• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صلب المسيح وقيامته من خلال آيات القرآن الكريم .
                          • الكاتب : الاب حنا اسكندر .

صلب المسيح وقيامته من خلال آيات القرآن الكريم

 مقدمة

 

إنّ محاولتنا، المتواضعة، هذه، هي إعطاء تفسير مختلف، عن تفسير المسلمين التقليدي، لآيات الشبه الشهيرة حين صلب اليهود والرومان المسيح، من خلال قراءة مسيحية للآيات القرآنية الكريمة. إنّ هذا المفهوم سيزيد التقرّب بين المسلمين والمسيحيين، وهذا ما يرضيه، سبحانه وتعالى، أن يعيش جميع عباده في سلام ومحبّة متبادلة، والله وليّ بالتوفيق. سنسير في محاولتا هذه عبر ثلاث اتجاهات:

1 التفسير الإسلامي التقليدي لآيات القرآن الكريم، والاستعانة بالقواميس العربية الشهيرة، ومختلف مصادر لغات قديمة أخرى كالسرياني واليوناني والعبري...

2 المعنى من خلال مجمل آيات القرآن الكريم، أي نشرح الكلمة من خلال ورودها، في القرآن، مرّات عديدة، وليس في الآية المنوي شرحها فقط.

3 التفسير الجديد المبني على نصوص التوراة والإنجيل، ومفكّري وشرّاح المسيحيّة ما قبل الإسلام.

ولتوضيح عملنا، قسمنا البحث الى أربعة فصول:

نحدد في الفصل الاول مفهومية الصلب عموما

وفي الفصل الثاني نشرح الآيات التي تتكلم عن موت ووفاة المسيح

وفي الثالث نشرح الآيات التي تتكلم بطريقة غير مباشرة عن موت المسيح مصلوبا

وفي الفصل الرابع نعرض التفسير الجديد لآيات الشبه.

 

الفصل الأوّل: مفهوميّة الصليب

أوّلاً: معنى كلمة الصليب

شرح معنى الصليب

1 الشرّاح المسلمون

اللغة: الصلب الشدّ على الخشبة وغيرها وأصله من صلابة الشيء[1]. والصَّليب الذي يتخذه النصارى على ذلك الشَّكْل[2]. والصَّليبُ: الوَدَكُ[3]. وثوب مُصَلَّبٌ، إذا كان عليه نقشُ صَليب[4].

 

2 جذور الكلمة

لا خلاف اليوم على كلمة الصلب والصليب ومعروف شكله. وكلمة صليب كاسم، أو فعل صلب، مشتق أو قريب جدًّا من السريانيّة: ألَب : صْلَبْ = صَلَب، أليٍب : صْلِيبْ = صَلِيب. تركيبة الأحرف نفسها إنّما بتغيير الحركات.

والصليب وهو آلة عذاب مكوّنة من خشبة عاموديّة قطعت بلوحة خشبيّة أفقيّة[5]، ويسمّر عليها من يريدون إعدامه. وهذه الطريقة كانت متّبعة بكثرة عند الرومان.

والفعل اللاتيني، لغة الرومان، Crucifigo = صَلَبَ، تعني حرفيا: figo= ثُبّت، Cruci= الصليب، أي ثُبِّت على الصليب. والثبات يكون بشكل جذري بتسمير اليدين والرجلين، أو أقلّه، بربط اليدين والرجلين بالحبال لتثبيت من يريدون إعدامه.

وفي اليونانية: Stauros = ستافروس= صليب أي بمعنى ثابت، ومثبّت على الأرض. وفعل Stauroô= ستافروو= صَلَب = وضع على الصليب.

وهذه الكلمة، أيضا، انتقلت إلى اللغة العربيّة، ولا تزال معروفة إلى اليوم، ما هو الصليب، وما معنى الصلب. من خلال صلب وصليب السيّد المسيح.

 

ثانيًا: الصليب في القرآن الكريم

ترد كلمة الصلب بمعنى العذاب والاعدام 5 مرات في القرآن الكريم:

1 عن السيد المسيح: َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ[6]

 

2 وعن جزاء الذين يفسدون في الأرض: أَن يُقَتَّلُوۤاْ أَوْ يُصَلَّبُوۤاْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم[7]

 

3 وما قال فرعون، لـما رأى من خذلان الله إيّاه وغلبة موسى[8] علـيه السلام وقهره له[9]: لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ[10] أَجْمَعِينَ[11] فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْل[12]  


4 ومع يوسف في تفسير الحلم لخادمي فرعون:  يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ[13] فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ[14]

 

وكل هذه دلائل على بيئة القرآن المسيحيّة. فما غير المسيحيّين يستعمل كلمة صليب أو صلب للتعبير عن الألم والعذاب، وكلّنا يعلم المثل اللبناني الدارج: أنت صليبي، أي أنت سبب ألم وعذاب لي. إذا بما أنّ القرآن الكريم استعمل كلمة صلب للتعبير عن العذاب للمفسدين في الأرض أو لسحرة فرعون، يعني أنّ هذه التعابير هي محض مسيحيّة. ويوسف عندما فسّر الحلم لخادمي فرعون: إنّ فرعون سيصلب أحدهم هو تعبير محض مسيحي. فكتاب التوراة، حيث رويت القصّة، يذكر أنّ رئيس الخبازين سيُعلَّق: וְתָלָ֥ה (اتلاه= يعلقك)  على خشبة. עֵ֑ץ (عيتص = شجرة أو خشبة) لكن لم يذكر الصلب، فالصلب لم يكن معروفا بعد. لذا هذا دليل أنّ جذور المسلمين الأوائل هي مسيحيّة، فكانوا يقرأون كتاب أعمال الرسل حيث يستعمل كلمة عُلِّق على خشبة[15] بدل من صُلِب. ويسمعون الترنيمة: المسيح عُلِّق أو رُفِع على خشبة حسب الصلوات السريانية، وحسب الترانيم البيزنطية والتي ترنمها، حاليًّا، فيروز: اليوم عُلِّق على خشبة، ما هي الا  للتعبير عن حدث صَلْب المسيح. لذلك تبنّى القرآن الكريم كلمة صلب بدل التعليق على خشبة، ليفهم سامعيه المعنى المقصود. وبالنتيجة بيئة القرآن كانت تعرف الصليب جيّدًا.

 

 

 

 

 

 

ثالثًا: الصليب في المصادر الإسلاميّة

في حديث عائشة: أَنّ النبي، صلعم، كان إِذا رَأَى التَّصْلِـيبَ[16] في ثَوْب قَطَع مَوْضِـعَ التَّصْلِـيبِ منه. ونَهَى عن الصلاة في الثوب الـمُصَلَّبِ[17]. وفي حديث عائشة أَيضاً: فَناوَلْـتُها عِطافاً فرَأَتْ فيه تَصْلِـيباً[18]، فقالت: نَحِّيه عَنّي. وفي حديث أُم سلمة: أَنها كانت تَكرَه الثيابَ الـمُصَلَّبةَ. وكان النبي، صلعم ، أيضا،  يَنْهَى عن الصَّلْبُ في الصلاة، أَي وضع اليدين بشكل صليب، إذ أنّه يُشْبِه الصَّلْبَ[19].

وفي أحاديث أخرى كان الصليب مقبولا: فعائشة قبلت الثوب المصلّب مرّة: كان قرام[20] لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النبي صلعم: "أميطي[21] عنّا قرامك هذا فإنّه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي"[22] وفي حديث جرير: رأَيتُ على الحسنِ ثوباً مُصَلَّباً[23].

لكن في أحاديث أخرى، ساوى الرسول، صلعم، الصليب بالصنم: ففي حديث عدي بن حاتم: قدمت على النبي صلعم وفى عنقي صليب من ذهب فقال: ألقِ عنك هذا الوثن: الصنم[24]. لا بل جعل تكريم الصليب من الكبائر: قال عبد : وينهي عن الظلم والعدوان، وعن الزنا، وعن الخمر، وعن عبادة الحجر والوثن والصليب[25].

وما يرويه الطبري عن مجيء المسيح الثاني على لسان النبي صلعم لافت للنظر: "الأنْبِـيَاءُ إخْوَةٌ لعَلاَّتٍ، أمَّهاتُهُمْ شَتَّـى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأنا أَوْلَـى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَـمَ، لأنَّهُ لَـمْ يَكُنْ بَـيْنِـي وَبَـيْنَهُ نَبِـيٌّ، وَإِنَّهُ خَـلِـيفَتِـي علـى أُمَّتِـي، وإِنَّهُ نَازِلٌ فَـإِذَا رَأيْتُـمُوهُ فَـاعْرِفُوهُ، يَدُقُّ الصَّلِـيبَ، وَيَقْتُلُ الـخِنْزِيرَ، وَيُفِـيضُ الـمَالُ، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ علـى الإسْلاَمِ حتـى يُهْلِكَ اللَّهُ فِـي زَمَانِهِ الـمِلَلَ كُلَّها، وَيُهْلِكَ اللَّهُ فِـي زَمَانِهِ مَسِيح الضَّلاَلَةِ الكَذَّابَ الدَّجَّالَ[26]

"وَتَقَعُ فِـي الأرْضِ الأمَنَةُ حتـى تَرْتَعَ الأسُودُ مَعَ الإبِلِ، وَالنَّـمْرُ مَعَ البَقَرِ، وَالذّئابُ مَعَ الغَنَـمِ، وَتَلْعَبُ الغِلْـمَانُ بـالـحَيَّاتِ، لاَ يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً"[27] 

استعمل الطبري كلمة يدقّ الصليب. معنى يدقّ = يُكسِّر أو يُحطِّم، ومعنى آخر ممكنا أيضا: يغرز ويثبت في الارض، دقّ الوتد أي غرزه وثبّته. فيصبح المعنى: يغرز الصليب، أي يرفعه ليصبح علامة منيرة. لكن أتى بعده من بدّل كلمة يدقّ بـ يَكْسِر، فانقلب المعنى[28].

كلّ هذه الشواهد، سلبيّة كانت أو إيجابيّة، تدلّ على انتشار الصليب في بيت رسول المسلمين نفسه، وحتّى عادات الصلب في الصلاة، التي يستعملها الرهبان، كانت معروفة.

الفصل الثاني: آيات القرآن الكريم حول موت ووفاة وقيامة المسيح

أوّلاً: سورة مريم

وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (مريم\33)

1 تفسير أهل العلم في الإسلام

اللغة: السلام مصدر سلمت والسلام جمع سلامة. والسلام اسم من أسماء الله تعالى. وسلام ممّا يبتدأ به في النكرة، لأنّه اسم يكثر استعماله. يقال سلام عليك، والسلام عليك. وأسماء الاجناس يكثر الابتداء بها، وفائدة نكرتها قريب من فائدة معرفتها. تقول لبيك، وخير بين يديك، وإن شئت قلت، والخير بين يديك، إلاَّ أنّه لمّا جرى ذكر سلام، قبل هذا الموضع، بغير ألف ولام كان الأحسن أن يرد ثانية بالألف واللام[29].

"والسَّلامُ عَلـيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أمُوتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" يقول: والأمنة من الله علـيّ من الشيطان وجنده يوم ولدت أن ينالوا منـّي ما ينالون مـمّن يولد عند الولادة، من الطعن فـيه، ويوم أموت، من هول الـمطلع، ويوم أبعث حيّا يوم القـيامة أن ينالنـي الفزع الذي ينال الناس بـمعاينتهم أهوال ذلك الـيوم"[30]

"والسلام عليَّ" أي والسلامة عليّ من الله "يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً" أي في هذه الأحوال الثلاث: سلامة وأمن له يوم وُلد من عبث الشيطان به وإغوائه إيّاه ويوم يموت من بلاء الدنيا ومن عذاب القبر ويوم يبعث حيّاً من هول المطلع وعذاب النار. وفي هذه الآيات دلالة على أنّه يجوز أن يصف الإنسان نفسه بصفات المدح إذا أراد تعريفها إلى غيره لا على وجه الافتخار. قيل: ولمّا كلَّمهم عيسى (ع) بهذا علموا براءة مريم ثم سكت عيسى (ع) فلم يتكلم بعد ذلك حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان"[31].

وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما "يوم ولدَتْ" بتاء التأنيث وإسناد الفعل إلى مريم والدته[32].

2 المعنى من خلال القرآن الكريم

وردت كلمة السلام أكثر من مئة مرّة في القرآن الكريم، ولكنّ التعبير: السلام عليّ، أو سلام على، أو سلام عليهم، التي وردت ثلاث عشرة مرّة، كلّها بمعنى التهنئة والتطويب. ولنعرض الآيات تباعا لنصل إلى تعبير المسيح عن نفسه: "سلام عليّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أبعثُ حيّا"

"وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ[33] كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"[34]

"جنات عدن يدخلونها... وَالـمَلائِكَةُ يَدْخُـلُونَ عَلَـيْهم مِنْ كُلّ بـابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم[35] بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ"[36]

"وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ[37] وَيَوْمَ يَمُوتُ[38] وَيَوْمَ يُبْعَثُ[39] حَياً"[40]

"قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ[41] سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً"[42]

"الله يقول لموسى وهارون ليذهبا الى فرعون: فَأْتِيَاهُ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ[43] مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ"[44]

"قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ[45] ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ"[46]

"وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ[47] لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ"[48]

سَلاَمٌ عَلَىٰ[49] إِبْرَاهِيمَ[50] سَلاَمٌ عَلَىٰ[51] مُوسَىٰ وَهَارُونَ[52] سَلاَمٌ عَلَىٰ[53] إِلْ يَاسِينَ[54] وَسَلاَمٌ عَلَىٰ[55] ٱلْمُرْسَلِينَ[56]

وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ[57]  طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ[58]

 

إذا، حسب المعنى القرآن، السلام عليّ= طوبى لي، هنيئا لي. ومن هذا المنطلق سنفسِّر هذه الآية الكريمة.

3 الشرح  الجديد

وَالسَّلَامُ عَلَيَّ (مريم\33)

هذا ما يقابلها في الإنجيل للتعبير عن الفرح: "أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة، إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم. فدَخَلَ إلَيها فَقال: "إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ"[59]. هذا الفرح رافق المسيح في كلّ أطوار حياته وبعد قيامته

يَوْمَ وُلِدتُّ (مريم\33)

كان المسيح سبب فرح بميلاده للرعاة الفقراء: "وكانَ في تِلكَ النَّاحِيَةِ رُعاةٌ يَبيتونَ في البَرِّيَّة، يَتناوَبونَ السَّهَرَ في اللَّيلِ على رَعِيَّتِهم. فحَضَرَهم مَلاكُ الرَّبِّ وأَشرَقَ مَجدُ الرَّبِّ حَولَهم، فخافوا خَوفاً شَديداً. فقالَ لَهمُ الـمَلاك: "لا تَخافوا، ها إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ يَكونُ فَرحَ الشَّعبِ كُلِّه: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ. وإِلَيكُم هذِهِ العَلامة: سَتَجِدونَ طِفلاً مُقَمَّطاً مُضجَعاً في مِذوَد". وانضَمَّ إِلى الـمَلاكِ بَغَتةً جُمهورُ الجُندِ السَّماوِيِّينَ يُسَبِّحونَ الله فيَقولون: "الـمَجدُ للهِ في العُلى ! والسَّلامُ في الأَرضِ لِلنَّاسِ فإنَّهم أَهْلُ رِضاه !" فَلَمَّا انصَرَفَ الـمَلائِكَةُ عَنهُم إِلى السَّماءِ، قالَ الرُّعاةُ بَعضُهُم لِبَعض: "هَلُمَّ بِنا إِلى بَيتَ لَحم، فَنَرَى ما حَدَثَ، ذاكَ الَّذي أَخبَرَنا بِه الرَّبّ". وجاؤوا مُسرعين، فوَجَدوا مريمَ ويوسُفَ والطِّفلَ مُضجَعاً في الـمِذوَد. ولَـمَّا رَأَوا ذلكَ جعَلوا يُخبِرونَ بِما قيلَ لَهم في ذلك الطِّفْل. فَجَميعُ الَّذين سَمِعوا الرُّعاةَ تَعَجَّبوا مِمَّا قالوا لَهم وكانَت مَريمُ تَحفَظُ جَميعَ هذهِ الأُمور، وتَتَأَمَّلُها في قَلبِها. ورَجَعَ الرُّعاةُ وهم يُمَجِّدونَ الله ويُسَبِّحونَه على كُلِّ ما سَمِعوا ورَأَوا كَما قيلَ لَهم"[60].

وميلاد المسيح، أيضًا، كان غبطة للملوك المجوس: "والمجوس لمَّا سَمِعوا كَلامَ الَمِلكِ ذَهَبوا. وإِذا الَّنجْمُ الَّذي رأَوهُ في المَشرِقِ يَتَقَدَّمُهم حتَّى بَلَغَ المَكانَ الَّذي فيه الطِّفلُ فوَقفَ فَوقَه. 10فلمَّا أَبصَروا النَّجْمَ فَرِحوا فَرحاً عَظيماً جِدّاً. وَدخَلوا الَبيتَ فرأَوا الطِّفلَ مع أُمِّه مَريم. فجَثَوا له ساجِدين، ثُمَّ فتَحوا حَقائِبَهم وأَهْدَوا إِليه ذَهباً وبَخوراً ومُرّاً"[61].

وَيَوْمَ أَمُوتُ (مريم\33)

لنبدأ بشرح كلمة موت بحسب القواميس العربية: "الميم والواو والتاء أصلٌ صحيح يدلُّ على ذَهاب القُوّة من الشيء. منه المَوْتُ: خلاف الحياة. وإنما قلنا أصلُه ذَهاب القُوّة"[62] "الموتُ: ضدُّ الحياة"[63].

ولنكمل بشرح مفهوم الموت في القرآن الكريم

وردت كلمة الموت، أو فعل مات، بالماضي والمضارع والأمر، أو كصفة للإنسان، أو الحيوان المائت، 148 في القرآن الكريم، منها 147 مرّة بمعنى الموت المعروف، أي فقدان الحياة والنهاية.

133 مرة تتكلم عن الموت مباشرة[64] وعلى سبيل المثال: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَٰتاً فَأَحْيَٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[65]

وترد14 مرة بمعنى قحط الارض أو جفافها فتحيا بعد المطر[66] وعلى سبيل المثال: وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ[67]

ومرة واحدة عن تواصل الطبيعة باعتبار أنّ البزرة هي ميتة

إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ[68]

نستنتج إذا: كلمة موت في القرآن، هي المعنى نفسه الذي نفهمه نحن اليوم عن الموت، فهي نهاية الحياة. وبالرغم من كآبة الموت فالمسيح أيضا كان، بموته سبب فرح وسلام.

