لا تكاد تمضي أيام ألا ونسمع عبر الفضائيات أنعقاد مؤتمر أو أكثر لما يسمى (أصقاء سوريا ) ، وغير خاف علينا لماذا ظهر الآن هذا العدد الكبير من الأصدقاء ؟ الشعوب تعرف أن أصدقاء سوريا قليلون جدا ، سيما وأن أسرائيل تعادي كل صديق حقيقي لسوريا ، لكن هؤلاء ( الأصدقاء ) الأعداء هم اليوم من يشعل نار الحرب والقتل والتدمير للبنى التحتية وتهجير المدنيين من أبناء الشعب السوري ، وتعرف الشعوب أيضا أنّ هؤلاء مدعي الصداقة ، هم أصدقاء حقيقيون لأمريكا وأسرائيل ، وهما مَن يستفيد من تدمير سوريا ، وقتل أبناء الشعب السوري ، ومحاولة تقسيمها ألى دويلات صغيرة حسب الخطة الصهيونية الأمريكية المعدة لدول المنطقة ، وتتبنى أمريكا وحلفاؤها تنفيذ هذه الطبخة .
من مضحكات الزمان أن تنقلب المعايير وتختلط الألوان من غير ضوابط ، أنهم قتلة بهوية صديق ، نحن نعيش في الزمن الصعب ، الصديق من يصدق معك ، من يفتقدك في غيابك ، ويبعد عنك آلامك ، الصديق يسعى لحفظ دمك وعرضك ومالك .
ياربّ الكون هل نحن نعيش الآن في الزمن الأخير من الدنيا ؟
نسمع في الفضائيات عن عقد مؤتمرات عديدة لأصدقاء سوريا ! من هم هؤلاء أصدقاء سوريا ؟
في تركيا عقدت عدة مؤتمرات تحت عنوان أصدقاء سوريا ، وفي طهران عقد مؤتمر لأصدقاء سوريا ، شاركت فيه دول خليجية ، داعمة للمسلحين في سوريا بالمال والسلاح والأعلام ، ودول مشاركة في مؤتمر طهران ، وأخرى خارجه تجري تحضيرات لعقد مؤتمر ( جنيف 2 ) ، الذي سبقه ( جنيف 1 ) ، كل هذه الدول المشاركة في هذه المؤتمرات هم أصدقاء لسوريا ، أذن من هم أعداؤها ؟ ومن الذي يصب الزيت على النار ؟ ومن الذي يساعد الأرهابيين التكفيريين الذين يقتلون المدنيين من غير رحمة ؟ ومن الذي يطرد المدنيين من بيوتهم كي يحفر الأنفاق في داخل هذه البيوت ؟ ومن الذي يغتصب النساء السوريات تحت عنوان المناكحة الجهادية حسب فتوى شيوخ التكفير والجهاد ؟
القتل العشوائي للمدنيين العزل ، والتهجير القسري من البيوت ، وقتل افراد الجيش السوري ، وشق صدور الموتى وأكل قلوبهم ، ونبش القبور ، وتهديم المراقد ، كل هذه الجرائم من يدعمها ويشرعنها ويمولها ؟ الكثير من هؤلاء الذين يدعون أنهم أصدقاء سوريا هم من يدعم هؤلاء القتلة التكفيريين ، الذين شوهوا معالم الدين الأسلامي الحنيف .
لماذا هذا الدجل والكذب والتزوير ؟
هل تضحكون على أنفسكم أم تضحكون على الشعوب ؟
هل تتخيلون الشعوب بهذه السذاجة حتى تنطلي عليها مثل هذه الأكاذيب ، وهذه الأدعاءات الفارغة ؟
لقد لبستم يا سلاطين البترول ووعاظ السلاطين ، مدعي ألأسلام الأمريكي التكفيري لباس الذل والعار، وتريدون ألباس رداء الذل لشعوبكم كما لبستموه أنتم ، هل يخفى على أحد تعاونكم لتصفية جبهة المقاومة ضد أسرائيل ؟
الكل يعرف من يدعم المسلحين التكفيريين في سوريا ، أنتم يا مَن تدعون أنكم أصدقاء سوريا مثل تركيا والسعودية وقطر ودول الهزيمة الأخرى في المنطقة ، مَن يدعم المسلحين التكفيريين القتلة ، تلبية للمطالب الأمريكية والصهيونية ، المال القطري السعودي يستورد المئات من الجهاديين التكفيريين المتخلفين من دول شتى ، تستقبلهم الحكومة التركية بقيادة أردوغان المغرور ، وتدفع بهم عبر الحدود مع سوريا بعد تدريبهم وتسليحهم ، ليلتحقوا مع المقاتلين الاخرين من القاعدة او جبهة النصرة أو ما يسمى (الجيش السوري الحر ) ، الذين يعملون جميعا لتدمير سوريا وتقسيمها الى دويلات طائفية أو قومية خدمة لأسرائيل ، وتحقيقا لأهدافها في تقسيم دول المقاومة في المنطقة ، باسم الاسلام والجهاد ، وبحجة دعم أبناء الشعب السوري بعد كل هذه الجرائم ، وهذا التدميرالكبير الذي يقوم به هؤلاء المسلحون المدعومون من مدعي أصدقاء سوريا ، هل يصدق أحد أدعاءات كثير من هذه الدول وهم طرف في خلق الفتنة ، أنهم أصدقاء للشعب السوري ؟
المثل العراقي يقول ( أكعد أعوج ، وأحكي عدل ) ، لكن هؤلاء ( يكعدون عدل ويحكون أعوج ) ، كلام هؤلاء لا تسوّقه الشعوب ، ولا تعطي له أي قيمة تذكر ، لأن الشعوب تعرف الحقائق ، والمثل العراقي الآخر يقول ( حدث العاقل بما لا يعقل ، فأن صدق فلا عقل له ) ، نقول لسلاطين النفط العربي ، ولوعاظ السلاطين التكفيريين الذين يعبدون ألدولارالنفطي الخليجي ، أن سيدتكم أمريكا ، ومعها أسرائيل اللتان تخدمونهما رغم أنوفكم ، لن تخلصانكم من غضب الشعوب العربية والأسلامية ، لأن هذه الشعوب تعرف الحقائق جيدا ، لكنكم أنتم المغفلون الذين تضحكون على أنفسكم ، أذ أصبحتم دمى بيد أعداء الاسلام والأنسانية .
( أصدقاء سوريا ) يدعمون المسلحين القتلة ، ويسمونهم ( ثوارا ) ، لكن هؤلاء القتلة عندما يقتلون أو يفجرون في البلدان التي تدعي صداقتها لسوريا ، يصبحون أرهابيين قتلة ، وهذا ما حصل قبل فترة ، عندما فُجرت سيارة مفخخة داخل تركيا في المنطقة القريبة من الحدود السورية ، فهم ثوار في سوريا ، وأرهابيون في تركيا أو ألبلدان الأخرى الحليفة لأسرائيل وأمريكا ، ما هذا الدجل والضحك على الذقون ؟
وأخيرا نقول للقارئ الكريم هل سؤالنا مشروع عندما نقول :
أذا كان كل هؤلاء أصدقاء لسوريا ! أذن من هم أعداؤها ؟ |