• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : منظمات حقوق الارهاب !! .
                          • الكاتب : كامل المالكي .

منظمات حقوق الارهاب !!

في العراق موت , في العراق دم , يراق كل يوم في البيوت والطرقات , اطفال تقطع ارجلهم او يتحولون الى اشلاء , رجل لم يعثر له احد الا على بقايا من عربة الحمل الصغيرة التي كان يدفعها في الاسواق بحثا عن لقمة خبز وكرامة , وسيدة تغمست حقيبتها بدمها بينما تناثرت وسائل زينتها بين اكوام الدمار , ممتلكات تصبح كالهشيم في لحظات  , مشاهد لم يفعلها المغول عندما دخلوا بغداد عام 1258 م واستباحوها كمحتلين وقتلوا خليفتها المستعصم تمهيدا لاسقاط الدولة العباسية لكنهم سرعان مااعتنقوا الاسلام بدل ان يرغموا المسلمين على اعتناق ديانتهم البوذية ومازالت اثارهم ومساجدهم كجامع امين الدين مرجان في منطقة الشورجة وخان مرجان التجاري اضافة الى بقايا الاسواق والمارستان ( المستشفى) الذي بنوه مع العديد من الاصلاحات الاخرى بما فيها اعادة اعمار جامع الخلفاء قرب سوق الغزل في بغداد , لكن الارهاب المتمثل بتنظيم القاعدة ومطيته مايسمى دولة العراق الاسلامية وذيلهما بقايا البعث الحالم بالعودة على اشلاء العراقيين , هؤلاء يحاولون اجبار العراقيين على الاستسلام لمشيئتهم بالدم والنار واعمال الارهاب المخزية المبنية على التآمر والغدروتدمير المساجد والمدارس والمستشفيات ورياض الاطفال ومؤسسات الخدمة العامة  باسلوب قتالي خسيس بعيد كل البعد عن شرف القتال العادل اذا ما اضطر المتخاصمون للقتال ’ والا ما ذا سيفعل هؤلاء الظلاميون امام شعب متحضر بدأ يحاول ان ينفض عنه غبار التخلف البعثي التسلطي ومن بعده الآثار التي رافقت الاحتلال  ليعود الى بناء ماتهدم من مرتكزات حضارته وبناه التحتية باشكالها الاجتماعية والاقتصادية ’ تلك هي كانت برامجهم العنصرية والهمجية التي لم تصمد امام الواقع الحضاري لشعب العراق , وتلك هي افكارهم واعمالهم التي ساقت الاجنبي لاحتلال العراق في نيسان من عام 3009 , دكتاتورية مقيتة ومقابر جماعية ,وحروب على الاهل والجيران حتى اوصلوا العراق الى ادنى السلم الانساني في العصر الحديث , فقر وجوع وديون وكل شىء مدمر . اما العابرون من الحدود وحواضنهم فلا يمتلكون سوى لغة الذبح التي مازالوا يعدونها وسيلتهم للتعامل مع بني جلدتهم , الم يقل ذاك المتخلف الذي اعتلى منصة المتظاهرين في الانبار بما معناه( احنا يسمونا القاعدة نقطع الروس ولانبالي 000أالخ ) لقد اتحد هؤلاء لصناعة الموت في العراق , ولكن حين يقع احدهم او القليل منهم بيد العدالة الانسانية وتطبق بحقهم القوانين تقوم الدنيا ولاتقعد , وتتعالى اصوات الاحتجاج من هنا وهناك ان انقذوا المظلومين  المسلمين من ايدي العراقيين الغلاظ الشداد  , سواء في بعض الاوساط العربية الشعبية او الرسمية حيث تبدأ الوفود الرسمية تتقاطر من تلك البلدان طلبا للرافة بمواطنيها المحكومين في العراق الذين لم يأتوا لهذا البلد المتحضر للاطلاع على اثاره او معالمه السياحية المهمة بل للقتل والدمار والاغتصاب , وهذا مافعلته تونس وليبيا والسعودية ومصر , وسارعت حكومتنا الرشيدة الى عقد اتفاقيات تبادل السجناء بين العراق وتلك البلدان وهي وسيلة لاعفاء الارهابين من جرائمهم بشكل بروتوكولي متعارف عليه ولكنه بتقديري ينم عن ضعف واضح لدى الحكومة العراقية او في الاقل قصر نظر لديها مقابل ما تعلقه من  اهمية لما تسميه تقوية العلاقة بين العراق واشقائه العرب وهي كلمة حق اريد بها باطل لان الثمن دفعه وسيدفعه الدم العراقي , اما في العالم الغربي فان الكثير من الحكومات ومعها بعض المنظمات التي تطلق على نفسها بالانسانية واذكر منها منظمة( هيومن رايتس ووتش ) فانها هي الاخرى تتباكى على وضع المحكومين في العراق وجلهم من مصاصي الدماء ومحترفي القتل حينما يصدر حكم قضائي بالموت على احدهم او البعض منهم لتذرف الدموع عن بعد عن الانسانية المهدورة في العراق  في حين ان الكثير من هذه الحكومات مازال يطبق حكم الاعدام بالقتلة والمجرمين .

اين هي عروبتكم حين يهدر الدم العراقي كل يوم ايها العرب حكاما ومنظمات , وانتم ايها الاصدقاء في العالم ادا اصبحتم عاجزين عن لعب اي دور ايجابي في العراق لسبب او لآخر  فمن الخير لكم ان تصمتوا لان الدفاع عن حقوق الانسان في مقاهي لندن وباريس امر في غاية السهولة لكنه لايدل على مهنية وحيادية في رصد حقوق الانسان في العالم  وهذا ماتفعلونه وتفعله بعض بمنظمات مراقبة  حقوق الانسان التي تعتمد على ماتنشره وسائل الاعلام في الداخل والخارج من اخبار مسيسسة وغير منصفة لحقوق الضحايا    فهي في الحقيقة تقف مع الارهابيين وتطالب بحقوقهم الانسانية وتصمت حين يجري الدم العراقي الطاهر بغزارة انما هي منظمات لحقوق الارهابيين, هل استمعتم لادانة عربية وعالمية على نطاق يتوافق مع حجم الجريمة التي اقترفت بحق الابرياء في العراق في التفجيرات الاخيرة ؟ الجواب معروف ولكن حين يقول القضاء كلمته بحق صناع القتل الجماعي تظهر هيومن رايتس ووتش من مخبئها لتذرف الدموع عليهم وتطالب الحكومة بالكف عن حملات الاعدام كما تسميها وكانها حملات على ابناء شعبها الابرياء بسبب معتقدهم , ان من يقف مع الارهابيين بحجة الدفاع عن حقوق الانسان ولا يدافع عن حقوق المظلومين الذين تهدر كل يوم انما يصلح ان يكون مدافعا عن حقوق الارهابيين  وبالتالي فان منظمته تصلح تسميتها منظمة لحقوق الارهاب .

  وقديما قالت العرب قل حقا او فلتصمت !




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28940
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29