• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الناصح ليس عدوا أما مع المالكي او مع الشيطان .
                          • الكاتب : القاضي منير حداد .

الناصح ليس عدوا أما مع المالكي او مع الشيطان

حين لا اكون معك، فهذا لا يعني انني ضدك، وعندما انصحك، مؤاخذا، لا يعني انني احملك مسؤولية ما يحدث، لكنني اجد فيك منفذا انسانيا، وعقلا واعيا للعتب فأعاتبك؛ لأنك (تسوة العتب).

التظاهرات السلمية في الرمادي والموصل وديالى وسامراء، تحاول الاعتصام بموقفها، احتجاجا على تردي الخدمات وتفشي الرشوة  في الدوائر وسوء المعاملة والاعتقالات الكيفية من دون اوامر قضائية.

 في حين يحاول نهازو الفرص، جرجرة التظاهرات الى اغراض مبيتة مع جهات خارجية، لا تعنى بالمتظاهرين ذاتهم، بل لا يعني العراق كله، بالنسبة لها، سوى فقرة في اجندة مكتظة باهداف.. تنفذها.

ما يجعل العتب من شطرين، اولا على الحكومة التي تركت الأمور تتفاقم من دون وضع حد لشكوى الناس، والثاني على المتظاهرين الذين لم يبالوا بمندسين وسطهم، التفوا بمجريات التظاهرة من المطالبة بتصحيح الاخطاء الى نسف الدولة، يحملون التظاهرة اكبر من محمولها بالدعوة لاسقاط الحكومة، وفتح البلد ساحة يمرح فيها الارهابيون والبعثية.

الجميل في عقلاء التظاهرات انهم يتقبلون النصيحة ويأخذون بها؛ فبدأوا يحاصرون الطروحات المشكوك بولائها للعراق، كي تظل الاعتصامات بيضاء ناصعة لا يشوبها دم، متطامنين مع الجنوب، في نبذ الاهواء الطائفية، يوسعون الشكوى، لتشمل المطالبة بالخدمات للجنوب ايضا.

لكن المشكلة مع من يظنون انفسهم ملكيين اكثر من الملك، ولا يعلمون انهم بفعلهم هذا يضرون اكثر مما ينفعون.

فثمة مجموعة تحيط بالرأس التنفيذي للدولة، تظهر الناصح المخلص للعراق من خلال اداء النصيحة الواجبة لمن هو في جوهر المسؤولية التنفيذية، بمظهر المعادي.

حرج شديد في تلقي النصيحة، عندما نكتبها على صفحات الجرائد او المواقع الالكترونية، من قبل المحسوبين على الحكومة، اذ يضعون المحاور على حد النصل، اما مع رئيس الوزراء نوري المالكي او مع الشيطان، على اساس من ليس معي فهو ضدي؛ ما يضطرنا لشرح بديهيات، مفادها ان النصيحة مثل غرزة (نيدل) الحقنة الطبية، يؤلم الا انه يشفي من سقم شديد، قد يودي بحياة المريض الذي لا يصبر على نغزة الابرة.

الرجل.. رئيس الوزراء اقر بوجود مؤاخذات تستحق العقاب، اذن لماذا لا يواجه هؤلاء الذين تأخذهم العزة بالاثم، حقيقة المشكلة، ويسعون لايجاد حلول لها، واول الحلول هو اجتثاث المفسدين بنفس طريقة اجتثاث البعث، واشد صرامة.

فالبعثي عدو مبين، لكن الادهى من يستغل انتماءه للعملية السياسية، وقرابته من رؤوسها؛ في تمرير دناءته الموتورة، شهوة للمال وتنكيلا ساديا بالاخرين والزامهم بقناعات همجية.. غير حضارية.

هؤلاء المقربون اشد عداوة من المناوئين للعملية السياسية، اقصاؤهم من حياة المالكي اسلم له؛ كمثل حرامي البيت لا راد لسطوته النافذة من داخل جدران يفترض بها ان تقي من الحرامية.

صرح المالكي في اكثر من مناسبة، بوجود مؤاخذات في عمل الاجهزة الامنية، ودعاوى كيدية واعتقالات من دون غطاء قضائي معظمها لابتزاز الاموال.

وعلى رجاله، من كان مخلصا منهم، وان شاء الله كلهم مخلصون، ان يسعوا لتحويل ما يشخصه رئيس الوزراء، الى برنامج عمل، يبلورونه في قوانين نافذة، يقاتلون من اجلها داخل مجلس النواب، بدل التشكيك بصدق ولاء الناصحين.

كل ما سبق ان حذرت منه انا وحذر منه سواي، وقعت به الحكومة، وما زالت تغلق حواسها عن تفهم معاناة الناس عقب عشر سنوات من غياب الخدمات وافتعال الازمات المتبادل بين اطراف حكومية، تعيش نعيما في المنطقة الخضراء، وتصدر خلافاتها لشعب يغرق تحت امواج اية قطرتي مطر ينثهما الغمام دعابة فوق شتائنا الباسط ذراعيه في الوصيد.

لسنا اعداءً للمالكي عندما نصحناه بالالتفات للشعب، انما تنبأنا بما آلت اليه الحال؛ استقراءً للنتائج من جوهر الحقيقة المتكورة في عب الواقع؛ فالمقدمات تؤدي الى النتائج، وحين نشخص الخلل ناصحين، يحاول النفعيون اظهارنا بمظهر الشتامين، في وقت بلغ فيه انفلات الواقع، حدا، صار معه التقويم فضيحة والسكوت يسفر عن كارثة يحار بلمها رئيس الوزراء.

هم ذاتهم، من يؤلبون رئيس الوزراء ضد اي شخص يبصره بحقائق الواقع، هم اول من سيتخلون عنه، اذا وقعت الواقعة؛ لأن ارتباطهم نفعي وليس اصيلا مؤمنا بالعراق وشخص الرئيس المنتخب بارادة شعبية.

انهم يتصرفون كما لو ان ثأراً بينهم والناس يجب ان يقتصوه، ومن يقول بوجوب انصاف الشعب من خلال تأمين حقوقه، يصورونه لصاحب القرار، معاديا.

يحصرونه بين قوسي (انصر اخاك ظالما مظلوما) او عاده انتماء للطرف الآخر، يحجبون اية فرصة لمساحة تحرك مرنة تشخص الاخطاء وتصححها سلميا بلا حروب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26953
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20