• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الغبار والظروف .
                          • الكاتب : عبد عون النصراوي .

الغبار والظروف

لاشك أن الجميع يعلم ما يمر به العراق من ظروف عصيبة ومنذ سنين وقد باتت أمر واقع مفروض على جميع أبناء شعبنا الصابر حقاً والذي تحمل الويلات والحروب والدمار والخراب والحصار وعقوبات جمة ما أنزل الله بها من سلطان سوى أننا بلد كثرت به الخيرات التي لم يستفد منها أهلها يوماً .

وفي كل مرة نكتب فيها نتطرق لموضوعة الكهرباء والبطاقة التموينية وغيرها من أساسيات الحياة للشعب العراقي التي أصبح الحديث عنها فاقداً لمدلولاته وأهميته بعد أن أستنفذ كل الرجاء والعتب مرة والشكوى مرة أخرى ، ومما زاد الأمور كارثة أخرى أن العراق يواجه موجة جفاف غير مسبوقة في تاريخه منذ خمس سنوات ولازالت ، كما أن مستويات نهري دجلة والفرات قد وصلت الى أدنى مستوياتها بسبب مشاريع السدود العملاقة في تركيا وسوريا ، والأخوة المسؤولين يتفرجون وهمهم الأوحد توزيع الكراسي وجني الأموال بشتى الطرق والوسائل ...

ولا ننسى دور الشعب الذي تعود الصمت والسكوت وأرتضى به وقد لا يلام في ذلك ولكن أن لم ندافع عن حقنا فمن الذي سيهمه أمرنا ..

أن العالم اليوم يهتم كثيراً ويعطي أهمية قصوى لنظافة البيئة ونوعيتها وفي كل بقاع الأرض لأنها مسؤولية أنسانية من أجل الحفاظ على الأنسان بالدرجة الأولى لأنه أساس الوجود ، مع الأسف فأن الأنسان العراقي أخر شيء يهتم له ، وكذلك الحفاظ على حياة الحيوان والزراعة وغيرها ..

والهم الجديد الذي يضاف الى الهموم العراقية هو الغبار الأحمر والعواصف والكثبان الترابية ومشكلة التصحر التي تهدد المنطقة والعراق بوجه الخصوص وهذا نتيجة تجفيف الأهوار في الثمانينيات من القرن الماضي الى الغبار المشع من اليورانيوم في حرب الخليج عام 1991 الى أحتلال العراق في 2003 وما جرى ويجري من تدمير للطبيعة العراقية .

أدعو المسؤولين والخيرين من أبناء هذا الوطن المعطاء الى العمل وبجدية لمعالجة ظاهرة التصحر وأيجاد أنسب الحلول وأنجعها مع الجانب التركي والسوري لحل أزمة المياه ، رفقاً بشعبنا العراقي الكريم الذي لا يرد أو يخيب سائله ، رفقاً بنا لأننا نتنفس الغبار بدل الهواء ، ولتتركوا أيها الأخوة المسؤولين لأجيالنا القادمة ذكرى حسنة من أنكم أصلحتم ما أفسد الآخرون وكنتم أمناء وأوفياء لعراق الخير والعطاء .

 

*مدير تحرير جريدة أنوار كربلاء




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=278
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 08 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18