• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرق الإسلامية: المرجئة .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

الفرق الإسلامية: المرجئة

 

لقد اخترت للقارئ الكريم أن أعرفه على الفرق التي نسبت إلى الإسلام من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خلال التعريف بكل فرقة من هذه الفرق وما يعتقدون به، والهدف من ذلك هو مقارنة تلك المعتقدات بالعقائد الحقة التي يجمع عليها البعض وما تختلف به تلك الفرق عن بعضها البعض وكيف دار التكفير فيما بين هذه الفرق، وفي كثير من الأحيان تحول الاختلاف الفكري إلى الاختلاف الدموي الذي راح ضحيته الكثير من المسلمين..

إضافة إلى ذلك، فإن المنحى المنطقي والتاريخي للأمور أن يذهب الدين الإسلامي نحو الافتراق وذلك يعود لعدة أسباب نذكر منها على سبيل المثال لا حصر بعضاً منها:

أ ـ عدم تمسك الأمة الإسلامية من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكتاب الله وعترة أهل بيته (عليهم الصلاة والسلام).

ب ـ انحراف الأمة الإسلامية من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بوصيته الكبرى وهي الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) مع أن معظمهم قد بايعه على الولاية في واقعة غدير خم المشهورة.

ج ـ بعد الفتوحات الإسلامية للممالك والأمم ذات الثقافات والفلسفات ودخول الكثير من الشبهات إلى عقائد المسلمين مما أفسد الكثير منها وأدى إلى تكوين معظم الفرق.

د ـ السنن الآلهية التي لا بد أن تتكرر بعد إرسال أي نبي أو رسول إلى الأمم، التي تقوم على حرف الشريعة الآلهية عن هدفها الحقيقي من خلال العبث في تعاليم وكتب هؤلاء الرسل والأنبياء، فتعمل الأيدي الآثمة على التحريف إما كتابة أو تفسيراً بما يناسب عقائدهم الفاسدة. وهذا ما يفسر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "تفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها إلى النار إلا واحدة".

و ـ  أخيراً، فإن أصل الاختلاف والتفرق بين المسلمين يعود إلى حب "الأنا" و "حب الرئاسة" و "الاعتداد بالنفس" من قبل البعض من المنتمين إلى الأنبياء والأولياء وأتباع أتباعهم، إضف إلى ذلك الطمع، وعدم الفهم الصحيح للعقائد الأخرين، والأهم عدم التسليم والانقياد بشكل كامل لمن  اصطفاهم الله عز وجل لكي يقودوا البشرية.

ولا يمكن التمييز بين هذه الفرق إلا بالعلم ودراسة العقائد والمقارنة بين أقوال هذه الفرق لمعرفة الحق، ومما يساعد على ذلك دراسة تاريخ نشوء هذه الفرق.

من هنا، فإذا نظرنا بنظرة تعمق وتفكر لا بد لنا أن نعرف ما هي تلك الفرقة الناجية ولما هي ناجية من خلال المعرفة والتعمق في أفكار وعقائد هذه الفرق التي نسبت إلى الدين الإسلامي..

ونبدأ بأول هذه الفرقة التي اخترت أن تكون البداية منها وهي: المرجئة..

من هم؟! وما هي عقيدتهم؟!

جاء في بعض المصادر الموثوق منها ما قد جاء في كتاب النوبختي: "لما قتل علي (عليه السلام) التقت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان إلا القليل منهم من شيعته ومن قال بإمامته بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم السواد الأعظم وأهل الحشو واتباع الملوك وأعوان كل من غلب،  والذين التقوا مع معاوية فسموا جميعاً المرجئة لانهم تولوا المختلفين جميعاً وزعموا أن أهل القبلة كلهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان ورجوا لهم جميعاً المغفرة.

