ان الاستحقاقات الاساسية لانتخاب اعضاء مجالس المحافظات في (20) من الشهر الحالي  لاتقتصر على ممارسة ( لعبة ) انتخابية نمطية غايتها تبديل الوجوه والاسماء باقنعة جديدة وليس  مهرجان اوكرنفال للشعارات والخطب الرنانة والاحلام الوردية  والامنيات السندسية ، نتيجة   الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا في خضم استعار الصراع السياسي وافرازاته السلبية على الاوضاع العامة مع تصاعد الحملات العدائية  لاستهداف وحدة العراق ونسيج مكوناته الاجتماعية من قبل الاطراف المحلية والخارجية ، ويضاف اليها الارث الثقيل للاخفاقات العديدة  لمسؤولي  مجالس المحافظات للدورات السابقة في تعطيل واضح لحركة التنمية الشاملة لابناء محافظاتهم وفشلهم في تخفيف معاناتهم للظروف الحياتية الصعبة التي ولدت في احيان كثيرة غضب وتذمر شعبي ، لذا  يستدعي ذلك استثمار المواطن فرصة تلك الانتخابات لاحداث التصحيحات المطلوبة  في الخارطة السياسية وتغيير جذري في قواعد الاداء واساليب ممارسة المهام من قبل المسؤوليين القادمين وفق اشتراطات المسؤولية الشرعية والوطنية حيث تفرض على من يتحمل  امانة المنصب أن يتمتع بالكفاءة والخبرة والمؤهل والحنكة السياسية  والقدرة الواقعية في  معالجة مشاكل وهموم  المواطن  ، لذا ان ضرورة الصحوة الانتخابية مرهونة بوعي المواطن لمتطلبات المرحلة الراهنة وحساسيتها مع استيعاب كامل لخطورة اتجاه بوصلة صوته في صندوق الانتخاب وما يستوجب تحلي ارادته بروح الولاء الوطني الذي يتسامى على بقية الولاءات الفرعية العائلية والعشائرية والمناطقية والسياسية الضيقة لضمان عملية التحول الجذري في اسس الانتخاب  ، وعليه سيكون المواطن المسؤول الاول عن اختياراته في منح الثقة لخصائص ومميزات وسلوك المرشح ليمثله حيث لايمكن ان يلوم بعدها في حالة نقض العهود والوعود الا نفسه .