• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أطلب المستطاع تطاع ؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

أطلب المستطاع تطاع ؟!

لقد كفل الدستور العراقي حق قيام التظاهرات، لذلك ليس من حق الحكومة وأجهزتها الأمنية  الأعتراض ومنع أية تظاهرات  جماهيرية. وكلما كانت مطالب الجماهير المتظاهرة منطقية وتلامس الحقيقة والواقع كلما كان صداها أكبر ولاقت أذان صاغية من قبل الحكومة لسماعها وتلبية مطالبها  وكذلك لا قت أستحساناً  ومساندة ومعاضدة من قبل جميع شرائح المجتمع على أختلاف مشاربهم. أسوق هذه المقدمة للحديث عن التظاهرات التي شهدتها محافظات (الأنبار- صلاح الدين- ديالى-الموصل) والتي دخلت أسبوعها الثالث! وسط أجواء أمنية مخيفة وأحتقان سياسي لم تشهده الساحة السياسية في العراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن! وترقب مقلق مما ستوؤل أليه الأمور في العراق؟!. والسؤال هو: هل كانت المظاهرات نابعة من واقع ومعاناة الشعب العراقي ؟ وهل عبرت بشكل صادق وأمين عن آلام وأمال وتطلعات الشعب لكي تجد الدعم والمساندة من باقي محافظات العراق؟. قبل الأجابة على هذه الأسئلة، نقول أن التظاهرات التي خرجت بالأنباربداية وبهذا الحشد الرهيب والذي قطع الطريق الدولي بين العراق وسوريا وكأن هناك مخطط  مدروس لهذه التظاهرات؟! خرجت بعد أعتقال عدد من حماية وزير المالية (رافع العيساوي) بأوامر قضائية وعلى خلفية أتهامهم بالأرهاب، (العيساوي هو أحد قيادات القائمة العراقية التي تعيش صراعا حادا مع الحكومة  منذ تشكيلها في 2010 ولحد الآن! ؟.) أذاً يمكن القول: 1- المظاهرات جاءت كرد فعل شخصي وليس جماهيري! ولو لم يتم أعتقال حماية العيساوي لما كان لهذه الجماهير أن تخرج أبدا؟! فهي بالتالي لا تعبرألا عن نفسها!2- تم قيادة الجماهير من قبل المحافظ ومعه رئيس وأعضاء مجالس المحافظة وبمشاركة فعالة من بعض أعضاء البرلمان من القائمة العراقية!، ووصل الأمر بأن يشارك نائب رئيس الوزراء (المطلك) بالتظاهرات! وهو من أقطاب القائمة العرقية أيظا! ولو أنه( نه تعرض الى محاولة أعتداء من قبل المتظاهرين)!.3- دخل على خط الأزمة رئيس مجلس النواب(النجيفي) الذي هو الآخر يمثل أحد زعامات القائمة العراقية وأنكشف أنحيازه الواضح الى متظاهري الأنبار بشكل يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الأستفهام؟! مما زاد من هياج المتظاهرين وعدوا ذلك مكسبا لهم!5 –لقد نسي رئيس مجلس النواب منصبه السياسي بأعتباره ممثلا عن جميع شرائح المجتمع وأخذته حمية الجاهلية الأولى بأن ينصر أخاه ظالما كان أم مظلوما!بالوقت الذي كان يفترض به ان يكون صمام الأمان ويحاول نزع فتيل الأزمة بشتى الطرق ويلعب دور المهدأ في تقريب وجهات النظر وسماع مطالب الجماهير بحيادية بأعتباره ممثلا عن عموم الشعب العراقي بكل أطيافه  لا أن ينزلق الى الأ نحياز الواضح الذي أفقده الكثير من المصداقية!.6 –تركزت مطالب المتظاهرين على ألغاء قرارات تم أقرارها من  قبل مجلس النواب بدوراته السابقة !مثل قانون 4 أرهاب وقانون المسائلة والعدالة( أجتثاث البعث سابقا) المثير للجدل والذي أقره الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر! وكذلك مطالبتهم بأطلاق جميع المعتقلين بلا أستثناء!! وأيظا مطالبتهم بالموافقة على أقرار قانون العفو العام ! الذي لم يتم اقراره داخل قبة البرلمان حيث أعترض عليه نواب دولة القانون  لكونه يعني اطلاق سراح جميع القتلة والأرهابيين والمجرمين!! وكأن المتظاهرين  يقولون لذوي الضحايا أذهبوا حيث ما شئتم وأبكوا مدى الدهر على ضحاياكم!؟( ولنتصور ماذا سيحل بالعراق لو يتم تنفيذ تلك المطالب)؟.7 – الأغرب في أمر الجماهير المتظاهرة أنها رفعت صور الرئيس التركي (اردوغان)! ولا ندري ما دخل الرئيس التركي بالمظاهرات وبالشأن الداخلي العراقي ألا أن تكون هناك أشياء وأسرار وراء الأكمة!!؟8 –الأكثر غرابة في أمر المتظاهرين والذي فضحهم وكشف نواياهم وتوجهاتهم وأوقعهم في حرج كبيرأفقدهم صدقية ما يدعون! هو رفعهم لصور الرئيس السابق (صدام حسين) رافقتها هتافات وأهازيج وأغاني تتغنى بالبعث والرئيس المعدوم(صدام)!! مما أفقدها مساندة التيار الصدري ذو القاعدة الشعبية العريضة! الغريب أن كل ذلك حدث أمام مرأى ومسمع وبأيماءة واضحة من قادة التظاهرات!!.8 –الشيء الأخر الذي يؤسف عليه في أمرمظاهرات الأنبارهو أستقوائها بالخارج! حيث دعى (طارق الهاشمي) نائب رئيس الجمهورية السابق والمحكوم عليه من قبل القضاء العراقي بالأعدام لأتهامه بالأرهاب، دول الخليج وتحديدا السعودية وقطربدعم  متظاهري (الأنبار-صلاح الدين –الموصل – ديالى) ومساندتهم!! وكذلك قيام رافع العيساوي  بزيارة دولة قطر!!كما رافق تظاهرات الأنبار الظهور المقصود لنائب رئيس الجمهورية السابق (عزة الدوري)! وهو يلقي خطابا بمناسبة عيد تأسيس الجيش العراقي متوعدا الحكومة العراقية  بالقضاء عليها وعودة عقارب الساعة الى الوراء!!.فهل حدث كل ذلك عفويا؟ ألا ترون معي بأن كل ما حدث وسيحدث! مخطط له؟!

