• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بعد (10) سنوات ماذا قدمت أمريكا للعراق؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

بعد (10) سنوات ماذا قدمت أمريكا للعراق؟!

لقد كان بأمكان امريكا تقديم و فعل الكثير للعراق وللعراقيين بعد أسقاط النظام السابق و احتلالها للعراق لو صدقت بوعودها لما تتمتع به من قوه و سطوه و مال و تكنولوجيا متطوره في كافة المجالات و كان بأستطاعتها أيضا حل الكثير من المشاكل المعقدة و المستعصية التي تركتها السياسه الهوجاء للنظام السابق على الصعيدين الداخلي و الخارجي , و لكن أي شي من ذلك لم يحدث بل بقيت مشاكل العراق الخارجية مع دول الجوار والأقليم وتعقدت وأزدادت أكثر! و الحال نفسه بالنسبه للمشاكل الداخلية التي تفاقمت و تراكمت أكثر من ذي قبل و بدلا من جعل العراق جنة الله الموعودة وأحدى الولايات الامريكية و الشعب العراقي ينعم بالسلام والأمان و التطور و الرخاء و الخير و العيش الرغيد حسب الوعود التي قطعتها الأدارة الأمريكية .... أصبح العراق و بعد عشر سنوات من الأحتلال ملاذا آمنا للأرهاب و ساحة لتصفية الحسابات بين دول العالم و بيئه لشتى الامراض المعروفة و غير المعروفة و المعدية بفعل خراب و دمار بناه التحتية وأنقطاع الخدمات الأساسية من ماء و كهرباء والأخطر من كل ذلك هو تمزق نسيجه الأجتماعي و الطائفي و القومي الذي ما زال ينذر بمزيد من الرعب في قادم الأيام , فقد تحولت كل تلك الأحلام و الوعود الأمريكية الى كوابيس من الخوف و القلق تجثم على صدور و نفوس العراقيين بعد أن صاروا يسمعون وعلى لسان بعض المسؤولين الأمريكان عن تقسيم العراق الى ثلاث أقاليم : سنية وشيعية وكردية!! وهو ما بات يعرف ب( مشروع بايدن) . فعلى صعيد مشاكله السياسة الداخلية الكثيرة تبرز مشكلة كركوك باعتبارها الأخطر من كل المشاكل والتي ربما ستهدد مستقبل العراق ووحدته و تجره الى حرب قومية اذا غاب صوت العقل و طغى صوت التطرف والتصلب والعناد !!. 

والغريب في أمر هذه المشكلة التاريخية المعقدة أنها أصبحت  بعد الأحتلال الأمريكي أكثر تعقيدا حيث تشعبت الى مشكلة اخرى صارت تسمى بالمناطق المتنازع عليها!! لتشمل مدنا كبيرة من محافظات( الموصل و صلاح الدين و خانقين و ديالى) بأعتبارها جزء من اقليم كردستان !! ناهيك عن مشكلة تصدير النفط عبرالأقليم  و العقود النفطية المبرمة مع الشركات الأجنبية  والتي تعدها حكومة المركز غير قانونية و غير دستورية ,هذا أضافة الى مشكلة حصة الأقليم من الموازنة السنوية حيث يطالب الأقليم بزيادتها من 17 بالمائة الى عشرين بالمائة وأيضا مشكلة رواتب البيشمركة وغيرها الكثير من المشاكل، و نسأل هنا : هل يعقل أن أمريكا بكل جبروتها و قوتها لا تستطيع أن تكبح ولو بعض الشيء من جماح و طموح الأكراد القومي والحد من هذا التطرف و كثرة المطالبات غير المقبولة وغير المعقولة على الحكومة ومايرافقها من ضغوطات منذ سقوط النظام السابق و لحد الآن حتى بات  الكثير من العراقيين يرون  بأن اقليم كردستان صارأشبه بسكين في خاصرة العراق والفدرالية صارت وبالا ونذير شؤم يهدد وحدة العراق !؟ بعد أن صار الأقليم يتصرف مع المركزكأنه دولة مستقلة؟!  

