• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على رقعة الشطرنج الدولية العراق كش تقسيم؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

على رقعة الشطرنج الدولية العراق كش تقسيم؟!

نعم هي فعلا  لعبة سياسية كبيرة أشبه برقعة الشطرنج طرفها الأول  امريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب والطرف الثاني الدول العربية، المضحك المبكي في هذه اللعبة أنه لا توجد أية درجة من التقارب والتشابه والذكاء وبعد النظر والتخطيط والكفاءة بين طرفي اللعبة! ولذلك يكون الخاسرهو الطرف العربي دائما!. فبالنسبة للعراق بدأت فصول لعبته السياسية بعد سقوط برجي التجارة في أمريكا في أيلول عام 2001 !، حيث تبعتها أقوى وأهم وأخطرنقلة في مفاصل وفصول اللعبة بأحتلال امريكا للعراق الذي يمثل رأس اللعبة واسقاط نظامه السابق وكانت تلك بداية اللعبة الدولية نحو الشرق الأوسط. لقد كذب الرئيس الأمريكي الأسبق(بوش الأبن) عندما قال يوم 29/4/2003 وهو يشاهد أسقاط تمثال الرئيس العراقي السابق المعدوم (صدام حسين) في ساحة الفردوس من قبل الجنود الأمريكان عبارته الشهيرة (لقد أنتهت اللعبة ، the game is over!!)، كذب لأن اللعبة لم تنتهي بأسقاط  تمثال (صدام)، بل كانت بداية لعبة تدمير العراق وتمزيق نسيجه الأجتماعي ونهب ثرواته وتدمير تاريخه وحضارته ومن ثم تدمير باقي الدول العربية. وبقدر ما أصاب العراقيين اليأس من ان حدوث ولو شيء بسيط  من التعديل على خارطة حياتهم اليومية المملة والرتيبة وهم يجترون نفس مشاكلهم ومعاناتهم ويعتصر الألم والخوف قلوبهم منذ عشر سنوات ولحد الآن، خاصة بعد نتائج الأنتخابات المحلية التي جرت في شهر نيسان الماضي والتي أفرزت عن فوزالكتل السياسية الكبيرة والنافذة كما هو متوقع لها!( القانون- المواطن-الأحرار- متحدون) التي تمتلك السلاح والمال والأعلام والقوة! والتي تخوض الآن غمار مناقشات التقسيم والمحاصصة! على مناصب المحافظ ونوابه،ورئيس مجلس المحافظة ونوابه الى باقي أعضاء المجلس، والذي يعني بأن  العراقيين  سيظلون  يدورون  بنفس ساقية الفساد والنهب والسرقة والمقاولات الوهمية وما الى ذلك!، فلا جديد على صورة التخلف العمراني والخدمي في بغداد وباقي المحافظات!. ومن الجدير أن أذكرهنا أن محافظ بغداد بشر العراقيين بأن العراق سيشهد القطار المعلق عام 2020 !! في اكبرأستخفاف وضحك على العراقيين!! وكم سمعنا مثل هذه الأخبار على مدى عشر سنوات ولكن كان الواقع هو عاصمة تنعق بها الغربان وتعلوها أطنان من الأزبال وتعمها الفوضى من كل حدب وصوب!. ولكن ما أصاب العراقيين في مقتل من شدة يأسهم وأحباطهم، هو عندما أصبحوا على يقين تام بأن مبدأ التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي أصبحت مستحيلة!! بعد أن نجح أعداء العراق من الخارج والداخل في قطع خيط المسبحة العراقية وفرط حباتها الجميلة وضياع (شاهولها)!، فلم تعد هناك شدة الورد العراقية الزاهية العطر التي كنا نباهي بها الغيروالتي جمعت العراقيين بكل أطيافهم ومذاهبهم وقومياتهم ومللهم ونحلهم!.نعم علينا أن نعرف ونعترف بنفس الوقت  أن الباطل قد انتصر!! ليس لقوته، ولكن لضعف الحق وتفرقه!، قال الأمام علي(ع)( باطل متماسك خير من حق متفرق). لقد أستطاعت قوى الشرالعالمية والأقليمية والعربية والمحلية أن  توصل رسالتها الى عقول العراقيين بأنه لا مناص من التقسيم حلا لمشاكلهم وحفظا لأمنهم وأمانهم!!