هي مملكة مليئة بالسعادة الخفية التي لا يشعر بها الا مجنون بامتياز !! ، او إنسان على درجة عالية من الإحساس بالآخرين ، والمشكلة البشرية كلها تكمن في عدم الإحساس !!، لكن هذا العالم المليء بالسعادة واعني به عالم المجانين لا يخلو من تعاسة ، ينبغي لشاعر او فنان تصويره في الحياة الشرقية ... فهنالك مجنون ..اذا مشى في السوق وهو غير مؤذٍ فان العامة من الناس تتحرش به بأية صورة من الصور وقد يبلغ بها الأمر ضربه بالحجارة او بما توفر من بقايا بضائعهم ليتحول الأمر الى مشهد من المشاهد في القرون الوسطى ، وقد لفت نظري حال مجنون أدماه الناس وقد مرّ حتى بلغ به الأمر ان راح يكفر بالمقدسات !! وعند الظهيرة ذهب من ضربه لأداء صلاته !!... وأنا واقف متعجب من هذه الحال ... وراح مجنون يحمل عصا خوفا من الوحوش البشرية .وآخر لديه شيء من الجنون سببه النظام المستبد حين سجن نفسه خوفا من الإعدام في حفرة لمدة طويلة ... راح هذا المجنون بعد زوال الاستبداد القديم يمد يد الحاجة والاستغاثة ... ولقد راقبت حاله واكتشفت ان له من الاموال ما لا يحتمله عاقل وقد وضعها في اكياس يعدها كل يوم .. وهناك من لا يرتاح من المجانين الا وان يركض وراءه الناس او يصرخون بلقبه حتى تضج الشوارع بالمشاهد الكوميدية المستمرة . في مدينة هي ليست اثينا وانما هي مدينة لا تتعدى ان تكون اول مدينة في العالم تحتفل بالمجانين من ناحية ، ومن ناحية اخرى يصل بها التخلف الى تعذيب المجنون والضحك عليه بشتى السبل كضربه من الخلف واهانته اهانات لا يمكن ذكرها في هذا المجال .ولكن مملكة المجانين تستمر ، انهم يضحكون علينا كما يحاول بعضنا ان يضحك عليهم ...لكنهم اي المجانين كانوا أكثر حكمة حين اعتزلوا العالم المجنون .