• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قواعد السلوك السياسي المعاصر قواعد الأمير زمن الحداثة- قبل المعاصرة (1) .

قواعد السلوك السياسي المعاصر قواعد الأمير زمن الحداثة- قبل المعاصرة (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:-

تغير السلوك السياسي في العالم كافة,بعد صدور كتاب الأمير للايطالي نيقولا ميكافيلي,فقد عٌد هذا الكتاب دستورا في السلوك السياسي لأغلب السياسيين في العالم ,ورغم كثرة الانتقادات التي وجهت ولا زالت توجه لهذا الكتاب,إلا أن العمل بقواعده لا تزال سارية المفعول في أغلب دول العالم,ومن قبل سياسيي تلك الدول,والسؤال هل حان الوقت لتغيير قواعد السلوك السياسي أم لا؟فكتاب الأمير يحسب على فترة الحداثة,فترة الأطروحات الشمولية,أما الحديث اليوم فهو زمن العصرنة,زمن تساقط الأيديولوجيات وظهور أطروحة الرؤى بدلا عنها,فكتاب الأمير هو التجسيد السيئ,لأطروحة أفلاطون في الجمهورية,حول القائد الذي يمثل القانون بل هو القانون,والتي تراجع عنها أفلاطون جزئيا,لاحقا في السياسي والقوانين,في هذه المقالة سوف نوضح وعلى قسمين,معنى الأمير ومن هو الأمير المقصود في كتاب الأمير لميكافيلي,وماهي حدود صلاحياته ونفوذه ودوره,وفي القسم الثاني سوف نطرح رؤية عن مفهوم وقواعد ما بعد الأمير,ومجموعة من قواعد السلوك السياسي المعاصرة,مع التنويه على أن هذين القسمين هما ملخص لكتاب مخطوط للكاتب,يحمل عنوان(قواعد السلوك السياسي المعاصر - ما بعد الأمير).

من هو الأمير:-؟الأمير هو الحاكم المطلق الذي يحكم بدون رقابة أو يحاول أن يحكم بدون رقابة,فليس بالضرورة أن يكون النظام استبدادي أو ديمقراطي,بل المهم هو كيف يهيمن الأمير على السلطة في النظام القائم,وطرق هذه الهيمنة,فقواعد السلوك السياسي,تعلم الأمير كيف يستخدم العنف لغرض الهيمنة,وتعلمه كيف يستخدم كل الإمكانات المتاحة بغض النظر عن شرعيتها,لفرض الهيمنة على الآخرين,فلا محرم في هذه القواعد السلوكية البتة,فكل شي مباح.

قواعد الأمير:- فيما يلي بعض قواعد الأمير:-

1.    العنف:- يحق للأمير أن يستخدم العنف لتحقيق أغراضه السياسية,ضد معارضيه الداخليين والخارجيين,وبكل صورة وبأي وسيلة ومهما كان الثمن.

2.    المكر والخديعة:- فللأمير أن يخدع ويمكر,ضد أي شخص أو جهة,لغرض بسط هيمنته ونفوذه,فالهدف هو بقاء الأمير بالسلطة ومهيمنا عليها,والمكر والخديعة هما من وسائل هذا البقاء لدى أمير ميكافيلي.

3.    الاستئثار:- وهو ضد الإيثار,فللأمير أن يستأثر بكل شيء يعتقد أن من خلاله توطيد لسلطته وإشباع لشهوته ونزوته,ومهما كان هذا الشيء وبغض النظر عن مالكه أو حائزه.

4.    تجاوز القانون:- حتى يعرف الأمير أنه أمير,لابد أن يخالف القوانين,فالأمير له الحق في أن يخالف القوانين والأنظمة,ويضربها عرض الجدار,بل ينبغي أن يكون الأمير هو القانون وهو ملهم القانون,فله أن يسن القانون وأن يغيره أو يلغيه أو يعدله,وفق ما يتناسب وتثبيت سلطته وكرسيه,فما القوانين إلا حبر على ورق يكتبه الرجال ويغيره الرجال.

5.    التوسع:- ينبغي أن يمتد نفوذ الأمير ويتوسع ليشمل عطفه السامي دولا أخرى,هذا التوسع مبرر,فعطوفة الأمير وحسن درايته ينبغي أن تشمل كل المستضعفين والمغيبين من حوله,فللأمير أن يتوسع ولو على حساب الآم الآخرين وجراحاتهم.فواحدة من أهم سمات الذات الظلامية للأمير هو لو سيطر على كل الكرة الأرضية,وسمع بوجود كوكب أخر عليه حياة لطمع وطمح للسيطرة عليه؟.

6.    الكذب والتلون:- فالكذب والتلون هو من سمات الأمير بل ينبغي له ذلك,فهو يكذب ويتلون حتى يصدقه الناس فيخدر مشاعرهم ويجلب محبتهم له,لكي يهيمن عليهم,فالناس تصدق الحاكم دائما وتصدقه بعد أن تكتشف كذبه أيضا,فالناس بسطاء والأمير يستغل هذه البساطة حتى يسيطر.

7.    الغدر:- سمة لابد أن يتمتع بها الأمير مع كل معارضيه, بل مع كل من يتقاطع معه جزئيا أو كليا,فالخوف الذي يزرعه الغدر أكبر من أي شيء أخر.

8.    الظلم:- وينبغي على الأمير أن يكون ظالما حتى يهيمن من خلال ظلمه على الجميع.فلا يوجد في قاموس الأمير معنى للعدل إلا الظلم؟سمات عديدة أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا,بل هي أطر عامة وردت في كتاب الأمير,أحببت بيانها لمن لا يعرفها,ولمن يعرفها حتى يستقبل في القسم الثاني المضادات لهذه السلوكيات,والتي نطمح من خلالها للمساهمة في تغيير قواعد السلوك السياسي المعمول بها الآن,كمساهمة بسيطة في بناء دولة المواطنة.

أستاذ في الحوزة العلمية وأكاديمي

e-alfurkann70@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=25127
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29