• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أم المؤمنين لقب يطلق على جميع زوجات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
                          • الكاتب : د . بهجت عبد الرضا .

أم المؤمنين لقب يطلق على جميع زوجات النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم

ورغم ان كلمة أم معروفة المعنى ولاتحتاج توضيحا لكن معنى أم المؤمنين يحتاج توضيحالأن كثيرين يفهمون منه معاني لاتوجد فيه. مثلا يعتبرون معنى ام المؤمنين ان زوجات النبي هن أفضل نساء العالمين او انهن معصومات او انهن جميعا في الجنة او ان انتقاد اقوالهن وافعالهن يعتبر طعنا في عرض النبي ويعتبر فسوقا وكفرا وحاشا النبي من الطعن بعرضه. ان أم المؤمنين تعني أساسا ان على المسلمين الرجال ان يعاملوا زوجات النبي كالأمهات أي ان يكلموهن باحترام ويعاملوهن باحترام وقد كان في هذه التسمية فائدة لتكريم النبي صلى الله عليه وآله وهي انه بعد وفاته لن يستطيع احد من رجال المسلمين ان يتزوج ايا من زوجاته لأنهن كامهاتهم وزواج الولد من الأم لايجوز كما هو معلوم. ولكن رغم اعتبارهن امهات للمؤمنين فلم يحلل الله تعالى لرجال المسلمين ان يدخلوا عليهن الى بيت النبي ويخلوا بهن او ان يروهن وهن بدون حجاب رغم ان الولد يستطيع ان يخلو بأمه ويراها بدون حجاب اذا فالتسمية كما قلت تفيد لتحريم زواج المسلمين منهن وكذلك للحفاظ على قدسية بيت النبي وعدم جرح مشاعر النبي من خلال تكرار زيارة بيته وقد ذكر الله تعالى في القرآن أن الرسول كان احيانا يتأذى من كثرة تردد رجال المسلمين على بيته في اوقات مختلفة ولكنه لحيائه وخجله كان لا يطردهم او يمنعهم من الدخول حيث قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فإذا طَعِمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبيَّ فيستحيي منكم واللهُ لا يستحيي من الحق). ان الله لم يجعل زوجات النبي امهات لنساء المسلمين مثل الرجال وقد ورد في كتاب مسند أحمد - باقي مسند الأنصار النص التالي: وقالت إمرأة ‏ ‏لعائشة : ‏يا ‏‏أمه فقالت ‏‏عائشة ‏: ‏أني لست بأمكن ولكني أختكن وكذلك ذكر القرطبي في تفسيره عن عائشة أن امرأة قالت لها : يا أمة ! فقالت لها : لست لك بأم ، إنما أنا أم رجالكم. وعلى كل حال حتى لو كانت ام المؤمنين تشمل رجال ونساء المسلمين فانها لاتعني المعنى المقدس الذي يتصوره كثيرون وهنا اؤكد ان على رجال المسلمين ان يتكلموا مع امهات المؤمنين باحترام ويعاملوهن باحترام ولكن هذا لا يعني انه اذا قالت او فعلت ام المؤمنين ما يغضب الله وما يخالف اوامره فان على المسلمين السكوت احتراما لهن، كلا بل انه من الواجب ان يكلموهن او ان يتصرفوا بطريقة لائقة تعيد ام المؤمنين الى طريق الحق والصواب وتنبهها الى ذنبها ونحن نعلم ان النبي صلى الله عليه وآله قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان كذلك إذا أمرت واحدة من أمهات المؤمنين اي مسلم او مسلمة بفعل ما يغضب الله فإن عصيانها واجب ولايجوز طاعتها بحجة احترام مشاعرها كونها أم المؤمنين لأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق. وساذكر دليلا ومثالا عمليا من التاريخ على ما قلته، فنحن نعلم ان ام المؤمنين عائشة سارت لقتال امير المؤمنين علي عليه السلام في حرب الجمل وتسببت بمقتل آلاف المسلمين من الطرفين وعملها هذا باطل بنص القرآن الكريم حيث أمر الله تعالى امهات المؤمنين بقوله (وقرن في بيوتكن) فهي عصت الله تعالى بخروجها الى هذه الحرب وهذه حقيقة واضحة وليست تأويلا لمعاني القرآن الكريم. المهم انه حين وصلت لساحة الحرب حاول علي عليه السلام هو واصحابه ان ينصحوها وينصحوا جيشها بالرجوع ولكن عائشة رفضت فحدث القتال الذي انتهى بانتصار جيش علي عليه السلام وحين وصل اليها علي عليه السلام لم يوبخها ولم يشتمها ولم يمد يده اليها بأذى رغم انها حاربته بل تلطف في الكلام معها وامر بارجاعها معززة مكرمة الى بيتها وارسل معها جيشا من النساء يرتدين ملابس الرجال ليحرسنها الى ان تصل بيتها سالمة. فأقول، ان الذي يزعم انه لايجوز الحديث عن امهات المؤمنين او مناقشة اقوالهن وافعالهن او ذكر معاصيهن اقول انه مخطئ لأننا اذا لم نناقش اقوالهن وافعالهن لم نعرف الحق من الباطل لأن كثيرا من اقوالهن وافعالهن تتصل بمسائل الحلال والحرام والحق والباطل، كذلك فإن القتال بالتأكيد أكبر وأشد من الكلام ولو ان عليا حين حاربته عائشة كان يفكر بنفس تفكير هؤلاء الذين يقدسون عائشة فماذا كان سيفعل؟ هل يسكت ويجمد في مكانه ويترك عائشة وجيشها يقتل ويبطش لمجرد انها ام المؤمنين؟ الجواب كلا فقد وعظها علي أولا ولما وجد ان الوعظ لايجدي نفعا قاتلها وحين انتصر عليها ظل يتصرف باحترام ولطف فهو اذا لم يسئ الأدب معها وبنفس الوقت لم يتركها تفعل ما تريد بل واجهها لأن ما كانت تريده هو الباطل والخراب لأمة زوجها محمد.  اذا فالكلام مع ام المؤمنين ووعظها بل وحتى قتالها كان جائزا اذا كانت هي على باطل وحتى بعد وفاتها يجوز الكلام عن اقوالها وافعالها اذا كانت لها اقوال وافعال باطلة ويقتدي بها الناس وتسبب انحرافهم وسيرهم في طريق الباطل.    




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29868
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29