• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الموقف العربي والاسلامي من التغير في العراق وتونس .
                          • الكاتب : علي الكربلائي .

الموقف العربي والاسلامي من التغير في العراق وتونس

 شهدت الأمة العربية والإسلامية في القرن الحادي والعشرين تغيرات في الأنظمة الحاكمة من سبب المعارضة والتأييد واخذ نموذجين . أولا أبدء بالعراق الذي شهد تحول نظام الحكم من شمولي دكتاتوري قهري مستبد حارب جميع أنواع الحريات الشخصية التي وضعتها السماء والبشرية ، ولا أريد أن أطيل بما فعل صدام حسين و زبانيته بالعراق والعراقيين والأمة العربية والعالم و موقف هذه الدول من صدام حسين . وأقول من الناحية الاقتصادية فقد كان العراق من أفضل دول المنطقة بل العالم بقيمة العملة المحلية المرتفعة مقابل الدولار الأمريكي وكذلك  بوجود نهري دجلة والفرات ووفرة مياههما ومسطحات مائية على شكل بحيرات عمالقة غنية بالثروة الحيوانية من جانب و تستخدم لتوليد الكهرباء من جانب آخر واهوار ، و العراق من أهم الدول المصدرة للمنتجات ذات الصنع المحلي والتي  كانت تسد حاجة السوق العراقي  ناهيك عن تصدير النفط إلى دول العالم وما كان يعطى مجاني لدول كانت تدعم نظام صدام لبقائه بالحكم والظريف بالأمر حتى الماء كان يصدر إلى دول الكويت لعدم وجود الماء النقي الصالح للشرب فيها ،  هذا جانب أما جانب المصانع فقد كان العراق يمتلك إمبراطورية من المصانع التي تنتج جميع المواد الصناعية ابتدأ من النفط ومشتقاته إلى المنسوجات القطنية والبتر وكيميائيات وتعبئة المواد الغذائية ومصانع لتجميع السيارات والدراجات الهوائية ثم سلك  النقل فالعراق كان يمتلك أفضل مطار في الشرق الأوسط بالإضافة إلى خطوط نقل  جوي وبري  وامثل كثيرة جعلت العراق إمبراطور الشرق الأوسط ، بعدها يأتي الجانب العسكري فقد كان العراق يمتلك ثكنة عسكرية عملاقة تهابها دول المنطقة والعالم  وخير مثال هو دفاع الجيش العراقي عن الأراضي الفلسطينية والأردنية والسورية ضد الاعتداءات الإسرائيلية ولولا خيانة الساسة العرب في ذلك الوقت وترك إسرائيل تسرح وتمرح لكان للجيش العراقي كلمة وموقف من إسرائيل ، وأخيرا الجانب السياسي فالعراق أول المنضوين تحت قبة عصمة الأمم المتحدة وكان يمثل العرب كدولة فعالة فيها  وأول الدول التي أسست جامعة الدول العربية ولعب العراق دول فعال بحل القضايا العربية بطرق سلمية والعراق أول من انضم إلى المنظمات الدولية المدنية والتي تدعوا لاحترام حقوق الإنسان، منها عدم الانحياز والعفو الدولي ومنظمة حقوق العراق واليونسكو  وغيرها ، وألان فلنذكر ما جناه العراق من النظام ألصدامي من ماسي ومصائب وويلات وحروب نذكر منها القليل القليل لأنه لو أريد أن يؤرخ ما فعل صدام بالعراق فهذا يحتاج إلى مكتبة عملاقة لتضم بين جدرانها هذه الكتب . العراق شهد ثلاث حروب فاشلة انهزم فيها العراق سياسياً شر هزيمة فمقاطع دولية على المستوى العربي والعالمي