• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ثوبُـها أبيضُ ... وقلبُها .
                          • الكاتب : عماد يونس فغالي .

ثوبُـها أبيضُ ... وقلبُها

في غمرة المرض المنتشر،
تنقّلٌ بين ألم ٍ متربّص ورجاءٍ ضائع،
حالة معاناة متبادَلة.

إنسانٌ ضعيف، مفتقِدٌ عافية،
ينظر إلى الآخر من صحّةٍ غائبة.
عقله في ألَمه وقلبه في همّه.
من حوله أهلون لا حولَ لهم،
يدورون حائرين سائلين،
وجلّ مُناهم جواب ممّن يبحث عن جواب.

في صورةٍ قاتمة، نورها رماديّ،
تطلّ بيضاء، ثغرها بسّام.
صوتها عذبه أحلام.
في يدها جرعة شفاء، خير دواء.
تُجيب نعم، أملٌ موجود حيث مفقود.
تحسّن ملحوظ حيث غير منظور.
دفق حنان، رفق العلاج.

رقيقُ قربها تقدمة انفراج. طويلُ بالها مدّ سلام.
رَدّ عليها عنفٌ وصدّ من مصدرٍ واهٍ، أشلاء إنسان.
وعيٌ هادئٌ صابر،
في وجهه هذيانٌ، لاوعيُه آخٌ وآه،
تخطّت الصوت إلى غضبٍ وصراخ،
تتلقّاه بصبر ٍعجيب، لكنّه أليم.
تفهم وتتفهّم، تتألّم وتحتمل،
وبشاشة قلبها على شفتيها.
مصطنَـعة؟ لا.
لكنّها مجرّحة بعذاب الطريح أمامها،
مشبَعٌ بما لا يريد، يقوم بما لا يشتهي.

يراها وجهًا حبيبًا، لكنّه عاجز إلاّ عن إيذائها.
وهي تدرك حالته،
وأحيانًا لا تستطيع إلاّ الانزعاج.
منه نعم، ولكن، له أكثر.

في قرارته امتنان،
وظاهره انتهاك للطافتها وتفانيها.
لكنْ لها في النهاية الغلبة.
عندما تضمحلّ الآلام ويضعف المرض،
يقوم المريض يقوى، يعي واقعه الذليل.
وقوّة موقفها فعاليّة دورها.
ومن فمه، بل من عينيه وقلبه،
عاطفة تجيش، وشكرٌ لا يفي. 
                                                             

                                            
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=27049
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 02 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18