أراد المسيح أن يتّخذ طبيعتنا المعرّضة للموت لكي يحرّرنا من سلطان الموت. حقاً اضطرب أمام الموت[69]، وابتهل إلى الآب القادر على إنقاذه منه[70]، لكنه قبل هذه الكأس المرّة[71]. طاعة لله أبيه[72] حتّى الموت"[73]. وعلى الرغم من أن بيلاطس لم يجد فيه ما يستوجب حكم الموت[74]، فلقد قبل أن يتّخذ موته صورة العقاب الذي تستوجبها الشريعة[75]. ذلك لأنّه بحكم أنّه "ولد تحت الشريعة"[76]، وأنّه أخذ جسداً يشبه جسدنا الخاطئ[77]، فقد صار متضامناً مع شعبه، ومع كلّ الجنس البشري، و "جعله الله خطيئة من أجلنا "[78]، فوضع عليه القصاص الذي استوجبته الخطيئة البشريّة. لذا، عندما مات، أبطل كلّ سلطان الخطيئة[79]، رغم براءته، وأخذ على عاتقه حتّى النهاية أوضاع الخطأة " ذائقاً الموت! مثلهم جميعاً[80]، ونازلاً على غرارهم " إلى الجحيم ". ولكن بذهابه هذا عند الموتى، حمل لهم هذه البشرى السارة ألا وهي إعادة الحياة إليهم[81] اذا موت المسيح مثل حبّة الحنطة الملقاة في الأرض[82]. وإن بدا في الظاهر كعقاب للخطيئة، إلا أنه كان في الحقيقة ذبيحة تكفيريّة[83] فبموته، فدى المسيح الشعب اليهودي[84] وجميع الناس"[85]. إذا مات من "أجلنا"[86]، نحن الخطأة[87]، معطياً لنا بذلك أعظم علامة للمحبّة[88]. فليس معناه أنّه يموت بدلاً منّا، وإنّما لصالحنا، لأنّه إذ يموت "من أجل خطايانا"[89] وليصالحنا مع الله[90] ويؤهلنا لقبول الميراث الموعود[91]

وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (مريم\33)

والفرح الكبيرله ولجميع المؤمنين به عندما بعث من القبر، وهذا الشرح المسيحي: لقد انتصر المسيح على الموت عندما كان يعيد الحياة للموتى[92] وفي ملكوت الله الذي أنشأه، حيث كان الموت يتقهقر أمام من كان " القيامة والحياة"[93]. وأخيراً واجهه في عقر داره وانتصر عليه في اللحظة التي كان يبدو الموت فيها أنه قد هزمه. ونزل إلى الجحيم بكلّ سلطان. ليُخرج منه من شاء، إذ "بيده مفتاح الموت والجحيم"[94] ولأنه ذاق ألم الموت كله الله بالمجد[95]. وحققت هذه القيامة" من الأموات ما كانت الكتب المقدّسة تنبأت عنها[96]، وأصبح "البكر بين الأموات"[97] وبالفعل عينه أبطلت قوة إبليس المتسلّط على الموت[98]. ختاماً، في آخر الأيّام، سيبرز انتصاره الباهر عند القيامة العامّة. عندئذٍ سوف يبيد الموت إلى الأبد، إذ قد ابتلع الظفر الموت[99]. وسوف يرد الموت والجحيم فرائسهما. بعدها، سيلقيان مع إبليس في بركة النار والكبريت، هذا هو الموت الثاني[100]

 

ثانيا: سورة آل عمران

إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ  (آل عمران \55)

 

إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (آل عمران \55)

هذا ما يقابله في الإنجيل: فصاحَ يسوعُ بِأَعلى صَوتِه قال: "يا أَبَتِ، في يَدَيكَ أَجعَلُ رُوحي! قالَ هذا ولَفَظَ الرُّوح"[101].

لنبدأ بشرح كلمة وفاة من خلال القرآن الكريم.

لقد جمعت الآيات الكريمة التي ترد فيها كلمة وفاة لتوضيح كلمة وفاة وضبط معناها: أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي[102] يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا[103] بواسطة رُسُله[104] فهو خَلَقَكُمْ[105] وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ[106] ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ[107] والطَيِّبِينَ يدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ[108] رَبَّنَآ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ[109] وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ[110] ٱلأَبْرَارِ[111]

والبعض:إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ[112] بمَّا كَسَبوا[113] ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ[114] يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ[115] ومَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ[116] امّا النساء الخاطئات: فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي ٱلْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ ٱلْمَوْتُ[117] اذا هذه الايات الكريمة، وعددها عشرون، تثبت انّ كلمة وفاة في القرآن تعني الموت. لكن آية واحدة، تشبّه النوم بالموت: الله ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم بِٱلَّيلِ[118]. وذلك حسب المثل القائل: النائم مثل المائت. ولكن على هذا الأساس، فقط، اعتمد المفسّرون المسلمون ليشرحوا الآيتين الكريمتين عن المسيح، كونه لم يمت، لكن الله أنامه ورفعه اليه. إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ[119] مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ[120]

 

وَرَافِعُكَ

لهذه الكلمة معان عديدة

ففي القرآن الكريم انفرد المسيح بالرفع حيّا إلى السماء إو الى الله[121].

في انجيل يوحنا ترد هذه الكلمة 3 مرات وفي المرات الثلاث تعني معانٍ ثلاث في الوقت عينه: الرفع على الصليب، الرفع من القبر أي القيامة، والرفع إلى السماء، أي الصعود.

1 "وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان 15لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن بي[122].

2 "فقالَ لَهم يسوع: "متى رَفَعتُمُ ابْنَ الإِنسان عَرَفتُم أَنِّي أَنا هو وأَنِّي لا أَعمَلُ شَيئاً مِن عِندي بل أَقولُ ما علَّمَني الآب"[123].

3 "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين. وقالَ ذلك مُشيراً إِلى المِيتَةِ الَّتي سَيَموتُها"[124].

بالنتيجة رافعك: أي رافعك من القبر ورافعك الى السماء

إِلَيَّ (55/آل عمران)

أي إلى الله، لأنّ الله هو المتكلّم. وهذا ما ورد عن المسيح نفسه في إنجيل يوحنّا: "قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إِلى أَقْصى حُدودِه"[125].

وَمُطَهِّرُكَ (55/آل عمران)

لغة: مطهرّك تعني مُكرّسك أو مُقدّسك[126] وبهذا المعنى وردت في الإنجيل:

أَجابَهم يسوع: "أَلَم يُكتَبْ في شَريعتِكم: قُلتُ إِنَّكُم آلِهَة؟ فإِذا كانَتِ الشَّريعَةُ تَدعو آلِهَةً مَن أُلْقِيَت إِلَيهِم كَلِمَةُ الله - ولا يُنسَخُ الكِتاب - فكَيفَ تَقولونَ لِلَّذي قَدَّسَه الآبُ وأَرسَلَه إِلى العالَم: أَنتَ تُجَدِّف، لأَنِّي قُلتُ إِنِّي ابنُ الله؟ إِذا كُنتُ لا أَعمَلُ أَعمالَ أَبي فَلا تُصَدِّقوني"[127].

مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (55/آل عمران)

الكفر، لغة، يعني عدم الإيمان. والذين كفروا أي الغير المؤمنين بالمسيح وهم اليهود[128]

وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ  (55/آل عمران)

هذه الآية الكريمة تطابق ما جاء في إنجيل متّى عن أنّ الرسل، أتباع المسيح، سيجلسون على كرسي القضاء، ويحكمون الشعب اليهوديّ يوم القيامة.

فقالَ لَه بُطرس: "ها قد تَرَكْنا نَحنُ كُلَّ شيءٍ وتَبِعناك، فماذا يكونُ مَصيرُنا ؟" فقالَ لهم يسوع: "الحَقَّ أَقولُ لكم: أَنتُم الَّذينَ تَبِعوني، متى جلَسَ ابنُ الإِنسانِ على عَرشِ مَجدِه (يوم القيامة) عِندما يُجَدَّدُ كُلُّ شَيء، تَجلِسونَ أَنتم أَيضاً على اثنَي عَشَرَ عَرْشاً، لِتَدينوا أَسباطَ إِسرائيلَ الاثَنيْ عَشَر"[129].

 

اختلاف المسلمون في التفسير

"إِنَّ عِيسَى لَـمْ يَـمُتْ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَـيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ القِـيامَةِ" الآية كلّها، قال: رفعه الله إلـيه، فهو عنده فـي السماء.

"وقال آخرون: معنى ذلك: إنـّي متوفّـيك وفـاة موت: إنّـي مـميتك. توفـّى الله عيسى ابن مريـم ثلاث ساعات من النهار حتـى رفعه إلـيه"[130]. "وأماته الله ثلاث ساعات"[131] "والنصارى يزعمون أنه توفّـاه سبع ساعات من النهار، ثم أحياه الله"[132].

ثالثا: سورة المائدة

"مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"[133]

مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ (117/المائدة)

وهذا ما يقابله في الإنجيل: قالَ لَهم يسوع: "طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه"[134]. "أَنا لا أَستَطيعُ أَن أَفعَلَ شَيئاً مِن عِندي بل أَحكُمُ على ما أَسمَع وحُكمي عادِل لأَنِّي لا أَتَوَخَّى مَشيئَتي بل مَشيئَةَ الَّذي أَرسَلَني"[135]. "إِنِّي قد مَجَّدتُكَ في الأَرض فأَتمَمتُ العَمَلَ الَّذي وَكَلتَ إِلَيَّ أَن أَعمَلَه"[136]

أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ (المائدة /117)

وهذا ما يقابله في الإنجيل: ثُمَّ مَضى بِه إِبليسُ إِلى جَبَلٍ عالٍ جدّاً وأَراهُ جَميعَ مَمالِكِ الدُّنيا ومَجدَها، وقالَ له: "أُعطيكَ هذا كُلَّه إِن جَثوتَ لي سـاجداً". فقالَ له يسوع: "اِذهَبْ، يا شَيطان! لأَنَّه مَكتوب: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد وايَّاهُ وَحدَه تَعبُد"[137].

رَبِّي وَرَبَّكُمْ (المائدة \117)

وهذا ما يقابله في الإنجيل: فقالَ يسوع لمريم المجدلية: "لا تُمسِكيني، إِنِّي لم أَصعَدْ بَعدُ إِلى أَبي، بلِ اذَهبي إِلى إِخوَتي، فقولي لَهم إِنِّي صاعِدٌ إِلى أَبي وأَبيكُم، وإِلهي وإِلهِكُم"[138].

وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (المائدة \117)

أي كنت لاجلهم شاهدا وأوصلت لهم تعاليمك

وهذا ما يقابله في الإنجيل: "أَظهَرتُ اسمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبتَهُم لي مِن بَينِ العالَم. وقَد حَفِظوا كَلِمَتَكَ وعَرفوا الآنَ أَنَّ الكلامَ الَّذي بَلَّغَتنيه بَلَّغتُهم إِيَّاه فقَبِلوه."[139].

مَّا دُمْتُ فِيهِمْ (المائدة \117)

وهذا ما يقابله في الإنجيل: "لَمَّا كُنتُ معَهم حَفِظتُهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي وسَهِرتُ فلَم يَهلِكْ مِنهُم أَحَدٌ إِلاَّ ابنُ الهَلاك فتَمَّ ما كُتِب"[140].

فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي[141] كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (المائدة \117)

وهذا ما يقابله في الإنجيل: لَستُ بَعدَ اليَومِ في العالَم وَأَمَّا هُم فلا يَزالونَ في العالَم وأَنا ذاهِبٌ إِليكَ. يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي[142].

وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة \117)

هذه الآية الكريمة من أجمل الآيات التي تتكلّم عن المسيح. فهي تقرب إلى حدّ بعيد صلاة يسوع الكهنوتيّة في إنجيل يوحنّا، الفصل 17، ولو مختصرة، لكنّها تحوي نقاط مهمّة من الصلاة.

 

 

 

 

الفصل الثالث: الآيات الكريمة التي تتكلّم عن صلب المسيح

اولا: سورة الطارق

حسب ما تبيّن لنا، إنّ سورة الطارق هي من أهمّ السور التي تتكلّم عن المسيح دون ان تُسمّيه: فالمسيح هو الطارق[143]، وهو النجم الثاقب[144]، وهو من يعرف خفايا النفس ويحفظها[145]، ويحميها ويحفظها[146] لذلك على الانسان أن ينظر ممّا خلق، أي من الماء الدافق من جنب المسيح على الصليب[147]، ليعرف ما هو الثمن الذي دُفع عنه ليُخلق أو يولد ثانية.

وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ[148] (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ[149] (2) النَّجْمُ[150] الثَّاقِبُ[151] (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ[152] (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ[153] (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ[154] وَالتَّرَائِبِ[155] (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ[156] (توبته) لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ[157] (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ[158] (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ[159] (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ[160] (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا[161] (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا[162] (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)

ما يهمّنا في بحثنا هذا: الآيات 5-7. فهي تتكلّم بوضوح عن صلب المسيح، وطعن جنبه بحربة إذ فاض الماء من بين الظهر (الصلب) والصدر (الترائب)، أي الجنب[163].

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)

لنبدأ بشرح:

ماء دَافِقٍ (الطارق\6)

كلمة دافق تعني غزارة وقوة جريان المياه! مما يعني قوة جريان نبع أو بالأحرى نهر! وهذا ما تغنّى به آباء الكنيسة وانتقلت إلى الصلوات الليتورجيّة.

 

ففي الليتورجيّة البيزنطية يا يسوع الحياة التي ترتلها فيروز: المسيح الحياة حين ذاق الممات اعتق الناس من الموت ولقد منح الحياة للجميع. فاض من جنبك كمن نبع واحد جدول مضاعف منه نستقي مثمر لنا الحياة الخالدة.

وفي الليتورجيّة المارونيّة التي ترتلها جوقة الكسليك المأخوذة عن الليتورجيّة المارونيّة القديمة: حُبّه (المسيح) دم يهرق قلبه ماء يدفُق.

والقدّيس أفرام السريانيّ (+373)  في اناشيد الدنح يوضح أيضا: تفجر نبع ماء، شاف ويعطي الحياة، من جنب المسيح. شرب منه المرضى فبرئوا.[164]

والبابا بنديكتس السادس عشر في كتابه يسوع الناصري من دخوله أورشليم إلى القيامة يشرح هذا الموضوع: رأى آباء الكنيسة في خروج الدم والماء أنّه رمز الأسرار الأساسيّة وهما القربان المقدّس والعماد. والجدولين هما تيّار جديد خلق الكنيسة وتجدّد الإنسان.[165]

ولنكمل:

يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (الطارق\7)

إن لهذه الآية الكريمة تفسيرين:

1-اذا اتبعنا تفسير الشرّاح المسلمين تصبح بين الصلب والترائب: الجنب، أي جنب المسيح من حيث فاض ودفق الماء والدم![166]

 

2- إذا قرأنا بين الصَلب (بفتح الصاد كما يبان في إحدى القراءات للقرآن الكريم) فتصبح صلب المسيح

والترائب: جمع تربة أي قبور! مثل خربة تجمع خرب وخرائب! وتربة تجمع ترب وترائب!

فتصبح بين الصلب والدفن! وهذا النصّ موجود حرفيّا عند كيريلوس الأورشليمي:

 

"بعد ذلك كنتم منقادين باليد إلى الجرن المقدّس، جرن العماد الالهي، كما اقتيد المسيح من الصليب إلى القبر الذي هو أمامكم". [167]

 

وهذا هو الوقت الذي طعن جنب المسيح بالحربة كان قد مات وقبل دفنه بدقائق. وهذا ما يشرحه آباء الكنيسة: يشبّهون المسيح، آدم الجديد، النائم على الصليب، لأنّ الجند رأوه مات[168] عند فتح جنبه بحربة[169] ولدت الكنيسة! يشبه آدم الذي ألقى الله عليه سباتا ومن ضلعه ولدت حوّاء.[170]

وهذا ما يشرحه يوحنّا فم الذهب (+415):

وخرج من جنبه ماء ودم. قلت أنّ هذا الماء وهذا الدم كانا رمزا للعماد والاسرار. فمن هذين السرّين قد وُجدت الكنيسة بواسطة "غسل الميلاد الثاني والتجديد بالروح القدس" بواسطة المعموديّة، والأسرار. فإنّ آية العماد والأسرار قد خرجت من جنبه. إذا فالمسيح قد صاغ الكنيسة كما صاغ حواء من جنب آدم. لذلك فإنّ موسى، عندما "يخبرنا عن الانسان الأوّل، يجعله يتكلّم عن "العظم من عظامي ولحم من لحمي"، وهو يريد أن يشير لنا إلى جنب الرب. وكما أنّ الله قد انتزع من جنب آدم لكي يصوّر المرأة، كذلك المسيح أعطانا من جنبه الدم والماء لكي يصوّر الكنيسة. وكما أنّ الاقتطاع قد تمّ في وقت انخطاف آدم في النوم، هكذا الآن قد أعطانا الدم والماء بعد موته. فكان الموت كما كان الانخطاف، لكي تتعلّم أنّ الموت منذ الآن وصاعدا لم يعد إلاّ رقادا.

"لقد رأيتم كيف اتحد المسيح بعروسه؟ لقد رأيتم بأي طعام هو يغذينا جميعا فبالطعام نفسه قد صُوّرنا وقد غُذّينا. وكما أنّ المرأة تغذّي بدمها وبحليبها من ولدته، كذلك أيضا المسيح يُغذّي بصورة دائمة من قد ولدهم"[171]

ثانيا: سورة البقرة

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87/البقرة)

تردّد هذه الآية الكريمة كلام المسيح مع الكتبة والفريسيين، في إنجيل متّى، حين وجّه لهم الويلات:

"الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم تَبنونَ قُبورَ الأَنبِياء وتُزَيِّنونَ ضَرائحَ الصِّدِّيقين وتقولون: لو عِشْنا في أَيَّامِ آبائِنا، لما شارَكناهُم في دَمِ الأَنبِياء. فَأَنتُم تَشهَدونَ على أَنفُسِكم بِأَنَّكم أَبناءُ قَتَلَةِ الأَنبِياء. فاملأُوا أَنتُم مِكيالَ آبائِكُم. أَيُّها الحَيَّاتُ أَولادُ الأفاعي، كَيفَ لَكم أَن تَهرُبوا مِن عِقابِ جَهَنَّم؟ مِنْ أَجْلِ ذلك هاءَنَذا أُرسِلُ إِلَيْكُم أَنبِياءَ وحُكَماءَ وكَتَبَة، فَبَعضَهم تَقتُلونَ وتصلِبون، وبَعضَهم في مَجامِعِكم تَجلِدون ومن مَدينَةٍ إِلى مَدينَةٍ تُطارِدون"[172].

النتيجة قائمة في موقف اليهود من الأنبياء والمسيح. فقد كذَّبوا موسى والياس، وقتلوا أشعيا وإرميا والمسيح.

ثالثا: سورة الصافات

 

تتكلم، ضمنا، هذه السورة عن موت المسيح الفادي، الذي حرَّر اسحق من الذبح، وذُبِح عنه. فلنعرض ونشرح

فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)

هنا بعد عرض الآيات التي تسبق فداء المسيح لاسحق، نبدأ بشرح آية الفداء:

 

وَفَدَيْنَاهُ (الصافات/ 107)

فدى: دال في أصله على طعام كالتمر والشعير ونحوهما، وحين احتاج الناس إلى ما يبادلون به أسراهم الذين يقعون في أيدي أعدائهم، ظهرت لفظة الفداء والمفاداة والافتداء[173]، وهنا أن يعطي أهل الأسير مالاً أو ما يقوم بمقامه، لإعادة الأسير إلى اهله. وهو نوع من التضحية بالمال. ومن هنا جاء الفداء بمعنى التضحية، منتقلا من المال إلى النفس. فأنت تقول فديته بنفسي كأنّك ضحيت من أجله.

