• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من يقرع طبول الحرب ؟ .
                          • الكاتب : علي الزاغيني .

من يقرع طبول الحرب ؟

ليكن العراق فوق كل اعتبار وتترك الخلافات جانبا من اجل لا تتسلل الايادي الاثمة عبر منفذ صغير قابل للتوسع اذا ما استمع الجميع للغة العقل  والتفاهم بروح الاخوة وحب الوطن .
على ما يبدو  ان الصراع الخفي  والاعلامي  بين الكتل  السياسية  اخذ   بعدا  كبيرا  ,  فما ان تنتهي ازمة حتى تبدا ازمة  اكبر واعمق من سابقتها  وتبدا التصريحات الرنانة من قبل كافة الاطراف ولا سيما من قبل بعض الاطراف  التي تتخذ من هذه الازمات منفذا  لتمرير مخططاتهم ومحاولة لتفكيك اللحمة الوطنية واواصر الاخوة بين ابناء الشعب الواحد .
قوات دجلة التي تم تشكليها جعلت من البعض اعتبارها  ناقوس خطر ومحاولة الحكومة  لفرض السيطرة على المناطق المختلف عليها وتناسوا ان الجيش العراقي هو المسؤول الاول والاخير عن حماية الوطن  بغض النظر عن الاختلافات السياسية بين بعض الكتل والاحزاب , فالجيش العراقي  لا يمثل حزب او طائفة او قومية وانما جيش الشعب وحاميه , ومن صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة ان يحرك تلك القيادات والفرق حسب ما تقضتيه المصلحة الوطنية   حفاظا على امن وسلامة الوطن .
ان تسليح الجيش العراقي بالاسلحة الحديثة   وتدريبه  يجب ان يكون من اولويات التي يعمل عليها وان  لا تتخذ صفقة السلاح الروسي شماعة من اجل بقاء الجيش العراقي ضعيفا وغير قادر على الدفاع عن الوطن ومحاربة الارهاب واي اعتداء خارجي و كما يجب ان  يكون الجيش العراقي اقوى من  قوات الاقليم  واي قوة مسلحة  وهذا ما يجب ان يتفق عليه الجميع دون اي مراوغة .
الزيارة الاخيرة للسيد مسعود البرزاني الى كركوك وتفقده لقوات البيشمركة اعتبرها البعض مشابهة لزيارت الطاغية صدام لقوات الجيش ابان الحروب وتفقده لهذه القوات وكان الحرب قائمة لا محالة  ويجب التهيؤ اليها بشتى الوسائل   , هل يمكن لشخص السيد  رئيس الوزراء ان يعلن الحرب لوحده دون موافقة البرلمان ؟ ربما تناسى البعض ان  زمن الدكتاتورية والقرار الفردي قد ولى من غير عودة , لسنا بحاجة لحرب ولا اراقة  دماء  ولا لشعارات رنانة زائفة  نحن بحاجة لسلام وامان و العيش كما نحن  اخوة متحابين لا تفرقنا السياسة ولا اطماع الساسة واحلامهم  الجبانة  , ولكن لماذا  دائما يتخذ الجميع لغة التصعيد بدل من تهدأة الوضع المتشنج بين الحكومة المركزية والاقليم  ويربك العملية السياسية   وهذا كله يصب في تعطيل العملية السياسية  ولا سيما ان العراق  مقبل على انتخابات مجالس المحافظات .
حلم الدولة الكردية والانفصال هو السبب الرئيسي في محاولة ضم البعض من المناطق المختلف عليها و لاسيما كركوك المدينة الغنية بثرواتها النفطية واراضيها الزراعية وتناسوا انها مدينة عراقية اشبه بقطعة فسيفساء جميلة اختلطت بها كل الوان الطيف العراقي من قوميات وديانات يعيشون بحب وسلام منذ الازل , ان السيد جلال الطالباني يجب ان حازما بصفته رئيس الجمهورية وحامي الدستور وان يكون حياديا في حل هذه الازمة بعيدا عن القومية وضغوطات البعض من الساسة الذين يحاولون تعميق الفجوة  وكما يجب ان يكون الحل جذريا لا وقتيا ويتجدد كل فترة ويصبح من الصعب ايجاد حل له .
 
 ان فقدان الثقة بين الحكومة المركزية والاقليم وتبادل الاتهامات وتوقيع العقود النفطية من قبل الاقليم وتجاوزه على صلاحيات المركز وحصة الاقليم من الموازنة الاتحادية وغيرها   له الاثر الاكبر في تعيمق الفجوة واتساعها  يجعل من الصعوبة ايجاد حل مناسب لهذه الازمة التي يكون الشعب هو الخاسر الوحيد فيها  لو اخذنا بنظر الاعتبار مسالة الانتصار والهزيمة وللاسف هذا الامر يجعل من اعداء العراق يوقدون شموع الفرح ويتربصون الفرصة للتدخل في شؤونه الداخلية  وخصوصا تلك التي لها مطامع في وطننا ,وهذه التدخلات لها نتائج سلبية تجعل العراق ضعيفا وتدخله  في دوامة من العنف والخراب .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25318
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29