• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : احمد القبانجي هل يستحق أن نطالب بإطلاق سراحه؟ .
                          • الكاتب : جعفر مهدي الشبيبي .

احمد القبانجي هل يستحق أن نطالب بإطلاق سراحه؟

 

عراقي الأصل غادر العراق في عامه العشرون، خرج عراقيا مسلما من أسرة دينية تقليدية ، غادر صديقا لحفيد الخميني وعاش في كنف جمهورية الجد الأكبر و انبرى في وظائفها حيث كان مسئولا عن العراقيين فيها و ما أكثرهم ..

تحمس للثورة و اعتبر الخميني هو الإسلام فان ضل الخميني لا مانع من ضلال الإسلام برمته ، كما قال لحفيد الخميني في لحظة ذهول عزل (أبو الحسن بني صدر) عن رئاسة الدولة المنتخبة.

تطوع في الباسيج و هي قوات التعبئة الإيرانية كما أنها خليط من الأفغان و العراقيين و الإيرانيين اشتركت بالإيمان بفكرة تحرير العراق من صدام و تصدير الثورة إلى العراق فحملت السلاح ضد العراقيين في الخندق المقابل و استبسلت في مدينة الدم المحمرة في سنة 1980 و جرح القبانجي ليذهب في فترة نقاهة ليست ببعيدة جدا..

حيث عاد إلى تنظيم نفسه في اهوار، العراق المرتبطة مائيا في إيران فاستغلها مع الباسيج العراقيين في الهجوم على القوات العراقية و كانت اغلب ضرباتهم من الخلف و في صفوف الجيش الذي ذهب أما أن يقاتل أو أن يتم إعدامه و يتهم بالخيانة العظمى ، و ما أكثر المجازر التي ارتكبتها فرق الإعدامات و فرق الباسيج في حرب لايعلم أهدافها و لا غاياتها ؟

أعيد تنظيمه في معارك الفاو و انتدب للاتصال بالأسرى و هنا جرح مرة أخرى وفقد يده اليمنى،ليترك القتال نهائيا و يبقى في فرق الدعم الديني و التحفيزي مع إخوة القيادي في المجلس الأعلى صدر الدين القبانجي.

بعد نهاية حرب ألثمان سنوات انطلقت قوى الثورة و بانت إلى النور تناقضاتها التي حجبت طيلة فترة الحرب و تولدت من هذه الانطلاقة قراءات متعددة في الفهم ،التفسير ،الدستور، صلاحيات الإفراد ،الحريات ،صلاحيات الحكومة ، تبني الفهم الديني المواكب لمرحلة ما بعد شعارات الحرب ، التحشيد و لملئ منطقة الفراغ التي أوجدها غياب الخميني عن الثورة القائدة.

و بان انقسام كبير بين المجتمع و المثقفين وأساتذة الجامعات ، القادة الدينيين للدولة المسمون المحافظون و في ذروة هذا الاحتدام و اختلاطه بحوادث القتل للكثير من المثقفين و قادة الإصلاح وكان لموقف القبانجي منه مواكبة التغيير في الطرف المقابل الذي انتفض انتفاضة صامته غير معلنه على الاستبداد الحكومي و تبني الرؤية ، القراءة الفردية ، شطب القوى المقابلة بحجة تواطئها على المصلحة العليا و من يحددها من قيادات تشخيص مصلحة النظام و يقول (الحكومة الدينية ليست هي الحكومة المثالية كما كان قادة الإسلام السياسي يتصورون و أنها تحقق جنة الأرض و تحول الناس إلى ملائكة بحيث لا تعود بحاجة إلى شرطة . هذا تصور يوتيوبي بل هي مثل مثيلاتها من الحكومات الأخرى بكل ما تنطوي عليه النقائض و مظاهر ضعف و فساد).

و ليس انطوائها على فساد و فقط بل أنها لا روح لها و لا أهداف و فاشلة في إدارة نفسها و في سياسة شعبها (ما زلت مع روح الثورة وحلمها لكن الثورة فشلت في تحقيق الحلم و هي تقدم ألان إسلاما فارغ المحتوى ).

كانت افكارة منتفضة على الثورة التي واكب نهضتها ، و قاتل من اجلها ، و جعل روحه في سبيلها لكنها هزته من الداخل و زلزلت معتقداته و أيمانه فانكفأ عليها بالمثالب تلو المثالب و لم ينتهي عندها فقط بل تعداها الى المجتمع فوصف إسلامه  بأنه نتيجة الثار لهدم إمبراطوريتهم الفارسية العريقة على يد رجال البادية العرب في زمن عمر و إن إسلامهم جاء نتيجة روح الثائر من عمر و التشيع لعلي!

