• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القضاء المصري يهزم الفرعون الجديد .
                          • الكاتب : القاضي منير حداد .

القضاء المصري يهزم الفرعون الجديد

وانت يا فرعون كالعنكبوت.. وحيدا ستحيى وحيدا تموت، قال الشاعر وفعل الشارع.. الشارع المصري يطوق سجانيه، بتظاهرات تتزايد وعيا وحماسا تأمليا، نظير تداعي السلطة التي نما طاغوت فرعون، يتفاقم، على أهبة ان يمزق سمت السماء نفاذا الى تاسع طبقاتها المفترضة، باسم الرب يداهم عرشه.

فالمتأمل في مجموع القرارات (اللا) دستورية التي اطلقها د. محمد مرسي.. اول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية، بنسختها التي تفاءلناها ديمقراطية، و... احبطنا الاخوان!

اصلاحات مرسي التي اسماها (دستورية) جاءت لتكريس الفرعونية الجديدة، ولو ان الشارع المصري تلقاها بخنوع الموافق المستلب الذي لا حول له ولا قوة، لتفرعن مرسي، وصار نسخة من الطاغية المقبور صدام حسين.

إذ ما ان سمعتها، خلال البث الاول لها من الفضائيات، حتى علقت على مسامع من حولي، انها قرارات تحيل مرسي الى طاغية، وتجعل مصر اقطاعية لنظام الاخوان، مثلما كان عليه العراق تحت كابوس حزب البعث المنحل.. ساء ذكره.

لكن الشعب المصري، ترجم الرد الى فعل ولم يكتفِ بالقول: كلا!

حاصر الذين قفزوا على السلطة.. كل فئات الشعب، وتشكيلاته، حيدت تبايناتها، توحيدا للجهود في الملمات، وبتخطيط واع من الهيئة القضائية، بعقلياتها النافذة، سليلة عبد الرزاق السنهوري، وقاسم امين، نظمت جهود الشعب بما لا يجعل الانفعالات الوطنية موجة تكتسح الاخضر واليابس وتمكن مرسي والاخوان من تداخلات تشتت الجهد وتشظي الفاعلية.

للشعب قوة تنفيذ ارادة القضاء الذي قاد المجابهة ضد الاخوان، وقد عرفناهم قوة فظيعة لا راد لجبروتها وهي ملاحقة من قبل السلطة، فكيف بها وهي تمسك زمام السلطة.

ادرك المصريون، ان نظام حسني مبارك شكل غطاء للاخوان، ينغص بهم على مناوئيه، وانه اعطى تعليماته، لمواليه، بالانضمام للتجربة التي تليه؛ بغية تخريبها من الداخل.

وتلك هي التعليمات ذاتها التي نشرها حزب البعث على ملاكاته، بالانضمام للاحزاب التي تتشكل بعد سقوط حكمه؛ بغية العمل على تدميرها وانشاء نواة بعثية داخل الحكم الجديد.

والحال تعيد نفسها في مصر الان، لولا وجود شعب اقوى من بغي الافاعي التي تحتفظ بالسم في عظامها ميتة تقتل من يدوسها سهوا، والشعب المصري ليس ساهيا؛ اذ اثبت حسن تدبيره وقوة مواجهته، في التصدي لبذرة فرعون ارادت ان تنمو معشوشبة صفاء ثورة 25 يونيو 2011 التي تطهرت بدم الشباب.

وللمرة المليون، والى ابد الابدين، يثبت القضاء المصري، انه سلطة اقوى من جبروت الطغاة وانه لن ينجر الى مهاترات السلطويين الذين اذا ذكر الحق صموا أذانهم، واذا دوهمت اطماعهم حاججوا بالحق، يجلدون الناس بالمراءات باطلا.

تحية للشعب المصري وهو يغرس في ثرى ارض الكنانة شهداء جدد يصححون مسار الثورة ممن قفزوا عليها كي يجيروا ارادة الشعب لاطماعهم، وتحية للقضاء المصري وهو يقود المواجهة ضد العتاة المتدرعين بالله والشيطان في وقت واحد، يناورون بالموقف ونقيضه.. لا ثبات في ما يأفكون.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25182
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19