، وما أستمرار الأعتصامات في المحافظات المتمردة ومطالبتهم أما الفدرالية أو رفع السلاح!! خير دليل على ذلك!مع ملاحظة أن الفدرالية التي يطالبون بها هنا هي الأنفصال ولا معنى لها  غير ذلك في عقول المتظاهرين وقادتهم!!. وقبل الخوض في تفاصيل مؤامرة تقسيم العراق، لا بد من الأشارة الى ان التعايش السلمي بين العراقيين أنتهى تماما بعد سقوط النظام السابق ومع ظهور أول بوادر الأزمة الطائفية. فعلى سبيل المثال: هل بمقدور أبن النجف أن يعمل بمحافظة صلاح الدين أو بالعكس؟ وهل بمقدور أبن العمارة أن يعمل بالموصل أو بالعكس؟ وهل بمقدور أبن الناصرية أن يعمل بالأنبارأو بالعكس؟، فالتقسيم هو موجود على أرض الواقع فقط يحتاج الى صدور الأوامر من المجالس الدولية والأممية العالمية  بذلك؟!. ولأن أساس كل تقسيم هو ديني ومذهبي فالعراق هو مقسم أصلا!!! فجنوبه ووسطه( شيعة) وغربه(سنة)، فلا تحتاج قوى الشر الى جهد جهيد سوى  تحريك بسيط  للورقة  الطائفية مع وجود بعض النفوس المريضة من قادة وسياسيين لهم الأستعداد لبيع حتى اوطانهم مقابل حفنة من الدولارات!!  وهذا ماجرى بعد سقوط النظام السابق الذي كان قد هيأ  أصلا الأرضية والأجواء الصفراء الى ذلك منذ قمعه للأنتفاضة الشعبانية عام 1991 !!،لقد نجح أعداء العراق والحاقدين عليه في أن  يضعوا العراقيين أمام خياران أحلاهما  مر !!: أما الحرب الأهلية والأقتتال الطائفي والموت وأما التقسيم!!، ولقد كانت السنوات العشر التي مرت كافية لنسف وتدميركل جسورالثقة والمحبة والتعايش الأخوي بين العراقيين عندما أصبح عبد الزهرة وعبد الكاظم يحسب ألف حساب أذا أراد الذهاب الى الأعظمية أو حي الجامعة ؟ وأن  ذهب فهو يكون قلقا خائفا وخاصة أذا كان هناك وضع أمني متردي كما هو الآن، و انتشار أشاعات عن وجود لسيطرات وهمية!!، ونفس الشيء يمكن ان يقال عن باقي مناطق بغداد بشقيها ذات الأغلبية السنية والشيعية!!.وليس بجديد أن  يكون أمر العراق وتقسيمه ومستقبله بيد الغرب!(أمريكا وبريطانيا وباقي شلة الشر) مرة أخرى!، فقد كان أمره وأمر باقي الدول العربية  منذ مطلع القرن الماضي بعد أنهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى(1914-1918 ) بيد بريطانيا وفرنسا( حيث تم تقسيم الوطن العربي وفق معاهدة سايكس بيكو)، فبريطانيا هي من نصبت على العراق ملكا من غير العراقيين جاءت به من الحجاز!.وهنا لا بد من الأشارة الى أن المخطط الجديد لأعادة تقسيم الوطن العربي ستتبناه أمريكا وروسيا هذه المرة!( مقال تيري ميسان- مجلة أودناكو الروسية- ترجمة سعيد هلال الشريفي).فتقسيم العراق أصبح أمرا لا مفر منه ليس لسوء أدارة البلاد من قبل الحكومات التي جاءت بعد سقوط النظام السابق، بسبب من عدم نضجها وحنكتها السياسية لا أبدا! فالمخطط أكبرمن ذلك بكثير، ولكن هذه الحكومات الضعيفة وغير المتجانسة التي تقودها أحزاب متصارعة حتى داخل الكتلة والحزب والأئتلاف الواحد ، سرعت وقربت أمر التقسيم لا أكثر من حيث تدري أو لا تدري!!