و غار عميقا و انكفأ بعد ذلك على التشيع و أئمته و علمائه فوصف أئمته بالمنقطعين العلم وغير المقدسين و أنهم لا علم لهم و لا دراية و مثلهم علمائهم الجامدين و المصطبغين بصبغة القدسية الزائفة !

و لم يكتفي بل ارتفع إلى مقام الرسالة و وصف النبي بالتكذيب و الكذب في نزول القران عليه و أنه أراد غاية مبررا و سيلة الكذب على الله و ادعاء نزول الوحي و كذب جبرائيل بالتلازم و أتي الدور على الله ليصفه كما يشتهي إيمانه الحديث و مذهبه الذي يدعي فيه النبوة و المذهبية الوجدانية ؟

كانت افكارة غائرة إلى الأرض من جهة و ترتفع إلى تقسيط المقدسات المتسلم على تقدسيها من جهة أخرى لم يكن دهريا ملحدا ، على وجه واضح بل متخبطا بين الزى الحوزوي الإسلامي ، و التعلق الديني بالأفكار الغريبة عن الدين من جانب و من جانب أخر  ليبراليا علمانيا مزدوج الفهم و التعاطي يجمع بين المتناقضات في بوتقة واحدة مثقوبة من القلب..

و الغريب في هذا التخبط من وجهة نظر سياسية أخرى إن عمار الحكيم القريب من افكارة ادعى في فترة بروز نجم القبانجي إلى تبنية فكرة الليبرالية الإسلامية و متبنيات الإسلام المدني الذي يدعوا إليه القبانجي و إحداث الفترة الأخيرة في العراق و سفر عمار الحكيم إلى إيران مع القبانجي الأكبر غيرت ألوجهه نحو الواقع الإسلامي المؤسساتي كما أنها ألقت بضلالها على اعتقال احمد القبانجي الذي يتنقل بصورة مستمرة بين بغداد وقم حيث مسكن عائلته!

و في الفترة الأخيرة وردت وتصدرت أكثر من دعوى من تيارات فكرية و حرية تدعوا إلى الاحتجاجات على اعتقال احمد القبانجي و لكني لا أراها مناسبة أصلا لمتبنيات هذا الرجل الفكرية

و أيضا لكون هذا الرجل المقاتل الفدائي من اجل الجمهورية الإسلامية ضد الحدود العراقية في محاولة تصدير الثورة في حرب استنزاف ثمان سنوات أفلست العراق و قتلت العديد من أبناءة بين ناريين فرق الإعدامات و نار تصدير الثورة الإيرانية

و أيضا إن هذا الرجل غادر العراق في عمر العشرين ربيعا ،و قضى ثلاثون سنه في إيران أي أكثر من مرة ونصف من عمرة الذي قضاة في العراق،  فهذا احتمال قوي جدا إلى انه يمتلك الجنسية الإيرانية الرسمية خاصة و انه كما أوضحنا و إضافة إلى انه صديق مقرب من حسين الخميني حفيد قائد الثورة الإسلامية و نحن نعلم إن اغلب الأسرى العراقيين الذين انظموا إلى الباسفيج حصلوا على الجنسية الإيرانية وتزوجوا من ايرانيات .

 كما إن تصريحات الجانب الإيراني تجاهه يعلمها جيدا خاصة ما قاله وكيل علي خامنائي في النجف محمد مهدي الآصفي، ممثل المرشد الايراني علي خامنئي في النجف، أصدر بيانا في وقت سابق، ذكر فيه، "سمعت طائفة من كلمات الضال المنحرف احمد (القبانجي) في تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله، وتكذيب القرآن، والاستهزاء بهما، وتكذيب الوحي وجبرئيل والاستهزاء بهما، ونفي نسبة القرآن الكريم الى الله تعالى، لا باللفظ ولا بالمعنى، بشكل قطعي، ونفي حجية القرآن والسنة النبوية".

 و هذه التصريحات قديمة قبل ذهاب احمد القبانجي إلى إيران وهذا يقوي لدينا فهما أننا مع قضية داخلية إيرانية بامتياز فكري و هوية و حياة و تاريخ و ايديوليجيا مثلت الوجه الأخر لانتكاس الجمهورية الإسلامية في تطبيق منهاجها الإسلامي و تضعنا إمام حالة مرضية مصدرة مثلت سفيرا لملايين الإمراض المشابهة في ارض فارس  ..

 

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=27829
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 02 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16