والإسلامي وصراعات داخلية وانتفاضات شعبية مسلحة ، فالحرب الأول مع إيران ثم الجارة الكويت ( حرب الخليج الأولى) وعقوبات دولية و حصار اقتصادي استنزف واهلك البنية التحتية للعراق ، فساد إداري ، تأخر العراقي في المجال العلمي وتوقف عملية التطور بشكل نهائي وانهيار المنظومة العسكرية بالكامل إلا الأجهزة التي كانت تحمي عرش صدام من السقوط والزوال ثم حرب ثلاثة(حرب الخليج الثانية) التي أنهت العصر ألصدامي في العراق و خلفت بعدها مشاكل والآلام وانقسامات سياسية ودينية وقومية أنتجت صعوبة بالغة في رسم خارطة السياسة العراقية لولا تدخل السريع والعقلانية والفكر الأبوي لسماحة السيد السيستاني الذي احتضن العراقيين بجميع أطيافهم الدينية والقومية  فبعد كل ما فعل صدام حسين بالعراق والعراقيين كان الموقف العربي والإسلامي من إسقاطه ثم إعدامه أمام أنظار الشعب العراقي وأحرار العالم هو الموقف المعادي لهذا الشعب وسنستعرض ألان :
في بادي الأمر  اعترضت الدول العربية على القرار الأمريكي بغزو العراق ووقفت الموقف المتصدي وحرضت الشارع العربي للخروج بمظاهرات ملأت المدن  وبعض طالبت بعدم السماح للجيش الأمريكي باستخدام أراضيها وأجوائها لتنفيذ مهماتها العسكرية وما بعد إسقاط صدام قامت حكومات عربية بدعم القاعدة ومخططاتها لنشر الفتنة الطائفية تارة الدعم المادي والفكري والفتاوى الدينية بتكفير العراقيين  واستهداف المدنيين  أما قتلهم  بالسيوف أو الأحزمة الناسفة والتفجير والسيارات المفخخة وتجهيز الانتحاريين  وتسهيل عمليه نقلهم من بلدانهم إلى العراق وكذلك مقاطعة العراق سياسياً واقتصادية وشن حرب إعلامية زائفة صورت للشعب العربي ان العراقيين هم عملاء ،كفرة ، أمريكان ، صهاينة ،فرس وغيرها من العبارات التي سئم منها القارئ ، والاسؤ من هذا هو احتضان بعض العواصم  العربية لبقايا البعث المقبور وتمكين هذه الزمرة من تجهيز الإرهابيين بالمال والسكن داخل وخارج العراق فالأردن استقبلت رغدة صدام حسين ومعروف دورها في قتل وتهجير الشعب العراقي وإعطاء الأوامر من الأراضي الأردنية ، وسوريا أيضا دعمت العبثيين العرقيين بفتح معسكرات تدريب الإرهابيين واستخدام حدودها مع العراق لإدخالهم أما الجارة السعودية فهي اللاعب الأقوى والأبرز بقتل العراقيين عن طريق إصدار الفتاوى التكفيرية التي جوزت للشباب العربي بالسفر والقتال في العراق بحجة مقاتلة الأمريكان لكن ما حصل هو قتل وتهجير وذبح وتفجير للعراقيين دون المحتلين وغيرها من الدول التي إذا لم تدعم بالمال والشباب فالإعلام كان سلاحهم الذي شوه صورة العراق . أما النموذج الثاني فهو تونس التي أزاحت مظاهراتها نظام الحكم الدكتاتوري الذي سيطرة على زمام الأمور هنالك وقتل وهجر لسنوات عديدة مما خلف بطالة وجوع وكبد للحريات الشخصية والحزبية لكن مقارنة ما حصل في العراق من سياسة صدام يعتبر لا شيء ولا نريد ذكر المزيد من جرائم صدام ، ألان نبين ردود الشارع العربي على المستوى الديني والسياسي .
