• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الايقاع اللوني في لوحات الفنان حسين الهلالي .
                          • الكاتب : امجد نجم الزيدي .

الايقاع اللوني في لوحات الفنان حسين الهلالي

ان الالوان محمولات رمزية تضمر فعلاً زمنياً داخلها، إن تواشجت وترابطت مع فعل دال أو تشكيل ايقوني، أو حتى أشارة تجريدية تقودنا الى الربط مابين دلالة تلك الاشارة واللون، يخرج عن صيغته المحاكية لماهو موجود في الطبيعة، ويتشكل بمبنى علامي، ينقسم الى قسمين الاول: هو دلالة اللون بما تختزنه تلك الدلالة من ذاكرة، كما في بعض التعريفات أو القياسات الشعبية، أو ارتباطات خاصة بالذاكرة الجمعية أو بالذات الانسانية الفردية، أما القسم الثاني فهو البنية الايحائية التي تعطي للون القدرة على تبديل بنيته الاشارية والعلامية، وزجها في مبنى تأويلي يحقق الفرادة الابداعية للفنان، في بناء تلك الاشكال اللونية بكل تشكيلاتها الدلالية ، فاللون يعطي ربما ايحاءا زمنيا يحرك تلك الاشكال اللازمنية مع ما يحققه الايقاع داخل اللوحة، فالايقاع بأبسط تعاريفه هو التكرار،فتكرار الكتل اللونية بمستويات معينة يخلق فعلا زمنيا حركيا، يتواشج مع حركية الخطوط التي تحدد المبنى الصوري للوحة.

وقد نستعين بهذه الرؤية لقراءة المنجز الفني للفنان الرائد حسين الهلالي في مختلف مراحل حياته الابداعية، ففي لوحة تحمل عنوان (درب الحطابات) نلاحظ ذلك التواتر مابين خطوط اللوحة التي تظهر حركة الحطابات والايقاع اللوني المتوزع مابين الاخضر والاصفر والبني، وهذا التواتر يظهر حالتين لكلا الفضائين، فضاء الخط وفضاء اللون الذي سحب الفعل الحركي من الخط، الذي يجسد حركة الحطابات الى ايحائية اللون وتوزعه في كتل متدرجة، تظهر زمنية الفعل المضمر في ذلك التكرار وتوزعه بأيقاعية لونية، تعطي اللوحة بنيتها الحركية، وايقاع الزمن المترتب عنه.

ولو نظرنا ايضا في لوحة (ربيع) للاحظنا على الفور تكرار نفس الالوان ولكن بتركيز مختلف، وايضا السكونية التي توحيها التشكيلات الخطية، بيد ان مايعطيها الحركية هو الايقاع اللوني المتوزع مابين الاخضر وهو لون الطبيعة واللون الاصفر الذي يمثل الضياء، اذ ان العلامة المتكونة من خلالهما وحالة الالتقاء والتجاذب بينهما ولدت حالة دينامية، جعلت اللوحة تدور في فلك الايحاء الذي ولده هذين اللونين والعنوان الذي وضعه الفنان للوحة، وكذلك لوحة (المظاهرة) والتي ترينا الاستخدام الاخر لنفس الالوان بأختلاف تركيزهما، اذ ان اللون الاصفر المتداخل مع البني هو الذي يمتلك الحيز الاكبر مع اللون الاحمر والاخضر، وبالايقاعية اللونية هذه وبتعاضدها بالكتل الخطية يولد ايحائية اللوحة وحركيتها.

وتختلف في باقي اللوحات ايقاعية اللون كاللون الازرق في لوحة (اسطورة احفيظ)، وايضا مجموعة الالوان التي تظهر منطقة اشتغال الفنان، وايحائية موضوعته كما في لوحة(التفتيش عن الغائب)، وايضا في باقي اللوحات كلوحة (ثمن لحرية- النذور – على فراش المرض... أو غيرها).

ان تجربة الفنان حسين الهلالي غنية بالارث الشعبي والتاريخي، لذلك تظهر بنية اللون لديه وايقاعيته، مستمدة من هذا الارث حيث تميل اغلب لوحاته الى توصيف لوني قريب من البنية الشعبية الريفية الجنوبية وذاكرتها الجمعية وجذرورها السومرية التاريخية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26692
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19