بعد كل هذا نقول: أن من الصعب لمثل هكذا مظاهرات مدفوعة بأجندات خارجية  كما كشفت هي عن نفسها وبعيدة عن نبض الشارع العراقي  أن تجد من يؤيدها ويناصرها من بقية شرائح المجتمع لكونها خرجت عن الأطار الشعبي العام. وكم كنت أن أتمنى أن تخرج مثل هذه المظاهرات لتطالب البرلمان بالموافقة على قانون البنى التحتية الذي لو تم أقراره فأنه بالأكيد سيعيد بناء العراق من جديد( قانون البنى التحتية تم رفضه من قبل القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري!) تحت حجج واهية وغير منطقية!!.

أخبرا نفول لكل اخواننا المتظاهرين في المحافظات المذكورة لسنا هنا بصدد الدفاع عن الحكومة فنحن غير راضين على أدائها وحتى رئيس الوزراء نفسه غير راضي عن اداء حكومته!،ولكن هذا لا يعني بأننا نشاطركم فيما ذهبتم أليه فمطالبكم بعيدة عن تطلعات الشعب وأمانيه وكنتم بعيدين عن نبض الشارع العراقي، فمطالبكم رفضتها جماهير المحافظات من وسط وحنوب العراق التي خرجت تندد بكل ما طلبتم لا لشيء بل لأنكم خرجتم عن الأجماع الشعبي لعموم العراق وأستقويتم بالأجنبي على بلدكم وشعبكم وأهلكم! وتريدون أن تؤدوا بالبلاد الى التهلكة؟!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26134
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19