نأخذ العربية السعودية كمثال على هذا فقد بارك الداعية رجال الدين السعودي الدكتور عائض القرني الثورة التونسية واعتبرها انتصار على الظلم والدكتاتورية ومدح الإخوة التونسيين بأنهم الأقوياء واستشهدا بكلام الله عزل وجل حين قال(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ) وأضاف أحاديث منسوبه للخليفة الثاني عمر بن الخطاب جاء فيها (يعجبني الرجل إذا سيم الخسف أن يقول بملء فيه: لا، وقال للمستبدين: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) ثم يذكر أبيات للشاعر التونسي المعروف أبو القاسم ألشابي وهي مشهورة ،ويقول بان الشعب التونسي شجاع لا يخاف الرصاص ولا الموت وشكر التونسيين الذين قالوا للظلم والاستبداد والطغيان لا ، ويمثلهم بالبحر الهائج المائج ، لا الحديد يردعهم ولا السلاح يخوفهم. أكثر ما تعجبت من كلام هذا المنافق هو ذكره للرئيس الأمريكي اوباما والرئيس الفرنسي  وكان نص كلام المنافق هو \"ولذلك خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما يحيي شجاعة التونسيين واستردادهم لكرامتهم، ويحييهم أيضا الرئيس الفرنسي وكل حر عاقل \" ، لاحظ أيها القارئ هذا الداعية الذي يدعوا إلى قتل ومحاربة وطرد الأمريكان من ارض العراق وفي نفس الوقت يسمي الرئيس الأمريكي بالحر، سبحانه الله اوباما في العراق كافر محتل وفي تونس حر ويقول أيضا بان المفكرون العرب والعجم والغربيين كتبوا عن الحالة التي كان  يعيش الشعب التونسي وهي الحرمان، والبطالة، والجوع، والكبت، والقهر، والإذلال، ومصادرة الحقوق، وسلب الحريات، وحجب المعلومة، ومحاولة عزله عن العالم، وفتح السجون والمعتقلات له، بل أصبحت الدولة كلها سجنا كبيرا ،اسأل هذا الداعية عن أحوال العراق أيام صدام حسين وماذا فعل بهم وابسط مثال له هو وجود مخيمات لعراقيين في الأراضي السعودية تسمى( رفحه) هل يعرف بهذا الأمر البسيط وإذا كان يعرف لماذا لم يتعاطف مع الشعب العراق و يسميهم بالإبطال والشجعان مثل ما يسمي التونسيين نحن أيضا انتفضنا ضد الطاغية صدام وقاومنا حكمه الظالم وقتلنا في الشوارع ولم نهاب الرصاص والاعتقال ولم يكتب أو يمدح واضعف الإيمان الصمت وعدم الثرثرة وتحريف كلام الله بالفتاوى المزيفة التي بررت قتلنا .
 أما الداعية ورجل الدين المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي فقال \" أيها الشباب حافظوا على حياتكم فأن حياتكم نعمة من الله يجب أن تشكر ولا تحرقوا أنفسكم فأن الذي يجب أن يحرق إنما هم الطغاة الظالمون فاصبروا وصابرو ورابطوا فإن مع اليوم غدا وإن غدا لناظره قريب\".وتابع \"لدينا من وسائل المقاومة للظلم والطغيان ما يغنينا عن قتل أنفسنا أو إحراق أجسادنا وفى الحلال أبدا ما يغنى عن الحرام.\" القرضاوي يدعوا الشباب بالمحافظة على حياتهم وعدم حرقها لأنها نعمة من الله و ينصحهم بالسفر للعراق وتفجير أنفسهم على المدنيين وفي هذه الحال حياتهم غير مهمة وليست نعمة من الله ، يا  سبحانه الله نفاق ديني وأخلاقي مرة الحياة نعمة ومرة الحياة عبوة ناسفة وكذلك يقول لهم بان قتل النفس حرام في تونس والعلم العربي وهناك  وسائل لمقاومة الظلم والطغيان وفي نفس الوقت قتل النفس وتفجيرها حلال وسط عامة الناس الذين لا ذنب لهم سوى هم عراقيين ، ولنفرض بان الأمريكان ظلمة وطغاة فلماذا لم يدعوا الشباب العرابي والإسلامي للصبر وتحيرم قتل النفس لكنه منافق أفتى بقتل الشرطة العراقية قبل هذا .  ويضيف \" اننى أتضرع إلى الله تعالى وأبتهل إليه أن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له ويتجاوز عن فعلته التي خالف فيها الشرع الذي ينهى عن قتل النفس كما قال تعالى /ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما \" الله اكبر من هذا الدجال فهو يقول بان قتل النفس مخالف للشرع ويستشهد بكلام الله سبحانه وتعالى ،ففي قضية تونس وباقي الدول العربية قتل النفس مخالف للشرع وتفجير النفس في العراق مذكور في شرعه ويدعي بأنه كلام الله . وذلك يدعو الأنظمة العربية بإيجاد حل للازمة التي تسببت بحرق هؤلاء الشباب أنفسهم وفي حالة العراق يدعو إلى تغير نظام الحكم لأنهم عملاء لأمريكا ونسي بان الدولة التي يعيش هو فيها تمتلك مقر القيادة الأمريكية للشرق الأوسط ، أي يرجل دين هذا .
