• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرأة هي أمانة الله تعالى في الأرض .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

المرأة هي أمانة الله تعالى في الأرض

بسم الله الرحمن الرحيم

(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ
بَصِير) المجادلة /1.

(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) الصافات /24 .

(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ
مُّتَقَابِلِينَ) الحجر/47.
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ) الرعد /23.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) الطور /21.
(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا) آل عمران /37 .
(إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا) النساء/35 .

عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، والإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع ومسؤول عن رعيته ) . قال : وحسبت أن قد قال : ( والرجل راع في مال أبيه ) .
رواه البخاري .

 


الإحساس بالمسؤولية، والنظر إلى المرأة بأنها أمانة الله تعالى في الأرض :
إذن، ما الحل؟..
لابد من أن نضع عنصراً جديداً، وهذا العنصر لا يتلاشى مع تقادم الأيام، ما هو ذلك العنصر؟.. هو هذا المبدأ الذي عبر عنه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
(كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته).. إذا نظرنا إلى الزوجة على أنها أمانة إلهية، وعلى أنها أسيرة بأيدينا، وعلى أن المرأة لا خيار لها بالزواج بعد الزواج الأول، فالرجل له خياراته، ولكن المرأة بحسب الشريعة لا خيار لها.. بعض الأوقات تضطر المرأة أن تعيش في زاوية محشورة، لا ترضى بأن تبقى متألمة بما هي فيه، من دون أن تفكر في حياة بديلة، فتتحول إلى عصفورة في القفص.. ومن هنا ينبغي أن نقدر هذه الحالة، بأن المرأة لا مفر لها من الحياة الزوجية..

وكم من القبيح أن يستغل الرجل هذا الجانب، عندما يرى أن زوجته مجبرة على العيش معه، وبالتالي تصبح هذه الحالة أداة ابتزاز بيد الرجل، لأنه يعلم بأن هذه المرأة لا خيار لها في الحياة!.. والحال بأن هذه الدنيا تنقضي، ويأتي ذلك اليوم الذي يخاطب رب العالمين عبده قائلاً: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) الصافات /24 .
  وفي آية أخرى صريحة يقول تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير ) المجادلة  في جوف الليل وخلف الأبواب المغلقة، حيث لا أهل ولا أرحام ولا عشيرة، والرجل يظن بأنه قد استفرد بزوجته، والحال بأن الله عز وجل يسمع التحاور، لا سمعاً مجرداً، بل سمعاً مراقِباً ومنتقِماً أو مثيباً.. ينتقم للمظلوم، ويجازي الذي يرفع الظلامة.. فإذن، إن هذه الآية : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) الصافات  من الآيات المخيفة في القرآن الكريم، ولو اعتقدنا بهذا المضمون اعتقاداً حقيقياً، لانقلب نمط الحياة في التعامل الزوجي.

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحسنكم أخلاقاً، وخيركم لأهله.. وأنا ألطفكم بأهلي)وقال أيضاً:
(أقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحسنكم أخلاقاً..):
نلاحظ هنا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يذكر عالم الأوراد، ولم يذكر الأدعية، ولم يذكر العبادات المجردة من تطبيق في ساحة الحياة، وإنما قال:
(أحسنكم أخلاقاً).. إن هناك معنى ساذجا خاطئا للخلق الحسن بين الناس، وهو أنهم يحصرون الخلق الحسن بالابتسامة، وبالمزاح الكثير، وبحالة التهريج.. ولكن الحقيقة أن المراد بحسن الخلق هنا، هو الحالة الجامعة، بمعنى أن يكون الإنسان مستقيماً في كل حركاته الباطنية.. حيث أن للإنسان حركات في الظاهر، وحركات في
الباطن: ميلاً، وحباً وبغضاً، وانجذاباً وابتعاداً؛ فكل هذه الحركات الباطنية لابد وأن تكون منسجمة مع رضا الخالق.

