• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قبلات المطلك النارية تنتهي بزواج كاثوليكي .

قبلات المطلك النارية تنتهي بزواج كاثوليكي

  هناك حديث نبوي يقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , ولكن ماذا لو لدغ الشخص من جحر لمرات عديدة خصوصا لو كان الشخص من المحسوبين على السياسة ويقود شريحة واسعة من العراقيين الى اهداف يقول عنها انها ( وطنية) ؟
 استطيع ان اتفهم الاحساس الذي الم بالمطلك وهو يهاجم من قبل المتظاهرين في ساحة الاعتصام في الانبار وهو الذي جاء اليهم ليعلن تأييده المطلق لمطالبهم ( وليركب موجة التظاهرات هذه ) , نعم الموقف كان صعبا عليه وكان يفترض عليه ان يسال نفسه عن السبب الذي جعل المتظاهرين يتصرفون بهذا الشكل معه هو بالذات بدلا من ان يكون رد فعله على هذه الحادثة الارتماء بالكامل في احضان المالكي والرجوع بخفي حنين الى اجتماعات مجلس وزرائه .
 
يعتبر المطلك من اكثر ( الساسة ) العراقيين قفزا بين المواقف فقد ظل يعادي العملية السياسية بعد الاحتلال الامريكي الى ان دخل العملية السياسية  في الانتخابات الثانية وخاض فيها جنبا الى جنب مع الاطراف السياسية التي كان ينتقدها سابقا فخفت الصوت الرافض للاحتلال سابقا وتسلم مناصب مهمة فيها , وأصبح يستشير المحتل الامريكي في الكثير من المواقف التي كان يعتزم اتخاذها . ليس هذا فحسب بل ان مواقفه الرافضة لهيمنة الاحزاب الشيعية المشاركة معه في العملية السياسية كانت تتغير بين مد وجزر , فمن منا لا يذكر مقاطعته الاولى لمجلس الوزراء بعد اتهامه للمالكي بالدكتاتورية وكيف انه تراجع بعد فترة عن موقفه هذا ليصرح بأنه لو رأى المالكي لقبله من وجنتيه لان لا مشكلة شخصية بيننا ( والكلام للمطلك ). 
عموما لا نريد الخوض اكثر في ماضي الرجل لان حاضره اكثر غرابة , فبدلا من ان يعي الاسباب التي دعت المتظاهرين للتهجم عليه  شكلت الحادثة هذه عنده نقطة انقلاب خطيرة ضرب بعدها عرض الحائط كل مواقفه المعارضة لسياسة المالكي ,  وتراجع عن مقاطعة مجلس الوزراء للمرة الثانية في مسرحية هزيلة ادعى فيها انه قد تفاوض مع المالكي حول مطالب المتظاهرين وانه قد حقق للمتظاهرين ما لم يستطع باقي الساسة السنة من تحقيقه  بتوصله الى تعديل قانون المسائلة والعدالة بعد مفاوضات ( مضنية ) مع المالكي وإقرار راتب تقاعدي لمن كان يطلق عليهم بفدائيي صدام والى اخره  من مكرمات كثيرة على شاكلة مكرمات القائد في عهد صدام حسين .
  لقد ادرك المطلك من خلال حادثة الانبار بأنه لا يملك الشعبية التي كان يتصورها بالشكل الذي يستطيع من خلاله الفوز بأي انتخابات قادمة  فأصوات ( العشيرة ) وحدها لا تكفي ,  فما كان عليه إلا البحث عن طرق اخرى تجعله في الطرف الضامن في أي انتخابات .. وبالطبع فان اسهل طريقة لذلك هي بالوقوف تحت ظل دولة القانون الوارف التي تمتلك كل اسباب الفوز في أي انتخابات قادمة سواء كان بالترهيب و الترغيب او التزوير وإظهار فروض الطاعة والولاء للمالكي ليكون التيار السياسي الذي يتزعمه المطلك هو الطرف المرشح من قبل دولة القانون لتمثيل الطرف السني  حال  تشكيل حكومة الاغلبية السياسية التي يلوح بها المالكي في الاونة الاخيرة . ولكي لا يفقد البقية الباقية من رصيده في الشارع السني اعلن المطلك عن مسرحية التفاوض مع الحكومة حول مطالب المتظاهرين
لم يدرك المطلك بان من يتفاوض معه هو المالكي وليس غيره .... المالكي الذي  جل ما تعلمه وفهمه من السياسة خلال كل هذه السنين هي حبك الدسائس  والمؤامرات على شركائه في العملية السياسية  , فقبول المالكي للحوار مع المطلك حول مطالب المتظاهرين كان الغرض منه جره الى خارج السرب الذي ينتمي اليه وتشتيت الصف السني اكثر ما هو مشتت , وما قبول المالكي بالنقاط التي طرحها المطلك وما تلا هذا الاتفاق من اعتراضات قوية من الاطراف الاخرى إلا لدليل على ان المالكي كان يدرك ان اقصى مدى تصله هذه الاتفاقية هي باب القاعة التي اجتمعوا فيها ليس اكثر . وهكذا يثبت المطلك مرة اخرى بأنه ليس رجل هذه المرحلة ولن يكون رجلا لأي مرحلة لاسيما وان مواقفه هذه سوف يقضي على البقية الباقية له من رصيد شعبي وينتج عنه افلاسا سياسيا يصعب علاجه او معالجته . 
افلاس المطلك شعبيا  سيجعله ينخرط اكثر فأكثر في المشروع الدكتاتوري للمالكي ولكن دوره لن يكون اكثر من دور وزراء نظام البعث السابق الذين لم يكونوا يملكون ضرا ولا نفعا ولم يكونوا يشكلون اكثر من صور تجلس على مقاعد الاجتماعات , ولكن يبدو ان المزاج البعثي ما يزال يؤثر على الرجل ذلك المزاج الذي يجعل من السهل الركوع لأي دكتاتور بمجرد انقضاضه على السلطة وترسيخ ركائز حكمه .
كردستان العراق – دهوك
9-4-2013
Portalin2005@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29624
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28