• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللافي وأسواره .
                          • الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني .

اللافي وأسواره

 

في كلمته اليوم الجمعة /23/3/2013أطلق سعيد اللافي خطيب المتظاهرين في الرمادي والناطق باسمهم ما يمكننا أن نصفها خطبة الخلاصة للحراك الذي ابتدأ بشكله الحالي منذ ما يقرب 90يوما على إثر إلقاء القبض على حماية وزير المالية الذي قدم استقالته إلى (متظاهري) الرمادي الدكتور رافع العيساوي ،إذ أعلن اليوم الشيخ سعيد اللافي استعداد الحراك للتفاوض مع الحكومة ،طالبا منها عدم مطالبتهم بالتنازل عن حقوقهم وعليها إعطاءهم  هذه الحقوق التي لم يبينها ،ولم يفصح عنها ،وهذه طريقة قد تكون ذكية لكنها مفضوحة للتملص من أي اتفاق قد يحصل في حالة تم التفاوض بزعم عدم تنفيذ المطالب وعدم منح الحقوق التي يطالبون بها ،وهذا يعني وضع الأمور في نصابها (الأزموية) إن صح التعبير للانتقال للمرحلة الأخرى من الحراك الذي أفصح عنه الشيخ والذي لم تسلط عليها الأضواء بصورة لا كبيرة ولا قليلة بقدر ما سلطته على حدث الخلاف الذي حصل في المنصة الذي قد يكون ضمن لعبة تبادل الأدوار ،أو للتهيئة النفسية لما قد يحدث في قادم الأيام من تطورات وأحداث ،وهي مرشحة للتصعيد كما يؤكد أكثر المحللين لعلاقة الحراك في الرمادي لما يحدث في سوريا وأيضا في الأردن ،في خطبته هذه أكد الشيخ اللافي أنه في حالة عدم تلبية الحكومة للمطالب التي يطرحها المفاوضون عن (المتظاهرين) ستقام الأسوار على حدود الرمادي ،فماذا يعني هذا ؟ بطبيعة الحال أن أول ما يتبادر إلى الذهن التحول من ،السلمية،كما يرددون ،إلى الحربية،التي رددها اليوم بضعة نفر قيل عنهم مندسين والتي قالت عنهم بعض وكالات الأنباء بأنهم عشرة أشخاص لا غير ،لكن عند الاستماع والإصغاء بشكل مركز يتبين أن أصواتهم التي رددت هتاف ،حربية ،حربية عندما سألهم الشيخ واستفتاهم ،هل تريدون التفاوض فأجابوه بهذا الهتاف ، تنم عن كثرة كثيرة لا يعقل أن تكون صادرة من عشرة أشخاص ،والسؤال إذا كانوا مندسين،كيف تقدموا إلى المنصة بهذا الشكل المنظم الذي ظهر من خلال الصوت الصادر منهم بترديدهم هذا الشعار .وسؤال آخر ،لماذا وصلت الحالة في حراك الرمادي إلى ما وصلت إليه اليوم من تهديد مبطن لكنه مفهوم وبين بصورة جلية ؟ وللإجابة على ذلك يجب علينا أن نعرف أن المنطقة المحيطة بمحافظة الرمادي وهي سوريا ،والأردن أخذت تتسارع فيها الأحداث باتجاه التدخل الدولي لاسيما في سوريا بعد إعطاء الولايات المتحدة الأمريكية الإذن لحلف شمال الأطلسي بانتهاج الأسلوب ذاته في ليبيا مما يعني أن الأمور في سوريا أصبحت مكلفة للغرب ويريدون إنهائها بأسرع ما يمكن لصالح مشاريعهم لاستكمال الدائرة الفوضوية التي يعملون على رسمها في شرق أوسطهم الجديد وهذا لا يحدث حسب تصوراتهم إلا بسقوط حكم بشار الأسد ،فيكون العراق بفوضاه وسوريا ،وأيضا يلحق بها لبنان ،وكذلك الأردن وأحداثه التي لا تقل أهمية عمّا يحدث في باقي البلدان وإن لم يتطور إلى مسلح لكنه حراك مستمر وبتصاعد كبير ،وإن لم  يمس الأسرة المالكة لحد الآن بصورة كبيرة إلا من بعض التسريبات القليلة حول إمكانية تبديل الملك بولي عهده ،وخروج الأمير حسن من عزلته.وبما أن الحراك القائم في الرمادي لا ينعزل البتة عن الحراك في سوريا والأردن وحتى في مصر فكان لابد أن يتسارع نسق الأحداث فيها ،وإن أبدوا استعدادهم للتفاوض فليس كل تفاوض أدى إلى سلام بل أكثر الأحيان يكون التفاوض منطلقا لسل السيوف المتقابلة ،والأمر الآخر الذي حدا ودعا هؤلاء الذين يمثلهم اللافي إلى إطلاق مثل هذه الكلمات متعلق بحكومة بغداد (المالكي) تحديدا الغارق ،والمستأنس في أزماته على ما يبدو ،فهم أما وجدوا فيها عجزا عن القيام بأي تحرك ضدهم لارتباط قرار هذا التحرك بملف ليس داخليا بكل المقاييس وهذا ما يعرفه أهل هذا الحراك فأرادوا التحرك بسرعة الأحداث الجارية في الإقليم الجغرافي المجاور ،أو أن قادة الحراك في الرمادي قد استلموا الإشارة الخضراء بالتحرك ،لجر المالكي إلى معركة التخلص منه من خلال أحداث تصطنع في الساحة وبنفس الوقت تهديد ببناء أسوار الرمادي ومن نافلة القول أن أي حكومة لا تقبل لمدينة من مدنها أن تتصرف هذا التصرف دون إبداء أي حركة رادعة ضدها وهنا الفرصة المؤاتية للتخلص من حليف قد يكون انتهى دوره.    

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28899
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29