• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خريف ارد وغان .
                          • الكاتب : حميد الموسوي .

خريف ارد وغان

مع اندلاع اول تظاهرة ضمت عشرات الافراد من الشباب التركي دب الرعب في قلب اردوكان واركان حزبه فاصدر اوامره الفورية لقواته الامنية بكبح تلك التظاهرة السلمية ،وبكل عنف وقسوة هوجمت المظاهرة حتى وصل الامر الى دهس المتظاهرين بالمدرعات بعدما عجزت الهراوات وقنابل الغازات وخراطيم المياه عن تفريقهم .
طلعت الشمس على ديمقراطية اردوغان ..نسي تباكيه على الديمقراطية المظلومة في سوريا والعراق والدول العربية.
افتضح امر تدخلاته العدوانية وعمله الدؤوب على اشعال حرائق الطائفية في العراق وسوريا ولبنان.
كانت حديقة ميدان التقسيم الشرارة التي فجرت المكبوت في نفوس الشعب التركي والمشحون في صدورهم من تراكمات التخبط الاعمى لسياسات اردوغان الهوجاء واحلامه العثمانية الزائفة التي الحقت بالسياسة الخارجية اضرارا فادحة سواء على المحيط الاقليمي بمعاداته لروسيا وايران والعراق وسوريا او الدول الاوربية والتي حالت دون انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي بعدما اكتشفت اساليبه الدكتاتورية بخنق الرأي الاخر وزجه بمئات الصحفيين والمثقفين والعسكريين المخالفين لآرائه العثمانية المتخلفة في ظلمات السجون .
اردوغان يذكر الاتراك بمعركة ( مرج دابق ) شمال سوريا 1516 وهي اول معركة بدأتها الدولة العثمانية باحتلال الدول العربية واحدة تلو الاخرى حتى وصلت الى مصر ، حالما باعادة تلك الحقبة السوداء من تاريخ تركيا ،والشعب التركي المتنور يخجل من هذا التأريخ ويرفض تكراره .
اردوغان يعيد الى الاذهان نموذج السلطان سليم الاول صاحب مجازر الاناضول الطائفية ضد العلويين الاتراك ... ومجازر تصفية الآثوريين العنصرية، واحرار تركيا يتطلعون الى العيش بمحبة بين جميع اطياف الشعب التركي .. يتطلعون الى اقامة افضل العلاقات مع دول الجوار والعالمين العربي والاسلامي مبنية على الاحترام و التفاهم والمنافع المشتركة.
اصيب اردوغان بالغرور بتحقيقه منجزا اقتصاديا قلقا بسيطا فظن واهما ان الاتراك معه في كل خطوة  وراح يتصرف بغطرسة الاسلاف، فادخل تركيا في مشاكل كانت في غنى عنها  مع دول الجوار، واركسها في المستنقع السوري وضيع عليها فرصة الدخول في الاتحاد الاوربي وسيفقدها علاقتها حتى مع اميركا التي بدأت تتململ من سياساته الهوجاء، لكن الشعب التركي وقف له بالمرصاد ليعيد الى تركيا نظامها اللبرالي الذي اختارته بديلا عن غطرسة وتخلف سلاطين آل عثمان . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=32017
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28