وافترقت المرجئة بعد ذلك فصارت الى أربع فرق: فرقة منهم غلوا في القول وهم الجهمية أصحاب جهم بن صفوان وهم مرجئة أهل خراسان، وفرقة منهم الغيلانية أصحاب غيلان بن مروان هم مرجئة أهل الشام، وفرقة منهم الماحورية أصحاب عمرو أو "عمر" بن قيس الماحر وهم مرجئة أهل العراق منهم أبو حنيفة ونظرائه، وفرقة منهم يسمون الشكاك والبترية أصحاب الحديث منهم سفيان بن سعيد الثوري وشريك بن عبد الله وابن أبي ليلى ومحمد بن أدريس الشافعي ومالك بن أنس ونظرائهم من أهل الحشو والجمهور العظيم وقد سموا بـ "الحشوية".

وجاء في بعض المصادر الآخرى التالي: المرجئة: لقبوا به لأنهم يرجئون العمل عن النية أي يؤخرونه أو لأنهم يقولون لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، فهم يعطون الرجاء وعلى هذا ينبغي أن لا يهمز لفظ المرجئة، وفرقهم خمس:

1 ـ اليونسية: أصحاب يونس النميري قالوا الايمان هو المعرفة بالله، والخضوع له، والمحبة بالقلب، فمن اجتمعت فيه هذه الصفات فهو مؤمن، ولا يضر معها ترك الطاعات وارتكاب المعاصي ولا يعاقب عليها.

2 ـ العبيدية: أصحاب العبيد المكذب، زادوا على "اليونسية" أن علم الله لا يزال شيئاً معه غيره، وأنه تعالى على صورة الإنسان.

3 ـ الغسانسية: أصحاب غسان الكوفي قالوا: الإيمان هو المعرفة بالله ورسوله، وبما جاء من عندهما إجمالاً لا تفصيلاً، وهو لا يزيد ولا ينقص و"غسان" هذا كان يحكيه عن أبي حنيفة وهو افتراء عليه فإنه لما قال: الإيمان هو التصديق ولا يزيد ولا ينقص ظن به الارجاء بتأخير العمل عن الايمان. 

 4 ـ الثوبانية: أصحاب ثوبان المرجي قالوا : الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله ورسوله، وبكل ما لا يجوز في العقل أن يعقله، وأما ما جاز في العقل أن يعقله فليس الاعتقاد به من الإيمان، وأخروا العمل كله من الإيمان.

 5 ـ الثومنية: أصحاب أبي معاذ الثومني قالوا: الإيمان هو المعرفة والتصديق والمحبة والإخلاص والإقرار بما جاء به الرسول، وترك كله أو بعضه كفر وليس بعضه إيماناً ولا بعض إيمان وكل معصية لم يجمع على أنه كفر فصاحبه يقال: "إنه فسق وعصى"، وأنه فاسق، ومن ترك الصلاة مستحلاً كفر لتكذيبه بما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) ومن تركها بنية القضاء لم يكفر، وقالوا: السجود للصنم ليس كفراً بل هو علامة الكفر، فهذه في المرجئة الخالصة، ومنهم من جمع إلى الإرجاء  في القدر.

ومن خلال نظرة عامة لعقيدة فرقة المرجئة والفرق المنضوية تحتها التي نلخص ما يجمعها من عقيدة فيما بينها بالتالي: يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، ولا ينفع مع الكفر طاعة. وأصل تسميتهم بالمرجئة لاعتقادهم أن الله تعالى أرجا تعذيبهم على المعاصي، أي: أخّره عنهم، وقيل: أنّهم يرجئون العمل عن النية، أي: يؤخّرونه في الرتبة عنها وعن الاعتقاد، وقد يطلق مصطلح المرجئة على من أخر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن مرتبته التي يستحقّها.

وانتظروا إن شاء الله المقالة التالية لنتعرف على فرقة جديدة من هذه الفرق..

 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : السيد يوسف البيومي ، في 2013/05/03 .

الأخت الكريمة (إيزابيل بنيامين ماما آشوري) المحترمة:
أشكر لكم متابعتكم لي، وأرجو من الله التوفيق للأكمل ما بدأته..
ولكي مني جزيل الشكر ولكل القراء الكرام..
العبد الفقير إلى الله..
السيد يوسف البيومي..

• (2) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/05/02 .

تعريفات نحن بحاجة إليها . احسنت اخي .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30379
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20