• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الغرور: وأثاره على النفس البشرية .
                          • الكاتب : السيد يوسف البيومي .

الغرور: وأثاره على النفس البشرية

 

بادئ ذي بدء يجب أن نتعرف على الغرور لغة واصطلاحاً، ومن ثم نبحث عن أسباب إصابة الناس بهذا المرض، وهل يعرف المغرور أنه مغرور، وما لهذه الأفة من أثر على المغرور نفسه ومن هم حوله وفي محيطه..

في اللغة الغرور: من غرَّ أي غر به وخدعه. والخداع: سواء أكان للنفس أم للغير، أو للنفس وللغير معاً.

الغرور في المصطلح العلمي: هو إعجاب البشر بأنفسهم إعجاباً يصل إلى حد الانتقاص من قدر الآخرين واحتقارهم، أو أن يستصغر المغرور كل ما قد يصدر عن أناس آخرين مقارنة بما يصدر عنه، أضافة أنه يعطي الحق لنفسه بالحكم على الآخرين بأحكام مسبقة أو متسرعة دون يسمع أو أن يعمل العقل والدليل ظناً منه أن النتيجة التي وصل إليها هي الأفضل .

فالغرور والاعجاب بالنفس حالة مرضية تعتري الإنسان وأحد الأسباب التي تقود الناس إلى الشعور بالتفوق على الآخرين، والاعتداد بما لديه أو يملك هي على سبيل المثال لا حصر:

القوة، المال، الجمال، السلطة، الموقع الاجتماعي، أو المستوى العلمي...الخ

في بعض الأحيان إن بعض النعم تتحول إلى نقمة على البشر وذلك لسوء استعمالها، مما يجعلهم يغترون بأنفسهم وبذواتهم..

فإن القوة لا تظل إلى ما لا نهاية ففي يوم ستخور قوى هذا الإنسان الضعيف، والمال سوف يموت ويتركه، والجمال فإن الشيخوخة تتكفل بإزالته، والموقع الاجتماعي لن يدوم والمستوى العلمي إن لم يكن في خير البشر فلما هو..

ويجب أن نعلم الفرق الكبير بين المغرور والذي لديه ثقة بالنفس شاسع جداً، فمن صفات الواثق بنفسه هي:

أولاً: يعترف بخطئه ويعمل على تصحيحيه ويعتذر عند الخطأ دون تكبر.

ثانياً: يعترف بقيمة ما يعرفه وما يمتهنه من مهارات وقدرات، وهو واضح في تعاملاته ويعترف للآخرين بما يتمازون عنه والقبول به. 

ثالثاً: اعتزار بالآخرين ويسمح بمساحة من الخطأ، يسمع الآخر ويحترم الآختلاف في وجهات النظر.

رابعاً: السعي لتحقيق اهدافه التفاؤل والرضا التواضع يلقي التحيه بإبتسامة الترحيب والدفء، والنظر الي وجوه من يتحدث اليهم والنظر بأعينهم، ذكر الاشخاص بأسمائهم ويفضل ذكر ألقابهم التي يفضلونها.

خامساً: يبادر إلى التعريف بنفسه للآخرين، ويسير بخطوات منتظمة، لا يحب الغيبة والنميمة، وهو شخص غير ثرثار ويتكلم بكلام ذا هدف،  ويستطيع أن يخطط وينفيذ، وهو سريع البديهة وقادر على حل مشاكله..

ويأتي سؤال ليطرح نفسه: هل يعرف المغرور بأنه مغرور؟!:

إن الشخصية التي تعاني من الغرور شخصية عنيدة للغاية، ولديها كمٌ كبير من الإصرار، وهذا الإصرار هو الذي يجعل من هذه الشخصية تعود لمواجهة الحياة بعد الفشل بسرعة وقوة، وللأسف يقع الكثيرون في خطأ كبير عند التعامل مع هذا النوع من الشخصيات، إذ أن المغرور لا يعلم بأنه مغرور بل هو مكابر، ولديه نقص في الشعور بالحنان، وبمجرد أن تظهر له عاطفة الحنان وتعاطف سرعان ما تزول عنه حالة الغرور..

وهذا لا يمنع أنك قد تفشل في بعض المرات فإن المصاب بالغرور قد لا يريد أن يسمع منك أو أن يتلقى منك وسبب ذلك الأجكام المسبقة التي بناها، والقصر العاجي الذي بناه لنفسه ونصب نفسه حاكماً على الناس، وسبب أن المغرور ببعض ما يتميز من الصفات التي هي عنده كالمال والجاه والجمال.. يجد أن الناس تقصده وتريد التقرب منه لصفاته هذه التي لا تعطيه حق التفوق عليهم، ولكن إن من صفات البشر أن تنجذب إلى ما تعتقد أنه جميل ولديه كمالات وقد تنغش بعض الأحيان بهذه الكمالات التي أعطته الفوقية، والذي تجعله يحاكم الآخرين على أخطاء قد لا يكونوا قد ارتكبوها أو أن يحاسب الناس على النوايا وهو غير عالم بالغيب.. ولكن الغرور قد منعه أن يفهم..

من هنا، فإن أفضل ما يستطيع المرء أن يفعله مع أمثال هؤلاء أن يجهد بكل وسعه لمساعدتهم وإعطاءهم الحنان والشعور بالثقة الذاتية بغض النظر عن الأسباب التي أدت به إلى أن يغتر على خلق الله، ومحاولة إظهار الحقيقة فلعله يقتنع وينزل من قصره العاجي..

19/3/2013

 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : اكرم ، في 2013/04/24 .

رائع شيخنا الفاضل دمتم موفقين بحق محمد واله الاطهار
جنبنا الله الغرور والاغترار بالنفس



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=30153
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29