• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصحافة والإعلام وأحمــــدي نجـــــــاد في الميزان .
                          • الكاتب : الشيخ علي العبادي .

الصحافة والإعلام وأحمــــدي نجـــــــاد في الميزان

    يبدو أن المنظومة الأخلاقية عند بعض ( الإعلاميين) مرتبطة بعقدة الرذيلة المتجذرة في نفوسهم المريضة. متناسين أن الرجال  أصحاب الهمة والدين كالجبال لا تصلهم الأقزام مهما حاولت وتسلقت، فأنها لا تنال منهم الا بمقدار ما تتقرح به أيديهم...فالبون شاسع والفرق كبير. والمركب ليس بمركبهم...الامر اكبر من محاولاتهم البائسة التي تصطدم بالواقع الذي لا تغيره أهواؤهم المضلة ولا محاولاتهم الخبيثة والدنيئة.

    السيد محمود أحمدي نجاد... نعم هو لاغير...كان هذه المرة هدفا" لرغبات  النفس الأمارة بالسوء لكل حداد لم يحسن مسك المطرقة ولكل نجار لم يعرف مسك المنشار ولكل خبار أمات عائلته جوعا". لطخت فرشاتهم ألواح الرسومات. فباتت تثير الاشمئزاز للناظرين. بل وحتى المصورين... نعم حتى المصورين ما عاد ( الفوتوشوب) يستجيب لشياطينهم في تغيير الواقع النظر لهذا الرجل العملاق الذي اتعب ساسة الغرب في تدينه وحنكته وبراعته في إدارة شؤون بلاده. إذ لا ننسى الأمس القريب عندما حان موعد إلقاء كلمته كباقي خلق الله في اروقة الأمم المتحدة كيف يرسلون جهالهم لمقاطعته خوفا" من هدير صوته المفعم بالأيمان بالله تعالى.  واخرى ينسحبون من القاعة لخوفهم من الفضائح التي تطولهم. لأن اسماعهم لم تتعود الا على الرذائل و الأكاذيب. أما الحقائق فهي مرة لا يريدون سماعها { يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ }البقرة19.

    وهنا وبعد كل هذا يأتي دور من رمى نفسه في مهلكة عظيمة. نعم مهلكة لمن لم يتسلح بسلاح الحق والحقيقة... الاعلام والصحافة... مهنة شريفة عظيمة. كيف لا وهي أعظم الجهاد... أعظم الجهاد لمن يعرف حقيقتها ودورها في بناء الانسان والحياة: ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) الكافي ج 5 ص 59 . أما من أمتهنها بعدما تدنست روحه بالرذائل وامتلأت بطنه من الأكل السحت وعربد إبليس في نفسه وفي كل ذرة من ذراته من رأسه إلى أخمص قدميه ،فباع آخرته بدنيا غيره. لا عزُ في دنيا ولا نجاة في آخرة. ولسوف يجد كتابه الذي خطته أنامله محضرا" أمامـه متعجبا" مذهولا" وهو يقـــــــول: 

{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } الكهف49.

    لا أدري... ربما اصبح البعض يفكر أن يكون اعلاميا" او صحفيا" هكذا وبشكل جدا" بسيط، مثل بعض مرشحي الانتخابات المحلية في بلدي. فلافتاتهم تضحك الثكلى. والذي سأفرد ان شاء الله تعالى مقالة خاصة بهم بإذنه تعالى. لآننا في صدد الكلام عن صاحبـــة الجــلالة. 

    الصحافة والتي يسمونها صاحبة الجلالة ما عادت ترى فرسان القلم وأصحاب المهمات الصعبة الذين اخذوا على عاتقهم نقل الحقيقة الى البشرية والدفاع عن المظلومين، وفضح الفساد والمفسدين. تلك المهمة الشاقة الشريفة التي غيرت وجه التاريخ عندما كانت وتكون بأيدي أمينة. وما ذلك الا لأنها ولدت من اجل الأهداف السامية والنبيلة. فلا تتحزب ولا تتموقع لأنها أكبر من ذلك بكثير. ولاتقاد من اجل المدح والثناء ودفع الفواتير. فتدنى مستوى المتصدين فيها الى أمية البعض بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى. وبتنا نشاهد ونسمع منهم ما يدل على عدم الأهلية لهذه المهمة النبيلة.

    ولسنا هنا بصدد التقييم العلمي والفني والمعرفي للإعلام والإعلاميين، فهذا لنا معه إن شاء الله تعالى وقفة أخرى. ولكننا في صدد التقييم من جهة الصدق والأمانة وتحري الحقيقة لأنها ضالة الإعلامي وهدفه. إما أن يتحول إلى (بوقا") للكذب والرذيلة وممارسة الألاعيب والأكاذيب والتزوير والغش لإضلال الناس وإفساد العقول وحجب الحقائق، بل وقلبها رأسا" على عقب فهذا مما يخرجه من كونه إعلاميا" إلى مسما" آخر تنأى عنه هذه المؤسسة الشريفة وترفضه كائنا" من كان. حتى لو كان رقما" مهمـــا" ورائدا" من روادها. وسواء" أكان هذا شخصا" أم مؤسسة"، مرئية" أو مسموعة أو غير ذلك من الوسائل الكثيرة والحديثة التي دخلت الى هذا العالم الواسع المترامي الأطراف .

