• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أحق بالعطاء والتكريم يا محافظ بغداد ..؟ .
                          • الكاتب : ماجد الكعبي .

من أحق بالعطاء والتكريم يا محافظ بغداد ..؟

 جميل جدا من محافظة بغداد أن تكرم وتدعم وتهتم بالمبدعين والفنانين والأدباء والمثقفين والإعلاميين الذين كرمتهم الحكومات المتعاقبة على الحكم في العراق - مع احترامي لبعض الفنانين والأدباء والمثقفين -   فبالأمس كرمهم صدام حسين , وقبل أمس كرمهم البكر, وقبلهم قاسم وبعدهم عدي و و الخ  والقصص كلها معروفة لكل متابع ولبيب , وإن بعض هؤلاء الرداحون كانت ضمائرهم وأقلامهم وجرائدهم وأصواتهم وأشعارهم وأنشطتهم كلها مجندة وخادمة وذليلة وسمسيرة للنظام ..  وهيهات هيهات أن ينساهم الشعب وينسى ردحهم في حضرة قائدهم المقبور. والمواطن العراقي الغارق بالوعي واليقظة لا تنطلي عليه كل ممارسات الرداحون المبتذلة و كل عراقي يعرف بان المبالغ الطائلة الخرافية التي صرفت عليهم كانت من جيب الشعب المسكين الموزعة على السماسرة والدلالين منهم  .

 أقول :- لا يخفى على عاقل أن التكريمات السابقة كانت متنوعة وضخمة ودسمة وحسب ولاء وتفاني المُكَرم للمُكرِم وقد حصل بعض الفنانين والإعلاميين والصحفيين والأدباء والشعراء على شقة محترمة في مجمع الصالحية أو قطعة ارض مناسبة  بالإضافة لمبالغ مالية محترمة ومجزية , وهكذا تدور هذه المجموعة المعروفة من فنانين وإعلاميين ومثقفين وشعراء في فلك وذهنية وذاكرة الحكومات المركزية والمحلية .
 فجميل من الحكومة أن تكرمهم وتنفق وتغدق عليهم.. ولكن الأجمل والأفضل يا محافظ بغداد أن يتزايد دعمك ويتضاعف عطاءك للفنانين والإعلاميين والمثقفين والمبدعين والشعراء الشرفاء الذين قدموا التضحيات ووقفوا موقفا واضحا من الحكم الدكتاتوري العشائري المستبد وفضلوا السجون والزنزانات والتعذيب والتشريد والغربة على أن لا يكتبوا أو ينطقوا بكلمة تعظم وتمجد الدكتاتور الذي حكم بغداد , فهؤلاء عاشوا ومايزالون يعيشون تحت سقف العوز والحرمان ويعانون من الإهمال والتجاهل والمعاضدة والمساندة من الحكومة والدولة التي يجب أن تكون بحق وحقيق مسعفة لهم وحريصة عليهم ولا تدخر وسعا في دعمهم ومؤازرتهم كي يشعروا بان حكومتهم  يد العون والعطاء لهم , وحتى يكون هذا الحرص والرعاية من الحكومة والدولة ومن محافظ بغداد ورئيس مجلسها بالذات خير محرك ودافع لأنشطة وممارسات مستقبلية ,  فالمثقف والفنان والإعلامي والصحفي والمبدع والأديب والشاعر الشريف والنظيف والعصامي يندفع بقوة وفعالية إذا شعر بان هنالك من يقدر جهاده وتاريخه وتضحيته , وكذلك يعتز بمن يحتضنه ويتفقده ويرفده بالتكريم وبكل ما يحتاج إليه من وسائل المعيشة أو العمل .
إننا نعزز ونثمن تكريم ودعم محافظ بغداد للفنانين والمثقفين والإعلاميين والشعراء والمبدعين الذين كرم ودعم بعضهم صدام المقبور أو ابنه أو مرافقه أو وزير إعلامه  , وأننا بصراحة نشاطرهم هموهم إذا كانوا مهمومين , وانتشالهم من حفرة العدم والحرمان إذا كانوا معدمين ومحرومين من مباهج الحياة , ولا تبخلوا عليهم إذا كانوا يفترشون بساط العوز والفاقة والشقاء  وإسعادهم وترفيههم إن كانوا متعبين اقتصاديا ونفسيا .  ولكن يجب على محافظ بغداد أن يعلم أن هموم الشرفاء من فنانين وإعلاميين وشعراء وكتاب وغيرهم لا تغرب عن بال كل مراقب ومتابع لمجريات الأحداث في الوطن إذ تتكوم عليهم تركات وإثقال كبيرة وكثيرة من المصائب والمصاعب التي تحطم نفوسهم وتعيق مسيرتهم الإبداعية  . 
 إن الواقع يحتم ويفرض على الحكومة أن تنظر بعين العناية والرعاية لروافد ولرواد الثقافة والفن والإبداع والإعلام , ولا تنظر بعين اليمين للرداحين عبر التمرحل الزمني أمثال فلانة وعلانه وفلان الفلاني. 
 وللحقيقة لقد بحت أصواتنا , وتيبست شفاهنا,  وكلت وملت السنتنا ولكن بقي الماء راكدا لا يجري, وظل العطاء متخشبا لا يضخ , وظلت المواعيد تنهال بدون غيث أو قطرات من المطر, فإلى متى هذا التجاهل لهذه الشريحة التي أعطت وضحت وقدمت رصيدا كبيرا من المشردين والمهاجرين والشهداء ولكنها لم ولن تركع لصدام وحزبه ..؟ , فأي ثمن مهما غلى يوازي الشهادة ..؟ وأي تضحية أعمق من تضحية المثقف والفنان والإعلامي والصحفي والأديب والشاعر المتجذر في عصاميته  دون أن يغادرها أو يتخلى عنها رغم السجون والتهديد والوعيد والعذاب والتصفيات الجسدية ورغم مغريات صدام وحزبه وما يضمن له من هدوء بال وتحسن حال غير انه ظل مرتبطا بتربة الإنسانية وفضل الغربة والهجرة والزنزانات المظلمة , وظل صابرا مرابطا  يعيش على أمل التغيير متوقعا الخير والانتشال بعد سقوط صنم بغداد , وفعلا سقط الصنم وولى حكم البعث والبعثين , فستبشر خيرا – المثقف والفنان والإعلامي والأديب والشاعر الشريف -  بحكومته المنتخبة وان عيونه وتطلعاته مشدودة للمستقبل وتوقعاته , وعلى كل حال فكان ومازال المثقف والفنان والمبدع الشريف والنظيف صابرا محتسبا منتظرا ماذا ستقول حكومته التي يعلق عليها أمالا كبيرة  . 
 وهل يعلم محافظ بغداد أن هذه الحركات والتكريمات ترسم أمام العراقيين النجباء الشرفاء حشودا من علامات الاستفهام ..؟ وان الذي أخشاه هي سطوة التاريخ الذي لا يرحم ..  وإنها سطوة  مفجعة ومهينة ومذلة لكل الذين لا يقدرون جهاد المجاهدين ونضال المناضلين وتضحيات المضحين ,  ولكل من يجيد الرقص والسمسرة ,  ولكل من  يحمل ربابة ودف وبوق يوظفه لسيده .  والتاريخ حافل بالموبقات والممارسات , والشواهد على ما أقول تحت اليد ,  فهذا غيض من فيض عن الرداحين والانتهازيين والنفعين من فنانين وشعراء ومثقفين وإعلاميين .
فلمن المشتكى ياترى ..؟ ومن أحق بالعطاء والتكريم يا محافظ بغداد .. ؟ والسلام  
 
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24186
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28