• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أبتلاء الشعب بتجار السياسة ! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

أبتلاء الشعب بتجار السياسة !

التجارة من المهن الحرة ، بعض التجار يمارس مهنته بشرف ، وآخرون يمارسونها من غير شرف ،لأنّ همهم الربح فقط وبأي وسيلة كانت شريفة أو غير شريفة ، من تجار السياسة ، مَنْ عاد الى أرض الوطن بعد سقوط نظام البعث الدموي ، ومنهم من رجالات نظام البعث المندثر ، وكانوا يمارسون تجارتهم لخدمة نظام صدام تحت عناوين شتى ، أولئك التجار ، وهؤلاء دخلوا ميدان السياسة ، فعرفهم الشعب سياسيين ، ولم يعرفهم تجارا يمارسون السياسة ، تجار السياسة هؤلاء يحملون العقلية التجارية ، التي تتعامل بالربح والخسارة ، ولا يهمها مصالح الناس الاخرين ، او المصلحة الوطنية العامة ، بل همهم الاكبر منافعهم ومصلحتهم الشخصية .

هذا الصنف من التجار السياسيين ، الذين يسعون وراء الربح الشخصي فحسب ، يتخذون من الكذب والغش والخداع والتمويه والتزوير والأفساد والفساد وحتى العنف والقتل عند البعض منهم ، وسيلة لتسويق بضاعتهم السياسية ، لأنّ غايتهم الكسب الذاتي فقط ، والأيقاع بالشريك الشريف الاخر ، تجار السياسة دخلوا ميدانها، ودخلت معهم معاييرهم التجارية غير النظيفة وغير الشريفة ، فأخذوا يديرون مافيات الفساد المالي في مؤسسات الدولة بصورة مباشرة ، أو غير مباشرة ، بواسطة وكلائهم في هذه المؤسسات ، واخر ما سمعناه عن فساد تجار السياسية ، هو ممارسة السمسرة أو ما يطلق عليه شعبيا ( الكمشن او الدلالية ) ، أذ يتقاضون نسبة من المال من البائع مباشرة ، وأنْ كان هناك وسيط بين البائع والمشتري ، يأخذون نسبتهم من هذا الوسيط ، لا بل يدفعون بعض جنودهم في بعض المؤسسات الامنية ، للأخبار الكاذب
( المخبر السري ) ، عن بعض الشركات ، او التجار ، لغرض ابتزاز هذه الشركة او التاجر بالرشوة ، التي تصل أحيانا الى عشرات الملايين ، لغرض تسوية القضية المفتعلة بحق هذا التاجر او الشركة وأنهائها ، ويقوم بهذه المهمة أشخاص مختصون بهذه العمليات المنحرفة ،بصفة وسطاء ( فاعل خير ) ، وبعض هؤلاء التجار السياسيين ، يمتلكون شركات تجارية للاستيراد باسماء وكلاء لهم ، فيستوردون مواد غذائية منتهية الصلاحية ، ويضخونها بالسوق ، والويل لمن يعترض على ذلك من الموظفين البسطاء ،  مستغلين نفوذهم السياسي .

 هذه بعض أساليبهم التي كُشف عنها ، وسمع بها الناس ، أما ما هو تحت الستار لحد الان ، ربما ما هو الادهى والاكثر مرارة وأيذاء للناس والوطن ، هؤلاء التجار السياسيون أموالهم التي تراكمت بشكل فاحش وكبير وغير طبيعي ، هي السحت الحرام (( وترى كثيراً منهم يسارعون في الاثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون )) 62 ، المائدة .

كثير من ملفات الفساد المالي هذه ، يديرها هؤلاء التجار السياسيون ، وهم بالاصل تجار منحرفون يمارسون السياسة ، أُبتلى بهم الشعب العراقي وفُرضوا على العملية السياسية بعنوان المحاصصة ، وهو الداء الذي ينخر في جسد العملية السياسية  ، هؤلاء التجار السياسيون يمارسون فسادهم من دون أن يتركوا أثراً ، او دليلاً ، لأنهم محترفون ، بل نراهم من أكثر السياسيين ثرثرة في الاعلام ، يزعقون لأي سبب كان  يتهجمون على السياسيين الشرفاء الذين يشاركونهم في قيادة العملية السياسية ، ويخلقون لهم المشاكل والمعوقات ، ويحاولون الصاق التهم بهم ، نراهم بعيدين عن الشرف ، لكنهم من أكثر الناس أدعاءً بالشرف والنزاهة وحب الشعب والوطن ، ولا يمكن لأحد أنْ ينافسهم في ذلك ، وقد أشاراليوم 1 \12 \2012  السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق في مؤتمره الصحفي الى صور من هذه الظاهرة عند بعض السياسيين ، أذ نرى بعض السياسين يتكلم عن النزاهة وهو متورط في الفساد ، وآخرين يتكلمون عن حقوق الانسان ، وهم مطلوبون بتهمة الارهاب .

بسبب الأبتلاء بهؤلاء التجار السياسيين ، الذين يدعون الشرف والوطنية ، وهم بعيدون كل البعد عنهما ، التبست الامور على قسم من الناس ، وأصبح من الصعب عليهم أنْ يميزوا بين التاجر السياسي ، وبين السياسي الوطني ، سيما وأنّ تاجر السياسة يتكلم أكثر من غيره في الوطنية والاخلاص والنزاهة ، ويهتف باسم الشعب والوطن ، ووظفت لخدمتهم مؤسسات أعلامية ، وفضائيات ، وأموالا طائلة ، سيما وأن قسما من هؤلاء تجار السياسة يديرون كثيرا من خلايا الارهاب ، ويوظفون أموال السحت الحرام  لتمويل الارهاب ، وقتل أبناء الشعب العراقي ، وكثير منهم مرتبط بدوائر المخابرات الاجنبية المعادية للعراق وشعبه الصابر ، والمشكلة الكبيرة أنْ لا أحد من السياسيين الاشراف الوطنيين يجرأ بالضرب على أيدي هؤلاء الذين يشاركوهم في العملية السياسية باسم المحاصصة ، او ما يسمى بالمشاركة . 

في الوقت الذي نرى الشعب العراقي الوفي يئن  من تصرفات وجرائم تجار السياسة، نراه لا ينسى موقف ابنائه من السياسيين الشرفاء ، الذين يسهرون ليل نهار ، لأجل مصلحة وراحة شعبهم ، وسيادة العراق وبنائه ، ويحاربون الارهاب والفساد ويسهرون من أجل توفير الخدمات للشعب العراقي ،  هؤلاء السياسيون الشرفاء الذين يعملون بجد واخلاص ووفاء لخدمة شعبهم ووطنهم ، ويضحون  لو تطلب ذلك بحياتهم من أجل المحافظة على العملية السياسية الجديدة في العراق ، التي اصبحت مصدر خوف وقلق لبعض دول الحكم الديكتاتوري والوراثي في المنطقة ، نرى هؤلاء السياسيين الشرفاء عرضة للهجوم ، والتشهير الكاذب من أعدائهم تجار السياسة ، عليه ندعو ابناء الشعب العراقي من السياسيين الشرفاء ، لأنهاء حالة الصمت والمداراة ، والاقدام على كشف اسماء هؤلاء تجار السياسة ، وفضحهم أمام الشعب العراقي ، لأنّ الشعب قد سئم من مسرحيات هؤلاء التجار السياسيين ، وآن الاوان لوضع النقاط على الحروف ، كي يعرف الشعب طريقه ، ويتخذ القرار المناسب بحقهم .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24993
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20