وجاء بهذه المعاني في التنزيل العزيز: فمعنى الافتداء بالمال وما إليه ملحوظ في آيات عديدة منها وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ[174]؛ وإن جاؤوكم أسارى تفادوهم[175] ومعنى افتداء النفس بالنفس: يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وحاحبته وأخيه[176] وجاءت الفدية أيضا دفعًا لقصور عن بعض العبادات أو تقصير فيها، كما في قوله، تعالى: على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوّع خيرًا فهو خير له[177] وذلك في الصيام[178]

 

 

 

 

بذبح (الصافات/ 107)

وردت كلمة ذبح أو ما يعادلها 9 مرّات في القرآن: وردت بمعنى قتل 4 مرّات[179] ومرّة للذبح أمام النصب[180] ومرّتين ذبيحة أو قربان على الطريقة اليهوديّة ذبيحة كفارة عن الخطيئة[181] وأخيرا ذبيحة ابراهيم لابنه إسحق[182] يرى الشرّاح المسلمون أنّ ابراهيم قدّم ابنه إسماعيل قربانًا، كون النص لا يذكر الاسم صراحة. وربّما استندوا على الآيتين: وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ[183] وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ[184] كون إسحق لم يولد بعد. ولكن كلمة بشرناه هنا تعني مستقبل إسحق، لا عن ولادته، كونه في عداد الموتى بسبب تقدمته محرقة لله.

 

عظيم (الصافات/ 107)

مِنْ صِفاتِ الله عزَّ وجلَّ العلِيُّ العظيم[185] وترد في القران عشرات المرات[186] وأيضا كتاب الله القرآن عظيم[187] والنبي على خلق عظيم[188] والجنّة هي الفوز والأجر العظيم[189] ويوم الحساب في النار فهو عظيم[190]  وللتعبير عن الظلم الذي مرّ به اليهود في مصر على يد فرعون[191] وموسى وهارون[192] ونوح من الطوفان[193] والشرك بالله هو ظلم عظيم[194] وحنث عظيم[195] وللتعبير عن عظمة المشهد الغير اعتيادي فسور الماء، عندما شق موسى البحر، أصبح كالجبل العظيم[196] وعرش الملكة بلقيس العظيم[197] طوله 80 ذراعا وعرضه 40 ذراعا وعلوه 30 ذراعا[198] أو للتعبير عن الافتراء القاسي ضدّ يوسف[199] وللتعبير عن عظمة سحر سحرة فرعون[200] ولمكانة قارون العظيمة أمام الله[201]

إذا، قرأنيّا، كلمة عظيم تعني آخر حدود الكبر والفخامة أو الفرح أو الحزن...

 

المسيح هو الذبح العظيم

لذلك نرجّح تفسير وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ[202] بأن الذبح العظيم ليس كبشا؛ فالكبش ليس أعظم الضحايا، فهناك الثور أو الجمل أعظم منه حيوانيّا. ونضيف، مهما تعلو قيمة الذبيحة الحيوانيّة، فهي ما دون الذبيحة البشريّة، وخاصّة ما دون إسحق، وحيد إبراهيم من الحرّة وموعود الله؛ لكنّ الذبح العظيم هو المسيح نفسه، وهذا ما ورد حرفيّا في نصوص الصلوات السريانيّة القديمة:

بأفرا قدم ابرؤم دنقرب ؤوا قوإبنا. باةرا دامر لؤ مرؤ بنا علةا وسدر قيًسا. فكر طليا شمط سكينا وقلا اةا لؤ من روما ؤّ كلي سكينك من طليا دبري اةا وفرق علـــــــمًا[203] وفشط أورؤ بحدوا ربا قدم سكينا. وشرا فكإوؤ دايسحق ورعي لابوؤي.[204]

وهذه الفكرة تُرجمت شعرا للصلاة بالعربية: بكَّر أبرام المأمور بالوحيد (اسحق) صوب الطور، هيّأَ السكِّين والنار والوقود لابن بار، لما هَمَّ بالغلام، (أن يذبح) نادى الله: يا أبرام، لا تؤذي ابنك الحبيب! إبني، في ملء الايام، يفديه فوق الصليب! أيّها الآبُ، أرجعتَ إسحق حيًّا للام، وابنك الحيَّ جرعتَ كأس الموت، موت الدم"[205]

وفكرة الصلاة هذه، على الارجح، مستوحاة من نص من رسالة العبرانيين: بِالإِيمانِ قَرَّبَ إِبراهيمُ إِسحق، لَمَّا امتُحِنَ. فَكانَ يُقَرِّبُ ابنَه الوَحيد، وقَد تَلقَّى المَواعِد، وكانَ قد قيلَ لَه: "بِإِسْحقَ سيَكونُ لَكَ نَسْلٌ يَحمِلُ اَسمَك". فقَدِ اعتَقَدَ أَنَّ اللهَ قادِرٌ حتَّى على أَن يُقيمَ مِن بَينِ الأَمْوات. لِذلِك استَردَّه، وفي هذا رَمْز[206].

وقد وسَّع هذه الفكرة نفسها اوريجانوس (+256) في شرحه سفر التكوين:

"كَلَّمَ إِسحقُ إِبْراهيمَ أَباه قال: "يا أَبَتِ". قال: "هاءَنَذا، يا بُنَيَّ". قال: "هذه النَّارُ والحَطَب، فأَينَ الحَمَلُ لِلمُحرَقة؟"  فقالَ إِبْراهيم: "اللهُ يَرَى لِنَفْسِه الحَمَلَ لِلمُحرَقةِ، يا بُنَيَّ"[207]... أجاب ابراهيم بالمستقبل ابنه الذي يسأل عن الحاضر وهذا لأنّ الرب نفسه كان سيهتم هو بنفسه بالحمل في شخص المسيح، لأن الحكمة نفسها بنت لنفسها بيتا[208]، وهو نفسه تواضع حتى الموت؛[209]، وكل ما ستقرأه عن المسيح ستكتشف انّه صنعه بحريّة لا بقسر... يقول القديس بولس: إن الله لم يبخل بابنه الخاص بل أسلمه عنّا جميعنا. أنظر كيف أنّ الله يسابق البشر في الكرم بنوع بهيّ: إنّ ابراهيم قدّم لله ابنا قابلا للموت دون أن يلقى موتا؛ والله أسلم للموت ابنا غير قابل للموت عن الناس... قلنا أنّ اسحق كان رمزا للمسيح؛ مع ذلك هنا يبدو أنّ الحمل يرمز أيضا إلى المسيح. من المهم أن نعرف كيف أنّ المثالين، اسحق الذي لم يُذبح والحمل الذي ذُبح، ينطبقان على المسيح.

المسيح هو كلمة الله، ولكن الكلمة صار بشرا[210] وبالتالي يوجد في المسيح شيء يأتي من علُ وشيء آخر قبله من الطبيعة البشريّة ومن الحشا البتولي. إذا فالمسيح يتألّم، ولكنّ هذا في الجسد؛ لقد احتمل الموت، ولكنّ الجسد هو الذي احتمله، والحمل هنا هو رمز له. كان يوحنا يقول أيضا الشيء نفسه: هذا هو حمل الله، هذا هو الذي يمحو خطيئة العالم[211]. وبالعكس فإنّ الكلمة، الذي هو المسيح بحسب الروح، والذي يصوّره اسحق، بقي في عدم الفساد[212] لذلك فهو في الوقت عينه الذبيحة ورئيس الكهنة. فبحسب الروح، يقدّم الذبيحة لأبيه؛ بحسب الجسد، هو نفسه مقرّب على مذبح الصليب. لأنّه كما قيل عنه: هذا هو حمل الله، هذا الذي يمحو خطيئة العالم[213]، قيل ايضا عنه: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق" [214]

 

لقد اختبر الله إبراهيم فطلب منه أن يقدّم كذبيحةٍ ابنه اسحق، الذي كان عليه بالذات يتوقف الوعد[215]. "ولم يرفض إبراهيم تقديم ابنه وحيده"[216] لكنّ الله هو الذي حفظ اسحق، وعنى بنفسه على تدبير حمل للمحرقة[217] وسيأتي اليوم الذي يهزم فيه الموت، وحينئذ تظهر ذبيحة اسحق كمشهد له دلالته النبوية [218]

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع: آيات الشبه الشهيرة

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ (بعد الموت) يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159/النساء)

التفسير التقليدي

أجمع الشرّاح المسلمون، تقريبا، في شرحهم هذه الآيات الكريمة، على ان المسيح لم يمت، واعتبروا، بأكثريتهم، أنّ ذكر وفاة المسيح ما هي إلاّ نوم. لذلك ما ذُكر عن موته[219] إنّما هو بعد  مجيئه الثاني، ويدفنه المسلمون بعد أن يحكم 40 عاما[220].

يستعين الطبري بالإنجيل ليشرح، على طريقته، رواية صلب المسيح:

"الـحقّ لـيكفرنّ بـي أحدكم قبل أن يصيح الديك[221] ثلاث مرّات، ولَـيبـيعِّنـي[222] أحدكم بدراهم يسيرة، ولـيأكلنّ ثمنـي فخرجوا وتفرّقوا[223]. وكانت الـيهود تطلبه[224]، فأخذوا شمعون أحد الـحواريّـين، فقالوا: هذا من أصحابه، فجحد، وقال: ما أنا بصاحبه، فتركوه. ثم أخذه آخرون، فجحد كذلك، ثم سمع صوت ديك، فبكى وأحزنه[225]. فلمّا أصبح أتى أحد الحواريّين إلى الـيهود، فقال: ما تجعلون لـي إن دللتكم على الـمسيح؟ فجعلوا له ثلاثـين درهماً، فأخذها ودلَّهم علـيه[226]، وكان شُبّه علـيهم قبل ذلك، فأخذوه فـاستوثقوا منه وربطوه[227] بـالـحبل، فجعلوا يقودونه ويقولون له: أنت كنت تـحيـي الـموتـى وتنتهر الشيطان وتبرىء الـمـجنون؟ أفلا تنـجى نفسك من هذا الـحبل؟ ويبصقون علـيه[228]، ويـلقون علـيه الشوك، حتـّى أتوا به الـخشبة التـي أرادوا أن يصلبوه علـيها[229]، فرفعه الله إلـيه، وصلبوا ما شُبّه لهم، فمكث سبعاً. ثم إن أمّه والـمرأة التـي كان يداويها عيسى فأبرأها الله من الـجنون[230] جاءتا تبكيان حيث كان الـمصلوب، فجاءهما عيسى، فقال: علام تبكيان؟ قالتا علـيك، فقال: إنـّي قد رفعنـي الله إلـيه، ولـم يصبنـي إلا خير[231]، وإن هذا شيء شُبِّه لهم، فأْمُرا الـحواريّـين أن يَـلْقَونـي إلـى مكان كذا وكذا[232] فلقوه إلـى ذلك الـمكان أحد عشر[233]، وفُقِد الذي كان بـاعه ودلّ علـيه الـيهود، فسأل عنه أصحابه، فقالوا: إنه ندم علـى ما صنع، فـاختنق وقتل نفسه[234]. ثم سألهم عن غلام يتبعهم يقال له: يُحَنَّا[235]، فقال: هو معكم فـانطلقوا[236] فإنه سيصبح كل إنسان منكم يحدّث بلغة قوم[237]، فلـينذرهم ولـيدعهم[238].

إذا سلّمنا بتفسير، إمام المفسّرين، الطبري، نلتقي مع الفرق الغنوصيّة المسيحيّة التي اعتقد بعضها إنّ المسيح إلها؛ وإذا رآوه الناس إنسانا، هذا فقط بالشكل لا بالمضمون. أي كان بالشكل إنسانا، لكن لا يحمل صفات الإنسان: كالألم، والتعب، والجوع، والعطش، والضعف، والمحدوديّة. لذا حاولوا بطرق عديدة إيجاد حلّ لمشكلة الم وصلب المسيح: فبعضهم اعتقد بأنّ: "المسيح (الاله) نزل على يسوع في عماده في الاردن وفارقه قبل استشهاده"[239]. ويقولون في ذلك أنّ يسوع عندما صُلب ارتفع المسيح عنه قبل استشهاده، والمسيح فارق يسوع ابن مريم قبل موته على الصليب"[240] إلاّ أنّ بعضهم يقول بـ "أنّ المسيح يتحوّل برضاه من صورة إلى صورة: فقد ألقى في صلبه شبهة على سمعان القيرواني[241]، سمعان بدلا عنه، فيما هو ارتفع حيّا إلى الذي أرسله، ماكرا بجميع الذين مكروا عليه، لأنّه كان غير منظور للجميع"[242] لكن هذا الشرح لا ينسجم أبدا مع المفهوم القرآني للمسيح. فالقرآن يركّز جيدا على إنسانيّة المسيح، فهو إنسان بكلّ ما للكلمة من معنى، مع أنّه ولد بمعجزة.

إذا، هذا المفهوم لشخصيّة المسيح، وخاصّة ألوهيّته المحضة، تخالف مفهوميّة شخصية المسيح في القران الكريم، حيث يعتبر المسيح، بشكل عام، نبي وإنسان يعيش بين الناس، ينام ويتعب، ويأكل ويشرب... فالمسيح بحسب نصوص القرآن الكريم، مع أنه كَلِمَة الله وَرُوحٌ مِّنْهُ[243] فهو: عَبْدُ اللَّهِ[244] وعليه بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ[245]  وينكر ما نسب إليه من ألوهية[246]

وهذه أيضا بعض الأحاديث التي تركّز على إنسانيّة المسيح:

"قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: يا رسول الله، لو اتخذت حمارا تركبه لحاجتك؟ قال: أنا أكرم على الله من أن يجعل لي شيئا يشغلني به"[247].

وكان [عيسى] سيّاحا يسيح في الارض لا يأويه بيت ولا قرية. حلته برنس شعر أو وبر الإبل، وفي يده عصا هراوة. حيث ما جنّت الليلة سراجه ضوء القمر وظله ظلمة الليل، فرشه الأرض وسادة الحجر، بقله ورياحينه عشب الأرض، وربما طوى الأيام جائعا. إذا أصابته الشدّة فرح، وإذا أصابه الرخاء حزن[248].

قال المسيح عليه الصلاة والسلام في الماء: هذا أبي، وفي الخبز: هذا أمي[249]. يريد أنهما يغذيان الأبدان كما يغذّيها الأبوان[250].

إن كنت تريد صوم ابن العذراء البتول، يعني عيسى بن مريم عليهما السلام، فإنّه كان يصوم الدهر كلّه ويأكل الشعير ويلبس الشعر الخشن، وكان حيثما أدركه الليل صفّ قدميه يصلّي حتّى يرى علامة الفجر قد طلعت، وكان لا يقوم مقاما إلاّ صلّى ركعتين فيه. وإن كنت تريد صوم أمّه، فإنّها كانت تصوم يومين وتفطر يومين[251].

روي أنّ عيسى عليه السلام مكث يناجي ربّه ستّين صباحا لم يأكل فخطر بباله الخبز فانقطع عن المناجاة فإذا رغيف موضوع بين يديه فجلس يبكي على فقد المناجاة، وإذا شيخ قد أظلّه فقال له عيسى: بارك الله فيك يا وليّ الله، ادعُ الله تعالى لي، فإنّي كنت في حالة فخطر ببالي الخبز فانقطعت عنّي. فقال الشيخ: اللهم، إن كنت تعلم أن خطر ببالي منذ عرفتك فلا تغفر لي، بل كان إذا حضر لي شيء أكلته من غير فكر وخاطر[252].

التفسير الجديد

توصلنا، بعونه تعالى، إلى شرح مقبول، إنّما بنظرة مختلفة عن التقليد وذلك بالتحليل اللغوي، وبالاستناد إلى بقيّة معاني القرآن التي تختصّ بهذا الموضوع، وبالاستناد إلى نصّ مكاريوس- سمعان المنحول.

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159/النساء)

لنبدأ بتفصيل الشروحات فقرة فقرة

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ

اضطر المفسرون المسلمون الى ادخال عناصر جديدة لتفسير النص، مثل ادخال شخص آخر مات بدلا عن المسيح، وهذا لم يذكره النص القرآني قطعا! لذلك لا يعني الشبه هنا، إنّ اليهود استشبهوا بأحد أنّه هو المسيح وصلبوه مكانه، ولكن تهيّأ لهم، أي اعتقدوا، أنّهم بقتل المسيح سينتهون منه ومن رسالته. لكن الله رفعه إليه، أي أقامه من القبر وأصعده إليه. إذا أفشل الله، سبحانه وتعالى، مخطّط اليهود الشرير ضدّ المسيح، وتابع رسالته من بعد موته وقيامته، وأسّس الكنيسة المبنيّة على صخرة شمعون زعيم الحواريين.

وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ[253] فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)

في هذه الآية تتمّة لمّا ورد أعلاه. فاليهود اختلفوا بشخصه؛ فكانوا يروه إنسانا عاديّا كبقيّة الناس، يأكل ويشرب، ويتألّم، ويمشي ويتعب ككلّ إنسان، وبالمقابل كانت تجري المعجزات والشفاءات على يده. لذا اختلفوا في شخصه الذي حيّرهم، من أين له هذه الكرامات؟ أليس هذا النجّار ابن مريم؟[254] لذلك اعتقدوا أنّهم سينتهون منه، كما انتهوا من الأنبياء من قبله. لكنّ أملهم خاب وظنّهم كان في غير محلّه، فالله، سبحانه وتعالى، رفعه إليه أي أقامه من القبر وأصعده إليه. وقد وضعنا أدناه النصوص المقابلة النص العربيّ القديم للمخطوط والنص اليوناني ونص القرآن الكريم للتسهيل على القارئ.

بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِن مِّنْ[255] أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ[256] قَبْلَ مَوْتِهِ[257]

موته، هنا، تعني موت المسيح، حسب الشراح المسلمين. إذا ذكر موت المسيح هنا، بعد آية الشبه، التي فسّرها المسلمون بأنّ المسيح لم يمت، حجّة إضافيّة بأنّ تفسير الشبه هذا، يغاير المعنى العام للقرآن الكريم، عن موت المسيح، ويرجّح تفسيرنا.

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ[258] يَكُونُ عَلَيْهِمْ[259] شَهِيدًا[260] (159/النساء)

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ (بعد الموت)

ترد كلمة: يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ[261] في القرآن 70 مرّة وتعني بمجملها القيامة العامّة بعد الموت: حيث تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ[262] إذ الجميع يُبْعَثُونَ[263] فالَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ[264] وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ[265] لهم لَعْنَةً[266] ويُخْزِيهِمْ الله[267] ولاَ يُنصَرُونَ[268] اذ يضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ[269] ثُمَّ يُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ[270] ويَجْمَعَهمْ[271] عميانا[272] وَبُكْماً وَصُمّاً[273] ولاَ يقِيمُ لَهُمْ وَزْناً[274] ولاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ[275] لاَ يُزَكِّيهِمْ[276] ويُضَاعَفْ لَهُم عَذَابُ[277] حَرِيقِ[278] ٱلنَّارَ[279] السيء[280] الأَلِيمٌ[281] فٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ[282] وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ[283] ولَن تَنفَعَهُمْ أَرْحَامُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ[284] يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـهمْ[285] وبَعْضهمْ بِبَعْضٍ[286] وَلَيُسْأَلُنَّ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ[287] عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ[288] فَلاَ تُخْزِنَا إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ[289]

والله يوم القيامة، أيضا، يكون حكما بين الناس: بما يَخْتَصِمُونَ[290] فيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ[291] إذ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ[292] وَكُلَّ إِنْسَانٍ يُخْرِجُ لَهُ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً[293]

هنا استعمل القرآن تعبير يوم القيامة بالمطلق، لما لقيامة المسيح من القبر أهمّيّة كبرى. فالأفضل هنا، هو يوم قيامة المسيح من بين الأموات، لا القيامة العامّة، حسب سياق النص. فيوم قيامته صار محطّة كبيرة في إيمان اتباعه، إذ انطلقوا يعيدوا ذكراه كلّ سنة وأصبح عيد القيامة، ولا يزال المسيحيّون، إلى اليوم، يحتفلون بهذا العيد، ويستعدّون له بالأصوام والصلوات.  وبهذا المعنى وردت عند مكاريوس المنحول: يوم القيامة= يوم قيامة المسيح من بين الاموات[294]

يَكُونُ عَلَيْهِمْ[295] شَهِيدًا[296] (159/النساء)

أي يكون شاهدا أمامهم على أنّ الله تعالى أقامه من بين الأموات. وهذا بعض ما ورد في الأناجيل عن قيامة المسيح:

وفي مَساءِ ذلك اليَومِ[297]، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: "السَّلامُ علَيكم!" قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ[298].

