لم يكن الكاتب الحقيقي في الصحافة والأدب كاتبا حقيقيا إلا اذا كان حرا في الرأي وفي الاعتقاد دون تدخل الآخرين سواء كانوا في الصحافة او الادب او اي شيء آخر ولقد اساء من ظن ان الحياة ستكون ابدية له حين مارس الضغوط المرئية وغير المرئية في كتابة الرأي او الانتاج الادبي الخاص بالشخصيات التي تريد الحرية ولاشيء غير الحرية التي لولاها لما كان الابداع ولما حفلت الصحافة بكبار الصحفيين الذين تركوا آثارا كبيرة على المجتمع .

ولقد عجبت لمن اعطى لنفسه الحق في تحديد مبدع كما يهوى ويريد مقابل الفلاسين التي لا تداوي جرحا ان يحد من العمل الحر الذي كان سببا عظيما في شق طريق الثقافة والإبداع وليس الامر ماديا وإنما كان الامر متعلقا بطبيعة الابداع والمبدعين الذين يبدعون بالحرية الحقيقة ابداعا ايجابيا ولا يخاف المبدع الكبير من القيود التي تفرضها الجرذان التي ركضت الى موائد التطبيل وإنما سيكون الامر متعلقا بالإبداع السلبي الذي لا نريده وهو ان يلجأ الكاتب الحر الى الشتيمة التي سببها له صغار المدعين!!

ان كرامة الصحفي من كرامة العراق وان العراق الحقيقي هو العراق الذي يرفض الفئويات والروح الطائفية التي هوت بالعراق الى المآسي التي يعيشها الشعب وان سبب آلام الشعوب انما هم المثقفون والأدباء والصحفيون حين تنهار لديهم القيم السامية التي ترسمها روح الجمال والمحبة والسلام وصفوة القول يكمن في ما قاله الشاعر الكبير نزار قباني في هذا البيت الشعري الخالد الذي يختصر الكثير في الكلام لقليل:

أنا حريتي فان سرقوها 

تسقط الارض كلها والسماء