 
وألان لنأخذ مثل لرجل سياسة عربي وموقفه من التغير في العراق وتونس وهو الأمير وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ، لقد كان دور السعودية العربية من التغير في العراق وإسقاط صدام موقفا سلبياً ابتدأ من منع القوات الأمريكية باستعمال أراضيها لشجن الهجوم على العراق إلى دعوة الدول العربية لمقاطعة العراق والوقف ضد العملية السياسية  الجديدة ، فقد مارست السعودية جميع أساليبها التي تمتلكها بالضغط على الدول إما المال أو التهديد ، فكان رجل تلك المرحلة والمكوك السعودي الذي جال وصال وأرشى ونقل صورة بشعة عن رجال السياسة العراقيين الجدد إلى العالم العربي والغربي ولم يكتفي من هذا بل تطور الأمر إلى دعم رجال البعث الهاربين بالمال وغيرها من الأمور التي لو ذكرت لأخذت مجلدات من صفحات الورد ونكتفي بهذا لننتقل إلى رده فعل السعودية العربية  للتغير في تونس على لسان أميرها ووزيرها فقد أعلن السيد الوزير بان السيد زين العابدين بن علي ضيف على السعودية حسب التقاليد والأعراف العربية ولا يمكن طرده أو تسليمه إلى الحكومة التونسية بشرط واحد عدم ممارسة الأخير أي نشاط سياسي ضد أو مع تونس الجديدة ونص الكلام هو \"  انه لا يمكن لاستضافة بن علي أن \"تؤدي إلى أي نوع من العمل من أرض المملكة في تونس. بالتالي هناك شروط لبقاء المستجير، وهناك ضوابط لهذا الشيء \" . ويضيف الأمير السعودي بأنهم مع الشعب التونسي ويدعمون التغير الذي حصل هناك وإنهم قلبا وقالبا مع التونسيين ويتمنون أن تكون تونس الجديدة أفضل ومزدهر وان تنعم بالسلام الأمني والاقتصادي .لماذا لم يصرح الأمير السعودي ويتمنى للشعب العراق كما تمنى قبل قليل ، ولماذا أم يمنع سوريا أو يدعوها لوقف نشاط حزب البعث الإجرامي بقتل العراقيين بغير ذنب ، ولماذا لم يخاطب ويناشد الأردن بطرد رغد هذه المجرمة أو وقف ما ترسل من أموال وانتحاريين وتحريض و تجميد عملها الإرهابي ، أيقل السبب هو إن العراق بلد الكفر والعجم  ومن هم الكفار و العجم ومن هؤلاء حتى نقف معه للقضاء عليهم وان تونس وغيرها بلاد الإسلام والعروبة؟ . سؤال الجميع يعرف الإجابة عليه!!!! ولكن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبً ينقلبون . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2786
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28