حقيقة كالخيال , وخيال كالحقيقة, باب يفضي الى عالم رحب لايضيق بزائريه , حر لايخضع لرقابة نظام ولا لسياسة دولة , يجوبه مرتاديه من اقصى العالم الى اقصاه بضغطة زر واحدة لايتكلف بذلك ادنى عناء , فيظفر فيه بحاجاته ويجد فيه مالم يقع في حسبانه . كل شي تجده فيه واي شي تحتاج اليه . ومهما فتنت مزاياه وجذبت فهو في ذاته لايعدو مجرد وسيلة كسائر الوسائل . يطوع احياناً للخير , ويستخدم احياناً للشر . واياً مابلغت محاذيره المرتقبة من الخطورة فله قدر هذا الخطر من المنافع والمحاسن فاثره كبير في الخير و في الشر .

والاسلام اليوم قد اختط له طريقاً وسطاً بين افراط المتفائلين بهذا الانفتاح ومغالاة المتشائمين في تمنعهم . اخذ من ذلك بعض تفاؤله ومن هذا بعض حذره فتبوأ من هذا العالم الجديد موقفاً ليصل ليصل ابناء الامة بعلمائها ومفكريها وذوي الخبرات  في شتى العلوم .

فنحن كمسلمين يجب علينا ان نتخذ هذا المنهج في التعامل مع هذه الوسيلة فهو كما قلنا بحر للشر وبحر للخير. وكثيرةً هي الوسائل التي نستطيع من خلالها استغلاله لنشر الخير والعمل على ارشاد الناس الى هذا الطريق .

وكذلك توجيه وخاصة الشباب في التعامل مع هذا العالم الجديد (الانترنت) وتحفيزهم لتوظيفه خير ما توظيف فهو سلاح ذو حدين فالاسلام ارشدنا الى كيفية الاستفادة من الوقت وعدم اضاعته فيما لاخير فيه.

وقد كان من اوائل ما انزل من القران قوله تعالى (فاذا فرغت فانصب . والى ربك فارغب) ومعلوم ان من وظائف هذه الوسيلة وفوائدها توفير الوقت وعدم اضاعته فيما لاخير فيه .