• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ظاهرة التشضي والتقزم في حوزة الادعياء .
                          • الكاتب : ابو زهراء الحيدري .

ظاهرة التشضي والتقزم في حوزة الادعياء

 

اشرنا في مقالات سابقة بان ثمة فوارق واضحة بين خط العلماء الاعلام وبين خط الادعياء الاقزام سواء على مستوى المنطلقات او الاليات او الاداء العام ، فحوزة العلم والفقاهة منطلقاتها وآلياتها كلها من الشرع وتصب في الشرع بعكس حوزة الدجل والتزييف والكذب والتدليس التي تعتمد وتستند على البلهاء والبسطاء وابناء الشوارع والشقاوات لتمرير مرجعيتها وتتخذ من الشارع مساحتها الوحيدة لكسب الاتباع واستقطاب المريدين واصطياد المغفلين عبر استخدام التاثير والتنويم الاعلامي الهابط لانها لم تجد لها اي مساحة او منفذ في الشرع والحوزة الحقة لاثبات مرجعيتها الزائفة والمفضوحة فتلجأ الى النزول الرخيص الى الشارع وجمع ما يمكن جمعه من الحمقى والخرقى وشذاذ الافاق ومن يسهل استدراجه اليها والوقوع في افخاخها ، لذلك نجد صور الادعياء منتشره في كل مكان ، في الاسواق والشوارع وعلوة الاسماك وفي المطاعم وفوق الاعمدة الكهربائية الى جانب صور المرشحين للانتخابات .! 

في هذا المقال اود تسليط الضوء على فارق اساسي اخر بين الحوزتين ينبغي ان نقف عنده ، يتعلق بالمسارات والموجهات بين المدرستين ، مدرسة العلماء ومدرسة الادعياء ، لمعرفة طبيعة الارتباط التاريخي لكل مدرسة وحوزة ومصباتها ، فنلحظ وبوضوح ان مسار المرجعية الحقيقية ينطلق تاريخيا وشرعيا من المعصوم عليه السلام من خلال وصيته المعروفة \" اما الحوادث الواقعه فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم ...، فهذه الوصية هي اذن شرعية منه عليه السلام لتاسيس هذه الحوزة المباركة وقد نفذ هذه الوصية السماوية وطبقوا مفرداتها العلماء الاعلام ونهضوا بأعبائها منذ تاسيس الحوزة على يد الشيخ الطوسي اعلى الله مقامه ،عالم من بعد عالم الى يومنا هذا ليشكلوا سلسلة واحدة ويتحركوا في مسيرة واحدة من المعصوم وصوب المعصوم الذي يحفهم بتسدياته ويخصهم برعايته ، وكانت العلاقة التي تربطهم ولاتزال يسودها الاحترام والالفة والتقدير والتواضع ونكران الذات رغم الاختلاف الفقهي والفتوائي ، بين مرجع واخر، على المستوى الافقي اي بين مرجع واخر معاصر له وكذلك نجدها عموديا بين الاحياء حفظهم الله وبين القدماء قدس اسرارهم \"نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء\".. بينما لانجد هذافي حوزة الفتنة والادعياء فهي لاترتبط بالمعصوم لا من قريب ولامن بعيد ، لا شرعا ولا تاريخيا ، لانها لاتعتمد على الشرع بل تعتمد على الشارع ، فهي منفصلة عن الشرع وان تجلببت بلباس الشرع وارتدت عباءة الدين ، والامر الاخر هو اننا نجد ان العلاقة بين كل دعي واخر ومتمرجع واخيه هي علاقة التناحر والتحارب والكراهية والازدراء فيما بينهما بالرغم من ان هولاء الادعياء قد فقسوا من نفس رحم مرجعية الفتنة ، فهم عبارة عن اضداد نوعية منفصلة ومنفصمة عن بعضها البعض وهائمة وعائمة في بحر التيه ، وليس بينها اي ارتباط ، وتعيش ومنذ تاسيها حالة التشضي والتشرذم والتقزم ومستمرة على ذلك لتكون مصداقا لقوله تعالى \" أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ \" 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28909
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16