(وأنا ألطفكم بأهلي): من المعلوم بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتزوج من الطبقة العليا من المسلمات.. فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يتزوج قمة النساء المؤمنات في عصره، ومع ذلك نلاحظ بأن خلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع زوجاته على اختلاف مراتبهن، كان هو الخلق المثالي صبراً وتحملاً.. والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي كان يعيش في ساعات تحليقاً مع الله عزوجل، لا تحليقاً مجرداً، وإنما كان في معراج متكرر، ويرجع من عند رب العالمين ليعاشر الناس على اختلاف أمزجتهم كأعراب البادية، ويتحمل بعض التصرفات الصادرة من الصحابة ومن المقربين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).. لقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) يعيش حالة التأقلم مع كل هذه الحالات، رغم أنها ثقيلة على طبعه وعلى مزاجه.

فإذن، إن الذي يريد أن يضفي على حياته الزوجية عنصراً ثابتاً، لا يتغير مع مرور الزمان؛ فلينظر إلى زوجته على أنها أمانة الله بيده، ومخلوقة لله.. وليعلم بأن أشد المدافعين عن المرأة لا هو أبوها ولا أمها، إنما أشد المدافعين عن هذه المخلوقة هو ربها الذي خلقها وأحسن خلقها.. وخاصةً إذا كانت المرأة متفوقة إيمانياً، لها صلتها بربها، ولها حالاتها، ولها عبادتها.. فإن هذه الزوجة قد ينتصر لها الله عز وجل، كما هو دأبه في الانتصار للذين لا ناصر لهم إلا الله.

 


خلود الحياة الزوجية :
إن الذي يعيش مع طرف ما، أو مع صديق ما، وكانت فترة الارتباط فترة زمنية مؤقتة، فمن الطبيعي أن الانسجام يتناسب مع هذه الفترة الزمنية.. مثلاً: لو أن إنساناً يعيش مع زميل له في دائرة العمل، وهو يعلم أن هذه الزمالة أو هذه الرابطة محددة بسنوات؛ فإنه لا شعورياً وتلقائياً يرتب علاقاته بحسب السنوات التي يعاشر فيها الشخص.. ولهذا نحن في الطائرة أو في القطار - مثلاً - عندما نتعرف على إنسان بجانبنا، فإننا نعطي له من الاهتمام والأهمية والعطف، بمقدار ما تستحقه طبيعة المعاملة.

وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحياة الزوجية.. لو أن الإنسان في باله أن يعيش مع زوجته سنوات من الحياة الدنيا، فمن الطبيعي أن يتعامل معها عاطفياً بنسبة متناسبة طرداً وسلباً مع هذه الفترة.. ومن هنا فالماديون - الذين يقولون: لا يهلكنا إلا الدهر- يعيشون هذه الحالة من الحياة المؤقتة، ويلتفتون إلى المرأة مادامت تعيش زهرة شبابها، وغاية تصوراتهم في هذه الحياة الدنيا، أن هذه العلاقة تستمر إلى ما قبل الممات.. ولكن المؤمن يرى بأن العلاقة بينه وبين الزوجة علاقة أبدية لا تنتهي، وإذا كانت الزوجة صالحة، فإن هذه العلاقة تستمر إلى أبد الآبدين.. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): (ما من أهل بيت يدخل واحد منهم الجنة إلا دخلوا أجمعين الجنة، قيل: وكيف ذلك؟.. قال: يشفع فيهم فيُشفّع حتى يبقى الخادم، فيقول: يا رب !.. خويدمتي قد كانت تقيني الحرّ والقرّ، فيُشفّع فيها).. إن المؤمن عندما يدخل الجنة كأنه لا يتحمل أن يعيش حياة منفردة، فيشفع لمن حوله، إلى أن يصل الأمر إلى أنه يحب أن تكون خويدمته أيضاً في كنفه في الجنة.. ومن نعيم الجنة الذي يصوره القرآن الكريم، هو الحالة الاجتماعية في الجنة : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) الحجر/47.


