• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : بين خمٍّ وذا الفراتِ التقاءٌ .

بين خمٍّ وذا الفراتِ التقاءٌ

الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني

1933 - 2008

..................................................

لغدٍ لم أكنْ له غيرَ بابِ ... جئتُ يقتادُني اليه ارتيابي

هاتفاً بالطريق يا مقل الأطهار كوني منارة في ركابي

لغديرٍ زرعتُ روحي بجفنيه فغنى لها وصلى لما بي

واحتضنتُ الدجى فاطلعتْ عينيه شموساً تنوّرت من عذابي

اِن أقلْ آهِ ينتشي الوردُ سكرانَ ويجري العبيرُ من اتعابي

كلّ هذا لكي أكون الى حيدر لا كومة من الأنسابِ

كلّ هذا لكي ينوِّرُ عيني صباح مُولّعُ الألتهاب

وانتظار لهزة من صميم الشوق تدعو لحيدرٍ في اِهابي

هكذا سرتُ في الحجيجِ الى الكوفان حتى آثرته بانتصابي

هكذا يبدأ النبيّ الى حيث بنى الطاهرون أعلا قبابِ

بارك الله يومنا ساعة الحجِّ وصان اعتقادَنا بالجوابِ

قد رضينا ما ترتضيه ولو كان دمُ العاشقين مهرَ الرغابِ

غير أني عشقتها وهي عصماءُ هوى لا يناله أيّ عابِ

ربّ بارك ليَ الهوى فانعطاف الحب لن يفرض اجتناب الصوابِ

اِنها البحر عاصفٌ كلّ ما فيه شديد الصراع صعب العُبابِ

قدر الدين أن يناطح هذا البحر لن يثنِه اشتباكُ الحسابِ

بين خمٍّ وذا الفراتِ التقاءٌ من قديم العصور والأحقابِ

سوف لن يذكر الغديرُ الذي ما مال الّا طلائعُ الأطيابِ

سوف تأبى خمائل القمّة الخضراء الّا روائع الأعنابِ

لن يهون العراق يحتضنُ الحقّ وفي جانبيهِ دنيا كوابي

ولدينا من نبعه الثائر الدفّاق ما يستهينُ بالأوصابِ

يغدقُ النور بالغدير ويستلّ من الفجر قبّة من شهابِ

هو تاريخنا وهل يعرف القادم أنّا حقيقة الانقلابِ

كلّ أحلامنا بأنْ نقهرَ القهرَ ولا نستطيبُ غيرَ الصعابِ

القرون التي مضت شاهدان ما بيننا في أمسها من روابي

أيّ يوم لنا مع الجور لم يبق عظيماً وأين منه الخوابي

قل لباغ عدى فأصبحت الأفكار من بغيه شريعة غابِ

أتراك استطعتَ أن توحشَ الضوء بما تستطيبه من سبابِ

أتراك احتملتَ يوم تجاهلتَ وأنتَ الطعين من كلّ نابِ

غرّدي يا شعوبُ للشرفِ الطارق للناطرين طول الغيابِ

بين بغداد حين تعشق أهل البيتِ مستقبلٌ على الحبِّ رابي

قلْ غديرا فجفْ حتى يموت الزرع حتى يهون كلّ مرابي

قلْ غديراً فكفْ حتى م تجري والشواطي مريضة الأعشابِ

قلْ لخمٍّ فكنْ دماً أو حديداً واسر ليلا محصنا بالحرابِ

قلْ لأمي هلْ كنتِ تدرينَ في القبرِ بأنّ الدمَ الزكيَ خضابي

قلْ لمدفونة هناك اشربي الموت ودوسي حقيرة الأكوابِ

مزقي ثوبكِ المجلل بالعزّ فمعشوقتي بشمس نقابِ

أنت في القبر يا لسترك فالنهرين سترٌ محصّن الأحبابِ

أنت للفتح يا لمجدكِ أرض الخمّ قبرٌ محطمّ الأبوابِ

علموا كلّ أمّة كيف كلمَ الحرّ اِذا راعها نعيبُ غرابِ

عوِّدوا الطفل وهو يرضع أن الدينَ أسمى وسيلة لاحتلابِ

ليس هماً ان يعجزوا عن شراء الثوبِ أن الامام خير ثيابِ

ليس بدعا ان يهدموا البيت فالله يصوغ الهدى بدون قرابِ

قطراتٌ من ماء خمٍّ ففي الدرب غديرا تناثرت في الترابِ

أسكرتني كأنما عرف الحقّ همومي أو استبان مصابي

لم يكن لي يد فكان يميني وفقدتُ الأنا فكان شبابي

وتفيّات غاضرية كرار فأبدلتُ باليقين سرابي

.........................................................

قصيدة: بين خمٍّ وذا الفراتِ التقاءٌ

ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر

الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني

...........................................................................




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24272
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19