• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رفقا ببغداد .
                          • الكاتب : كريم السيد .

رفقا ببغداد

انتظرنا طويلا لعرس بغداد, وفرحنا بها في ليلتها المكلله بالعرس الثقافي العربي الاكبر, مهرجان بغداد عاصمة الثقافه العربيه, وبقدر فرحي ببغداد وهي ترقص على انغام الحب والجمال في ليلة ربيعيه كعاصمة للثقافه العربيه كان لي دهشه وغرابه مما رأيته من ردود افعال سلبيه عن المهرجان ومن قامات ثقافه وأدبيه معروفه وهي تنتقد حفل الافتتاح وتعده بغير اللائق ببغداد واسمها الثقافي الرائد عربيا.
الغريب ان الانتقاد كان منصبا على الحفل الافتتاحي الذي كان لم ينته بعد, بحيث وجدت ان البعض يطلق حكما تعسفيا يصل به الحد الى القول بالـ(فشل) دون ادراك لأبعاد هذا الحكم المتسرع الذي لم تتجاوز مدة تداوله اكثر من 30 دقيقه فقط !.
ذات مره كنت اتابع برنامجا سياسيا على احدى القنوات الفضائيه وكان موضوع الحلقه يدور عن فشل السلطه الحاكمه لأحدى الدول وبينما كان المذيع يصب وابل غضبه على ذلك النظام وهو يستضيف معارض من لندن بدر من الاخير موقف استغربته جدا, فقد وجدته يردّ كلام المقدم ولا يقبله حيث قال: يا سيدي الكريم ان خطأ القيادة الحاكمه للبلاد فهذا لا يعني ان تنسف ما لبلدي وشعبي وتصفه بوصف لا يليق به, وشاهدنا ان ضعف افتتاح المهرجان لا يعني فشل المهرجان برمته كما قلنا.
دعونا نتفق على ان الحفل الافتتاحي للمهرجان لم يك بمستوى قيمة بغداد ثقافيا وفنيا وهو امر طبيعي جدا اذا ما علمنا ان العراق لازال فتيا باستضافه هكذا محافل والتي بدت تزهر مؤخرا في سمائها التي لازال دخان النيران تعلوها وآثار الدمار الذي الحقته حروب الجهالة والاحتلال. ولا شك ان وضع بغداد لا يختلف كثيرا عن بقية العواصم العربيه التي لازالت ثكلة بخمرة الربيع العربي; لكن الحق والحق كله ان حضور بغداد اسما في هذه الفتره بالتحديد لهو انتصار لها ودليل على نهوضها من ركام الماضي الذي نَسف منها كل شيء بما فيها ثقافتها وأرثها الحضاري.
كما ان كلاسيكية الكرنفال الافتتاحي للمهرجان لا يقلل من قيمة بغداد ثقافيا ولا حضاريا كما ذُكر, وان كنا نبحث عن الاخطاء فأننا سنجد ما نشتهي وبدون اقل جهد, لكن البحث عن النجاح اصعب من اكتشافه بدقائق معدوده لمهرجان يضم فعاليات لم تسبر غورها بعد.
ثقافيا، لا نتمنى ان تجرنا طقوس السياسه التي لا ترى اي منجز الا وقللت من شانه لإسقاط الاخر ولخلق اجواء مشحونه نتيجتها الخراب لبغداد لاغير. ولهذا لابد ان ندرك بأن نجاح بغداد لا يعني نجاح سياسي او وزير او جهه بعيناه انما يعني نجاح العراق ويمثل نقلة خطوه ضمن خطى البلاد نحو الامام والتي نحن بأمس الحاجه لها كما ذكرت بغض النظر عن كل ما يجري وبسقف يعلو كل خلافاتنا ومصائبنا وبلائنا بعقلية لا تريد لبغداد ان تعود آمنه مستقره تحتضن الثقافه العربيه وتمسك زمام قيادتها من جديد لان بغداد تستحق كلمه طيبه ونظرة امل.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=29121
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19