ومن هنا فإن الذي يحاول أن يُصّعد بمستوى الزوجة إلى مرحلة الكمال، فإن هذا مما يجعل الزوجة شريكة عمر للإنسان إلى أبد الآبدين.. ومن المرغبات أيضاً، لأن يكون الرجل ممن يحسن أخلاقه مع الزوجة حتى يصل لهذه الدرجة -كما في بعض الروايات-:
أن المرأة إذا تزوجت رجلين، فإنها يوم القيامة تُعطى لأحسنهما خلقاً كان معها في الدنيا.. قالت أم حبيبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ): أرأيت المرأة يكون لها زوجان في الدنيا، فتموت ويموتان ويدخلون الجنة، لأيهما هي تكون؟.. قال: (لأحسنهما خلقاً كان عندها في الدنيا.. يا أم حبيبة، ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة).. قال تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ) الرعد ..
يفهم من هذه الآية : أنه هذه الجنات ممنوحة لهذه الحالة الاجتماعية: من الآباء والأزواج والذريات.. عزيزي ألفت نظرك يا متشددين هي الحياة بالحب والآلفة والتعايش معاً لا بالقوة والبطش والقتل !!!.

وفي آية أخرى يقول تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) الطور ..
  إن كلمة (أَلْحَقْنَا) الطور تُشعر بشيء من التفضل في هذا المجال.. كأنه وإن كانت طبيعة الأمور قد لا تستوجب ذلك، أي كان الرجل في مستوى إيماني متفوق، والزوجة في مستوى إيماني يهيئ لها دخول الجنة في مرتبة أقل وأدنى، فإن مقتضى اللطف والكرامة الإلهية أن يجمع رب العالمين بين الزوجين في تلك العوالم المباركة.. وهذا أيضاً من موجبات المسارعة في هذا المجال.. فالمرأة لا ينبغي أن تغار على زوجها إذا ارتقى في الإيمان؛ لأن الزوج إذا ارتقى في الإيمان درجة؛ فإن هذا الارتقاء سيظهر أثره في ذلك العالم من ناحية، ومن ناحية أخرى تكون الزوجة هي التي تجني ثمار هذه العلاقة المقدسة أيضاً في الحياة الدنيا.

مباركة الحق للحياة الزوجية :
إننا لا ننكر بأن الله عزوجل فوض إلينا الأمور، بمعنى أن رب العزة والجلال بناؤه على أن لا يتدخل في شؤون الخلق بالعنوان الأولي، وإلا إذا تدخل سلباً أو إيجاباً، فمن الممكن أن العبد يوم القيامة يتذرع بذلك.. ولكن لا يمكن أن ننفي أثر المباركة، وهو أن الله عز وجل يسوق العبد ولو إلقاءً في الروع.. ومن هنا نلاحظ إن الإنسان قد تُفتح له بعض الأوقات آفاق من الأفكار الجديدة البديعة، وهذه الأفكار تكون مدعاة للتحرك في الحياة.. مثلاً: إنسان يُلقى في روعه أن يذهب إلى بلد معين للرزق، ويحبب إليه هذه الهجرة أو هذه السفرة، وعندما يذهب إلى تلك البلاد تنفتح له آفاق لم يكن يتوقعها من قبل.. من الذي حبب إليه هذا العمل؟.. ومن الذي ذكره بهذا العمل؟.. وقد يكون الإنسان بعض الأوقات ساهياً عن بعض الأمور، ولكنه فجأة يتذكر أمراً من الأمور.. إن هذه الأمور من ناحية لا تنافي الاختيار؛ فالعبد لا يمكن أن يقول بأن رب العالمين ألزمه بشيء، ولكن في الوقت نفسه فإن رب العالمين يغير مجرى حياة العبد، من خلال هذه الإلهامات اللامتوقعة، وهذه التوجيهات التي لم تكن في الحسبان.

