• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!! .
                          • الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي .

ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!!

هيهات !! ان يعود بنو اميّة من جديد ..ربما يقول كثير من الناس : ما علاقة بني اميّة بالذي يجري في دهاليز السياسة الراهنة ، فقد قبروا في بطون التاريخ والخوض في سيرتهم يعد نوعا من الحديث الطائفي ،  و اقول الى الذين عميت بصيرتهم قبل ان تعمى الابصار : ان بني أمّية لم يكونوا عتاة طغاة فقط بل كانوا محرّفين ومبدلين و اعادوا الناس الى جاهليتهم الاولى بكل ما تحمل الجاهلية من معنى ، وما تحويل نظام الحكم من شورى الى ملك عضوض إلا اهون فعل اقترفوه  في النظام السياسي ، لان الفعل الادهى و الاخطر و الاشد فتكا ، هو الانقلاب الفكري والثقافي الذي رافق حكمهم حيث  سرعان ما عادوا بالناس الى جاهليتهم الاولى بكل تفاصيلها  فغلبت وطغت على كل فضيلة اسلامية الى يومنا هذا .

كلنا يعرف ان الشعر يمثل ( ديوان العرب ) و اذا اردنا ان نعيد صياغة العبارة بمفهومنا المعاصر نقول : الشعر يمثل ( ثقافة العرب ) .لذلك  استغله بنو اميّة ووظفوه  ايديولوجيا الى اقصى غاية ممكنة ، ليخدم سياستهم النفعية الدنيوية . يقول المستشرق نيكلسون عن ذلك الفعل المؤثر : ( كان الشعر الجاهلي تعبيرا عن الحياة البدوية ، فكان المتوقع من الاوضاع و الافكار الجديدة التي جاء بها الاسلام ان تقوم بثورة عاجلة مماثلة ، في شعر القرن الذي يليه ، غير ان ذلك كان ابعد مما حصل ، فقد تعلق شعراء بني امية بحرص وقوة بالنماذج العظيمة للعصر البطولي ، بل انهم حصلوا على امتياز لمحاكاتهم البارعة للمعلقات ..).

ولو امعنا النظر جيدا في مقولة نيكلسون لتبيّن الخطر الحقيقي للفعل الاموي ، فالشعر الجاهلي كان  ( تعبيرا عن الحياة البدوية ) وسيكون معنى العودة به ان ترافقه عودة الى الحياة البدوية وثقافتها ، وهذا ما تحقق حقا. لقد اصبح الشعر منافسا حقيقيا للإسلام ، فبعدما كان  (المتوقع من الاوضاع و الافكار الجديدة التي جاء بها الاسلام ان تقوم بثورة عاجلة مماثلة ، في شعرن القرن الذي يليه ) قام الشعر بتغيير الاوضاع و الافكار التي جاء بها الاسلام .  

ربما يقلل كثير من الناس من خطورة هذا الفعل عندما يقارنوه بافعال بني اميّة السياسية والدينية الاخرى  لكن الواقع الراهن يثبت العكس تماما ، فالعودة بالثقافة الجاهلية هي التي يعاني منها المسلمون الى اليوم بعدما مزجت بتعاليم الاسلام فاصبحنا نعتقد بالأعراف  والعادات والقيم الجاهلية التي سوّقها بنو امية على انها الاسلام نفسه ، وكل الافعال القبيحة التي اقترفها بنو امية ترجع الى تلك الثقافة الوثنية الجاهلية التي احتضنها وهلل لها الأعراب.

اليوم تتحرك الثقافة الأعرابية التي بنى دعائمها  بنو امية في كل مفاصل حياتنا المعاصرة : السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ولست مغاليا اذا قلت : والدينية ايضا. وما الانقلاب الاخير على شرعية الدولة ومؤسساتها إلا خير دليل على فاعلية الفكر الاموي الاعرابي ، فقديما ساوموا عليا (ع ) برفعهم قميص عثمان ،  واليوم يقطعون الطرق وينادون بشعارات طائفية ، بدأت بالسب والشتم والتحريض العلني على العنف وانتهت بمطالب اسقاط الحكومة لانها توصف بـ (الشيعية ).

انها مظاهرات (منافقة)  ، كشفتها تصريحات العلواني الحماسية الطائفية غير المنضبطة  عندما تقمص دور   الأعرابي الهمجي المظلوم الذي يدافع عن حقه المغتصب ظانا ان الناس ( ستفزع معه ) وتناصره ظالما كان او مظلوما ، وبعدما واجهت دعوته استهجانا وتقبيحا ، تحولت نغمة الشعارات من اطلاق سراح حماية العيساوي  باتجاه اخر حيث مظلومية النساء المعتقلات وبعدما اطلق سراحهن ، تحولت الشعارات الى نواح اخرى ، لترتفع سقف المطالب الى اسقاط حكومة المالكي . ان هذا التذبذب بسقف المطالب يؤكد ان هذه المظاهرات (منافقة ) وتتبع النهج الاموي الأعرابي المنافق . و اذا كانت مطالبهم اليوم : ( اسقاط حكومة المالكي ) فيجب ان لا ننسى انهم انفسهم قد رفعوا شعارا سابقا هو  : ( اسقاط حكومة الجعفري ) ، وسيكون هناك شعار جاهز ومماثل لكل رئيس وزراء شيعي قادم ، ولا ادلَ على نفاق هذه المظاهرات إلا شعارها الاخير : الشعب يريد :  (اسقاط حكومة المالكي ) ، ولكن الشعار المضمر في الصدور هو  : بنو اميّة تريد ( اسقاط حكومة عبد الزهرة ).

 ولكي لا تلتبس الامور على بعض الناس ، أقول : الأعراب يمثلون  ثقافة لا تخص طائفة بذاتها لأنها ضربت بجذورها في اعماق المجتمع الاسلامي في كل مكان وزمان ، وبناء على ذلك فقد يجتمع الاعراب من السنة والشيعة تحت الراية الاموية  بسبب انتمائهم لتلك الثقافة.    

وهؤلاء هم الاعراب الذين وصفهم القران الكريم بآياته البيّنات : (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم ) و (الأعراب أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25969
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19