• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته... .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته...

بسم الله الرحمن الرحيم
(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) المائدة/31.

سأل الصفاءُ يوما الجفاء
ما الذي جفاكَ ؟!

رد الجفاء و قال

قلوباً تجمدت الدماء في عروقها

عيونا جفت الدموع في جفونها

أفواها حُرمت من ذكر الله على ألسنتُها

هذا الذي جفاني

قال الجفاء و أنت يا صفاءُ

ما الذي صفاكَ؟

رد الصفاء و قال

قلوبا طهُرت فتعلق حبها بخالقها و ربها

عيوناً تعاهدت لا تنظر إلا إلى ما يرضى ربها

ألسناً أقسمت ألا تَفتُر عن ذكر ربها

هذا الذي صفاني

آية في كتاب ربى تدبرتها يوماً

بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ  فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ ) المائدة

فتعجبت و قلت في نفسي ، كأن الله عز و جل

أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته حتى و أن كانت غير عاقلة

لنأخذ منها العبر و العظات

و إذا بي انظر إلى غصن شجرة فرأيت عصفوراً

ضرب لي أروع المعاني في حياة سامية

قصدها و بحث عنها الأولون و الآخرون

العالميون و العابدون بحث عنها الكبير و الصغير

حياة تملؤها السكينة و الاطمئنان

و حُسن التوكل على الرحمن

ما هو إلا

عصفور على غصن الحياة !!

رأيته يوماً

غاية أمانيه

حفنة ريش تؤيه

و حبة قمح تُرضيه

و قطرة ماء ترويه

لا أدرى لما تعكر صفو حياتُنا !

أعجزنا أن نكون مثل هذا العصفور !!..

فلنقف قليلا و لندع ما مضى

و لتصفوا حياتنا

هي دعوة بل هو نداء ..... كلا إنه رجاء !

كصفاء السماء

بعيداً عن رهبة الغيوم و عبث السحاب

لتصفوا حياتُنا

كصفاء الهواء

على فطرته كما هو في البيداء

لتصفوا حياتُنا

كضي النجوم

في الليلة الظلماء الكلحاء
لتصفوا حياتُنا
كنقاء الزمان
بعيدا عن جرح السنين و غدر الأيام

فلتصفوا حياتُنا

هو أمل في حياه تملؤها السعادة

أركانُها
حب وعطف ، صدق و وفاء
مظلتُها

القناعة و الرضى

لنجعلها حياة سعيدة

أجالا قدرت لنا و أعماراً كُتبت علينا

سنحياها بساعاتها و أيامها و سنينها

و لنا حق الاختيار

أن نحيا في سعادة أو نحيا في غير ذلك

و لنغذى أرواحنا على وجبة الإيمان و التي
هي مكوناتها
حبتان من تقوى القلوب ،

حبتان من حسن التوكل على الله
و حبتان من مرقة التواضع
ثم نضف على كل ذلك ماء التوبة و الندم
فيا ليت قناعتي كقناعة هذا العصفور
عصفور على غصن الحياة !!
احسن الزرع
فكان خير الحصاد
زرع الرضى
فجنى السعادة و الصفاء
هي دعوة بل هو نداء ..... كلا إنه رجاء!!
فلتصفوا حياتُنا .. ولنعمل سوياً ونتحد أخوياً لنعمر الأرض والبلاد شفوياً وتحريراً لا نظرياً بل ولكن عملياً لنحي بها ونعمر ونجعل العلم مبدأ ولنصر الأيتام والأرامل سوياً والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
سيد صباح بهبهني
behbahani@t-online.de
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2626
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29