• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يوم للمثقف الالكتروني الحديث .
                          • الكاتب : عمار طلال .

يوم للمثقف الالكتروني الحديث

اختار مؤتمر القمة الثقافية الذي نظمته دار القصة العراقية في ميسان مؤخرا، يوم 25 كانون الاول من كل عام، عيدا للمثقف العراقي، وهو اجتراح تقليد حضاري يحسم كل التساؤلات بروعته.

فرب متسائل يبحث عن الموجبات، وآخر يريد مبررا كافي ليوم خمسة وعشرين كانون الاول.. لماذا بالتحديد؟ كلها اسئلة مشروعة، لابد ان تسنح فرصة للقاص محمد رشيد.. مدير دار القصة العراقية في ميسان، للاجابة عليها.
الا ان التساؤلات محسومة، من حيث حاجة المثقف ليوم يؤشره من بين فئات المجتمع، التي تبادله التهنئة باعتبار هذا اليوم عيده، عندئذ تأخذ الثقافة شكلا متبلور الحضور ذا حيز فيزيائي ملموس، بدل الهلام  الاثيري الذي يستشعره الطرف المقابل ويتمكن من اهماله تجاوزا لان الاثير ليس له حيزا ماديا بل محض ضوء تدركه البصيرة لا البصر.
من هنا تستلزم ظروف الثقافة المصادرة في عراق يكتظ بالمثقفين.. المتعلمين وغير المتعلمين.. تحديد يوم، وليكن 25 كانون الاول 2012 منطلقا دوريا كل عام، نتذاكر في ما قدمت الثقافة للمجتمع، ما اضفاه عليها المجتمع.. تبادلا متكافل الخدمات.. انتلجسيا.
نعرف الثقافة اولا بكونها الاستقامة في الحياة، والاستقامة تأتي من تضافر عناصر الوجد الذاتي التواق للالمعية، مع اشتراطات المجتمع، التي كلما جلتها الافكار الجميلة، عادت الى تصدئها..
الاستقامة الاجتماعية تنشأ من حسن الطوية وتوطيد العزم على ان يحب المثقف المسالم، حتى جلاده، فثمة مشرعون يوجبون اداء الرسالة الاجتماعية بصدق، على اعتبار المسؤول مؤتمن، الى حد اداء الامانة حتى الى قاتل الحسين، لو إئتمنك!
ما يعني ان الانسان المستقيم.. وبالتالي المثقف.. ملزم بحمل رسالة الوعي الانسانية الكبرى، وادائها من خلال الاستعراض الاجتماعي باعتبارها امانة والامانة واجبة الاداء.
تتشكل الاستقامة من بناء ذاتي قويم، لبناته (حسجة) الدواوين القروية او أصالة المحلات المدينية او الجامعات الاكاديمية، ويفضل كلها بمجموعها تتضافر على خلق الشخصية المتحضرة اصوليا.
تناقش خلال العيد شؤون الثقافة بميادينها المعرفية المتشظية الى ادب وفلسفة وعلوم وفنون واعلام ودراسات اكاديمية وتشريعات فقهية، وكثرة المثقفين غير المتعلمين في العراق، جراء حروب صدام وحصاره الذي ظل خلالهما يفتعل الاسباب التي يحيلها الى قوانين واجبة يلزم الخارجين عليها بدفع حياتهم ثمنا، وهم ينخرطون في الخدمة الالزامية التي اكلت اعمار وتطلعات الكثير من المثقفين.
اذن يوم المثقف العراقي الخامس والعشرون من كانون الاول سنويا، وبالتزامن مع صلب السيد المسيح (ع) يؤكد ان المثقف قربان الوعي الذي تهتدي به المجتمعات بعد ان تنحره على مذبح الحسين (ع) في كربلاء.
تلك هي الثقافة التي تؤسس حضارة الروح القيمية، بالترفع عن الماديات اقترابا من المثل، وصولا الى يوتبيا.. جنة على الارض، لا موت فيها ولا حقد ولا اضطهاد.. قولهم فيها سلاما سلاما.
يوم الثقافة لو اعتمده البرلمان رسميا لاكد العراق انه ما زال سباقا الى كتابة ملحمة الوعي النهائي، على مشارف حد النيا ونهاية جغرافية الكون، من جديد.. في اعادة لتسطير ملحمة كلكامش جديدة على لوح الطين الالكتروني الحديث.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24450
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28