• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شكرا قادتنا … استريحوا ؟ .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

شكرا قادتنا … استريحوا ؟

 نصت المادة  (21) الفقرة الاولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختيارا حرا ، كما نصت الفقرة الثالثة من ذات المادة ، إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.
 
 فهل استثني الشعب الفلسطيني من هذه الحقوق أم أننا طائفة تعيش خارج هذا الكوكب ولا حقوق لنا ؟!
 
نعم يحق لنا التساؤل ،فقد انتهت الصلاحيات الفعلية لمجلسنا التشريعي من سنوات ولم يحقق حتى وحدته الداخلية ، وأمسى جميع من تم اختيارهم في أروقته لتمثيل هذا الشعب رئيساً وأعضاء عبئ على كاهل شعبنا ، وأبسط دليل على ذلك أن بعضهم قد انسحبوا من لقاء حواري وتسببوا أخيراً في إيقاف إجراءات المصالحة لخلاف في النقاش لا طعم ولا لون له  !
 
ولكنهم يصرون ببلادة على البقاء بربطات العنق تحت ذقونهم  ،ليفرضوا علينا خيبتهم للأبد وكأننا نعيش زمن العصور الوسطى !
 
هم يعلمون ونحن نعلم والله يشهد أن سفيتنا تغرق في بحر الخلافات وان قضيتنا الان قد ذهبت أدراج الرياح وباتت ضحلة والكل فاشل داخليا وخارجياً في أقناع الشعب بأهميته حتى وان تباهى بالعدد الجماهيري الذي استطاع حشده للاحتفال بانطلاقة تنظيمه ،بينما لا تستطيع أي قوى سياسية ، رفع رأسها عالياً والخروج بمسيرات حاشدة بين شوارع المدن والقرى والبقاء على هذا الحال حتى تحقيق المصالحة !
 
نعم كلكم فاشلون وبامتياز ولا تمتلكون إلا الأبواق والأماني والكذب، ولا أحدا منكم منحاز للهدف الفلسطيني الأكبر ولا يوجد بينكم من هو بمستوى قضايا امتنا كثيرة التعقيد !
 
فماذا زرعتم أيها القادة الجدد والغرباء عن أمانينا وثورتنا من أفق ليحصده شعبنا سوى اليأس ؟
 
نعم فقد شوهتم وجه الشعب الفلسطيني أمام العالم بآسره وبعضكم باسم الثوابت جعلنا كبش فداء لقضايا الصراع العالمية !
 
وطالما بقى الحال على ما هو عليه من انقسام وتشرذم وجب علينا ان نتقدم لمعاليكم بالشكر والثناء ، قادتنا العظام في الشمال والجنوب من وطننا المسلوب ،لأنكم وعلى غير العادة سرعان ما التقطت ضمائركم اليقظة أشارات الخطر ، فلملمتم شملنا المبعثر ووحدتم كلمتنا وتحديتم بعنفوان طغيان المحتل وتوسعه الاستيطاني !
 
شكرا لأنكم خضعتم وأخيرا وبدون ربيع ولا خريف عربي، لرغبة شعبكم الكبيرة في وحدة المصير ووحدة الكلمة، فهرولتم مسرعين نحو الوحدة الوطنية وتخليتم عن مراهقتكم السياسية والدينية !
 
شكراً لسعادتكم ومعاليكم لأنكم نحيتم الخلافات جانبا ووقفتم كالبنيان المرصوص تجاه كل قضايا الوطن وفي مقدمتها القدس والأسرى واللاجئين ولم يعد يشغل بالكم إلا سعادة الوطن والمواطن !
 
شكرا ساستنا العظام فلم تضع هباء لا جولات الحوار ولا الاتفاقيات ولا تصريحات النقار وأمست قضايا الأمة في مقدمة اهتمامكم !
 
شكرا لان من سقطوا قتلى أو أصيبوا بعاهات مستديمة بسبب الانقسام باتوا الان فرحين لان دمائهم وجروحهم النازفة لن تضيع هدرا !
 
شكرا لحضراتكم …..ساسة الوطن ، لأنكم رفعتم أخيراً صوت الوحدة عالياً فوق صوت الانقسام وخرجتم ببعض المظاهرات والمسيرات الخجولة لتأييد نضال الحركة الأسيرة ثم عدتم لتنعموا من جديد بالمراكز الانقسامية !
 
شكراً ولتعلموا ، أن الجماهير قد سئمتكم، فلتنزلوا عن مراكز القرار ولتتركوا هذا الشعب يختار ممثليه من جديد ، ربما بذلك نحافظ على ما تبقى من أجندتنا الوطنية قبل ان تذوب تحت مطامعكم ورهاناتكم وفشل إرادتكم.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=28222
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 03 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28