• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المورد في فلسفة الجريمة داخل العراق 4 القسم الرابع .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

المورد في فلسفة الجريمة داخل العراق 4 القسم الرابع

إن الخلافات بين القادة السياسيين في الدول العربية والإسلامية  إنما هي عبارة عن ردود أفعال لأسباب عديدة، فما هي تلك الأسباب، هل هي تاريخية منشؤها الإختلاف في العقائد؟ أم الإنتماء الى طوائف وأعراق؟! أو بسبب التدخلات الأجنبية؟! وأياً كان منها فالخلافات اليوم لها أجندتها الخاصة التي يشرف عليها قادة  إما سياسيون أو دينيون، وقد تقف وراءها حركات دينية أوسياسية، دولية أو داخلية.
وأما أسباب الخلاف الذي يقود الى إرتكاب الجرائم فكثيرة منها:
أولاً: الأجنحة المتشددة للأحزاب السياسية المعبِّرة عن الطوائف: فالجناح السياسي المتشدد للسنة لايرتضي لنفسه إشراك الشيعة، وبشكل أدق لايرتضي أن يكون للجناح السياسي والعقائدي للشيعة أي منصب سيادي، وينعكس ذلك أيضاً على كل طرف متشدد منهما تماماً.
ثانياً: إيران والصراع بين (الجناحين العراقيين العربيين) (السني والشيعي): ينظر العرب السنة للعراقيين العرب الشيعة أنهم مرتبطون بإيران الشيعية وهم إيرانيون صفويون، ولابد من إقصاء أي دور لهم مادام هناك نوع من التقارب مع إيران، وأن إشراكهم في العملية السياسية يشكل خطراً على مصالحهم الآنية والستراتيجية حتى وإن إستند ذلك على سوء الظن الذي يخالف الحقيقة، ولاشك إن ذلك التفكير يقود بالنتيجة حتماً الى الصراع وخلق ردود أفعال لدى كافة الأطراف التي لها علاقة بهذا الخلاف.
ثالثاً: (الولايات المتحدة الأميريكية والدول الغربية)، والصراع (العربي – الإيراني) (العرقي والمذهبي) و(الأجنحة السياسية المذهبية ) في العراق: إن الإختلاف القومي والمذهبي للعراقيين السنة العرب مع إيران لايشجع على إقامة علاقات مستقرة مع الشيعة داخل العراق، كما لايُرضي الدول العربية التي لها مصالح ستراتيجية مع أميركا، وبسبب (العداء المعلن) بين (العالم الرأسمالي وإيران) طغى على الصراع (القومي والمذهبي) بين (الدول العربية والعراق الشيعي) بشكل عام، وإنعكس ذلك على الموقف بين (الطائفتين العربيتين السنية والشيعية) داخل العراق.
ملاحظة: ذكرنا لفظ (الصراع العربي -  الإيراني) ولم نُشِر الى صراع (عربي -  فارسي) لعدم وجود إهتمام يذكر للعرب السنة العراقيين تجاه القوميات غير العربية في بقية الدول غير العربية عدا إيران بسبب تشيعهم، ولأن المذهب السائد في بقية الشعوب غير العربية هو المذهب السني كتركيا وأفغانستان والهند والباكستان وغيرها من الدول. 
ومن الجدير بالذكر إن الموقف العام لعموم الجماهير من السنة والشيعة في العراق هو موقف وحدوي جيد ويختلف كثيراً عن المواقف السياسية للأجنحة المتطرفة لكل طائفة منهما.
رابعاً: التحالفات الستراتيجية (للعرب السنة والأكراد) مع (الولايات المتحدة الأميريكية والغرب): إن أكراد العراق لهم صِيَغَهم في التعامل السياسي مع (الصراع الداخلي السياسي العربي) الدائر بين الأطراف المتشددة لكل من (السنة والشيعة)، خصوصاً في ظل ستراتيجيتهم في التحالف مع (الولايات المتحدة الأميريكية والغرب).
إن (الخلافات السياسية) المزمِّنة بين (القادة السياسيون الشيعة والسنة) و(الواقع الكردي) تدفع الى إرتكاب جرائم بشعة ضد الإنسانية عندما تعمل الدول الكبرى على إذكاء روح الخلاف بين الأطراف وإشعال نار الفتنة على حساب الوطن وراحة أبناءه.
إن الصراع القومي بين قادة العرب وقادة الأكراد من جهة، وبين عرب السنة وعرب الشيعة من جهة ولَّد مواقف سياسية آنية مستمرة للقادة الأكراد جعلهم يميلون الى إستقلالية القرار الكردي وإستغلال الصراع (العربي العربي) بين (السنة والشيعة) داخل العراق مع ميل الطرف الكردي للإحتفاظ  بعلاقات متميزة ومتينة مع الولايات المتحدة الأميريكية والدول الغربية، ومع (الدول العربية السنية) كذلك، و(السنية غير العربية) كذلك بإعتبار أن العرب السنة يميلون الى الأكراد لإعتبارات مذهبية ولايختلف الأمر مع بقية الدول غير العربية كتركيا مثلاً التي تنظر إليهم من أبواب مذهبية وليست قومية كونهم من السنة على وجه العموم.
 
خامساً: الصراع (الإسرائيلي – العربي) في المنطقة (العربية وفلسطين) وإنعكاساته على الصراع بين (أمريكا وإيران): فالموقف (الإسرائيلي -  الأمريكي -  الغربي) موحد تجاه مشكلة الشرق الأوسط وقد إستغلت هذه الأطراف الصراعات القومية والمذهبية داخل العراق بالشكل الذي حرك القادة العرب الى إرتكاب حماقات مستمرة كان من نتائجها حصد الآلآف من الأرواح في حروب عبثية وإقتتال عرقي كما حدث بين العرب والأكراد ،وطائفي كما حدث بين إيران والعراق حتى باتت شعوب الدول العربية والإسلامية ضحية لمثل هذه المخططات ولم تستفد من تجاربها التاريخية الماضية أو تجاربها المعاصرة.
لقد لعبت هذه المواقف الحادة لدى الأطراف المتشنجة والمتطرفة دوراً أساسياً في إشعال الفتن والحروب وأدت الى إرتكاب جرائم كبرى أبقت المنطقة مشتعلة لعدة عقود.
سادساً: كُتُب التاريخ: ولقد أسهمت كتب التاريخ العربي والإسلامي التي صاغها بعض الحكام طيلة قرون وتناقلها المؤرخون في تغذية الصراع الطائفي الذي لعب دوراً خطيراً في إزهاق أرواح الملايين من الناس وأشعال الحروب وأدى الى إرتكاب جرائم جماعية يندى لها جبين الإنسانية.
 
إن كافة أسباب الخلاف التي أشرنا إليها أسهمت في إرتفاع نسب الجرائم ا المرتكبة بحق الناس من أهل العرب السنة والشيعة في العالم ولقد آن الأوان لنعالج المشاكل بإيقاف أسبابها وبروح وطنية وإنسانية.
 
‏24‏/05‏/2013



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=31496
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29