    ما جعلني أتناول هذا الموضوع ليس خاصا" بما سأذكره في هذه المقالة المتواضعة. بل للكثير من المواقف المشابهة له ومما تفوقــه بكثير. ولا أقل من الازدواجية المملة والمقيتة في تناول ما يحصل في عالمنا العربي وخاصة" في سورية والبحرين. وهو مما لا يخفى على أحد. وهذا مما يدخلنا في غاية أخرى للإعلام أدهى وأنكى مما نحن فيه. ناهيك عن التطبيل والتهليل ( لدويلات) وأشخاص لا يمكن أن نصفهم الا بالذيول والتبعية للشيطان والرذيلة. يتغاضون عن حقوق شعوبهم ويمارسون أقسى انواع الجرائم بحق مواطنيهم وشعوبهم. ويصدرون الإرهاب والموت والقتل لجيرانهم. ومع ذلك لا يحرك ساكن. بل يصل أحيانا" إلى  الإشادة بهم ومدحهم وتناولهم بكل احترام وتبجيل كما نرى ذلك واضحا" جليا"  في بعض القنوات الفضائية المعروفة والمشهورة . ولاتقف  عند قنوات ( العربية) والجزيرة. بل هي والحمد لله صارت ظاهرة معدية ليس لها أول ولا آخر.

    قبل أيام ذهب السيد أحمــــدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران إلى كراكاس معزيا" بوفاة الرئيس الفنزويلي شافيز ومشاركا" في مواساة ذوي الفقيد كباقي خلق الله. وما إن عاد هذا الرجل إلى دياره حتى اخذت وسائل الإعلام تنشر صورا" له محتضنا" والدة الرئيس الراحل. بدء" من القنوات الفضائية ومرورا" بالصحف وشبكات الانترنيت والنشرات وصفحات التواصل الاجتماعي وكإن القيامة قـد قامت. ولا ادري _ بغض النظر عن تزوير هذه الصورة_ هل أن هذا التصرف من رئيس دولة لم تشاهده هذه القنوات وهؤلاء الإعلاميون في غيره؟؟ . ألم يشاهدوا ملوكا" ومسؤولين عرب ومسلمين يتجاهرون بعرض نسائهم بصور اقل ما يقال إنها غير محتشمة أمام خلق الله.؟ ألم يشاهدوا كيف يعرض هؤلاء فتيات بلدانهم راقصات مرحبات بضيوفهم من الشرق والغرب؟؟ الم يعلموا بوجود صور لهؤلاء (الحماة) وهم يقارعون الخمــــر مع أشباههم وأسيادهم؟؟ لماذا لا تتحرك فيهم روح الحمية والغيرة العربية؟ أين شرف المهنــــة؟  أين الشفافية والموضوعية التي يدعونها؟ بل أين المهمة الملقاة على عاتقهم في فضح المفسدين والمتلاعبين بمقدرات شعوبهم؟... أليس هذا من صميم مهنتهم ومهمتهم؟؟ نعم بكل تأكيد... هذه هي مهمتهم. لكنهم نسوها وتناسوها. غافلين من أن الله تعالى لبالمرصاد لكل قولة زور. ألم يسمعوا بقوله  تعالى: {..... وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }ا لحج30.

وبغض النظر عن النهي الرباني عن ذلك _ مع أنه نهي ارشادي مولوي لا حكمي_ ألا يعـــد  هذا عملا" قبيحا" تمجه النفس ويمقته العقلاء؟؟. نعم بكل تأكيد فإن الكذب والزور والتشهير والافتراء من الموبقات التي تسقط المروءة. وتجعل ممارسيها أراذل غير محترمين ولا مقبولين بالمجتمع.

مع أني وأقولها بكل ثقة واطمئنان أن فضيلة السيد نجاة اكبر وأرفع من هكذا تصرف... وسيرته تشهد على ذلك. بل إني اكاد أجزم أن مفتعلي هذه الضجة الوقحة يعلمون في قرارة أنفسهم أنه كذب وزور. كما قال جل وعلا: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14

وكما قال الشاعر العربي:

أيُنكِرُ رِيحَ اللّيثِ حتى يَذُوقَهُ وَقد عَرَفتْ ريحَ اللّيوثِ البَهَائِمُ

وقد يقول قائل : 

ما كل هذا الاهتمام بشخصية السيد نجاد؟ وهل تستحق كل هذا الدفاع؟ أجيبه: نعم. الدفاع عن الانسان النبيل المستقيم من مهام الشرفاء . بل هو واجب أخلاقي يتحتم على الجميع التصدي إليه. مع أني أتصور أن البعض من ذوي النفوس الرخيصة سيتهمني بالولاء (للعجم المجوس)  وبيع الذمم للأجنبي . من قبيل هذه الاسطوانات المشروخة التي ما عادت تهم أحد . وقد يسبوا ويشتموا. ولكني سوف لا أرد عليهم مطلقا". وأحتسب الأمر عند الله تعالى وكفى بالله حسيبا.

3ج1 1434




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28590
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20