وهذه المقارنة بين نص القرآن الكريم وما يوازيه من مخطوط مكاريوس-سمعان المنحول مع النص اليوناني الأساسي الذي أخذت الترجمة العربيّة عنه. وهذا النص يوضح بالأكثر معنى آية الشبه الشهيرة. وقد نقلت المقطع كاملا لتوضيح المعنى بشكل أفضل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ

 

 

 

وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)

 

 

 

 

 

 

 

وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ

 

 

وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159/النساء)

2.4هكذا كان فى ايّام الرب فى ذلك الوقت. كانوا يوافون الذي يريدون يعافون[299] كانسان لابس بشر. فلمّا كانوا يقرّبون منه. كان كلمة الله الذى من داخل السماوي من حيث لا يرى بعيني الجسد يعمل الايات المعجزه العجائب. لاسيما للذين يقصدونه بايمان. ولذلك المحّال لم يكن يقلق قلقا يسيرا مسروقا[300] من بشرة[301] الرب. لان بسكوت الرب كان ذلك يقلق. لانه كان يراه من خارج انسانا مثل باقى الناس. فاذا كان يشاهد عجائب كبار تكمل به يعتريه خوف ماذا يصنع. فامّا الذى كان يبصر منه. فكان انسانا تعبا ظاميا راقدا. وامّا الكائنات[302] به [195ق] فلم تكن لانسان.

2.5لان بآلام[303] الرب الانسيّة عمي بجهالة شرّه. وظنّ الرب انسانا مثل احد الصدّيقين. فحاول قتله بالصلب بالذين في طاعته[304].

فقال اله الرب. يا محّال لم تقلق وانا ساكت ولم تضطرب. فزعم المكملات[305] بك تقلقني. وتجعل فى اضطراب رديّ. لان المشاهد منك انسان. والمكملات بك ليست لانسان. لانه خدعه بالبشرة المألومة المايتة. وبآماتته الرب. بطّل الرب جميع تمرّده وجوره. فمن اجل هذا رام المحال قتل الرب.

 

لان الارواح الخبيثة كنَّ يلتهبن من اللاهوت السماوي الذى كان في الجسد. فكانوا يصرخون ما لنا [196و] ولك يا ابن الله قدمت قبل الوقت لتعاقبنا.

المسيح الَّذي أُسلِمَ بِقضاءِ اللهِ وعِلمِه السَّابِق فقتَلتُموه إِذ علَّقتُموه على خَشَبةٍ بأَيدي الكافِرين، 24 قد أَقامَه اللهُ وأَنقَذَه مِن أَهوالِ المَوت، فما كانَ لِيَبقى رَهينَها (أعمال 2/ 23-24)

ولَمَّا قالَ ذلكَ، رُفِعَ بِمَرأىً مِنهُم، ثُمَّ حَجَبَه غَمامٌ عن أَبصارِهِم. . 10وبَينَما عُيونُهم شاخِصَةٌ إِلى السَّماءِ وهُو ذاهِب، إِذا رَجُلانِ قد مَثَلا لَهم في ثيابٍ بِيضٍ 11وقالا: "أَيُّها الجَليِليُّون، ما لَكُم قائمينَ تَنظُرونَ إِلى السَّماء؟ فيسوعُ هذا الَّذي رُفِعَ عَنكُم إِلى السَّماء سَيأتي كما رَأَيتُموه ذاهبًا إِلى السَّماء". (اعمال 1\9-11)

فآمنَ بِه مِنَ الجَمْعِ خَلْقٌ كَثير وقالوا: "أَيُجري المسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يأتي أَكثرَ مِمَّا أَجْرى هذا الرَّجُل؟" (يوحنا 7\31)

وفي مَساءِ ذلك اليَومِ (يوم القيامة)، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: "السَّلامُ علَيكم!" 20قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ. (يوحنا 20\19-20)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5. [f° 184v] Διὰ γὰρ τὰ ἀνθρώπινα τοῦ κυρίου πάθη τυφλωθεὶς τῇ ἀγνοίᾳ τῆς  κακίας αὐτοῦ καὶ νομίσας ἄνθρωπον εἶναι τὸν κύριον ὡς ἕνα τῶν δικαίων εἰς τὴν κατ’ αὐτοῦ ἀναίρεσιν τοῦ σταυροῦ διὰ τῶν ὑπηκόων αὐτοῦ ἐπεχείρησε. Πρὸς ὃν ὁ κύριος ἔλεγεν· Ὦ διάβολε, τί ταράσσῃ ἐμοῦ ἡσυχάζοντος; Τί θορυβῆσαι (variante : θορυβεῖ σε); <Ὁ δέ·> Τὰ διὰ σοῦ, φησίν, ἐπιτελούμενα θορυβοῦσι με καὶ δεινόν μοι τάραχον ἐμποιοῦσι. Τὸ μὲν γὰρ ὁρώμενόν σου ἄνθρωπός εἶ, τὰ δὲ διὰ σοῦ γινόμενα οὐκ ἔστιν ἀνθρώπου. Διὰ γὰρ τῆς παθητῆς καὶ θνητῆς σαρκὸς δελεάσας αὐτὸν εἰς τὴν ἰδίαν αὐτοῦ ἀναίρεσιν καὶ <τὸν> θάνατον ὁ κύριος κατήργησεν αὐτοῦ τὴν πᾶσαν τυραννίδα. Διὰ τοῦτο τὴν κατὰ τοῦ κυρίου ἀναίρεσιν ὁ διάβολος ἐπεχείρησε, καὶ γὰρ τὰ πονηρὰ πνεύματα ἀπὸ τοῦ ἐν τῷ σώματι ὄντος ἐπουρανίου <πυρὸς> τῆς θεότητος κατακαιόμενα ἔκραζον· « Τί ἡμῖν καὶ σοί, υἱὲ τοῦ θεοῦ; ἦλθες πρὸ καιροῦ [f° 185] βασανίσαι ἡμᾶς; » paris, 973

 

 

 

خاتمة

إنّ هذه النصوص القرآنية الصغيرة، التي قرأتها قراءة مسيحية، تبرهن مدى علاقة الإسلام بالمسيحيّة، وفي أهمّ عقائدها أي موت المسيح مصلوبا وقيامته حيا من بين الاموات. وسننشر، إن شاء الله، مواضيع أخرى، في نفس السياق، ستكون بداية لحوار متين بين المسلمين والمسيحيّين.

وأخيرا أهدي دراستي هذه:

1 الى مريم ام المسيح التي دعتنا في مديوغوريه (البوسنة) الى محبة اخواننا المسلمين وقالت: انتم من صنعتم الاديان والتفرقة لا الله

2 الى الكنيسة التي دعت في المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965 الى حوار مفتوح مع اخوتنا المسلمين

3 الى البابا الحالي فرنسيس الذي، ولاول مرة في تاريخ الكنيسة، غسل وقَبَّل قدمي امرأة مسلمة في حفل غسل الارجل على مثال السيد المسيح، فاتحا لنا باب محبة شاملة تجاه اخوتنا المسلمين

4 الى الدولة اللبنانية الكريمة التي تشجعت، ولأول مرة في التاريخ، أن تجمع المسلمين والمسيحيين في عيد بشارة مريم بالمسيح ابنها ليكون عيدا وطنيا للجميع وبداية تفاهم واتحاد اسلامي مسيحي عالمي

5 الى عشرات آلاف الشبان، مسلمين ومسيحيين، الذين تجمهروا في ساحة بكركي، وقت زيارة البابا الى لبنان العام الماضي وطالبوا بالبحث في الوحدة والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين لانهم يرغبون السلام وسئموا الحروب والبغضاء

6 الى كل مؤمن يبحث عن المحبة والسلام

7 الى القديس شربل الذي تنبأ بوحدة عالمية بين المسلمين والمسيحيين وليست بعيدة الامد

وأختم بشكر كل ساهم في هذا العمل ويساهم في نشره وقراءته. وأعتذر عن اخطاء كثيرة راودت هذا العمل، وأنا أفرح بتلقي ملحظاتكم القيمة لإصلاح أي خلل او توضيح او إضافة أي معلومة

والرجاء الاتصال على بريدي الالكتروني

phskandar@hotmail.com

الطالب دعاكم

الاب حنا اسكندر

يوم الجمعة العظيمة،

ذكرى صلب المسيح، حسب التقويم الغربي،

في 29 أذار 2013



[1] الطبرسي انترنيت

[2] لسان العرب

[3] القاموس المحيط

[4] مقاييس اللغة

[5] Croix, dans le Petit Robert, Dictionnaire alphabétique et analogique de la langue française, par Paul Robert, 1973.

[6] النساء\157

[7] المائدة \ 33

[8] وهذه رواية التوراة: وكَلَّمَ الرَّبُّ موسى وهارونَ قائلاً: 9 "إِذا كَلَّمَكُما فِرعَونُ وقال: إِئِتياني بِخارِقَةٍ لِصالِحِكُما، تَقولُ لِهارون: خُذْ عَصاكَ وأَلْقِها أَمامَ فِرعَون، فتَصيرَ حَيَّةً". 10 فدخَلَ موسى وهارونُ على فِرعَونَ وفَعَلا كما أَمَرَ الرَّبّ: أَلْقى هارونُ عَصاه أَمامَ فِرعونَ وحاشِيَتِه، فصارتِ تِنِّيناً. 11 فدَعا فِرعَونُ أَيضاً الحُكَماءَ والعَرَّافين، فَصَنعً سَحَرَةُ مِصرَ كَذلك بِسِحرِهم: 12 أَلْقى كُلُّ واحِدٍ عَصاه، فصارَتِ العِصِيُّ تَنانين. فآبتَلَعَت عَصا هارونَ عِصِيَّهم. 13 فتَقَسَّى قَلبُ فِرعَون ولم يَسمَع لَهما، كما قالَ الرَّبّ. (خروج 7\ 8-13)

[9] الطبري

[10] أوّل من صلب وأوّل من سنّ هذا القطع فرعون. (الطبري)

[11] الاعراف \124؛ الشعراء \ 49

[12] طه \ 71. ان كلمة. עֵ֑ץ  العبرية، التي تلفظ: عيتص ومعناها مزدوج شجرة او خشبة، توضح معنى الاية الكريمة هنا؛ ففرعون الذي علق رئيس الخبازين على خشبة او شجرة، حسب نص التوراة؛ هو نفسه صلب على نخلة، فانتقل المعنى القرآني من التعليق الى الصلب. واصبحت عادة متبعة لدى فرعون للاعدام.

[13] هذه رواية كتاب التوراة عن تفسير يوسف للحلم: وكانَ بَعدَ هذه الأَحْداثِ أَنَّ ساقِيَ مَلِكِ مِصْرَ والخَبَّازَ أَجرَما إِلى سَيِّدِهِما مَلِكِ مِصْر. 2 فسَخَطَ فِرعَونُ على كِلا خَصِيَّيه رَئيسِ السُّقاةِ ورَئيسِ الخَبَّازين، 3 وأَوقَفَهما في بَيتِ رَئيسِ الحَرَسِ في السِّجْنِ حَيثُ كانَ يوسفُ مَسْجونًا. 4 فأَلحَقَ رَئيسُ الحَرَسِ بِهِما يوسف فقامَ بِخِدمَتِهما، وظلاَّ مَوقوفَينِ مُدَّةً.
5 فَرأَيا كِلاهُما حُلْمًا في لَيلَةٍ واحِدَة، كُلَّ واحِدٍ حُلْمَه (ولكُلِّ حُلْمٍ تَفْسيرُه) ساقي مَلِكِ مِصْرَ وخَبَّاُزه المَسْجونانِ في السِّجْن. 6 فأَتاهُما يوسُفُ في الصَّباح، فإِذا هما حَزينَان. 7 فسأَلَ خَصِيَّي فِرعَونَ اللَّذَينِ ومعه والمَوقوفَينِ في بَيتِ سَيِّدِه وقال: "ما بالُ وَجهَيكُما مُكتَئِبَينِ اليَوم؟"
8 فقالا لَه: "رأينا حُلْمًا، ولَيسَ لَنا مَن يُفَسِّرُه". فقالَ لَهما يوسف: "أَلَيسَ أَنَّ لِلّهِ التَّفْسير؟ قُصَّا عَلَيَّ".
9 فقَصَّ رَئيسُ السُّقاةِ حُلمَه على يوسفَ وقالَ لَه: "رأَيتُ كأَنَّ جَفنَةَ كَرْمٍ أَمامي، 10 وفي الجَفنَةِ ثَلاَثةُ قُضبانٍ وكأَنِّي بِها أزهَرَت ونَما زَهرُها وأَنضَجَت عَناقيدُها عِنَباً. 11 وكانَت كَأسُ فِرعَونَ في يَدي فأَخَذتُ العِنَبَ وعَصَرتُه في كأسِ فِرعَون وَوضَعتُ الكأسَ في يَدِه". 12 فقالَ لَه يوسف: "هذا تَفْسيرُه: القُضْبانُ الثَّلاثةُ هي ثَلاثَةُ أيَّام. 13 فبَعدَ ثَلاثةِ أيَّام يَرفَعُ فِرعَونُ رأسَكَ وَيرُدُّكَ إِلى وَظيفَتِكَ وتُناولُ فِرعَونَ كأسَه كالعادَةِ السَّابِقة حينَ كُنتَ ساقِيَه. 14 وإِذا حَسُنَ أَمرُكَ فتَذَكَّرْني وآصنَعْ إِلَيَّ رَحمَةً واَذكُرْني لَدى فِرعَونَ وأَخرِجْني مِن هذا البَيت، 15 لأَنِّي قد خُطِفتُ مِن أَرضِ العِبْرانِيِّين، وههُنا أَيضاً وَضَعوني في السِّجْنِ مِن غيرِ أَن أَفعَلَ شيئًا".
16 ولَمَّا رأَى رئيسُ الخَبَّازينَ أَنَّ التَّفْسيرَ كانَ خَيرًا، قالَ لِيُوسف: "رأَيتُ أَنا أَيضاً في حُلْمٍ كأَنَّ ثَلاثَ سِلالٍ مِنَ الخُبزِ الأَبيَضِ على رأسي، 17 وفي السَّلَّةِ العُلْيا مِن جَميعِ أَطعِمَةِ فِرعَون مِمَّا يَصنَعُه الخَبَّاز، والطُّيورُ تأكُلُه مِنَ السَّلَّةِ الَّتي على رأسي". 18 فأَجابَ يوسفُ وقال: "هذا تَفْسيرُه: السِّلالُ الثَّلاثُ هي ثَلاَثةُ الأُم. 19 فبَعدَ ثَلاثَةِ الأُم يَرفَعُ فِرعَونُ رأسَكَ فَوقًا ويُعَلِّقُكَ على خَشَبَة، فتَأكُلُ الطُّيورُ لَحمَكَ مِن علَيكَ".             
20 فكانَ في اليَومِ الثَّالِث، يَومِ مَولدِ فِرعَون، أَنَّه صَنَعَ مأدُبَةً لِجَميعِ حاشِيَتِه، فَرفَعَ رأسَ رَئيسِ السُّقاة ورأسَ رَئيسِ الخَبَّازين بَينَ حَشَمِه. 21 فرَدَّ رَئيسَ السُّقاةِ إِلى سِقايَتِه فوَضَعَ الكأسَ في يَدِ فِرعَون. 22 وأَمَّا رَئيسُ الخَبَّازين فعَلَّقَه، فكانَ كُلُّ شَيءٍ بِحَسَبِ تَفْسيرِ يوسفَ لَهُما. (تكوين 40\ 1-22) وكتاب التوراة هنا يذكر انه سيعلق: וְתָלָ֥ה (اتلاه= يعلقك)  على خشبة. עֵ֑ץ (عيتص = شجرة او خشبة) وربما المسلمين الاوائل، كون جذورهم مسيحية ويسمعون الترنيمة التي تقول علق او رفع على خشبة للتعبير عن صلب المسيح. فسروا هنا تعليق رئيس الخبازين على خشبة بالصلب! صلب: دال على نوع من الشدة والقوة المتمازجتين معا. ومنه: الصُلب، اي: الشديد القوي جدا. واستعير للصلب الذي هو الشنق لما فيه من شدة وقوة. وبهذا المعنى جاء في التنزيل العزيز، على لسان فرعون لسحرته: ثم لاصلبنكم اجمعين (الاعراف\ 124) (ص 554، موسوعة معاني الفاظ القرآن الكريم، الجزء الاول، الدكتور هادي حسن حمودي، منشورات المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة- ايسيسكو – 1432 هـ \ 2011 م)

 

[14] يوسف \ 41

[15] إِنَّ إِلهَ آبائِنا أَقامَ يسوعَ الَّذي قَتَلتُموه إِذ علَّقتُموه على خَشَبَة. (اعمال 5\30) يسوعَ النَّاصِرِيّ كَيفَ أَنَّ اللهَ مَسَحَه بِالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَة، مَضى مِن مَكانٍ إِلى آخَر يَعمَلُ الخيرَ ويُبرِئُ جَميعَ الَّذينَ استَولى علَيهم إِبليس، لأَنَّ اللهَ كان معَه. 39 ونَحنُ شُهودٌ على جَميعِ أَعمالِهِ في بِلادِ اليَهودِ وفي أورَشَليم. والَّذي قَتَلوه إِذ عَلَّقوه على خَشَبة. (اعمال 10\38-41) إِنَّ المسيحَ افتَدانا مِن لَعنَةِ الشَّريعة إِذ صارَ لَعنَةً لأَجْلِنا، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: "مَلْعونٌ مَن عُلِّقَ على الخَشَبَة" (غلاطية 3\13)

[16] التصليب في الثوب يأتي من مصدرين: إما ثياب رهبانية، فالراهب السرياني لا يزال الى اليوم يضع صلبانا على ثيابه وخاصة على اسكيمه الذي يغطي رأسه، والاهم الثياب الكنسية، التي تحمل الصليب بكثرة مثل شراشف المذابح، او بدلات القداس، او قماشات تستعمل كستار او لدفن الموتى...

[17] اي غير عادات الكهنة والرهبان الذين يصلون بالثياب الكهنوتية: وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (سورة المائدة\83-83)

[18] دلالة على اانتشار الاثواب الكنسية في بيت الرسول نفسه.

[19] لسان العرب.

[20] ستر رقيق من صوف ذو ألوان ونقوش

[21] أزيلي

[22] صحيح البخاري، الكتاب : الجامع الصحيح المختصر، المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت، الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق، عدد الأجزاء : 6، مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا، باب إن صلى في ثوب مصلب أو تصاوير هل تفسد صلاته ؟ وما ينهى عن ذلك (1/146)

[23] لسان العرب.

[24] الشفا بتعريف حقوق المصطفى - مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء، العلامة القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي 544 هـ، الحاشية : العلامة أحمد بن محمد بن محمد الشمنى 873،  (1/100).

