مريم الزبيدي

رغم ان تاريخها يحمل في صفحاته الق الحضارة السومرية الممتد الى قرون تجافت  لكنها تتارج بين ماضي تعاجفت عليه السنين وحاضر كسيح يحبوا على صراط التخلف 

فبعد ان كانت تسقي براعم الشعر باشجان الفرات اليوم تناستها اقدار الحياة والقت بها الى معراج الضياع  ،

فتارة تنمو في اريكتها البطالة ،وتارة ينعم في خصبها الجهل ، حتى اصبحت تحدوا برياضها اناغيم الفقر ،

الناصرية التي لم تلتفت خلفها حين تصدت للغزاة ، لانها مدينة الحروف التي حملت في جيدها قداس القلم وفي وجدها ذي قار محراب الامم

فبعد ان كانت الاهوار محطة يتخالد اليها الناس وملاذا لتراغيد العيش فتستوطن في تراكيد اهوارها اصنافا لاتحصى من معاشر الاسماك

اليوم تدرنت جراحاتها وتشابك عندها الحلق فاستلبوا عذرية محياها واصبحت مهاجر للحيوانات المفترسة

فتلوذ بجحورها العارية افاعي قدتختلف في تبارز الاجساد ومعيار السمية لكنها تلتقي بفناء البشر ، فلها كما لغيرها من انساب وكنى

واتمنى ان لايتمدد زحفها لتخلع القابنا وعناويننا وتستبيح اجسادنا الخاوية

وما دفعنى الى هذه المقالة هو حالة الهلع التي تركتها الافعى في باحة المدينة التي لقبت بافعى سيد دخيل كناية بالمدينة التي حطت اليها الرحال او تكون قد نشأت فيها (مسقط الرأس) فالمدينة ووفقا لما عرضته بعضا من قنواتنا الفضائية تعيش حالة التشاد العصبي والهياج النفسي المصاحب للقلق من مهاجمة الافاعي للناس بغفلة التراخي   

وبعد ان تهادنت تلك الافعى مع المدينة لاجل قد لايطول فيه الشفق ،ظهرت على قوافي العكيكة انغام التماسيح التي قد لاتترك للانسان حيزا من الجسد يتعكز عليه

الناس حيارى بما ترادفت من اقدار وكان لسن حالها يقول الم يكتمل مشوار الف ليلة وليلة بروايات الارهاب وومضات الاحزمة الناسفة وحكايات السعلوة وتخاريف الطنطل لتغزوا افكارنا حكايات الافاعي وتقرع الطبول طلاسم التماسيح فينسج عنها قصص قد لاتكفي لتراتيبها مليون ليلة وليلة اوانها تتجاوزالمديات الغينيسية وشعائر عرافي الفال ،

اتمنى على الدولة ان تتشاحذ الهمم بمؤسساتها العامة للوقوف على اعتاب هذه المعاناة التي قد تغور اثارها في صلب الاستقرار المجتمعي

اوهل يعقل ان المجتمعات الانسانية تعيش بهجة الالفية الثالثة وما تحمله من وسائل غاية في الحداثة ونحن لانزال نتحابى بين الارنب والسلحفاة