• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خذ وطالب .
                          • الكاتب : نعيم ياسين .

خذ وطالب

         عقد الاجتماع الرمزي لقادة الكتل السياسية بدعوة من السيد عمار الحكيم وانفض دون توقيع وثيقة ملزمة وانما اصدر ما اطلق عليه كلمة شرف وكأن الدستور ليس وثيقة شرف وعهد ملزم للجميع شرعا وقانونا ! . المخلصون المتطلعون الى خلاص العراق من ازماته وخلاص الشعب من الارهاب الذي بات واضحا انه انعكاس للازمة السياسية بدرجة كبيرة اكثر مما هو حرب طائفية , اقول المخلصون مع كل بارقة امل تخرج العراق من النفق . لكن ما تناقلته وسائل الاعلام بعيد الاجتماع ان هناك تفاهمات حول حلحلة بعض العقد ومن هذه التفاهمات التي كشفتها وسائل الاعلام عودة رافع العيساوي معززا مكرما ليرقى من منصب وزير في الحكومة الى منصب نائب رئيس الجمهورية . ونحن لانؤكد هذه الصفقة وانما نرجحها لان السياسة عندما تكون صفقات في الدهاليز المظلمة نترقب اكثر من ذلك . 

     ولكن , وسواء صحت الصفقة ام لم تصح , فان من يقود الكتل السياسية الشيعية اليوم عليه ان يرقب الله والناس , وان يلاحظ منافعه واضراره في هكذا صفقة , وان يتساءل مع نفسه ويجيب على تساؤلات جمهوره : 

كيف يكون المتهم بالارهاب والفساد نائبا لرئيس الجمهورية ؟ , ومن يتحمل مسؤولية الازمة التي تعصف بالعراق منذ ستة اشهر وما انتجته من تداعيات ؟ . ان لثقتنا بسياسيينا حدودا , وليس منها تكريم ارهابي مفسد . 

       لقد صرح المعنيون في الحكومة او في مجلس النواب قبيل الاجتماع ان ملف العيساوي حول فساده وافساده مطروح او سيرفع الى النزاهة , فما الذي برأه من التهمة ليعود مكرما نائبا لرئيس الجمهورية ؟ . 

      لم اجد تعبيرا مناسبا يفصح عن مكنونات نفسي حول هذا التداعي وحول ماجرى في الاروقة الخلفية غير قصيدة الشاعر المبدع الكبير احمد مطر ( خذ وطالب ) : 

خذّْ .. وطالب . 

هذه الاكوانُ لم تخلَق بيوم ... وعلى هذا فالصبرُ واجب . 

كن سياسيا مع الاعداء 

راوغهم بضبط النفس 

طأطىء , وتجرد , وانبطح , وارفع , وحاسب . 

فاذا قصوا لك اللحيةَ طالبهم بتنتيفِ الشوارب .

واذا هم نتفوا الاهدابَ طالبهم باحفاء الحواجب . 

واذا الغوا لك الخصيةَ طالبهم بتعطيلِ الحوالب . 

واذا شقوا لك السروال طالبهم بتقطيعِ الجوارب . 

واذا حطوا على ظهرك سرجا.. 

اقبلْ السرجَ وطالبهم براكب . 

واذا هم وضعوا الراكبَ ... طالبهم بخازوقٍ مناسب . 

واذا هم ثبتوا الخازوق .. 

فتشْ عن المطالب . 

 

     لقد رسم شاعرنا المبدع احمد مطر بريشته الخلاقة لوحة عن التنازلات للاخر وهو لايستحقها وليس للاخر ان يتنازل هكذا وهو يمثل ملايين الناس , فالملايين لم تخوله قص اللحى ونتف الشوارب , ولن ترضى له ان يحولها الى ظهر دابة تُسرَج لتركب .  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31943
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 06 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19