• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ايها العراقيون درع الجزيرة قادم .
                          • الكاتب : علاء الخطيب .

ايها العراقيون درع الجزيرة قادم

كم كان حديثا مقرفاً ومثيرا للاشمئزاز والسخرية معا ذلك الذي تفوه به وزير الخارجية السعودي, الذي حذر فيه الحكومة العراقية من الاستمرار في نهجها الطائفي, وكأن مملكته العتيدة واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان , ونسي هذا المعتوه أن هناك تقارير دولية تندد بخروقات فاضحة لحقوق الانسان في السعودية  منها تقرير  منظمة العفو الدولية ( أمنستي )  لعام 2012 وعلى لسان فيليب لوث رئيس قسم الشرق الاوسط وافريقيا قال :إنه بدلاً من قمع الأعضاء القياديين في جمعية الحقوق المدنية والسياسية، يتعين على السلطات السعودية التحقيق في الأنباء المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان على أيدي الدولة، التي ما فتئت الجمعية وغيرها تقوم بتوثيقها.وهذه شهادة من مسؤول عالمي , والأكثر سخرية في تصريح الفيصل هو تألمه الشديد على العراق وإستقراره, وكأن الرجل لايعلم بحجم التدخل الذي تقوم به مملكته في الشأن العراقي,ولم يكونوا طرفاً في الصراع الداخلي حين وصفوا السيد نوري المالكي بالايراني والصفوي ورفضوا استقباله فقد نقل موقع ويكيليكس نقلا عن الامير مقرن رئيس المخابرات السعودية السابق وصفه للمالكي بأنه ايراني بنسبة مئة في المئة, فضلا عن إطلاق فتاوى تكفير الشيعة  من على منابرها وباصوات ما يسمى بعلمائها , وتسخير قنوات الفتنة والطائفية الممولة سعودياً لشتم الشيعة وتكفيرهم.

 أين كان قلب  سعود الفيصل  الذي يتألم على العراق وشعبه عندما رفضت دولته المشاركة في قمة بغداد, واين الفيصل من مئات الإرهابين من مواطنيه الذين دخلوا العراق وقاموا بعمليات قتل وتدمير العراق ولم يحاسبوا عند رجعوهم الى السعودية بل أستقبلوا إستقبال الأبطال, ثم اين قلب الفيصل من أؤلئك العراقيين الذين قطعت رؤسهم لمجرد أنهم عبروا الحدود ليتاجروا بالغنم  والغنم فقط, واين قلبه المتألم من العراقيين القابعين في سجونه وينتظرون قطع الرؤوس. أتمنى أن يكون صادقاً في ألمه ويقوم بأطلاق سراح الابرياء من العراقيين في معتقلاته البعيدون عن ذوييهم بدلاً ان يتألم على من يعيش في وطنه  وبين اهله.

  لكن الرجل مكسور خاطره على العراقيين  ومعذور و يريد التدخل بشرط أن يطُلب منه ذلك ولا أدري من سيطلب من السعودية التدخل كوسيط والعراقيون يتهمونها بتأجيج الوضع الداخلي, لكن ربما كان يقصد  التدخل على الطريقة البحرينية , لأن درع الجزيرة على أهبة الاستعداد لدخول العراق, هذا المعتوه ربما غرر به عن طريق ما نقلته الفضائيات من مظاهرات في بعض المناطق الغربية من العراق, فظن أن العراق على طريق ثوره على غرار ثورات الخريف العربي, ويستطيع ان يغذييها على غرار ما فعل في ليبيا وما يفعل الآن في سوريا, واعتقد أن العراق كله سيرحب بقدومه المبارك ويقولون له عجل علينا يابن سعود فأن لك في العراق جند مجندة وسيوف مشرعة,  فبعث برسالة لكنه أخطأ في كتابة العنوان الصحيح,وظن أن العراق كالبحرين يمكن أن يلتهمه بساعة ونصف.  ونسي ان الربيع العراقي تحت قبة البرلمان وليس في مكان آخر, فقد إختار العراق طريقه  نحو الديمقراطية وإن تعثر بعض الشئ لكنه سيصل في النهاية قبل الجميع, ولا يحتاج الى الفيصل ولا الى غيره من حكام الغلبة والاستبداد, والعراق ليس بحاجة الى آل سعود كي يعلموه أو يصلحوا ذات بينه, وهم بحاجة الى إصلاح جذري لحجم الفساد المستشري بين افراد الأسرة الحاكمة. ففاقد الشئ لا يعطيه كما يقولون ياسعود الفيصل.

 لقد كان فرح الفيصل عظيماً وهو يقول: أن المظاهرات في العراق ستطول مالم تتعامل الحكومة العراقية بغير الورقة الطائفية, يالها من وقاحة , فالمثل العربي يقول إذا كنت لا تستحي ففعل ما شئت وقل ما شئت. تناسى هذا المختبط أن هناك ملاين الشيعة في السعودية محرومون من حقوقهم المدنية وهم مواطنون من الدرجة العاشرة ولا يستمتعون بأي حق من حقوق المواطنة وأولها المناصب الحكومية والجيش والسفارات , والفيصل يعلم قبل غيره ان الشيعة في السعودية لا يدخلون الجيش لأانهم مطعونون بولائهم كمواطنين , ابعد كل هذا التمييز الطائفي , ياتي الفيصل ليحدثنا عن نبذ الطائفية , ألا تعتقدون أنها هزُلتْ وبان هزالها   وحتى أستامها كل مفلسِ , لقد توهم الفيصل حينما أعتقد أن بمقدور درع الجزيرة ان يقترب من العراق, وسيكون في وهمٍ أكبر إذا ما اعتقد أن العراقيون سيطلبون منه يوماً ما أن يكون وسيطاً بينهم, فهو لا يعلم حجم الكراهية التي يكنها العراقيون  للمستبدين جميعاً , فهم يعتقدون أن اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.  

 علاء الخطيب – لندن    




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=26110
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28