اما على صعيد مشاكل العراق الخارجية مع دول الجوار والأقليم وتحديدا مع دول الخليج( قطر- السعودية-الكويت) فبقيت كما كانت عليه زمن النظام السابق  تشوبها أجواء من عدم الثقة والأطمئنان  والتوجس من العراق، رغم محاولات العراق الكثيرة لأبداء حسن النوايا ودعوته الى طي صفحة الماضي وأعادة العلاقات بروح من الأخوة الصادقة ألا أن محاولاته  جوبهت بالرفض ومزيد من الحقد والأبتزازمن قبل دول الجوار وخلق الفتن والمشاكل وتصديرالأرهاب ومحاولة خنق العراق أقتصاديا ونهريا (الكويت باشرت بأقامة مشروع ميناء مبارك الكبير،وتركيا على وشك اكمال بناء سدود ألسوا وسد أتاتوترك).أضافة الى موضوع الديون السعوديه و الكويتيه الذي ظلت كما هي عليه رغم كل المحاولات التي بذلها العراق في سبيل ولو تقليل تلك الديون وليس ألغائها!. فهل يعقل ان امريكا لا تستطيع ان تلين مواقف هذه الدول التي أساءت الكثير للعراق وشعبه منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن وأن تحد و توقف من محاولات هذه الدول ومعهم تركيا من المساس بأمن العراق من خلال تصديرهم للارهاب و تدخلهم بشؤونهم الداخلية للعراق( مظاهرات الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى) التي كشفت حجم التدخل  القطري والتركي والسعودي في تلك المظاهرات؟! وأيضا موضوع الحقول النفطية المشتركة بين العراق و الكويت و التي استغلتها الكويت ابشع استغلال منذ عام 1991 الى حد الان عن طريق الحفر و الاستخراج المائل و كذلك محاولات الدول الخليجية (الكويت – السعودية – قطر) لعرقلة خروج العراق من البند السابع رغم قناعة دول مجلس الامن بأن العراق أوفى بجميع التزاماته امام المجتمع الدولي و لم يعد يمثل خطرا على السلم العالمي , و اذا كانت امريكا لا تستطيع ان تفرض شيئا على ايران بسبب الحرب الباردة بينهما منذ الثورة الاسلامية عام 1979 و لا تفعل شي تجاهها بخصوص قطع المياه عن العراق و تحويلها مجرى الكثير من روافد نهر دجلة الى داخل اراضيها و التي أدت الى موت عشرات الألاف من الأراضي الزراعية فهل لا تقدر و لا تستطيع على ذلك مع تركيا  حليفتها الستراتيجية؟! والتي تفرض هي الاخرى حصارا مائيا قاتلا على العراق بأقامة السدود المائية على نهري دجلة و الفرات مثل ( سد السوا – سد اتتاتورك ) الذي دمر الزرع و الضرع وأدى الى تحول الكثير من الأراضي الزراعية الى أراضي بور بعد أن هجرها أهلها رغم ما قطعته الحكومة التركية من وعود لم تكن صادقه فيها بزيادة حصة العراق من نهري دجلة و الفرات ( لقد أذاقت تركيا العراق الأمرين بسبب سياستها المائية المجحفة مع العراق وخاصة في مواسم الصيف الماضية بعد أن تعرضت المنطقة  الى موجة جفاف، أستثناء من هذا الموسم الذي شهد هطول أمطارا غزيرا وفرت كميات معقولة من المياه في السدود العراقية.) 

و نسأل هنا أذن ما فائدة الاتفاقية الستراتيجية التي وقعها العراق مع أمريكا و ما الفوائد التي حصل عليها العراق حيث روجت وسائل الاعلام الغربية و الامريكية تحديدا بأن العراق سيجني الكثير من تلك الاتفاقية !

و هل حمتنا و ستحمينا تلك الاتفاقية من تطاولات دول الجوار و الاقليم و تدخلهم بالشأن العراقي و تآمرهم على العراق في محاولة لأجهاض العملية السياسية بالعراق وعودة عقارب الساعة الى الوراء!!؟ و هل ستعيد لنا تلك الاتفاقية الكثير من حقوقنا المهدورة التي تم استغلالها من قبل دول الجوار والأقليم  بعد أن ضعف العراق و فقد هيبته و لم يعد مؤثرا كما في السابق ؟!ا. أقول من السذاجة! الوثوق بأية وعود أمريكية سابقا أم لاحقا! أن أمريكا دولة مارقة لا تهمها ألا مصالحها وليحترق العالم كله وليذهب الى الجحيم، فأمريكا لم تسقط النظام السابق كرها بصدام ودكتاتوريته وحبا وعطفا على الشعب العراقي وأعطائه حريته؟ والشيء نفسه يقال عما يسمى (بالربيع العربي) فهو  ليس حبا بالشعوب العربية وحريتها بل على العكس من ذلك تماما، فالربيع العربي أو الشرق الأوسط الديمقراطي الجديد كما ارادته وبشرت به أمريكا أنقلب الى حمامات من الدم وفوضى وفقدان الأمان  وتمزق أجتماعي وتفرقة طائفية وهي أقرب الى الحروب الأهلية؟! حتى أن الكثيرين باتوا يترحمون على أيام حسني مبارك وبن علي والقذافي!!. نعود الى موضوعنا العراقي ونسأل: لماذا أسقطت أمريكا نظام صدام والبعث وفرضت بطريقة وبأخرى على النخب السياسية الجديدة أن تكون الحكومة توافقية؟ أي بمعنى آخر جمعت أعداء الأمس كلهم في بوتقة واحدة؟! فهل يعقل ان يتم التوافق بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى وحزب البعث؟!!!. أليس هذا هو الموجود الآن على الساحة السياسية؟!. أرى أن أمريكا فعلا هي عدوة الشعوب والأنسانية ولا أمل يرتجى منها وهي ترى العراق تنهب ثرواته و في طريقه الى التمزق والتقسيم بفعل المؤمرات الخارجية والداخلية التي أخذت الضوء الأخضر من أمريكا نفسها؟!! وهي تقف موقف المتفرج أزاء كل ذلك؟ منذ 10 سنولت ولحد الان. 

 اخيرا اقول أن أمريكا  لم تكن صادقه مع العراق لا الآن و لا في المستقبل !! مهما صرح قادة امريكا و مسؤوليها , و لا ندري ماذا تخطط امريكا لمستقبل العراق المجهول لحد الان و لكني على يقين تام بأنه لن يكون خيرا أبدا ! و اتمنى أن أكون على خطأ! . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28930
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28