• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رحمك الله يا حاج عبد الغني .
                          • الكاتب : محمد علي البحراني .

رحمك الله يا حاج عبد الغني

مع اندلاع ثورة الكرامة مطلع العام 2011 م سقطت العديد من الأكاذيب التي كانت السلطة تروجها أمام الرأي العام 
العالمي في محاولة لتجميل وجهها القبيح ومن ابرز هذه الكذبات خلو البحرين من أي معتقل سياسي ! .
 
بعد ثورة الكرامة امتلأت السجون بمئات السجناء وبات كل مواطن بحريني معارض يترقب دخول السجن بسبب آرائه المعارضة و عدت نسبة السجناء السياسيين في البحرين من أعلى النسب في العالم و قد لا يضاهي هذا الشرف في النسبة العالية من السجناء إلا الكيان الصهيوني . 
 
و للاعتقال في البحرين أسباب عديدة و جلها تافهة و توضح مدى استهتار النظام بأبسط حقوق الفرد التي لابد له من الحصول عليها فيكفي ان تكون كتابتك في موقع توتير سببا لهجوم قوات المرتزقة على منزلك في ساعات الفجر الأولى و اصطحابك إلى  الزنزانة لتقضي بضع سنوات و خير مثال على هذا المناضل الكبير نبيل رجب الذي يقضي فترة عقوبة تصل إلى 3 سنوات بسبب آرائه المعارضة . هذا إلى جانب الرموز السياسية التي تقضي أحكاما بالمؤبد نتيجة آرائها السياسية المعارضة .
 
الاعتقال و السجن هما وسيلتان يستخدمهما النظام لإرهاب الناس و تركيعهم و ثنيهم عن المطالبة بالحقوق المشروعة وما انفكت ( طبالة السلطة ) من قوى موالية بالمطالبة بسلوك هذا المنحى لإخماد المطالبات الشعبية المشروعة . 
 
وفي الحقيقة أن المتتبع لسياسية الاعتقالات المستمرة يعتقد جازما بمدى عجز هذا النظام وفقدانه للشرعية الشعبية فالحجم الهائل للاعتقالات يوضح بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا النظام شعبيته في ترنح كبير لدى كافة فئات المجتمع خصوصا إذا عرفنا أنه لم يستثنى أحد من الاعتقالات الممنهجة من أطباء و محامين و مدرسين و ممرضين و عمال و رجال دين و كتاب و حقوقيين أي بمعنى آخر ان الاعتقالات شملت كافة فئات المجتمع البحريني فعن أي شرعية يتكلم عنها هذا النظام بعد ذلك ؟ 
 
للاعتقالات وإلقاء الناس مددا طويلة في السجون أبعاد إنسانية لم و لن يدركها نظام لم يتورع عن ارتكاب أي نوع من المحرمات في سبيل البقاء لن يعرفها نظام تفنن في تهشيم رؤوس النائمين ، قد يذكر الجميع صرخات أم في أحدى  قاعات المحاكم وهي التي أثرت في الجميع كلماتها وهي تقول بأنها كانت تتقرب زفاف أبنها عما قريب لتتفاجئ الآن بحكمه مددا طويلة وحادثة أخرى أيضا حصلت لأم من قرية السنابس لم تستطع أن تتنظر أبنها وهو في السجن فماتت حسرة مما رأت وهي حادثة تكررت مرات عدة لأمهات كثيرات .
 
لا يتحدث احد عن الجانب الإنساني لدى هذا النظام في قضية المعتقلين فالكل بات يدرك تماما أن هذا الجانب مغيب تماما لدى هذا النظام العديم الإنسانية الكل بات يعلم أن رهان هذا النظام في قضية المعتقلين أن يستخدم هذه القضية كورقة مساومة على مطالب الشعب هو كالعصابة التي تختطف شخصا ما و تطلب فدية لإخراجه لذا فان أفضل وصلف يطلق على معتقلينا هو أنهم " رهائن " .
 
أعادت قضية الشهيد عبد الغني الريس مجددا الأنظار إلى قضية معاناة المعتقلين و جراحاتهم المنسية وكأن الأقدار شاءت هذه المرة أن تذكر بأحبة لنا في السجون قضوا ومازالوا ينتظرون قضاء مددا طويلا بعيدا عن أهاليهم وأبنائهم وكأن الأقدار شاءت أن تذكرنا بمعانة العديد من الأمهات و الآباء وهم يذوقون مرارة البعد عن فلذات أكبادهم لا لجرم اقترفوه سوى مطالبتهم بالحرية . قد تكون زحمة الحياة لعبت دورها في تناسي البعض منا قضية هؤلاء الأحبة خلف القضبان . و تأتي قضية عبدالغني لتعيد الذاكرة لهذه القضية بشكل مفجع و أليم .
 
لم يكن للحاج عبد الغني القدرة على تخيل وقوع أبنه تحت قبضة الجلادين و أنه سيحرم من رؤية أبنه مدة طويلة فانفجرت عاطفة أبوته ليلقى حتفه سريعا . 
 
شاءت الإرادة الإلهية أن يكون عبدالغني الشاهد الأكبر على مدى المرارة التي يعانيها أهالي المعتقل ظلما و الشاهد على انعدام الثقة في زنانين النظام و عدالة زبانيته فأرتحل عبدالغني ليرفع ظلامة أهل الأرض إلى العلياء .
 
أبانا الكبير عبدالغني صاحب القلب الطيب و الوجه البشوش و العشرة الحسنة لا يسعنا أمام ارتحالك إلا أن نعاهدك أننا على العهد ماضون في سبيل تحقيق الحرية و أن معتقلينا هم رمز من رموز عزتنا وهيهات ننساهم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29367
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29