[25] الرحيق المختوم، المؤلف :صفي الرحمن المباركفوري، مصدر الكتاب : ملتقى أهل الحديث، (1/322)

[26] راجع متى 24\1- 25\36

[27] الطبري انترنيت. هذا النص يشبه ما جاء في كتاب اشعيا النبي: ويَخرُجُ غُصنٌ مِن جذعِ يَسَّى وَينْمي فَرعٌ مِن أُصولِه 2 ويَحِلُّ علَيه روحُ الرَّبّ روحُ الحِكمَةِ والفَهْم روخُ المَشورَةِ والقُوَّة روحُ المعرفةِ وتَقوى الرَّبّ 3 ويوحي لَه تَقْوى الرَّبّ فلا يَقْضي بِحَسَبِ رُؤيةِ عَينَيه ولا يَحكُمُ بِحَسَبِ سَماعِ أُذُنَيه 4 بل يَقْضي لِلضُّعَفاءِ بِالبِرّ ويَحكُمُ لِبائِسي الأَرض بِالِآستِقامة ويَضرِبُ الأَرض بِقَضيبِ فَمِه ويُميتُ الشَريرَ بِنَفَسِ شَفَتَيه. 5 ويَكونُ البِرّ حِزامَ حَقْوَيه والأَمانَةُ حِزامَ خَصرِه 6 فيَسكُنُ الذِّئبُ مع الحَمَل وَيربِضُ النَّمِرُ مع الجَدْيِ ويَعلِفُ العِجلُ والشِّبلُ معاً وصَبِيٌّ صَغيرٌ يَسوقُهما 7 تَرْعى البَقرةُ والدُّبُّ مَعاً ويَربضُ أَولادُهما معاً والأَسَدُ يَأكُلُ التِّبنَ كالثَّور 8 ويَلعَبُ الرَّضيعُ على حُجرِ الأَفْعى ويَضَعُ الفَطيمُ يَدَه في جُحرِ الأَرقَم. 9 لا يُسيئونَ ولا يُفسِدون في كُلِّ جَبَلِ قُدْسي لِأَنَّ الأَرض تَمتَلِئُ مَعرِفَةِ الرَّبّ كما تَغمُرُ المِياهُ البَحر. (اشعيا 11\1-9)

[28] ابن جرير ذكر أن المسيح نزل من السماء يكون نزوله الظاهر حين يكسر الصليب ويقتل الخنزير. (السيرة النبوية لابن كثير، (1/304)) الموسوعة الشاملة - الروض الأنف،  (1/377) لذا هنا علينا بالعودة الى المخطوطات الاساسية لمعرفة ما هي الكلمة في الاساس.

[29] الطبرسي

[30] الطبري

[31] الطبرسي

[32] الالوسي

[33] اي هنيئا لكم، افرحوا، طوباكم، ابتهجوا

[34] الانعام\ 54

[35] اي هنيئا لكم، افرحوا، طوباكم، ابتهجوا

[36] الرعد\23-24

[37] فقالَ لهَ الـمَلاك: "لا تَخَفْ، يا زَكَرِيَّا، فقدَ سُمِعَ دُعاؤُكَ وسَتَلِدُ لكَ امَرأَتُكَ أَلِيصاباتُ ابناً فَسَمِّه يوحَنَّا. وستَلْقى فَرَحاً وابتِهاجاً، ويَفرَحُ بِمَولِدِه أُناسٌ كثيرون. لِأَنَّه سيَكونُ عَظيماً أَمامَ الرَّبّ، (لوقا 1\13-15)

[38] لانه مات شهيد ايمانه، ولم يتراجع امام جبروت الملك، ولا امام رهبة الموت، لانه آمن بالقيامة. وهذا ما روي عن خبر موته في انجيل متى:  في ذلك الوَقْت سَمِعَ أَميرُ الرُّبْعِ هِيرودُسُ بِذِكْرِ يَسوع، 2فقالَ لِحاشِيَتِه: "هذا يُوحنَّا المَعمَدان، إِنَّه قامَ مِن بَينِ الأَموات، ولِذلكَ تَعمَلُ فيهِ القُدرَةُ على إِجراءِ المُعجِزات". 3ذلك بِأَنَّ هيرودُسَ كان قد أَمسَكَ يُوحَنَّا، فأَوثقَهُ ووَضَعَه في السِّجْن مِن أَجلِ هِيروديّا امرَأَةِ أَخيهِ فِيلبُّس، 4لأَنَّ يُوحَنَّا كانَ يقولُ لَه: "إِنَّها لا تَحِلُّ لَكَ". 5وأَرادَ أَن يَقتُلَه فَخافَ الشَّعبَ لأَنَّهم كانوا يَعُدُّونَه نَبِياً. 6ولَمَّا احتَفَلَ هِيرودُسُ بِذِكرى مَولِدِه رَقَصتِ ابنَةُ هِيروديّا في الحَفْل، فَأَعْجَبَت هِيرودُس، 7فوَعَدَها مُؤَكِّداً وَعدَه بِيَمين أَن يُعطِيَها أَيَّ شَيءٍ تَطلُبُه. 8فلَقَّنَتها أُمُّها فقالت: "أَعطِني هَهُنا على طَبَقٍ رَأسَ يُوحَنَّا المَعمَدان". 9فاغتَمَّ المَلِكُ ولكنَّه أَمَرَ بإِعطائِها إِيَّاه مِن أَجلِ أَيْمانِه ومُراعاةً لِجُلَسائِه. 10وأَرسَلَ فقَطَعَ رَأسَ يُوحَنَّا في السِّجْن. 11وأُتِيَ بِالرَّأسِ على طَبَقٍ فأُعطِيَ للصَّبِيَّة، فحمَلَتهُ إِلى أُمِّها. 12وأَتى تلاميذُ يُوحَنَّا فحَملوا الجُثْمانَ ودَفَنوه، ثُمَّ ذَهَبوا فأَخبَروا يسوع. (متى 14\1-11)

[39] أَقولُ لَكم: لَيسَ في أَولادِ النَّساءِ أَكبَرُ مِن يوحنَّا (لوقا 7\28) انه أَفضَلُ مِن نَبِيّ. (متى 11\9)

[40] مريم\15

[41] سلام توديع وهجر على ألطف الوجوه، سلام إكرام وبرّ، أي هجرتك على وجه جميل. (الطبرسي)

[42] مريم\47

[43] اي هنيئا، طوبى

[44] طه\47

[45] اي هنيئا له، ليفرحوا، طوباهم

[46] النمل\59

[47] هنا بمعنى السخرية

[48] القصص\55

[49] اي هنيئا، طوبى

[50] الصافات\ 109

[51] اي هنيئا، طوبى

[52] الصافات\ 120

[53] اي هنيئا، طوبى

[54] الصافات\ 130

[55] اي هنيئا، طوبى

[56] الصافات\ 181

[57] اي هنيئا لكم، افرحوا، طوباكم، ابتهجوا

[58] الزمر\73

[59] لوقا 1\27-28

[60] لوقا 2\8-20

[61] متى 2\9-11

[62] مقاييس اللغة

[63] الصّحّاح في اللغة

[64] الاعلى\13؛ عبس\21؛ المرسلات\26؛ القيامة\40؛ الملك\2؛ المنافقون\10؛ الجمعة\8 و6؛ الحديد\2؛ الواقعة\60 و47؛ النجم\44؛ ق\43 و11 و3؛ الحجرات\12؛ محمد\34 و20؛ الاحقاف\33؛ الجاثية\26 و24 و21؛ الدخان\56 و35 و8؛ الشورى\9؛ فصلت\39؛ وغافر\68 و11؛ الزمر 42 و30؛ الصافات\59 و59 و53 و16؛ يس\12؛ فاطر\36 و21؛ سبأ\14؛ الاحزاب\19 و16؛ السجدة\11؛ لقمان\34؛ الروم\50 و52 و40 و19؛ العنكبوت\57؛ النمل\80؛ الشعراء\81؛ الفرقان\58 و3؛ المؤمنون\15 و35 و37 و80 و82 و99؛ الحج\6 و58 و66؛ الانبياء\34 و35؛ طه\74؛ مريم\15 و23 و33 و66؛ الاسراء\75؛ النحل\38 و115؛ الحجر\23؛ ابراهيم\17؛ الرعد\31؛ هود\7؛ يونس\31 و56؛ التوبة\84 و116 و125؛ الانفال\6؛ الاعراف\25 و57 و158؛ الانعام\36 و61 و93 و111 و122 و139 و145 و169؛ النساء\15 و18 و78 و100 و159؛ آل عمران\49 و91 و102 و119 و143 -145 و156-158 و168-169 و185؛ البقرة\258-260 و243 و217 و180 و173 و161 و 154 و133 و132 و94 و73 و56 و28 و19.

[65] البقرة \28.

[66] الحديد/17؛ ق\19؛ الجاثية\5؛ الزخرف\11؛ يس\33؛ فاطر\9؛ الروم\50 و24 و19؛ العنكبوت\63؛ الفرقان\49؛ النحل\65؛ الاعراف\57؛ المائدة\3 و106 و110؛ البقرة\164.

[67] النحل \ 65

[68] الانعام\95؛ وآل عمران\27.

[69] يوحنا 12\27، 13\ 21، مرقس 14\33

[70] عبرانيين 5\ 7، لوقا 22\42، يوحنا 12\27

[71] مرقس 10\38// 14\30// يوحنا 18\11

[72] مرقس 14\36

[73] فيلبي 2\ 8

[74] لوقا 23\ 4  و22، أعمال 3\ 13

[75] متى 26\ 66

[76] غلاطية 4\4

[77] روما 8\3

[78] 2 كورنتس 5\21، راجع غلاطية 3\13

[79] روما 6\10

[80] عبرانيين 1\18، 2\8-9، راجع 1 روما 8\34

[81] 1 بطرس 3\ 19؛ 4\6

[82] يوحنا 12\ 24- 32

[83] عبرانيين 9

[84] يوحنا 11\ 50-51، 18\ 14

[85] 2 كورنتس 5: 14- 15

[86] 1 تسالونيكي 5\ 10

[87] روما 5\ 6- 8

[88] رومة 5\ 8- 9؛ يوحنا 15\ 13؛ 1 يوحنا 4\ 10

[89] 1 كورنتس 3\15، 1 بطرس 3\18

[90] روما 5\10

[91] عبرانيين 9\15 – 16

[92] متى 9\18-25، لوقا 7\14؛ يوحنا 11\15

[93] يوحنا 11\25

[94] رؤيا 1\18

[95] عبرانيين 2\9

[96] 1 كورنتس 15\4

[97] كولسي 1\18، رؤيا 1\15

[98] عبرانيين 2\14

[99] 1 كورنتس 15\26 و54- 56

[100] رؤيا 20\10 و13-14

[101] لوقا 23\46

[102] يونس\ 104

[103] الزمر \ 42

[104] الانعام \61

[105] النحل \ 70

[106] الحج \5؛ غافر \ 67 و77؛ يونس \ 46

[107] السجدة\ 11

[108] النحل \32

[109] الاعراف \126

[110] يوسف\ 101

[111] آل عمران\ 193

[112] محمد \ 27؛ الاعراف\ 37

[113] البقرة \ 281

[114] النحل\ 28

[115] الانفال \50

[116] النساء\ 97

[117] النساء \15

[118] الانعام \60

[119] آل عمران\ 55

[120] المائدة \117

[121] لكن أيليّا (أو ياسين الاسم الآخر للياس) رُفع إلى مكان عليّا. ويُجمع المفسّرون المسلمون، استنادا إلى قصّة النبي الياس في التوراة، و، أنّه رُفع إلى السماء. لكن النص القرآني ليس قاطعا بأن المكان العلي هو السماء.

[122] يوحنا 3\14-15

[123] يوحنا 8\28

[124] يوحنا 12\32-33

[125] يوحنا 13\1

[126] هذا المعنى ورد في مخطوط القديس مكاريوس-سمعان الذي يعود تاريخ ترجمته العربيّة ، حسب دراسة قمنا بها، إلى ما قبل نصّ القرآن الكريم: المعمودية الطاهرة مجموعة فاتيكان عربي 84؛ المعمودية المقدسة مجموعة فاتيكان عربي 80؛ والنص اليوناني: مقدّسة hagios (العظة الكبرى )1.3. اقوال الانجيل الطاهره. ومواعيد باقي الكتب مجموعة ؛84 ان يامنوا بالمواعيد المقدسه التى فى الانجيل وفى بقيه الكتب. مجموعة 80؛ ويوناني: مقدّسة/مكرّسة hieras  (العظة 2.1). لطهارة النفس والجسم مجموعة 84؛ طهرا للنفس والجسد مجموعة 80؛ ويوناني: قداسة hagias (العظة الكبرى 2.2). ومحبتكم لجميع القدّيسين مجموعة 84؛ والمحبه التى فيكم لجميع الاطهار مجموعة 80؛ ويوناني: قديسين . hagios(العظة الكبرى 3.11).

[127] يوحنا 10\34-37

[128] حسب مكاريوس المنحول: لان الذين يطلبون ثنآ ومدايح من الناس. قد اوضحهم الربّ انّهم كفّارٍ مجموعة فاتيكان عربي 84؛ كل من يطلب مجدا او مدحة من الناس فقد اظهره الرب انه غير مؤمن مجموعة فاتيكان عربي 80؛ (العظة الكبرى 3.4)

[129] متى 19\27-28

[130] الطبري

[131] الطبرسي

[132] الطبري

[133] المائدة \117

[134] يوحنا 4\34

[135] يوحنا 5\30

[136] يوحنا 17\4

[137] متى 4\8-10

[138] يوحنا 19\17

[139] يوحنا 17\6-8

[140] يوحنا 17\12

[141] أي قبضتني إليك وأمتَّني (الطبرسي) والوفاةُ: الموت. وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه، في قوله: قل يَتَوَفَّاكم مَلَكُ الموت، تأْويله أَن يَقْبِضَ أَرْواحَكم. (لسان العرب)

 

[142] يوحنا 17\11

[143] لوقا 12\37-39

[144] رؤيا 1\14

[145] رؤيا 1\14

[146] متى 28\20

[147] يوحنا 19\34

[148] حسب الطبري هو أيضا النجم (التفسير عن الانترنيت)

[149] أي المسيح الذي يدق ساعة الموت: "لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة، 36وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس، حتَّى إِذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحونَ لَه مِن وَقتِهِم. 37طوبى لأُولِئكَ الخَدَم الَّذينَ إِذا جاءَ سَيِّدُهم وَجَدَهم ساهِرين. الحَقَّ. أَقولُ لكم إِنَّه يَشُدُّ وَسَطَه ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهم يَخدُمُهم. 38وإِذا جاءَ في الهَزيعِ الثَّاني أَوِ الثَّالِث، ووَجدَهم على هذِه الحال فَطوبى لَهم. 39وأَنتُم تعلَمونَ أَنَّه لْو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ في أَيَّةِ ساعَةٍ يأتي السَّارِق لَم يَدَعْ بَيتَه يُنقَب. 40فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تتَوقَّعونَها يَأتي ابنُ الإنسان". (لوقا 12\37-39) "إِنِّي مَن أَحبَبتُه أُوَبِّخُه وأُؤَدِّبُه فكُنْ حَمِيًّا وتُبْ. 20 هاءَنَذَا واقِفٌ على البابِ أَقرَعُه، فإِن سَمِعَ أَحَدٌ صَوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلتُ إِلَيه وتَعَشَّيتُ معه وتَعَشَّى معي". (رؤيا 3\19-20)

[150] ترد 3 مرات في القرآن غير هذه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (النجم\1)  وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (النحل\16) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (الرحمن\6)

[151] المسيح هو النجم المنير وهذا ما جاء في كتاب الرؤيا: "وبَينَ المَناوِرِ ما يُشبِهُ ابنَ إِنْسان، وقد لَبِسَ ثَوبًا يَنزِلُ إِلى قَدَمَيه وشَدَّ صَدرَه بِزُنَّارٍ مِن ذَهَب. 14وكان رَأسُه وشَعرُه أَبيَضَينِ كالصُّوفِ الأَبيَض، كالثَّلج، وعَيناه كلَهَبِ النَّار" (رؤيا 1\14) "ولا يَحتاجُ إِلى مَن يَشهَدُ لَه في شَأنِ الإِنْسان، فقَد كانَ يَعلَمُ ما في الإِنسان". (يوحنا 2\25) والثاقب أيضاً: الذي قد ارتفع على النجوم، والعرب تقول للطائر: إذا هو لحق ببطن السماء ارتفاعاً: قد ثَقَب،والعرب تقول: أثقِب نارك: أي أضئها. { الثَّاقِبُ } قال: الذي يتوهَج. (لسان العرب) وهذا ما يقابله في الانجيل: "وتَجلَّى بِمَرأًى مِنهُم، فأَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس، وتَلألأَت ثِيابُه كالنُّور. (متى 17\2)

[152] أي انه يعرف كل السرائر: وهذا مثل من الانجيل قالَ المسيح للسامرية: "اِذهَبي فَادْعي زَوجَكِ، وارجِعي إِلى ههُنا". 17أَجابَتِ المَرأة: "لَيسَ لي زَوج". فقالَ لَها يسوع: "أَصَبتِ إذ قُلتِ: لَيسَ لي زَوج. 18فَقَد كانَ لَكِ خَمسَةُ أَزْواج، والَّذي عِندَكِ الآنَ لَيسَ بِزَوجِكِ، لقَد صَدَقتِ في ذلكَ". 19قاَلتِ المَرأَة: "يا ربّ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ". (يوحنا 4\16-19) والمعنى الثاني انه يحافظ على كل نفس كرفيق لها، وهذا ما اوصى به حوارييه: وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به، وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم (متى 28\20)

[153] من جنب المسيح بعد طعنه بالحربة وهو ميلاد الكنيسة وهو ماء المعمودية والميلاد الثاني. وقد اسهبنا الشرح في شرح المعمودية من خلال القرآن في هذا البحث. انظر بحثنا في المعمودية من خلال القرآن الكريم

[154] اي الظهر حسب تفسير حديث على الانترنيت، وحسب الطبري والطبرسي

[155] عصارة القلب والترائب اي ما بين الكتفين والصدر ومعناها الصدر عند العرب. كقول الشاعر: والزعفرانُ على ترائبها شرقا به اللبات والنحرُ (تفسير الطبري انترنيت) وتصبح بين الصلب والترائب اي الجنب من حيث فاض ودفق الماء من جنبه! أيضا هناك تفسير آخر إذا قرأنا بين الصَلب (بفتح الصاد كما يبان في احدى القرآت اي صلب المسيح) والترائب (جمع تربة اي قبور) فتصبح بين الصلب والدفن وهذا هو الوقت الذي طعن جنب المسيح بالحربة كان قد مات وقبل دفنه بدقائق. وهذا ما يشرحه آباء الكنيسة: يشبهون المسيح، آدم الجديد، النائم على الصليب، لأن الجند رأوه مات (يوحنا 19\ 33) عند فتح جنبه بحربة (يوحنا 19\ 33) ولدت الكنيسة! يشبه آدم الذي القى الله علينا سباتا ومن ضلعه ولدت حواء. (تكوين 2\21)

Cf. BenoitXVI, Jésus de Nazareth, de l'entrée a Jérusalem a la resurrection, rocher, France, 2011, pp. 257-258.

