• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : من كلثوميّات السَّمَر"الحبّ كلّه"..! .
                          • الكاتب : د . سمر مطير البستنجي .

من كلثوميّات السَّمَر"الحبّ كلّه"..!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الليل استثنائيّ المزاج مائل العرجون ..وأنا وحدي هنا في هَجعة الدُجى وتنحّي الإصباح ،أنوءُ بحِملي تحت سِدرة أنفاسها العتيقة وقرع أجراس الصهيل ،أُقارع الحاد القلب العاطل عن القرار ،الممتلئ حتى عشيّة العمر الآتي بالإصرار .

 

في ليلها يتوقّد الشغب...تستفردُ بي الذكريات المعلّقة بين همسها والشجن... فيستفيق بلا استئذانٍ حُبيّ المطرود المشرّد..يتسلل بدهاءٍ من تحت قميص الليل المشقوقِ من فوق منتصف المَقتل بقليل . 

أناور للهروب من بكاء تغمّد الروح بالنِزاع... وقت تعلّقت أتربة الجسد بين العُمق والآفاق...وترنّحت بقايا الشهقات بين التُرقوة و الأعناق.

فكيف أتّقِ شرّ حبي وذاك الصوت العاصي المتمرّد يتحالف ضدّ شجاعتي  ويَعدني بالجنون.

 

أسمعها..!

فأستعدّ لاجتياحٍ مأهول بالاضطراب... ولنشوة محشوّة بالأنين.

أتبرّج بلا احتفال ، وارتحلُ بلا متاع لآسرٍ مستحوذٍ مستبدّ...وأستنفر لانهمارات ماء الحنين على طين ذاكرتي ،فأغوص حتى أخمصيْ في وجعٍ يخوّلني الوقوف على أطلالنا هناك..هناك..!!

 

أسمعها..!

فيدركني  ليل طويل طويل ، يتوعدني بحمّى المواسم الغاديات ..

  يتثائب الوقت في رئتيّ..ويكفّ الدم عن الدوران الاّ حول محور الذاكرة... ويستفيق الطير الهرِم المُعشعِش في شِعابي ليشاركها النقر على دفوف يقظتي، وصبّ مزيجٍ من الصفير والشجن في مسامعي..

ويستطيب صوتها احتراقاتي:

وتستطيب الآهات المذمومة المدحورة من ابدٍ عذاباتي..و.. يغدو صليل اللحن في أوتارها سلاسل من حبال الذهن تشدني للوراء ، وزلزلات تُلقي بي في رِواق ما لا يعود...

 

عبَق اللحن القويّ المستحوذ يستخفّ بوزني،  يهبني أجنحة للطيران حينا  ، وحينا أجِدني عالقة هنا.. هنا بين مقاعد الحنين وقطارات المرور.. فلا افلح ان توقّفت ، ولا انجح في العودة..

 

ولا زالت انغامها رغم تجاعيد العمق تهزّ عروش شراييني وتتوغل...ولا زالت ترمِ بي في حارات "زماني كله" الذي عشتهُ له وفيه... ولوقت كان العمر كله "الحب وبس."

 

ورغم تسلّق الصبّار على أسوار الوقت..

لا زالت شجرة حبي تطرح ولا تكفّ ،رغم تقشّر الجلد في سواعدها العشرين...لا زالت تطرح حبّا طاعنا مسنّ..وتحمل حوّاسا شقيّة مناوِرة.. وعلى جذعها المغمور في المَضاء قد احتضنت ملامح وجهه الذي لا يشيخ أبدا.

 

ممتلئة أنا بكِ يا أيام - الحبّ كلّه -:

فهبيني عفوكِ وترجّلي ، فتقلّب الفصول يشقيني ، وأنا وفصلي الخامس من كيدكِ ،استحواذكِ ، ناركِ براء.

فلا تقتفوا – يا كل الحيارى العاشقين - آثار ليلي الأشعث الأغبر المملوء بكوابيس خيبتي... فأنا لم أتذوق شهيّ الودّ إلاّ في قصائدها المغنّاة وفي ليل سمرها وشقيّ لحنها.. وفي أحلام الحالمين بليلها..ولم يَعدني الحب كما قيل لي بالأضواء..

فلا تقتفوا مني الأثر.. ولا تعدّو عليّ أنفاسي الحسيرات خشية إملاق الفرح من عشيّتكم وضُحاها.

 

فحنانيكَ يا وجعي المؤبد..

ودعني أتضرّع لروحي بالسلوان..

فـ لعل الجرح النازق قي ليلها يغفو 

ولعلّ الحنين المَنوط بصوتها ينام.

 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : سمر مطير البستنجي ، في 2013/05/01 .

انما هو وجدٌ ناغاه الحنين وقت رقّ للسمع سجعها،
فترنّحت الذات بين ذكرى ونبضٍ..وتراتيل هوىً.
واستنفرت الحروف ترسم بعضها.

أخي "المجروح":
شكرا يا نبع الوفاء...


• (2) - كتب : المجروح ، في 2013/04/27 .

احسنت يا دكتوره الانفس والارواح



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30203
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29