمله على هؤلاء القوم الذين تركوا تراثا اسلاميا (استطيع ان ازعم ) لولاه لم يبق للإسلام ذكر في بلاد العرب وغيرها ، لذلك فان الحقد عليهم يعني - بلا شك - حقد على الاسلام نفسه  . وهذا الامر يرجح ان الذين اعادوه للأذهان انما ارادوا طمس معالم الاسلام واستئصال جذوره. ومن خلال مسح وجيز لما فعله الفرس للإسلام وحضارته نذكر الاتي :
ان صاحب صناعة النحو (سيبويه ) كان فارسيا ، وحملة الحديث الذين حفظوه على اهل الاسلام كان اكثرهم من الفرس مثل : البخاري والنسائي و النيسابوري وغيرهم. اما علماء اصول الفقه فكلهم من العجم وهكذا اكثر مفسري القران مثل الطبري و الزمخشري والفخر الرازي وغيرهم  ولا يتسع المجال هنا لذكر المزيد من الاحصاءات . لذلك قال ابن خلدون قوله المشهور : لم يقم بحفظ العلم وتدوينه إلا الاعاجم فظهر مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : (لو تعلق العلم باعناق السماء لناله قوم من فارس).  
ويقدم ابن خلدون تفسيرا لشيوع ذلك بين الفرس وندرته بين العرب فيقول : ان  هذه الامور كلها علوم ذات ملكات محتاجة الى التعليم فاندرجت في جملة الصنائع ، وان العرب ( لاشك ان ابن خلدون يقصد الأعراب هنا )ابعد الناس عنها فهم يستنكفون عن الصنائع والمهن وما يجر اليها.   
ولم يكتف الاعراب بابتعادهم عن العلوم الاسلامية (الحديث والفقه والتفسير)- كما يقول نيكلسون :  بل نظروا الى هؤلاء الفرس وعلمهم ، باحتقار خفي ، وبدت للأكثرية العظمى من العرب (الأعراب) الذين كانوا يفتخرون بنسبهم النبيل وبقناعتهم بالا يعرفوا شيئا خارج التقاليد المجيدة  للجاهلية والفضائل التي كان يمارسها اسيادهم . 
طيب .. وما مهنة الاعراب اذن ؟  والجواب : ان الاعراب  يتقنون مهنة الغزو فقط ، الامر الذي يفسر سبب شيوع  الصراعات والنزاعات والقتل في  بلادهم ، فضلا عن  شعور الاعرابي الملازم له بعدم الامان .
 هنا ينبغي الاعتراف ان لا فضل للأعراب على الانسانية بشي عدا ان الاسلام قد ظهر ببلادهم والذي سرعان ما ناصبوا اهله العداء والبغض والحرابة ، ومن يتأمل الرواية الاتية جيدا لا يحتاج الى كدّ الفكر وشحذ الذهن في الحصول على الدليل الذي يعزز ذلك الزعم :
قال ابو عبيدة : قال ابو الوجيه : حدثني الفرزدق قال : كنا في ضيافة معاوية بن ابي سفيان ، ومعنا كعب بن جعيل التغلبي ، فقال له يزيد : ان ابن حسان (يريد عبد الرحمن بن حسان بن ثابت شاعر الرسول – ص -) قد فضحنا ! فاهج الانصار . قال أ رادي أنت الى الاشراك بعد الايمان ؟!  لا اهجو قوما نصروا رسول الله (ص) ، ولكنني سأدلك على غلام في الحي  كافر ،  كأنّ لسانه لسان ثور : يعني الاخطل.
وأخيرا : من هما المشركان الحقيقيان ؟ الطبري و البخاري الفارسيان  أم  يزيد و الاخطل الأعرابيان ؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32087
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29