، فالتقسيم هو واقع لا مناص منه سواء برضا الشعب أم لا!. فمؤامرة تقسيم العراق وباقي الدول العربية كلها تدخل ضمن مخطط (برنارد لويس) لتفتيت العالم العربي والأسلامي، وقد اشار الكثير من الكتاب والمفكرين العرب الى هذا المخطط والمشروع التدميري من أمثال: الكاتب  المصري الكبير (محمد حسنين هيكل)، والمفكر العراقي (عبد الحسين شعبان)، والكاتب (فتحي شهاب الدين) من السودان الذي نشر مقالا  في شهر كانون الثاني المنصرم 2013  عبر(الأنترنيت) عنوانه لا لتقسيم السودان تطرق فيه بشكل تفصيلي عن مخطط (برنارد لويس) لتقسيم الوطن العربي وتفتيت الأمة  الأسلامية وقد  جاء في جزء من المقال(((: في مقابلة أجرتها وكالة الأعلام مع( برنارد لويس) في 20/5/2005 قال الآتي بالنص(أن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم وأذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضربموجات بشرية أرهابية  تدمر الحضارات، وتقوض المجتمعات، ولذلك فأن الحل السليم للتعامل معهم هو أعادة احتلالهم وأستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الأجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدورفأن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في أستعمارالمنطقة، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي أقترفتها الدولتان، انه  من الضروري أعادة  تقسيم الأقطار العربية والأسلامية الى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بأنفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ويجب أن  يكون شعار أمريكا في ذلك ، أما أن  نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند أحتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية.!  وعندما دعت امريكا عام 2007 الى مؤتمر(أنابولس) للسلام كتب( برنارد ليس) في صحيفة (وول ستريت) يقول: (يجب ألا ينظرالى هذا المؤتمر ونتائجه الا بأعتباره مجرد تكتيك موقوت غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الأيراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والأسلامية ودفعهم  ليقاتل  الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والأيرانيين بعضهم بعضا كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل.))) الى هنا أنتهى كلام (برنارد لويس)، وبنظرة سريعة الى ماجرى في العراق منذ سقوط النظام السابق مرورا بما سمي بثورات الربيع العربي يعطي صورة واضحة بأن مشروع التقسيم المرسوم يسير كما هو مخطط له !وكذلك لو راجعنا سلسلة الأحداث والمواقف والصراعات في المنطقة منذ مؤتمر(أنابولس) نجد أن ما يوضحه (برنارد  لويس) يسير بالشكل  المطلوب!!. بقي أن تعرف عزيزي القارىء: بأن برنارد لويس هو العراب الصهيوني وهو أعدى أعداء الأسلام على وجه الأرض، وهو مستشرق بريطاني الأصل  يهودي الديانة صهيوني الأنتماء أمريكي الجنسية، متخرج من جامعة لندن عام 1936،(( ومخططه الجهنمي هذا لتفتيت الأمة الأسلامية وافق الكونغرس الأمريكي عليه بالأجماع عام 1983 بجلسة سرية! وبذلك تم تقنين هذا المشروع وأعتماده وأدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الأستراتيجية للسنوات المقبلة!!. نفس المصدر السابق مقال فتحي شهاب الدين)). ولرب سائل يسأل: ما زال المشروع معروف ومخطط له هل نستطيع نحن العراقيين على أقل تقدير أحباط هذه المؤامرة الكبرى علينا؟ الجواب لا مع الأسف الشديد لأننا  شعب ممزق ننعق مع كل ناعق!وقادتنا السياسيين هم ليسوا بأحسن حال منا فالكثير منهم ضائعون تائهون منقادون الى هذه الدولة او تلك! فلا خير يرتجى منهم ، بقى شيء مهم نراهن عليه ونسأل: اين الله من كل هذا؟ وهل سيسمح لليهود أن  يدمروا الأسلام ؟ حاشا لله أن  يسمح بذلك. اللهم أحفظ العراق وأهله من كل سوء ورد كيد من يريدون بنا السوء الى نحورهم. اللهم آمين.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31564
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18