• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الــوجوه الخفية للفســــاد الإداري .
                          • الكاتب : ا . د . عبد الرزاق العيسى .

الــوجوه الخفية للفســــاد الإداري

 عانى العراق ومايزال من مخلفات أبغض طاغوت شهده العصر , إذ جثم على انفاس شعبنا لعقود طويلة من الزمن قهراً وتخلفاً , ولعل ظاهرة الفساد الإداري من أسوأ آثار تلك المخلفات التي نخرت ومازالت تنخر بجسد البلد ومقدراته الاقتصادية والتنموية لاسيما في مرحلة ما بعد سقوط النظام البغيض التي اظهرت وجهه المقيت على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية من تحايل ونصب وسرقة ورشوية واختلاس وتلاعب في اموال الدولة , ولكن ثمة أشكال خفية للفساد اليوم لاتقل خطورة عما ذكرنا يمكن الإشارة إليها بالنقاط الآتية :
1. إن عدم التزام الموظف بعمله الرسمي وكثرة تغيبه هو إداري كما إن تعمد الحضور الصباحي المتأخر حتى الساعة التاسعة والخروج المبكر في الساعة الثانية عشر هو فساد آخر يؤدي الى إهمال الموظف لعمله والى الاستخفاف بالشعور بالمسؤولية فيه وكأنه يؤدي واجباً ثقيلاً فرضته عليه ظروف قاهرة .
2. وأن العبوس بوجه المراجعين وعدم استقبالهم بالشكل الحضاري اللائق والاساءة في متابعة معاملاتهم وتعمد تأخيرها فساد إداري مقيت ايضاً .
3. وبعضهم يعمل في اكثر من دائرة ويتقاضى اكثر مما يستحق .
4. الهروب من المسؤولية بالتماهي في اداء الواجب والتخاذل والازدواجية في اتخاذ القرارات وعدم محاسبة المقصر .
5. مجاملة المسؤول وتزيين اخطائه وإطرائه بما لايستحق تزلفاً وتملقاً من ابشع وجوه الفساد واخطرهـا .
6. الكيل بمكيالين في التعامل مع الادنى في السلم الوظيفي .
وعلى صعيد الممارسات السلبية في اروقة المؤسسات الاكاديمية والتي تعتبر ضمن انواع الفساد والتي يمكن تخليصها بما يلي :-
1. قبول بعض الطلبة للدراسات الاولية او العليا استثناء من الضوابط التي التي يقبل فيها اقرانهم .
2. عدم استغلال الوقت المحدد للمحاضرة بالحديث عن المادة العلمية.
3. التمييز بين الطلبة لاسباب عديدة كعامل القربى أو العامل الطبقي أو العرقي بعدم التعامل معهم كابناء تارة وبعدم تقييمهم تقييماً موضوعياً تارة ثانية .
4. عدم مواكبة التدريسي للتطورات العلمية العالمية في مجال تخصصه بما يخدم البحث العلمي وطرح المعلومة على طلبته علماً أن منح مخصصات التفرغ الجامعي للتدريسيين في الجامعات لقاء متابعاته العلمية خارج اوقات الدوام الرسمي .
5. سرقة البحوث او الافكار العلمية جزئياً او كلياً . اضافة اسم كباحث للبحوث الجاهزة للنشر من دون مشاركته الفعلية في البحث .
6. الاستجابة للضغوط للتأثير على عملية تقييم الطلبة من قبل التدريسي أو الضغط على الطلبة عند تقييم اساتذتهم .
7. قمع الحريات الاكاديمية واستقلالية الجامعة والتدخل في التعينات أو البعثات لغير المستحقين وغير المؤهلين ووضع الشخص غير المناسب في المكان الذي لايستحقه.
وثمة المزيد من الظواهر السلبية التي يصعب حصرها باتت تستفحل في دوائرنا واصبحت بعد غياب السلطة والضمير والمسؤولية والوعي الاجتماعي كأنه امر مستساغ يعده بعضهم من باب الشطارة والفهلوة وفرصة للنهب . ولاريب في أن شيوع هذه الظواهر عكست صورة مأساوية ومشوهة للعراق لايليق بطبيعة التغيير المأمول لمستقبل افضل يتطلع إليه المجتمع . ومسؤولية التغيير تقع على عاتق كل فرد ولاسيما المثقفون منهم .
ومما يثير الغرابة أن بنية المجتمع العراقي المبنية على القيم الدينية والعقلية وحب الفضيلة تحارب نظرياً جميع اشكال الرذيلة واصناف الفساد الاداري وغير الاداري ولكن مايؤسف له أن المجتمع المتمثل بقياداته تخفق في التطبيق إخفاقاً مريعاً يدخلها في باب النفاق , وهنا اسجل خطوة في الاتجاه الصحيح في استثمار جموع الناس في زيارة الاربعين للإمام الحسين ( عليه السلام ) بأداء قسم العهد بعدم الاتشاء في إشارة لمحاربة الفساد , ونحتاج مثل ذلك استراتيجيات تقضي على هذه الآفة . لذلك ينبغي تنشئة الفرد تنشئة تخرجه من مستنقع الظواهر السلبية التي لاتحقق سوى التخلف والدمار ومن هنا نناشد بناة اللبنات الاساسية في بنيان الدولة من الاسرة التعليمية من المعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعة أن يكونوا سباقين في محاربة هذه الظاهرة الشاذة , لان بناء الوطن ينبع من حبنا له وحبنا له ينبع من النية الصادقة في العمل وإنكار الذات وإلاء مصلحة البلد على المصلحة الفردية الضيقة , ولا شك في أن علاج هذه الظاهرة السلبية من الداخل اجدى وانفع من إتيانها من خارجها لاسيما أذ جاءت على ايدي المهرة المخلصين الغيورين فهم الاعلم بخبايا الامور وخفاياها وقديماً قيل : أهل البيت ادرى بالذي فيه.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=27151
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 02 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29