• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سوريا من الدفاع الى تحرير الجولان .
                          • الكاتب : حميد حلمي زادة .

سوريا من الدفاع الى تحرير الجولان

اضحت مسألة فتح جبهة الجولان ابتغاء تحريرها من الاحتلال الصهيوني، من الضروريات الملحة في الوقت الحاضر، باعتبارها الرد الحاسم على المؤامرة الغربية ـ الاسرائيلية ـ الرجعية التي استهدفت اسقاط سوريا كليا من المعادلة الشرق اوسطية، وليس فقط من محور قوى الممانعة والمقاومة في المنطقة
ويرى المراقبون ان على "اسرائيل" ان تدفع غاليا ثمن ضلوعها في تأجيج الحرب الدولية ـ الطائفية في سوريا وان حرب التحرير الشعبية هي العقاب الامضى للمتآمرين على هذا البلد الذي طالما كان يعول على القانون الدولي من اجل خروج المحتلين الصهاينة من مرتفعات الجولان التي احتلت في نكسة حزيران عام 1967.
في هذا المضمار قال رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء حسن فيروزآبادي في تصريح تناقلته وسائل الاعلام الدولية والمحلية باهتمام خاص: (ان مقاومة شعبية على غرار حزب الله اللبناني، تتشكل في سوريا) موضحا (ان قوى الاستكبار منيت بهزيمة نكراء بأيدي المقاومة) مضيفا (ان صمود المواطنين السوريين بوجه المجموعات الارهابية وتصديهم للمؤامرات الخارجية، جاءا نتيجة لشهامة الشعب السوري ووقوفه خلف قيادة الرئيس بشار الاسد).
الاعتقاد السائد ان الاطراف الاميركية ـ الاوروبية ـ التركية ـ الخليجية التي فشلت في الاطاحة بالنظام السوري فشلا ذريعا، حفزت من حيث تدري ولا تدري، الروح التعبوية الوثابة والتضحوية في سوريا على مدى السنتين الماضيتين، وهو ما يعني في العرف الاستراتيجي جهوزية هذا البلد حكومة وجيشا وشعبا لمقارعة التحديات والتهديدات الخارجية، وليس هذا فحسب وانما امتداد رقعة المناجزة مع الاعداء الخارجيين وعملائهم، لتشمل إحياء جبهة هي احدى اهم المناطق الحيوية والحساسة والمدمرة للاحتلال الاسرائيلي، أي جبهة الجولان.
ويقول كبار المنظرين العسكريين ان انطلاق (مقاومة شعبية) في هذه المنطقة سوف يكون اكبر وقعا و ايلاما للعدو الصهيوني، مقارنة بالجنوب اللبناني الذي يوازي الجولان في الطرف الآخر من الحدود مع فلسطين المحتلة.
وهم يفسرون ذلك بالقول: ان التضاريس الارضية التي تتمتع بها منطقة الجولان هي اقل وعورة واکثر انبساطا من مناطق جنوب لبنان، وهو ما يعني ان قابلية الانتشار العسكري التحريري في الجولان سيكون سريعا و ذا قوة ضاربة للغطرسة الصهيونية .
فلقد اعتمدت "الدولة العبرية المصطنعة" خلال الـ (65) عاما الماضية على عناصر الدعاية والاعلام والحرب النفسية لتكريس (اخلاقية الهزيمة) في نفوس ابناء المنطقة، لكن انتصار المجاهدين اللبنانيين (حزب الله) على اسرائيل في تموز 2006، بدد جميع اوهامها ومزاعمها الخرافية ومنها (اسطورة جيشها الذي لا يقهر).
والواقع ـ وهو ما يفزع الاعداء الرجعيين قبل اميركا والكيان الصهيوني ـ أن فتح جبهة الجولان، له مدلولان مهمان للغاية وهما، اولا: التحام زخم هائل بقدرات المقاومة الميليشياوية، ويمثله امكانيات القوات المسلحة السورية النظامية بما تضم من ترسانة عسكرية حديثة ومتطورة ولاسيما على مستوى الصواريخ ذات الاصابات الدقيقة والمباشرة للاهداف العدوانية الاسرائيلية وغيرها.
ثانياً : انقلاب السحر على السحرة، بمعنى ان على انظمة البترودولار وعلى رأسهم آل سعود وآل ثاني الذين حسبوا انهم قادرون على ازالة دمشق من المعادلة الاقليمية والدولية، ان يذوقوا وبال أمرهم ويتوقعوا ان تحرقهم حمم البركان الذي اججوه هم في سوريا بالاموال والاسلحة وتصدير الارهابيين التكفيريين وعصابات القتلة والمجرمين الى هناك.
واخيرا وليس آخرا لعلنا لن نبالغ اذا قلنا: ان (الخير في ما وقع) على الرغم من انهار الدماء البريئة التي سالت في سوريا بفعل الدسائس الصهيوغربية السعودية القطرية التركية التي ارادت الموت والدمار لها، لكن الارادة الالهية شاءت ان تنبض الحياة وروح المقاومة في شرايين السوريين الاحرار في سبيل الانتقام ممن اغرقوا وطنهم بالمجازر والتفجيرات والجرائم المروعة، وتتويج جميع تضحياتهم بتحرير الجولان وكافة الاراضي الرازحة تحت نير الاحتلال او الغزو او القواعد العسكرية والاستخبارية او المراكز الفتنوية التضليلية، وذلك بالتعاون مع المقاومين البواسل الواعين في انحاء العالم الاسلامي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30988
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29