• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : تقرير :الحزن يعتري العراقيين لمقتل ضابط بالجيش العراقي وأسرته ’بدم بارد‘ .
                          • الكاتب : زهير الفتلاوي .

تقرير :الحزن يعتري العراقيين لمقتل ضابط بالجيش العراقي وأسرته ’بدم بارد‘

سادت بلدة المحارير، جنوب مدينة الموصل بمحافظة نينوى، مشاعر الغضب اعداد زهير الفتلاوي
    ونشر موقع موطني التقرير التالي  لمقتل المقدم في الجيش العراقي، فراس حمد العلي، في منزله مع زوجته وابنه البالغ من العمر سبعة أعوام وشقيقه في شباط/فبراير الماضي.
 
واستخدم المسلحون، الذين يُعتقد أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة، أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، حسبما قال المتحدث باسم الشرطة العراقية في محافظة نينوى، العقيد خالد الحمداني.
وأضاف الحمداني في حديث لموطني أن المسلحين قاموا بتقييد الضحايا في إحدى غرف المنزل وأعدموهم بطلقة في الرأس.
’البلدة لا تزال تعيش هول الصدمة‘
ويستذكر بلال حمد العلي، شقيق الضحية، في حديث لموطني تفاصيل ما حدث قائلا "كان شقيقي وزوجته في تلك الليلة يقيمون حفلا بسيطا لولدهم بمناسبة نجاحه في امتحانات نصف السنة، وكنت متواجدا مع والدنا وشقيقاتي وزوجة والدنا، وبقينا حتى الساعة التاسعة ليلا في منزلهم. وبقي شقيقي الأصغر معهم لصعوبة عودته إلى المنزل في مثل تلك الساعة لبعد [منزله] عن المنطقة".
وأوضح بلال أن الهجوم وقع بعد نحو ساعة ونصف من مغادرتهم منزل الضحايا.
وأضاف "استغل الإرهابيون ترك شقيقي باب المطبخ مفتوحا وقتلوهم الواحد تلو الآخر. لم تنفع معهم توسلات زوجته الحامل في شهرها الثامن، بل قتلوها هي أيضا وقتلوا جنينها أيضا في بطنها".
وندد جميع أهالي البلدة والمسؤولون في محافظة نينوى بالهجوم، وطالبوا قوات الأمن العراقية بالإسراع بملاحقة المتورطين بالهجوم وتقديمهم للقضاء.
وفي هذا الإطار، قال مختار بلدة المحارير، سالم بدر الحنشل، في حديث لموطني إن "البلدة لا تزال تعيش هول الصدمة، إذ هاجم المسلحون منزل الضابط كقطيع ذئاب جائع للدم والدمار، وقتلوا الإبن البالغ سبع سنوات، ثم الزوجة وشقيق الضابط، قبل أن يقتلوه أخيرا في مشهد تعذيب نفسي وجسدي هائل لا يمكن لأحد تخيله".
وأوضح الحنشل أن "تقرير الشرطة والطب العدلي وإفادة شقيقه الذي توفي بعد نحو ثلاث ساعات من الهجوم في المستشفى، أكدا أن العلي تم تقييده وإجباره على مشاهدة لحظات قتل عائلته أمامه قبل أن يقتلوه".
ولفت الحنشل إلى أن "المسلحين تمكنوا من مهاجمة العائلة خلال نومهم بعدما تسلقوا سور البيت الخلفي ونفذوا الجريمة بواسطة أسلحة رشاشة وغادروا المكان بعد أن ألقوا قنابل يدوية داخله".
واتهم المسؤولون وعائلة الضحية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الجريمة. وكان العلي يعمل ضابطا ضمن اللواء الثاني من قوة التدخل السريع. وقال شقيقه إنه يعتقد أن الهجوم نفذ انتقاما لمشاركة العلي في تحرير مدينة تلعفر من عناصر تنظيم القاعدة في عام 2005.
وأضاف الحنشل أن "الحادث دليل على مدى وحشية القاعدة ووجوب التعاون للتخلص منها قبل أن تقدم على تنفيذ جرائم مماثلة".
بدوره، قال محافظ نينوى، أثيل النجيفي في حديث لموطني، إن "جرائم الإرهاب تتنوع وتختلف بين مكان وآخر، لكنها تحمل نفس الهدف ألا وهو التخريب والتدمير".
وأضاف النجيفي أن "جميع رجال الأمن وضعوا حياتهم على المحك عندما تطوعوا للعمل في هذا المجال للدفاع عن الناس، لكن أن تسحق عائلة بأكملها دون ذنب أو جريرة فهذا شيء بشع للغاية، وخطوتهم تلك يريدون منها دفع رجال الأمن على الاستقالة من عملهم خوفا على أسرهم".
"لكن ذلك انعكس بشكل سلبي عليهم حيث أن الجميع من العاملين في الشرطة والجيش باتوا أكثر إصرارا على مقاتلتهم والاستمرار بعملهم وفاء لزميلهم فراس أو غيره ممن قتلوا غدرا"، على حد تعبيره.
دفنوا شهداء
من جانبه، قال الشيخ علي السعدي، إمام وخطيب جامع المتقين في المحارير، إن "سكان البلدة أصروا على دفن العائلة معا في مكان واحدة وهو داخل مقبرة مخصصة للشهداء من ضحايا الإرهاب وغيرهم".
وأضاف السعدي في حديث لموطني أن "الهجوم يمثل صفحة غدر وجبن اعتدنا عليها من الإرهابيين، فعندما عجزوا عن استهدافه في عمله حيث يكافح في بسط الأمن وتخليصنا من القتلة والإرهابيين أمثالهم، عمدوا إلى مهاجمته داخل منزله وقتله ثم قتل أسرته".
"وهذا الشيء يجعلنا نتأكد أن مكانهم ليس بيننا، بل في السجن أو تحت الأرض وأن القاعدة لا دين لها ولا تحكمها قواعد ولا أعراف"، حسبما ذكر السعدي.
الحزن يعتري عائلة الضحية
إلى ذلك، قال بلال، شقيق الضحية، إن "المعزين يأتون ويبكون فقط ولا يتكلمون، فلا توجد أي عبارة في سجلات العزاء يمكن لها أن تخفف من تلك الفاجعة"، مبينا أن الجميع يترقب بشغف اعتقال القتلة وتقدمهم للقضاء.
أما خليل طه، 42 عاما، وهو ابن عم زوجة المقدم العلي، فقال إن ما حدث هو تجسيد لـ "جرائم وهمجية" تنظيم القاعدة.
"فراس وعائلته صاروا قصة تحكي جرائم وهمجية القاعدة ونتمنى من الجميع أن يتخذوا من قصة إبنة عمي وعائلتها درسا في مخاطر التعاون مع القاعدة أو حتى تقديم شربة ماء لهم"، على حد تعبيره.
وأضاف وهو يجهش بالبكاء "ظل باب دارهم موصدا إلى الأبد بعد ذبح القاعدة أهله بدون وجه حق. لن تنمو زهور حديقتهم بعد اليوم، كما لن نسمع صوت أحمد ذي السنوات السبع وهو يغني الأناشيد الموصلية ولن نتذوق طبخ أم احمد بعد اليوم".
"فلم تترك القاعدة في منزلهم سوى والموت"، على حد وصفه.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28755
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18