• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا السجون مرة اخرى ؟ .
                          • الكاتب : علي حسين الدهلكي .

لماذا السجون مرة اخرى ؟

بين فينة واخرى تطفو على السطح ما تسمى بقضية السجون ، وفي كل مرة تخترع قضية تجاه هذه السجون يقودها اشخاص مختلفون ،ولكنهم في الاهداف مشتركون .

فتارة تسمى هذه القضية بالسجون السرية ، واخرى باالتعذيب في تلك السجون ، واخرى باغتصاب سجناء عرب ، واخرها وليس اخيرها الاعتداء على السجينات .

ويبدو من واقع الامر ان التركيز على السجون يحمل في مضمونه تنفيذاً لاجندات خارجية تعمل على ارباك عمل هذه المنظومة المهمة والخطيرة بقصد تحقيق اهداف مرسومة من الخارج تتمثل باطلاق سراح اعتى المجرمين سواء كانوا عراقيين او عرب .

وقد تناقلت الاخبار عن سعي السعودية وقطر وبعض الدول الخليجية لاطلاق سراح عتاة المجرمين من القاعدة المعتقلين في السجون العراقية لزجهم بالحرب السورية ، وقد حدثت بالفعل بعض الخروقات وتمكن بعض المجرمين من الهرب .

ولا نعرف لماذا يهتم البعض بالسجناء والمجرمين اكثر من اهتمامهم بالضحايا ؟ ، فلم نسمع او نرى يوما مسؤولا او برلمانيا او منظمة حقوق الانسان كلفوا أنفسهم وقاموا بزيارة ذوي الضحايا الا ما ندر ولاغراض اغلبها مشبوهه كان تكون للترويج الانتخابي او للدعاية او للتشهير بالحكومة او للتسقيط السياسي .

والغريب في الامر ان هنالك من تناسى واجبه الوظيفي والاخلاقي باعتباره ممثلا للشعب وعجز عن تقديم اي خدمات له ، بل العكس كان هو احدى ادوات الفساد التي سرقت قوت الشعب ليخرج علينا بعدها متباكيا على السجناء والمطالبة بانصافهم واطلاق سراحهم .

نعم نحن مع اطلاق سراح البريء وكذلك ضد انتهاك حقوق الابرياء ولكن لا يوجد مجرم واحد يقول انا مذنب فالجميع ابرياء ولا نعرف اذن من يقتل الابرياء ؟

ثم من اباح لغير القضاءالنطق بكلمة البراءة لهذا المتهم او ذاك ؟ وما هي المعايير والاسس التي يعتمدها البعض لاطلاق صفة البراءة على المتهمين ؟.

 ثم ماذا لو ثبت بالدليل القاطع ان من يتم الدافع عنه كانسان بريء هو من اعتى المجرمين والقتلة ؟ ، هل سيخجل او يندم من حاول الدفاع عن هؤلاء ؟ وما فائدة هذا الخجل والندم امام دماء الابرياء والضحايا العزل الذين راحوا ضحية اجرام هذا المتهم .

يجب ان يعلم الجميع مهما كانت مناصبهم ان القضاء هيئة مستقلة لا تخضع لاي ضغوط مهما حاول البعض الصاق التهم به ، وقد شاهدنا عشرات القضايا التي يحكم بها القضاء لصالح المواطن ضد ابرز رموز الدولة ؟ ولا اريد ان اذكر اسماء هذه الرموز .

اما القيام بزيارة السجناء او السجينات  دون ان تكون انت مخول او تابع لمنظمة دولية تهتم بهذا الشأن فيعد تدخلا يراد منه تحقيق عدة غايات  بعيدة كل البعدعن مسالة انصاف المظلوم لتصل الى استغلاله للمتاجرة بظلمه .

وكان الاجدى بمن يريد انصاف المظلوم ان يبحث عن كيفية رعاية اطفال وزوجات وازواج الضحايا والايتام والثكالى ويطالب بالقصاص ممن كان السبب في ماساه هؤلاء الناس الابرياء ، وهذا هو نصرة للمظلوم على الظالم لا ان يتم الامر بالعكس

ثم ان التدخل في شؤون القضاء والسجون كان وما زال هو احد الاسباب التي ادت الى الخروقات التي تحصل في السجون ، وعلى الجميع ان يعي حجم المخاطر التي يسببها هكذا تدخل .

وحسنا فعل وزير العدل عندما منع اي زيارة للسجون بدون اذن رسمي لان هكذا وضع يسمح لحدوث الكثير من الخروقات والتجاوزات التي قد تكون سببا في تعضيد مشكلة وليس حلا لها .

ثم لماذا هذا الاستخفاف بالقوانين والتعليمات ؟ ولماذا يتصور البعض انه بمجرد ان اصبح في البرلمان او في اي موقع رفيع فهذا يعني ان تكون الابواب مشرعة امامه ضاربا عرض الحائط كل التعليمات ؟.

 أوليس من المفترض ان يكون المسؤول هو النموذج الذي يحتذى به في تطبيق القانون والتعليمات ؟.

 ام ان القانون والتعليمات وضعت للناس البسطاء والفقراء وعليهم الالتزام بهما والا فان العقاب سيكون عسيرا  ؟.

اقول وللاسف الشديد ما زال البعض يحاول ان يصنع من الحق باطلاً ، ومن الصدق كذباً ، ومن الامانة خيانة ، ومن العدل ظلما وبهتانا .

وهنا يكون المطلب الوحيد هو ان يعرف هذا البعض ان القضاء هو الفيصل في كل الامور وعلى من يحاول الاتجار بمعاناة الناس عليه ان يبتعد عن ميدان القضاء ، والا سيكون هو اول من يناله هذا القضاء بعدالته التي سترغم كل المتغطرسين على الخضوع له .

ولتكن السجون بعيدة عن تطفل البعض لانها مسألة غاية بالحساسية وهي من اختصاص المعنيين بها والقضاء حصراً .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25367
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19