ولهذا يلزم التعويل على مباركة الله عزوجل، كما نرى بالنسبة إلى نبي الله عيسى (عليه السلام )، حيث يقول: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) مريم ..
ومن مصاديق المباركة هو ما جرى لسيدتنا فاطمة، وكذلك لمريم (عليه السلام)، إذ نلاحظ بأن الله عز وجل -كما هو في القرآن الكريم - كيف هيأ لها أسباب التوفيق والتكامل.. ومن المعلوم بأنه في عالم التربية والسير السلوكي، لابد مبدئياً من اتحاد الجنسين، فليس من المرغوب مبدئياً أن يكون للرجل دور مباشر، أو قرب فوق العادة بالنسبة إلى الجنس الآخر، لأن العلماء عادة ينصحون بمسألة الابتعاد بين الجنسين ما أمكن الأمر، حتى لو كانت العلاقة علاقة علمية.. ولكن نلاحظ في قصة مريم (عليه السلام ) بأن الله سبحانه وتعالى بعث لها نبياً من الأنبياء وهو زكريا (عليه السلام )، وهو رجل أجنبي عن مريم (عليه السلام )، ولكن الله عز وجل أراد أن يكَّمل مريم (عليه السلام ) من خلال هذا النبي العظيم، يقول تعالى :
(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا) آل عمران .. ، كما نلاحظ أنه أسند الكفالة والإنبات إلى نفسه.

فالدرس العملي من هذه الآية الكريمة: أنه على الإنسان أن يسأل رب العالمين دائماً، أن لا يرفع نظرته المباركة عن هذا العش الزوجي طرفة عين أبداً، إذ لو أوكل الأمر إليهم، لانقلبت الأمور رأساً على عقب.. ومن هنا نلاحظ أن أحد الزوجين عندما يرتكب بعض المحارم، وإذا بسير الحياة ينقلب أو ينحرف عما كان عليه.. ومن آثار ذلك أيضاً: حالة الابتعاد النفسي عن بعضهما البعض، وفي حالات كثيرة لا يعلم ما هو السبب لهذا الابتعاد النفسي.. وبتعبير بعض الأخوة
والأخوات: الطلاق النفسي أو الطلاق العاطفي.. تعبير جميل!.. هناك طلاق فقهي، وهناك طلاق عاطفي نفسي.. قد يكون الزوجان زوجين، ولكنهما مطلقان عاطفياً ونفسياً، وقد يكون هذا أسوأ من الطلاق الفقهي، لأن في الطلاق الفقهي الإنسان لا يرى أمامه وجوداً متوتراً، أو وجوداً مثيراً، بينما في الطلاق العاطفي يرى أمام عينه وجوداً يثير غضبه وغيظه بشكل دائم.

وهذه المباركة يمكن أن يعتمد عليها الإنسان في مختلف ظروف الحياة، حتى في جو الخلاف والنزاع، كما نلاحظ في قوله تعالى: (إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا) النساء/35 .. أي أن الزوجين المتشاكسين، إذا أرادا الإصلاح، فإن الله عزوجل يوفق بينهما، بمعنى أنه يتدخل في تقريب القلبين، فهو الذي جعل المودة، ثم سلبت هذه المودة بسوء التصرف، وإذا بالله سبحانه وتعالى -لطفاً بهذا العبد أو بالعبدين-  يرجع لهما هذه الحالة التي سلبت، من خلال خلافهما مع بعضهما البعض. وخلاصة المقال يجب أن يكون الرجال ورع شهم ذو نخوة وأمين وأن كان يجمل هذه الصفات كان أهلن للأمانة لأن المرأة أمانة عند الرجل ويقول الصحابي الجليل أنس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وعن أنس قال ما خطبنا رسول الله إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له. وهنا يجب علينا أن نكون أمناء على أوطاننا وكل ما استودعنا سوى من المسلمين أو الأديان الأخر وهنا يجب أن نكون يداً واحدة كلنا جميعاً مسلماً كان أم مسيحياً أم يهودياً أم من الصابئة أم غيرهم ،إذن يداً بيد لحفظ الأمانة والتعاون والتآخي للبناء والسعي لحياة أفضل والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2555
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29