[156] تُعيدُ الإنسانَ إِلى الغُبار وتقول: "عودوا يا بَني آدَم" (مز 90\3) فكيف اذا الانسان الدودة وابن آدم اليرقانة؟ (ايوب 25\6)

[157] تكشف خفايا الضمائر

[158] الجناز بحسب الطقس الماروني

[159] ترجع صدى اصوات الدينونة، الجناز الماروني

[160] تتصدع اساسات الارض، الجناز الماروني

[161] فلمَّا خَرَجَ مِن هُناك، بَلَغَ حِقْدُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ عَليهِ مَبلغاً شَديداً، فجعَلوا يَستَدرِجونَه إلى الكَلامِ على أُمورٍ كَثيرة، 54وهُم يَنصُبونَ المَكايِدَ لِيَصطادوا مِن فَمِه كَلِمَة (لو 11\53-54)

[162] فأَخَذَ يَقولُ لِتلاميذِه أَوَّلاً:"إِيَّاكُم وَخَميرَ الفِرِّيسيِّين، أَي الرِّياء. 2فما مِن مَستورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، وَلا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم. 3فكُلُّ ما قُلتُموه في الظُّلُمات سيُسمَعُ في وضَحِ النَّهار، وما قُلتُموه في المخابِئِ هَمْساً في الأُذُن سَيُنادى بِه على السُّطوح. 4وأَقولُ لَكم يا أَحِبَّائي، لا تَخَافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسَد ثُمَّ لا يَستَطيعونَ أَن يَفعَلوا شَيئاً بَعدَ ذلك. 5ولكِنَّني سَأُبَيِّنُ لكم مَن تَخافون: خافوا مَن لَه القُدرَةُ بَعدَ القَتْلِ على أَن يُلقِيَ في جَهَنَّم. أَقولُ لَكم: نعَم، هذا خافوه" (لوقا 12\1-5) وويلات يسوع للكتبة والفريسيين عند متى 23 ولوقا 11

[163] يوحنا 19\34

[164] Ephrem le syrien, HYMNES SUR L'EPIPHANIE, Hymnes baptismales de l'Orient syrien, spiritualite orientale, n 70, 5/14,  abbaye de bellefontaine, france, 1997, p. 51.  

[165] BenoitXVI, Jésus de Nazareth, de l'entrée a Jérusalem a la resurrection, rocher, France, 2011, pp 257-258.

[166] يوحنّا 19\34

[167]  On se souviendra que les Cat. A Jérusalem étaient prononcées dans la Rotonde de la Résurrection et que les auditeurs avaient sous les yeux le Saint Sépulcre. (cf. XVIIIème Prébaptismale, 33, PG 33, 1056 A; et Eugèrie, Journale du voyage, 47,  SC 296,  p. 312- 313.) Cyrille de Jérusalem, Catéchèses Mystagogiques, introduction, textes critiques et notes de Augustine Piédaniel, traduction de Pierre Paris, sources chrétiennes, 125, 1988, pp. 111.

[168] يوحنّا 19\ 33

[169] يوحنّا 19\ 34

[170]تكوين 2\21  Cf. BenoitXVI, Jésus de Nazareth, de l'entrée a Jérusalem a la resurrection, rocher, France, 2011, pp. 257-258.

[171] Jean Chrysostome, Huit Catéchèses Baptismales, Antoine WENGER, Sources chrétiennes, 50,  1957, pp. 161- 162.

[172] متى 23\29-34

[173] العين 5\8

[174] الصافات\ 107

[175] البقرة\85

[176] المعارج 11-12

[177] البقرة\ 184

[178] أنظر معاني الكلمات القرآنية، كلمة فداء

[179] القصص/ 4؛ وابراهيم/ 6؛ والبقرة/ 49؛ النمل/ 21

[180] أي الأوثان. المائدة/ 3

[181] البقرة/ 67 و71

[182] الصافات/ 102-107

[183] الصافات/ 112

[184] الصافات/ 113

[185] لسان العرب

[186] الحاقة 33 و52؛ والواقعة 76 و96؛ الشورى 4؛ النمل 26؛ النور 15؛ المؤمنون 86؛ البقرة 105 و255؛ الانفال 29؛ التوبة 129؛ الحديد 21و 29؛ الجمعة 4

[187] الحجر/ 87

[188] القلم/ 4

[189] المطففين 5؛ النبأ 2؛ والتغابن 9 و15؛ والصف 12؛ والحديد 12؛ الحجرات 3؛ غافر 9؛ فصلت 35؛ الدخان 57؛ ص 67؛ الصافات 60؛ يونس 64؛ التوبة 72 و89 و100 و111؛ المائدة 119؛ النساء 13؛ آل عمران 172 و174 و179

[190] البقرة 7 و114؛ آل عمران 105 و176؛ المائدة 33 و41؛ الانعام 15؛ الاعراف 59؛ الانفال 68؛ التوبة 63 و101؛ يونس 15؛ النحل 94 و106؛ مريم 37؛ النور 11 و14 و23؛ الشعراء 135 و156 و189؛ الزمر 13؛ الجاثية 10؛ الاحقاف 21

[191] البقرة 49؛ الاعراف 141؛ ابراهيم 6

[192] الصافات/ 115

[193] الانبياء/ 76؛ الصافات/ 76

[194] لقمان/ 13

[195] الواقعة/ 46

[196] الشعراء /63

[197] النمل/ 23

[198] تفسير الجلالين

[199] يوسف/ 28

[200] الاعراف /116

[201] القصص/ 79

[202] الصافات/ 107

[203] الحاش الماروني القديم، طبعة البطرك الحويك، 1902، ثلثاء الآلام، صلاة الصباح، لحن لعل من طوإا المقطع 1، ص 171.

[204] الحاش الماروني القديم، طبعة البطرك الحويك، 1902، ثلثاء الآلام، يعقوبيتو لصلاة الليل القومة الرابعة، المقطع 3، ص 166-167.

[205] أسبوع الآلام، جامعة الروح القدس الكسليك، 1976، صلاة صباح الثلاثاء، لحن انونو نوهرو شريرو، الكسليك، المقطع الاول والثالث، ص 68.

[206] عبرانيين 11\ 17-19

[207] تكوين 22\7-8

[208] امثال 9\1

[209] فيليبي 2\8

[210] يوحنا 1/14

[211] يوحنا 1/29

[212] 1 قورنتس 15/42

[213] يوحنا 1/25

[214]  مزمور 109/4 Origène, Homélie sur la Genèse, introduction de Henri de Lubac et Louis Doutreleau, textes latin, traduction et notes de Louis Doutreleau, sources chrétiennes, 7 bis, cerf, Paris, 1976, pp. 225-231.

[215] تكوين 22\ 1- 2

[216] تكوين 22\ 12و164

[217] تكوين 22 8\،13- 14

[218] عبرانيين 11\ 19، 2\ 14- 17، راجع رومة 8\ 32

[219] مريم/ 33

[220] إِنَّ المسيح نَازِلٌ يَدُقُّ الصَّلِـيبَ، وَيَقْتُلُ الـخِنْزِيرَ، وَيُفِـيضُ الـمَالُ، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ علـى الإسْلاَمِ حتـى يُهْلِكَ اللَّهُ فِـي زَمَانِهِ الـمِلَلَ كُلَّها، وَيُهْلِكَ اللَّهُ فِـي زَمَانِهِ مَسِيح الضَّلاَلَةِ الكَذَّابَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ فِـي الأرْضِ الأمَنَةُ حتـى تَرْتَعَ الأسُودُ مَعَ الإبِلِ، وَالنَّـمْرُ مَعَ البَقَرِ، وَالذّئابُ مَعَ الغَنَـمِ، وَتَلْعَبُ الغِلْـمَانُ بـالـحَيَّاتِ، لاَ يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَـيَثْبُتُ فِـي الأَرْضِ أرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّـى وَيُصَلِّـي الـمُسْلِـمُونَ عَلَـيْهِ وَيَدْفِنُونَهُ "  (الطبري)

[221] فقالَ لَهم يسوع: "سأَكونُ لكم جميعاً حَجَرَ عَثرَة في هذه اللَّيلَة، فقد كُتِب: "سَأَضرِبُ الرَّاعي فتَتَبدَّدُ خِرافُ القَطيع". 32ولكِن بعدَ قِيامتي أَتَقَدَّمُكم إِلى الجَليل". 33فأَجابَ بُطرس: "إِذا كُنتَ لَهم جَميعاً حَجَرَ عَثرَة، فلَن تكونَ لي أَنا حَجَرَ عَثرَة". 34فقالَ له يسوع: "الحَقَّ أَقولُ لَك: في هذِه اللَّيلة، قَبلَ أَن يَصيحَ الدِّيك، تُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات". 35فقالَ له بُطرس: "لَستُ بِناكِرِكَ وإِن وَجَبَ عليَّ أَن أَموتَ معَكَ". وهكذا قالَ التَّلاميذُ كُلُّهم. (متى 26\31-35)

[222] وبينَما هُم يأكُلُون، قال: "الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ واحداً مِنكُم سيُسلِمُني". 22فحَزِنوا حُزْناً شَديداً، وأَخذَ يسأَلُه كُلُّ مِنهُم: "أَأَنا هو، يا ربّ؟" 23فأَجابَ: "الَّذي غَمَسَ يَدَه في الصَّحفَةِ مَعي هو الَّذي يُسلِمُني. 24إِنَّ ابنَ الإِنسانِ ماضٍ، كما كُتِبَ في شَأنِه، ولكِنِ الوَيلُ لِذلِكَ الإِنسانِ الَّذي يُسلَمُ ابنُ الإِنسانِ عن يَدِه. فلَو لم يُولَدْ ذلكَ الإنسانُ لَكانَ خَيراً له". 25فأَجابَ يَهوذا الَّذي سيُسلِمُه: "أَأَنا هو، رابِّي؟" فقالَ له: "هو ما تَقول". (متى 26\21-25)

[223] فتَرَكه التَّلاميذُ كُلُّهم وهَربوا. (متى 26\56)

[224] وبينَما هو يَتَكلَّم، إِذا بِيَهوذا، أَحدِ الاثَنيْ عَشَر، قد وصَلَ ومعَه عِصابَةٌ كثيرةُ العَدَد تَحمِلُ السُّيوفَ وَالعِصِيّ، أَرسَلَها عُظَماءُ الكَهَنَةِ وشُيوخُ الشَّعْب. 48وكانَ الَّذي أَسلَمَه قد جَعَلَ لَهم علامةً إِذ قال: "هو ذاكَ الَّذي أُقَبِّلُه، فأَمسِكوه". 49ودَنا مِن وَقتِهِ إِلى يَسوعَ وقال: "السَّلامُ علَيكَ، "رابّي"، وقَبَّلَه. 50فقالَ له يسوع: "يا صديقي، إِفْعَلْ ما جِئتَ لَه". فدَنَوا وبَسَطوا أَيدِيَهم إِلى يَسوع وأَمسَكوه. (متى 26\47-50)

[225] وكانَ بُطرُسُ جالِساً في خارِجِ الدَّارِ، في ساحتِها فدَنَت إِليهِ جارِيةٌ وقالت: "وأَنتَ أَيضاً كُنتَ مع يسوعَ الجَليليّ". 70فأَنكَرَ أَمامَ جَميعِ الحاضِرينَ قال: "لا أَدْري ما تَقولين". 71ثُمَّ مضى إِلى البابِ الكَبير، فَرأَته جارِيةٌ أُخرى فقالت لِمَن كانوا هُناك: "هذا الرَّجُلُ كانَ معَ يسوعَ النَّاصِريّ!" 72فأَنكَرَ ثانِياً وحَلَفَ قال: "إِنَّي لا أَعرِفُ هذا الرَّجُل". 73وبَعدَ قليلٍ دَنا الحاضِرونَ وقالوا لِبُطرس: "َقاً أَنتَ أًيضاً مِنهُم، فإِنَّ لَهجَتَكَ تَفضَحُ أَمرَك". 74فأَخَذَ يَلعَنُ ويَحلِفُ قال: "إِنَّي لا أَعرِفُ هذا الرَّجُل". فصاحَ الدِّيكُ عِندَئذٍ، 75فتَذَكَّرَ بُطرُسُ كَلِمَةَ يسوعَ إِذ قال: "قَبلَ أَن يَصيحَ الدِّيكُ تُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات"، فخرَجَ مِن ساحةِ الدَّار وبكى بُكاءً مُرّاً. (متى 26\ 69-75)

[226] فذَهبَ أَحَدُ الاثنَيْ عَشَر، ذاكَ الَّذي يُقالُ له يَهوذا الإِسخَريوطيّ، إِلى عُظَماءِ الكَهَنَة 15وقالَ لهم: "ماذا تُعطوني وأَنا أُسلِمُه إِليكم؟" فَجَعلوا له ثَلاثينَ مِنَ الفِضَّة. 16وأَخَذَ مِن ذلِكَ الحينِ يَطلُبُ فُرصَةً لِيُسلِمَه. (متى 26\14-16)

[227] ثُمَّ أَوثَقوه وساقوه وسلَّموه إِلى الحاكِمِ بيلاطُس. (متى 27\2)

[228] فبَصَقوا في وَجهِه ولَكَموه، ومِنهُم مَن لَطَمَه، 68وقالوا: "تَنَبَّأْ لَنا أَيُّها المسيح. مَن ضَربَكَ؟". (متى 26\67)

[229] 27فمَضى جُنودُ الحاكِمِ بِيَسوعَ إِلى دارِ الحاكِم وجَمَعوا علَيه الكَتيبَةَ كُلَّها، 28فجَرَّدوهُ مِن ثِيابِه وجَعَلوا علَيه رِداءً قِرمِزِياً، 29وضَفَروا إِكليلاً مِن شَوكٍ ووَضَعوه على رأسِه، وجَعلوا في يَمينِه قَصَبَة، ثُمَّ جَثَوا أَمامَه وسخِروا مِنهُ فقالوا: "السَّلامُ عليكَ يا مَلِكَ اليَهود". 30وبَصَقوا علَيه وأَخَذوا القَصَبَةَ وجَعَلوا يَضرِبونَه بِها على رأسِه. 31وبعدَ ما سَخِروا مِنه نَزَعوا عَنه الرِّداء، وأَلبَسوه ثيابَه وساقوه لِيُصلَب. (متى 27\27-31)

[230] ونِسوَةٌ أُبْرِئْنَ مِنْ أَرواحٍ خَبيثَةٍ وأَمراض، وهُنَّ مَريَمُ المَعروفَةُ بالمِجدَلِيَّة، وكانَ قد خَرَجَ مِنها سَبعَةُ شَياطين، (لوقا 8\2)

[231] أَمَّا مَريم، فكانَت واقِفَةً عِندَ القَبْرِ في خارجِه تَبْكي. فَانحَنَت نَحوَ القَبرِ وهِي تَبكي، 12فرأَت مَلاكَينِ في ثيابٍ بيضٍ جالِسَينِ حَيثُ وُضِعَ جُثمانُ يسوع، أَحَدُهما عِندَ الرأس، والآخَرُ عِندَ القَدَمَين. 13فقالا لَها: "لِماذا تَبْكينَ أَيَّتُها المَرأَة؟" فأَجابَتْهما: "أَخَذوا رَبِّي، ولا أَدْري أَينَ وَضعوه". 14قالَت هذا ثُمَّ التَفَتَت إِلى الوَراء، فرأَت يسوعَ واقِفاً، ولَم تَعلَمْ أَنَّه يَسوع. 15فقالَ لَها يسوع: "لِماذا تَبْكينَ، أَيَّتُها المَرأَة، وعَمَّن تَبحَثين؟ "فظَنَّت أَنَّه البُستانيّ فقالَت له: "سيّدي، إِذا كُنتَ أَنتَ قد ذَهَبتَ بِه، فقُلْ لي أَينَ وَضَعتَه، وأَنا آخُذُه". 16فقالَ لها يسوع: "مَريَم!" فالتَفَتَت وقالَت له بِالعِبرِيَّة: "رابُّوني!" أي: يا مُعلِّم.17فقالَ لها يسوع: "لا تُمسِكيني، إِنِّي لم أَصعَدْ بَعدُ إِلى أَبي، بلِ اذَهبي إِلى إِخوَتي، فقولي لَهم إِنِّي صاعِدٌ إِلى أَبي وأَبيكُم، وإِلهي وإِلهِكُم". 18فجاءَت مَرَيمُ المِجدَلِيَّة وأَخبَرَتِ التَّلاميذَ بأَن "قد رأيتُ الرَّبّ". وبِأَنَّه قالَ لَها ذاكَ الكَلام. (يوحنا 20\11-18)

[232] 8فتَركَتا القَبرَ مُسرِعَتينِ وهُما في خوفٍ وفَرحٍ عَظيم، وبادَرتا إِلى التَّلاميذِ تَحمِلانِ البُشْرى. 9وإِذا يسوعُ قد جاءَ لِلِقائِهما فقالَ لهما: "السَّلامُ علَيكُما !" فتَقَدَّمَتا وأَمسَكَتا قَدَمَيه ساجِدَتَينِ له. 10فقالَ لَهما يسوع: "لا تَخافا ! إِذْهَبا فبَلِّغا إِخوَتي أَن يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني". (متى 28\8-10)

[233] وأَمَّا التَّلاميذُ الأَحَدَ عَشَر، فذَهبوا إِلى الجَليل، إِلى الجَبَلِ الَّذي أَمَرَهم يسوعُ أَن يَذهَبوا إِليه. 17فلَمَّا رَأَوهُ سَجَدوا له. (متى 28\16-17)

[234] 3فلَمَّا رأَى يَهوذا الَّذي أَسلَمَه أَن قد حُكِمَ عليه، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ إِلى عُظماءِ الكَهَنَةِ والشُّيوخِ 4وقال: "خَطِئتُ إِذ أَسلَمتُ دَماً بريئاً". فقالوا له: "ما لَنا ولِهذا الأَمر؟ أَنتَ وشأَنُكَ فيه". 5فأَلقى الفِضَّةَ عِندَ المَقدِسِ وانصرَف، ثُمَّ ذَهَب فشَنَقَ نَفْسَه. (متى 27\3-5)

[235] فالتفَتَ بُطرُس، فرأَى التِّلميذَ الَّذي أَحَبَّهُ يسوعُ يَتبَعُهما، ذاكَ الَّذي مالَ على صَدرِ يسوعَ في أَثناءِ العشاء وقالَ له: "يا ربّ، مَنِ الَّذي يُسلِمُكَ؟" 21فلَمَّا رَآهُ بُطرس قالَ لِيسوع: "يا ربّ، وهذا ما شأنُه؟" 22قالَ لَه يسوع: "لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لَكَ وذلك؟ أَمَّا أَنتَ فَاتبَعْني". (يوحنا 21\20-22)

[236] فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس، 20وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به، وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم. (متى 28\19-20)

[237] فامتَلأُوا جَميعًا مِنَ الرُّوحِ القُدس، وأَخذوا يتكلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم، على ما وَهَبَ لهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ أن يَتَكَلَّموا. (اعمال 1\4)

[238] فقالَ لَهم ثانِيَةً: "السَّلامُ علَيكم! كما أَرسَلَني الآب أُرسِلُكم أَنا أَيضاً". 22قالَ هذا ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: "خُذوا الرُّوحَ القُدُس. 23مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم". (يوحنا 20\21-23)

[239] ايريناوس (+ 202)، ضد الهرطقات، 3\3:4

[240] اعمال يوحنا 99، انجيل بطرس

[241] لوقا 23\26

[242] ايريناوس (+ 202) 1، 24\4، ايبيفان 1 و2.

