• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاعلام الصدامي واهل الجنوب. .
                          • الكاتب : احمد الشيخ ماجد .

الاعلام الصدامي واهل الجنوب.

لاشك ان الاعلام يلعب دوراً مهماً في مسيرة الحياة, وهو من يعطي تطبع يؤخذ على شعب او طبقة معينة من الناس, لانه المساهم الرئيسي في اضفاء السمعة . بغض النظر سيئة كانت هذه السمعة او حسنة, فأنه باسطتاعته ان يقلب شخص نبيل بين لحظة واخرى الى سافل وشخص سافل الى نبيل... ينقل عن اهل الشام انه لما قتل الامام علي (ع) قالوا لهم قتل علي بالمسجد فـقالوا وماذا يفعل علي بالمسجد؟!. حيث ان الاعلام يلعب دوراً كبيراً في التشويه واضفاء السمعة السيئة التي تتقبلها الناس سريعاً, وخصوصا اذا كان هذا الاعلام يدار من قبل السلطة الحاكمة, لانه يصدق بسبب القوة التي تتميز بها السلطة في ارهاب الناس, وتخويفهم...الاعلام الصدامي في العراق لعب دوراً كارثي في تشويه سمعة بعض الطبقات العراقية, وخصوصاً أهل الجنوب, حيث قدمت هذه السلطة كل طاقتها ضد هذه الطبقة  <المكَرودة,> فـلقبتها بالقاب عديدة ونعتتها بنعوت خبيثة, ارادوا بها استصغار هذه الطبقة ولكنها (اي الالقاب) تنم عن اصالة اهل الجنوب وعمق حضارتهم الممتدة الى آلاف السنين, ولكن السلطة وكما معروف عنهم سلطة غبية ليس لهم الا البطش والدماء . وقد استخدمت بعض الالقاب والصفات المحدثة التي اتت بها السلطة, استخدام سخيف ارادوا به اضفاء المشروعية على مايقولون وكذلك تشويه اهل الجنوب واصالتهم, حيث تجد بعض الدعايات آتية من القومية البائسة التي كان يدعوا لها صدام ووصف هذه الطبقة بانهم ايرانيين وفرس ومجوس وهنود وماشاكل ...والمشكلة الكبرى ان تركة هذا الاعلام تركة ثقيلة جداً حيث تسرب هذا الاعلام من خلال السلطة الى الناس وباتت تؤمن به عبر تراكم تأريخي زائف . احد الايام كنت جالس مع صديقة لي وقالت : ان اهل الجنوب اصولهم هنود !. ولا شك ان هذه الصديقة طرحت طرحها ولاتقصد به اي قصد, ولكن للاسف ان هذا الاعلام اخذت به الناس من حيث تشعر او لاتشعر, حتى عندما تتنقل في بعض المحافظات وانتَ جنوبي تعامل بعنصرية واوصاف يستصغرون بها شأن الانسان الجنوبي " معيدي, شروكَي, محافظات " وطبعاً ليس الكل, الا بعض الفارغين الذين لايفقهون معنى الوطنية والهوية الواحدة ...وقد اخذ الحظ الاكبر من هذا الاعلام هم اهل ميسان والناصرية وهذه الاخيرة, بسبب معارضتها المستمرة للنظام, وتقبلها لايدلوجيات مناوئة للحكم.. فـقاموا يبثون الدعايات عليها مثل الشجرة الخبيثة ومع العلم هم اطيب الناس لمن يعاشرهم ويعرفهم . وقصة الشجرة الخبيثة قصة تبعث على الفخر لسنا بصدد ذكرها . وكذلك بلد المليون عريف وبالاصل هم بلد المليون مبدع لخروج الاف المبدعين والمثقفين منها . واستخدم ذات الاعلام على كل مايتصل بهذه المناطق, وافرز هذا الاعلام كراهية وعنصرية غريبة, حيث دائماً يعامل الجنوبي بفوقية من قبل بعض النفوس المريضة, ولا يعرفون ان هذه القضايا ماخوذة من قائد الضرورة الملعون... ومما يؤسف له انه الى الآن بقت هذه النزعة ضد الانسان الجنوبي, على الرغم من طيبة قلبه وفطرته المتغلبة على سلوكه . وبالطبع ليس كل الناس تتعامل بهذا, فأنت تجد انسان عراقي يحب عراقيته ولم يؤثر عليه الاعلام, لما يرى احد الجنوبيين يقول : والله ناس على نياتهم وطيبين...ان من سمات الانسانية المحببة, هو التمسك بالهوية الواحدة والتجرد من جميع الثانويات التي قد تكون مؤثرة على الهوية الوطنية, ونحن تجمعنا هذه الارض ذات التاريخ العميق والزاخر بكل ماهو جميل, ينبغي ان لانفرق بين النجف والبصرة, يجب ان نجتني ثمار هذه الارض ونتخلص من العنصرية وثقافة الاقصاء والتهميش والتعامل بفوقية مع الاخر, حيث من خلال هذه القضايا المعيبة تتولد الكراهية والمحسوبية بين أبناء اللحمة الواحدة والبلد الواحد . فتأمل .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30243
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29