[243] النساء/171

[244] مريم/ 30؛ النساء/172

[245] مريم/ 31

[246] المائدة/ 116

[247] أحمد بن حنبل ت 241/855؛ عن الانجيل برواية المسلمين، ص90

[248] أبو رفاعة الفسوي  ت 289/902؛ من أهم وأوائل رواة قصص الأنبياء، والتي أصبحت فيما بعد علما بذاته. عن حياته وأعماله، أنظر مقدمة رئيف خوري، محقق كتاب بدء الخلق. الانجيل برواية المسلمين، ص140

من أقدم أوصاف المسيح في الاسلام. أنظر أيضا رقم 78. ونجد في أدبيات الحكمة العربية وقصص الانبياء ذكرا للكثير من أوصاف الأنبياء والحكماء وعاداتهم اليومية. أما بخصوص مصدر هذا الخبر فهو غير معروف. وربما لأن أوصاف النبي محمد وعاداته معروفة جدا ومتناقلة بكثرة، ارتأى الرواة المسلمون ضرورة الامر ذاته لجمع الانبياء. في جميع الاحوال، صورة السيد المسيح السياح الزاهد هي الصورة المسيطرة في هذا الخبر. (ص140)

[249] الخبر بصيغته هذه عبارة عن إعادة صياغة من المنظور الاسلامي لمفهوم القربان المقدس: أنظر رقم 49. خبز الحياة وخبز الفردوس هما تعبيران من الكتاب المقدس، يظهران أكثر تجليا في انجيل يوحنا 6/32-35. رفض المتكلمون المسلمون، كالجاحظ او القاضي عبد الجبار (ت 415/1024) مثلا، بسخرية وبشكل مطلق المعنى الحرفي للقربان المقدس، حيث الخبز والنبيذ يتحولان الى جسد ودم. ويعطى الخبر مع الشرح الملحق به تفسيرا اسلاميا مقبولا لفكرة القربان. نجد أيضا تفسيرا آخر للخبز في القربان المقدس في الانجيل المنحول المنسوب الى فيليب. (Layton, The Gnostic scripture, p331 (excerpt 11)) (ص142)

[250] ابن عبد ربّه ت 328/940، الانجيل برواية المسلمين، ص142

[251] نصر ابو الليث السمرقندي ت 373/983، الانجيل برواية المسلمين، ص146. نجد عادات الصوم عند الكثير من الانبياء والزهاد مدونة بكثرة في أدبيات الزهد كأمثلة للتأمل والعبرة. أما كون المسيح يصلي صلاة المسلمين، فهذا يؤكد هنا أيضا كما في حجة وأعمال أخرى على حقيقة أنه والانبياء الآخرين مسلمون (ص147)

[252] ابو حامد الغزالي ت 505/1111، الانجيل برواية المسلمين، ص178. حوار غريب له بعض العلاقة باساليب الصوم والتأمل عند المتصوفة وأيضا بممارسات الزهد المسيحي القديم. نجد هنا ايضا الضعف البشري للمسيح مقارنة بالسلوك المتفاني للشيخ العجوز. (ص178)

[253] حسب مخطوط مكاريوس سمعان المنحول الخلاف هنا على طبيعة المسيح، فهمو انسان يأكل ويشرب ويتألم لكن بالمقابل يصنع المعجزات فاذهل ابليس واعتقد ابليس انه ان يقتل بشريته ينتهي منه فسقط في فخ الظن. انظر المقارنة ادناه

[254] مرقس 3\6

[255] هنا يستثني القرآن الكريم بعضا من اليهود، كون اليهود هم الذين اضطهدوا وصلبوا المسيح، فان بعضهم آمن بالمسيح، قبل موته، وهذا ما ورد في الأناجيل: "ورأَى يسوعُ نَتَنائيلَ آتِياً نَحَوه فقالَ فيه: "هُوَذا إِسرائيليٌّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه". 48 فقالَ له نَتَنائيل : "مِن أَينَ تَعرِفُني؟" أَجابَه يسوع: "قبلَ أَن يَدعوَكَ قيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك". 49 أَجابَه نَتَنائيل: "راِّيي، أَنتَ ابنُ الله، أَنتَ مَلِكُ إِسرائيل". 50أَجابَه يسوع: "أَلأَنِّي قُلتُ لَكَ إِنِّي رأَيتُكَ تَحتَ التِّينَة آمَنتَ ؟ ستَرى أَعظَمَ مِن هذا". 51وقالَ له: "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان". (يوحنا 1\47-51) 11هذِه أُولى آياتِ يسوع أَتى بها في قانا الجَليل، فأَظهَرَ مَجدَه فَآمَنَ بِه تَلاميذُه (يوحنا 2\11) 39فآمَنَ بِه عَدَدٌ كَثيرٌ مِن سامِريِّي تِلكَ المَدينَة عن كَلامِ المَرأَةِ الَّتي كانَت تَشهَدُ فتَقول: "إِنَّه قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ". 40فلَمَّا وصَلَ إِلَيه السَّامِريُّونَ سَأَلوهُ أَن يُقيمَ عِندَهم، فَأَقامَ هُناكَ يَومَيْن. 41فآمَنَ مِنهُم عَدَدٌ أَكبَرُ كَثيراً عن كلامِه، 42وقالوا لِلمَرأَة: "لا نُؤمِنُ الآنَ عن قَولِكِ، فقَد سَمِعناهُ نَحنُ وعَلِمنا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَمِ حَقاً". (يوحنا 4\39-42) 68أَجابَهُ سِمْعانُ بُطُرس: "يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ 69ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله". (يوحنا 6\68) 31فآمنَ بِه مِنَ الجَمْعِ خَلْقٌ كَثير وقالوا: "أَيُجري المسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يأتي أَكثرَ مِمَّا أَجْرى هذا الرَّجُل؟" (يوحنا 7\31) 30وبَينَما هُو يتَكَلَّمُ بِذلِكَ، آمَنَ بِه خَلْقٌ كَثير. (يوحنا 8\30) 38فقال: "آمنتُ، يا ربّ" وسجَدَ له (يوحنا 9\38) 42فآمَنَ بِه هُنالِكَ خَلقٌ كَثير. (يوحنا 10\38) 45فآمَنَ بِه كثيرٌ مِنَ اليَهودِ الذينَ جاؤوا إِلى مَريَم ورَأَوا ما صَنَع. (يوحنا 11\45) 17وكانَ الجَمْعُ الَّذي صَحِبَه، حينَ دَعا لَعازَرَ مِنَ القَبْر وأَقامَهُ مِن بَينِ الأَموات، يَشهَدُ له بِذلك. 18وما خَرَجَ الجَمْعُ لاسِتقبالِه إِلاَّ وقَد سَمِعَ أَنَّه أَتى بِتلكَ الآيَة. 19فقالَ الفِرِّيسيُّونَ بَعضُهم لِبَعض: "تَرونَ أَنَّكم لا تَستَفيدونَ شَيئاً. هُوَذا العالَمُ قد تَبِعَه". (يوحنا 12\17-19) 42غَيرَ أَنَّ عَدَداً كَثيراً مِنَ الرُّؤَساءِ أَنفُسِهِم آمَنوا بِه، ولكِنَّهم لم يُجاهِروا بِإِيمانِهِم، بِسَبَبِ الفِرِّيسيِّين، لِئَلاَّ يُفصَلوا مِنَ المَجمَع، 43ففضَّلوا المَجدَ الآتيَ مِنَ النَّاسِ على المَجدِ الآتي مِنَ الله. (يوحنا 12\42-43) 7وعَرفوا الآنَ أَنَّ جَميعَ ما وَهَبتَه لي هو مِن عِندِك 8وأنَّ الكلامَ الَّذي بَلَّغَتنيه بَلَّغتُهم إِيَّاه فقَبِلوه وعَرَفوا حَقّاً أَنِّي مِن لَدُنكَ خَرَجتُ وآمنوا بِأَنكَ أَنتَ أَرسَلتَني. (يوحنا 17\7-8)

[256] يعنـي بعيسى (الطبري)

[257] يعنـي: قبل موت عيسى (الطبري)

[258] أي يوم قيامة المسيح من بين الاموات، وهذا ما ورد في الانجيل: فلمَّا قامَ مِن بَينِ الأَموات، تذكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه قالَ ذلك، فآمنوا بِالكِتابِ وبِالكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوع. (يوحنا 2\22) 8حينَئذٍ دخَلَ أيضاً التِّلميذُ الآخَرُ وقَد وَصَلَ قَبلَه إِلى القَبْر، فَرأَى وآمَنَ. 9ذلك بِأَنَّهُما لم يكونا قد فهِما ما وَرَدَ في الكِتاب مِن أَنَّه يَجِبُ أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات. (يوحنا 20\ 8-9) 28أَجابَه توما: "رَبِّي وإِلهي!" 29فقالَ له يسوع: "أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا". (يوحنا 20\ 28-29) 30ولمَّا جَلَسَ معَهُما لِلطَّعام أَخذَ الخُبْزَ وبارَكَ ثُمَّ كسَرَهُ وناوَلَهما. 31فانفَتَحَت أَعيُنُهما وعرَفاه فغابَ عنهُما. 32فقالَ أَحَدُهما لِلآخَر: "أَما كانَ قلبُنا مُتَّقِداً في صَدرِنا، حينَ كان يُحَدِّثُنا في الطَّريق ويَشرَحُ لنا الكُتُب ؟" 33وقاما في تِلكَ السَّاعَةِ نَفْسِها ورَجَعا إِلى أُورَشَليم، فوَجَدا الأَحَدَ عشَرَ والَّذينَ مَعَهم مُجتَمِعين، 34وكانوا يَقولون إِنَّ الرَّبَّ قامَ حَقاً وتَراءَى لِسِمْعان. 35فرَوَيا ما حَدَثَ في الطَّريق، وكَيفَ عَرَفاه عِندَ كَسْرِ الخُبْز. 36وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم: "السَّلامُ علَيكُم!" 37فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحاً. 38فقالَ لَهم: "ما بالُكم مُضطَرِبين، ولِمَ ثارَتِ الشُّكوكُ في قُلوبِكم؟ 39أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي". 40قالَ هذا وأَراهُم يَدَيهِ قدَمَيه 41غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: "أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل ؟" 42فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ. 43فأَخَذَها وأَكَلَها بِمرأًى مِنهُم. (لوقا 24\ 30-42) "فَلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا". 37 فلَمَّا سَمِعوا ذلكَ الكَلام، تَفَطَّرَت قُلوبُهم، فقالوا لِبُطرُسَ ولِسائِرِ الرُّسُل: "ماذا نَعمَل، أَيُّها الأخَوة؟" 38 فقالَ لَهم بُطرُس: "توبوا، وَلْيَعتَمِدْ كُلٌّ مِنكُم بِاسمِ يسوعَ المَسيح، لِغُفْرانِ خَطاياكم، فتَنالوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُس. 39 فإِنَّ الوَعدَ لَكم أَنتُم ولأَولادِكُم وجَميعِ الأَباعِد، على قَدْرِ ما يَدْعو مِنهُمُ الرَّبُّ إِلهُنا". 40 وكانَ يَستَشهِدُ بِكثيرٍ مِن غَيرِ هذا الكَلام ويُناشِدُهم فيَقول: "تَخَلَّصوا مِن هذا الجيلِ الفاسِد". 41 فالَّذينَ قَبِلوا كَلامَه اعتَمَدوا، فانضَمَّ في ذلكَ اليَومِ نَحوُ ثَلاثَةِ آلافِ نَفْس. (اعمال الرسل 2\36-41)

[259] اي يريهم نفسه كما ورد في الانجيل: وفي مَساءِ ذلك اليَومِ (يوم القيامة)، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: "السَّلامُ علَيكم!" قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ. (يوحنا 20\19-20)

[260] يكون علـيهم شهيداً يوم القـيامة، علـى أنه قد بلَّغ رسالة ربه. (الطبري والطبرسي) ولكن تفسيرنا: يظهر عليهم ويريهم نفسه (انظر فصول القيامة في الاناجيل الاربعة)

[261] فصلت \40؛ القيامة \1 و6؛ طه \101؛ الاسراء \58؛ الاسراء \62؛ النحل \25؛ القصص \61 و71 و72؛ النساء \109؛ المائدة \ 14 و64؛ الاعراف \32 و167 و172؛ القلم \39؛ الاحقاف \5.

[262] آل عمران \161؛ آل عمران \ 185

[263] المؤمنون \16

[264] البقرة \85 و212

[265] الزمر \67

[266] القصص \42؛ هود \99

[267] النحل \27

[268] القصص \41

[269] الانبياء \47

[270] آل عمران \180

[271] النساء \87؛ الانعام \12؛ الجاثية \26

[272] طه \124

[273] الاسراء \97

[274] الكهف \105

[275] آل عمران \ 77

[276] البقرة \174

[277] الفرقان \69

[278] الحج \9

[279] هود \98

[280] الزمر \24 و47

[281] المائدة \ 36

[282] الزمر \15؛ الشورى \45

[283] الزمر \60

[284] الممتحنة \3

[285] فاطر \14

[286] العنكبوت \25

[287] العنكبوت \13

[288] يونس \60

[289] آل عمران \194

[290] الزمر \31

[291] الحج \69؛ السجدة \25؛ الجاثية \17؛ يونس \93؛ النساء \141؛ النحل \92؛ النحل \124؛ الحج \17؛ البقرة \113؛ آل عمران \55

[292] المجادلة \7

[293] الاسراء \13

[294] مكاريوس المنحول، مخطوط القديس سمعان العامودي، المقالة 19؛ المقطع6/2.

[295] اي يريهم نفسه كما ورد في الانجيل: وفي مَساءِ ذلك اليَومِ (يوم القيامة)، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: "السَّلامُ علَيكم!" قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ. (يوحنا 20\19-20)

[296] يكون علـيهم شهيداً يوم القـيامة، علـى أنه قد بلَّغ رسالة ربه. (الطبري والطبرسي) ولكن تفسيرنا: يظهر عليهم ويريهم نفسه (انظر فصول القيامة في الاناجيل الاربعة)

[297] يوم القيامة، اي يوم قيامة المسيح من بين الاموات

[298] يوحنا 20\19-20

[299] ينالون الشفاء

[300] الكلمة اليونانية في الاصل تعني طعما كالطعم الذي يلقيه الصياد ليصطاد السمكة. وهنا ان المسيح ببشريته غش الشيطان لكي بآلام الرب شفيت خطيئة الخطأة.

[301] اي طبيعة المسيح البشرية او الانسانية

[302] العجائب والمعجزات

[303] الكلمة اليونانية تعني ضعف الطبيعة البشرية كونها معرضة للآلام

[304] اي رؤساء اليهود والوالي الروماني

[305] اي الاعمال والمعجزات التي تتم على يد المسيح


كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : المسلم التقي ، في 2022/06/04 .

مقال تافه فيهِ العديد من الأكاذيب على الإسلامِ ورسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام, هذا المقال أقل ما يُقال عليه أنّه لعب عيال ولا يستند إلى أيِّ شيء غير الكذب والتدليس وبتر النصوص بالإضافة إلى بعض التأليفات من عقل الكاتب, الآب حنا اسكندر.. سأذكر في ردّي هذا أكذوبتين كذبهما هذا الكائن الّذي وبكل جرأة تطاول على رسول الله عليه الصلاة والسلام بلفظ كلّنا نعلم أنّ النصارى لا يستخدمونه إلّا من بابِ الإستهزاء بسيّد الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام.

الكذبة رقم (1): إدّعى هذا الكائن وجود قراءة في سورةِ النجم على النحوِ الآتي "مِنَ الصَلبِ والترائب" بفتحِ الصاد بدل من تشديدها وضمها.

الجواب: هذه القراءة غير واردة ولا بأيِّ شكلٍ من الأشكال وليسَت من القراءات العشر المتواترة عن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام, فلماذا تكذب يا حنا وتحاول تضليل المسلمين؟

الكذبة رقم (2): يحاول هذا الكائن الإدّعاء أنّ "يدق الصليب" في الحديث الشريف عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنّها تعني "يغرس الصليب ويثبته فيصبح منارة مضيئة للعالم", وهذا نص الحديث الشريف من صحيحِ أبي داود:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال: (ليس بيني وبينه نبيٌّ – يعنى عيسَى – وإنَّه نازلٌ ، فإذا رأيتموه فاعرفوه : رجلٌ مربوعٌ ، إلى الحُمرةِ والبياضِ ، بين مُمصَّرتَيْن ، كأنَّ رأسَه يقطُرُ ، وإن لم يُصِبْه بَللٌ ، فيُقاتِلُ النَّاسَ على الإسلامِ ، فيدُقُّ الصَّليبَ ، ويقتُلُ الخنزيرَ ، ويضعُ الجِزيةَ ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانِه المِللَ كلَّها ، إلَّا الإسلامَ ، ويُهلِكُ المسيحَ الدَّجَّالَ ، فيمكُثُ في الأرض أربعين سنةً ثمَّ يُتوفَّى فيُصلِّي عليه المسلمون)

الجواب على عدّة أوجه:

الوجه الأوّل: هذه ركاكة في اللغةِ العربية فالمعلوم أنّ دقُّ الشيء معناه كَسرُهُ, فنقول "يدُّقُ الشيء" أي "يَكسِرُهُ" ولا تأتِ بمعنى "يثبت ويغرس" وهذا الكلام الفارغ الّذي قدّمه هذا النصراني.

الوجه الثاني: لو افترضنا صحّة كلامك أنّ "يدقُّ الصليب" معناها "يغرسه ويثبته فيجعله منارة مضيئة للعالم" فهذا يعني أنّ عيسى عليه السلام سينزل ليُقِر بالعقيدة النصرانية والّتي فيها يكون عيسى عليه السلام إلهاً(أي هو الله, استغفر الله العظيم وتعالى الله عن ما تقولون يا نصارى) والمعلوم أنّ دين الإسلام ينكر لاهوت المسيح عليه السلام ولا يُقِر فيه إلّا كنبي بعثه الله عزّ وجل إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده, فكيفَ يقاتل المسيح عليه السلام الناس على الإسلام ويُهلِك الله(الّذي هو نفسه المسيح في نظرِ طرحك بما أنّه قادم ليثبت العقيدة النصرانية) كل الملل(بما ضمنها النصرانية الّتي المفروض أنّه جاءَ ليثبتها ويجعلها منارة للعالم) إلّا الإٍسلام الّذي يرفض لاهوته ويناقض أصلَ عقيدته وهي الثالوث والأقانيم والصلب والفداء وغيرها من هذه الخزعبلات الّتي ابتدعها بولس ومن كانَ معه, فالعجب كُل العجب هو أن تقول أنّ عيسى عليه السلام قادم ليُثبّت العقيدة النصرانية وفي نفسِ الوقت يهلكها ولا يُبقِ في زمانه إلّا الإٍسلام الّذي يناقض العقيدة الّتي هو المفروض قادم حتى يثبتها ويغرسها, ما هذا التناقض يا قس؟

طبعاً هذه الأكاذيب انتقيتها وهي على سبيلِ الذكر لا الحصر حتى يتبين للقارئ مدى الكذب والتدليس عند هذا الإنسان, فهذا المقال أقل ما يُقال عليه أنّه تبشيري بحت فهو يكذب ويُدلّس حتى يطعن في الدينِ الإسلامي الحنيف فيجعله نسخة مطابقة للنصرانية ثُمّ يقنعك أن تترك الإسلام وتتجه للنصرانية لأنّه "الإثنين واحد", إذا كنت تريد أن توحد بينَ الناس يا حنا النصراني فلماذا لا تصبح مسلماً ووقتها يذهب هذا الخلاف كلّه؟ طيب لماذا لا تقرّب النصرانية إلى الإسلام بدل من محاولتك لتقريبِ الإسلام إلى النصرانية؟

أعتقد أنّ محاولة تقريب النصرانية إلى الإسلام وتحويل النصارى إلى مسلمين ستكون أسهل بكثير من هذه التفاهات الّتي كتبتها يا حنا, خصوصاً ونحن نعلم أنّ الكتاب الّذي تدّعون أنّه مُقَدّساً مُجمَع على تحريفِهِ بين علماء اللاهوت ومختصي النقدِ النصّي وأنّ هنالك إقحامات حدثت في هذا الكتاب لأسباب عديدة وأنّ هذا الكتاب قد طالته يد التغيير وهنالك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع من مثل تحريف الفاصلة اليوحناوية لتدعيم فكر لاهوتي, التحريف في نهاية إنجيل مرقس, مجهولية مؤلف الرسالة إلى العبرانيين, تناقض المخطوطات اليونانية القديمة مع المخطوطات المتأخرة وحقيقة أنّه لا يوجد بين أيدينا مخطوطتين متطابقتين وأنّ المخطوطات الأصلية لكتابات العهدين القديم والجديد مفقودة وما هو بين أيدينا إلّا الآلاف من المخطوطات المتناقضة لدرجة أنني قرأت أنّه لا يوجد فقرتين متطابقتين بين مخطوطتين مختلفتين, يعني نفس الفقرة عندما تقارنها بين أي مخطوطة ومخطوطة ثانية مستحيل أن تجدهم متطابقات وهذا يفتح الباب للتساؤل عن مصداقية نسبة كتابات العهدِ الجديد إلى كُتّابهن مثل الأناجيل الأربعة والّتي المفروض أنّه كتبهن لوقا/يوحنا/متّى/مرقس, في الحقيقة لا يوجد أي إثبات في أنّ كل ما هو موجود في الأناجيل الأربعة اليوم قد كتبه فعلاً كُتّاب الأناجيل الأربعة المنسوبة إليهم هذه الأناجيل وذلك لأنّه كما قلنا المخطوطات الأصلية الّتي خطّها كُتّاب الأناجيل الأربعة(كا هو الحال مع باقي كتابات العهدِ الجديد) ضائعة وكل ما هو عندنا عبارة عن الآلاف من المخطوطات المتناقضة مع بعضها البعض حتى أنّه لا تجد مخطوطتين متطابقتين ولو على مستوى الفقرة الواحدة, فعلى أيِّ أساس نحكم إن كانَ مرقس قد كتبَ في نهاية إنجيله النهاية الطويلة فعلاً كما هو في المخطوطات اللاتينية أم أنّه لم يذكرها وتوقف عند الفقرة الثامنة كما هو في المخطوطات اليونانية القديمة من مثل المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية؟ وكذلك الحال مع رسالة يوحنا الأولى, على أيِّ شكل كتبَ يوحنا الفاصلة اليوحناوية؟ هل كانَت على شكل الآب والإبن والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد ولّا الماء والدم والروح وهؤلاء الثلاثة على إتّفاق؟ وإن إخترت أحدهما فعلى أيِّ أساس إتّخذت هذا القرار وأنتَ لا تمتلك أي مصدر أساسي تقيس عليه صحّة النصوص؟ لا يوجد مصدر أساسي أو بالعربي "مسطرة" نقيس عليها صحّة النصوص المذكورة في الأناجيل والّتي تتناقض فيها المخطوطات, ولذلك لن نعلم أبداً ما كتبه مؤلفي كتابات العهدِ الجديد فعلاً وسيبقى هذا لغز يحيّر النصارى إلى الأبد..

شفت كيف يا حنا ننقض عقيدتك في فقرة واحدة ونقرب النصارى إلى الإسلام بسهولة وبذلك يُحَل كل هذا الخلاف ونصبح متحابين على دينٍ واحد وهو الإسلام الّذي كانَ عليه عيسى وموسى ومحمّد وباقي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً؟

• (2) - كتب : السيد وليد البعاج ، في 2013/06/08 .

في البدء شهادة حق أقولها في الاب حنا اسكندر الأخ العزيز على قلبي، انه انسان خلوق ومؤدب ومتواضع وراهب مبتعد عن كل مبهرجات الدنيا، وعنده نية صادقة في التقارب والاخوة الاسلامية المسيحية، وان كان هو مؤمن بمسيحيته فهذا حق له بما يعتقد ، وأتمنى ان تحمل كتاباته على محمل حسن الظن ، وأنا مع الرد العلمي الذي يحاكم الاقوال بادلة علمية ، واتمنى من الاب حنا ان يستمع جيداً للرأي الاخر ، ويحمل الاخرين كما عهدي به على حسن الظن في نية الاخرين بعرض ردهم وتحليلهم، تحية للسيد يوسف البيومي ، ونتمنى منه المزيد وتحية للاب حنا اسكندر ونطالبه بمزيد من البحوث والتي يستمع بها لرؤية الاخر المختلف.

• (3) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/06/08 .

لم افهم شيئا .

• (4) - كتب : السيد يوسف البيومي ، في 2013/06/07 .

الرد القويم على: صلب المسيح وقيامته من خلال آيات القرآن الكريم.
الجزء الأول من الرد:
بادئ ذي بدئ إذ أننا نشكر حضرة "الأب حنا اسكندر" ونثمن محاولته التي حاول من خلالها أن يقرأ في عقيدة المسلمين وفي كتابهم القرآن الكريم لكي يخرج بالنتيجة أو بالبحث الذي أسماه: "صلب المسيح وقيامته من خلال آيات القرآن الكريم".
وبما أنكم نشرتم هذا البحث ونحن أكيدون من حسن نيتكم والقصد من هذا البحث هو التقارب مع المسلمين إلا أن هناك بعض الأمور الجوهرية التي فاتتكم أو غفلتم عنها سهواً، ولا بد أن ننبه عليها لكي نكمل هذا الحوار الهادئ والمثمر، إذ أننا وكما يقال: "نحن أبناء الدليل نميل معه كيفما يميل".
ولكن قبل مناقشة البحث الذي نشرتموه لا بد من توضيح بعض الأمور:
أولاً: إن مسألة المقارنة فيما بين الأديان تثير الكثير من الإشكاليات حول الدين الحق، وقد سعى أتباع كل دين إلى نصرة دينهم، من خلال النصوص المقدسة لدى الدين الآخر، وتجلّت هذه الظاهرة بأبهى صورها بين الإسلام والمسيحية، نظرًا لانفتاح كل منهما على دعوة الناس للإيمان به واتّباعه.
إن من الطبيعي أن يستند المتأخر - في إثبات حقانيته - إلى نصوص الدين السابق، استنادًا إلى أن الدين السابق يشتمل - بشكل أو بآخر- على إرهاصات وبشائر تتحدث عن الدعوة التالية، ما دام الكل يربطون أنفسهم بالله تعالى، وأن الدين كله حلقة مترابطة يكمل بعضها بعضاً.
وقد استفادت المسيحية والتي قامت ركائزها على قوانين ونصوص العهد القديم، وعمل المسيحيون على الاستفادة من هذه النصوص في إثبات صحة ديانتهم.
ونفس الأمر حصل بالنسبة للدين الإسلامي المتأخر عن الديانتين السابقتين اليهودية والمسيحية، فقد استند في الكثير من المواضع إلى نصوص العهدين لإثبات حقانيته أيضاً، لكن ليس بمعنى أن صحة الإسلام متوقفة على تصديق تلك النصوص، بل بمعنى إلقاء الحجة على من يؤمنون بها، بعد ملاحظة الظروف التي أُنزل القرآن الكريم بها، وبيان وحدانية الدين عند جميع الأنبياء (عليهم السلام).
بل لقد صرحت بعض الآيات القرآنية الشريفة أن أهل الكتاب يعرفون نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) كما يعرفون أبناءهم، وأنهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل.
ثانياً: لقد عمد "الأب حنا اسكندر" إلى الإستفادة من النصوص الإسلامية في تثبيت أركان ديانته. وهذا في الحقيقة من المفارقات الغريبة، لأنه ما دامت الكنيسة لا تعترف بقدسية نصوص القرآن الكريم، وإنكم لا تؤمنون بأنها من وحي السماء، فمن غير المنطقي أن تشكل مستندًا بالنسبة إليكم، تتمسكون به لإثبات بعض عقائدكم من خلاله.
والجدير بالذكر في مقامنا هذا أن كثيرًا من استنادات علماء أهل الكتاب إلى القرآن الكريم وإن ظهرت في صورة المجادلة مع المسلمين، إلا أنها في حقيقتها استنادات تأسيسة، يراد بها تقوية المعتقد المسيحي، وقد فاتكم أن ذلك لا يفيد بشيء، لأن الفرض عندكم هو عدم كون القرآن الكريم وحيًا من عند الله تعالى، وتعتقدون بعدم صحة نبوة النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا سوف يُفقد هذا المستند أية قيمة تذكر بالنسبة لكم، فلا بد من القول أن مثل هذا الاستناد إنما ينشأ من موقع غير القوي، وهذا ظاهر.
ولا يُنقض على هذا الكلام، بأن الإسلام وعلماء المسلمين يستندون إلى نصوص العهدين، في إثبات بعض الحقائق الدينية الإسلامية التي صدع بها النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، لأن الإسلام، وإن أثبت التحريف والتلاعب في نصوص العهدين، إلا أنه لم يفترض عدم صحة شيء منهما، لأن حقيقة التحريف لا تعني إلا التصرّف في الأصل، باللفظ أو بالمعنى، وعليه فيمكن الإستفادة من النصوص الباقية، بعد تمييزها وتمحيصها والتدقيق بها، وبعد افتراض أصل الصحة في أسفار العهدين.
وبهذا ينحل الإشكال الذي عمل بعض المسيحيين على إيراده على القرآن الكريم، حيث حاول الدكتور "وليم كامبل"، في جوابه على الدكتور "موريس بوكاي"، أن يثبت أن بعض الحقائق العلمية التي وردت في القرآن الكريم قد ورد مثيلات لها في نصوص العهدين، محاولاً بذلك إثبات صحة هذين العهدين من خلالها(1).
من هنا فإن الإسلام لا يعارض هذه النظريات العلمية على فرض ورودها في أسفار الكتاب المقدس، انطلاقًا من اعتقاد المسلمين بأن أصل الوحي موجود فيه، فإن لازم ذلك أن يقبل المسلمون أن هذه الإشارات من بقايا الوحي الإلهي في الكتاب المقدس، ومن الظاهر أن المسلمين لا يعيشون عقدة تجاه هذه المسألة، كما هو الحال عند أهل الكتاب، بل تشكّل قرينة إثبات أخرى على صدق القرآن الكريم، وعلى أنه وحي من السماء، لفرض قدرته على التمييز بين الحقائق والأخذ بها، وطرح التلاعبات وتزييفها، خصوصًا بملاحظة عدم اطلاع النبي (صلى الله عليه وآله) على هذه الأسفار، فضلاً عن عدم وجود أية وسيلة في ذلك الزمان، يمكن أن يستند إليها في التمحيص سوى الوحي.
ثالثاً: إن حضرة "الأب حنا اسكندر" قد صرح أنه اعتمد على التفسير الإسلامي التقليدي لآيات القرآن الكريم، من هنا فإننا نريد أن نوضح مسألة ذات أهمية وهي أنه ليس للمسلمين كتاب تفسير واحد يعتمدون عليه على أنه هو المرجع النهائي لما تعنيه تلك الآيات فكل علماء التفسير حاولوا تفسير آيات القرآن الكريم حسب نظرية معينة: فمنهم من فسر القرآن لغوياً، ومنهم من خلال الروايات والأحاديث، ومنهم من فسر الآيات القرآنية بحسب آيات آخرى، فلا معنى لذكر (تفسير إسلامي تقليدي)، فكما هو الحال عند علماء التفسير اللاهوتين وغيرهم الذي تجدهم في المسيحية والذين قد قبلت الكنيسة بتفسيرهم ومن ثم قامت برفضه، واعتمدت غيره، فلا يمكن أن أقول أن هناك تفسير مسيحي تقليدي، وإلا كان لازماً علينا أن نلزمك ببعض التفاسير من القرون الوسطى والتي ترفضها الكنيسة الآن.
رابعاً: لا يمكن لأحد أن يثبت حادثة ما أو واقعة ما بشكل إجمالي ومختصر، فهناك قاعدة تقول ما من عام إلا وخصص، وما من مطلق إلا وقيد. ومن هنا فإننا لا نستطيع أن نثبت مسألة قد نفاها المسلمون من خلال شرح الكلمة بغض النظر عن ما سبقها أو ما قد أتى بعدها وإلا كان هذا يسما في العلم تحريفاً، وتدليساً، وهذا ما نترفع نحن وحضرة الأب عنه.
خامساً: إن ذكر بعض الروايات والأحاديث ليس بالضرورة ينفع كدليل على عقيدة ما وذلك لأسباب عدة منها:
1 ـ إن الروايات والأحاديث لا تكن في مقام الحجة إلا أن تكون قد اثبتت ومن خلال التمحيص أنها قد وردت على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنحن نعتقد بأنه ليست كل الأحاديث صحيحة بل تحتاج إلى إثبات من خلال طرق معينة أثبتها "علم أصول الفقه". فعندنا ليس كل حديث هو مسلم الصدور.
2 ـ لا يمكن أن نستدل على عقيدة ما لأن كلمة قد وردت في أحدى الروايات أو الأحاديث على أنها بالضرورة لها نفس المعنى العقائدي عند الآخرين، وهذا ما يسمى في اللغة المشترك اللفظي، ولكن ليس هناك من مانع أنها تختلف من حيث المعنى، وبالتالي لا يصلح دليلاً على أنها مطابقة للمعنى الذي أردتم إسقاطه.
سادساً: لا يمكن لأحد أن يسقط عقيدة ما على عقيدة أخرى من خلال (ترانيم وتراتيل)، فهذا لا يصلح أن يكون دليلاً، فإن الكلمات وقد قلنا سابقاً تتشابه من حيث المبنى ولكن قد تختلف من حيث المعنى. فكيف لي أن أعتمد على ترانيم وتراتيل قد تتبدل "التراتﯿل قد تتغﯿر لكن المعنى يبقى نفسه (محبة اﻻنسان) وفي حقبات معﯿنة قد تتغﯿر الكلمات في الترتﯿلة ولكن يبقى المعنى نفسه للتراتﯿل"(2).
فما يدرينا أن هذه الترانيم والتراتيل التي استشهدت بها إنما هي تغيرت وتبدلت من حيث الكلمات، وقد صرح المطران أنها في أعلان محبة الله وتريد منا أن نأخذها دليل لإثبات مسألة عقائدية، فما هي العلاقة بين إظهار محبة الله عز وجل وبين اثبات صلب المسيح؟! فهذا في العلم يقال له: "تحميل ما لا يحتمل".
سابعاً: أضف إلى ذلك أن تفسير بعض الآيات من وجهة النظر المسيحية وإسقاطها على أنها تعني المعنى الفلاني أو غيره، إذ لا دليل واضح في اللغة أو في الأصول على أنها تعني هذا المعنى الذي حاول حضرة الأب أن يسقطه عليها، أو أن نحاول تفسيرها بشكل منفصل.
من هنا وقبل مناقشة البحث، والذي قد يطول إلى حلقات في حال أراد أن يخوض حضرة الأب حنا اسكندر في غماره، لا بد من نقاط علمية أساسية يجب أن يعتمد عليها لا الباحث فلا يأتي على سبيل المثال بكلمة "صليب" التي هي موجودة في القرآن الكريم ليقول أنه "الصليب" الذي يعتقد المسيحيون به، فهذا يحتاج إلى دليل.
يمكن أن نستشهد بعبارة "المسيح ابن الإنسان" كمثال لتوضيح المراد من التفسير لكلمة ما أو عبارة. فهذه العبارة وهي قد وردت في الأناجيل الأربعة يمكن أن نقول أنها دليل على أن المسيح (عليه السلام) هو انسان وليس ابن الله كما يقول المسيحيون في عقائدهم.
إذ أن كلمة (ابن الإنسان) من الكلمات التي تكرّر ورودها في الأناجيل الأربعة، إلى حد قد لا يمر إصحاح (فصل)، أو صفحة دون ورودها فيها، وقد ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الملكوت الوارد في الأناجيل.
ومن المتسالم عليه بين المسيحيين، أنه أريد بها في كافة موارد استعمالها شخصُ السيد المسيح (عليه السلام)، حتى صارت من أهم ألقابه في الذهن المسيحي، ولم نرَ أحدًا منهم أشار، أو احتمل إرادة غيره منها في أي مورد من الموارد.
ولقد اتفق المسيحيون على أن السيد المسيح (عليه السلام) هو الذي اختار هذا اللقب لنفسه، وأنه كان أحب الألقاب إلى نفسه الشريفة، حتى أنه "عندما كان يخاطب بلقب المسيح كان يستبدله بلقب ابن الإنسان"(3).
مما لا شك فيه أن كلمة (ابن الإنسان) تعني - بحسب المعنى المتبادر منها - نفس معناها اللغوي، وهو الكائن البشري نفسه، ولا تحتمل أيّ معنى آخر، ما لم تقم قرينة خاصة تدل على خلاف هذا المعنى اللغوي.
وقد حرص السيد المسيح (عليه السلام)، على استخدام هذا اللقب دون سواه، في كافة الموارد، التي تحدّث فيها عن نفسه الشريفة، كما أشرنا إليه وسيأتي.
إنّ صاحب التفسير الحديث للكتاب المقدس قد أفاض في الحديث عن دلالات هذه الكلمة في الأناجيل الأربعة، فقال ما حاصله: "إن عبارة (ابن الإنسان) في اللغتين العبرية والآرامية تعني ببساطة إنسانًا أو بشرًا، وتعني في الغالب إنسانًا ضعيفًا بالمقارنة مع الله تعالى"(4).
ولكن الكاتب ناقَضَ نفسه في نفس الكتاب، حيث يقول: "والقول بأنها جاءت هنا بمعناها الأساسي لتعني الإنسان بوجه عام إنما هو قول ليس له أي معنى"(5)، دون أن يذكر وجهًا لدعواه هذه.
ومن الظاهر أنه لا يمكن قبول هذا الادّعاء، لعدم استناده إلى أي دليل، مهما كان واهيًا، ولا تساعد عليه أيّة قرينة لفظية أو غيرها، ويمكن أن يستشعر عدم اقتناع الكاتب نفسه به، ولذلك أرسله إرسال المسلمات من دون ذكر وجه أو تبرير, خصوصًا بعدما تقدّم معناها منه نفسه.
ومن خلال هذا المثال أردت أن أبين وقبل الدخول في مناقشة أصل البحث إلى هذه الأمور الواضحة والتي لا تحتاج للكثير من البحث، على أن يأتي الرد بشكل تفصيلي على كل ما ورد في بحثكم هذا.
مع جزيل الشكر والامتنان..
وأرجو منكم القبول
العبد الفقير إلى الله..
السيد يوسف البيومي.
في 27 رجب الأصب 1434 هـ . ق.
ذكرى المبعث الشريف لرسول الله الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله).
____________________
(1) القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم.
(2) مقابلة مع المعاون البطريركي الكلداني في بغداد (المطران شليمونوردوني)، المقالة "التراتيل وسيلة للتقرب إلى الله"، الشبكة الفنية، أجرت المقابلة الصحفية "أميرة محسن". http://magazine.imn.iq/articles/print.15131/
(3) التفسير الحديث للكتاب المقدس، شرح إنجيل متى، ص35.
(4) التفسير الحديث للكتاب المقدس، إنجيل متى، ص35، بتصرف.
(5) التفسير الحديث للكتاب المقدس، إنجيل متى، ص171، بتصرف.





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32020
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29