• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : خولة.. درّة بعلبك .
                          • الكاتب : محمد صادق الكيشوان الموسوي .

خولة.. درّة بعلبك

 
كأختها رقية
مدللة الحسين
درة الشام 
كعمتها زينب
عزيزة الحسين
 أميرة الشام
وقفتُ بالقرب من قبرها المطهر
أخاطبها .. أزورها :
السلام عليكِ أيتها السيدة الطاهرة
السلام عليكِ أيتها العلوية الصابرة
السلام عليكِ أيتها البعيدة عن الأوطان 
القريبة من قلوب محبيك وقاصديك
السلام عليكِ أيتها المتحملة جور الزمان
وسياط جند الشيطان
السلام عليكِ يامن رأيتِ رأس أبيك على المحمل
يتهجد
يتلو آيات القرآن
وعمتك زينب تنادي :
عمت عينه اللي يصد بالعين لينه
سيدتي ..
من أتى بك إلى هنا
هل كنتِ وحيدة أم برفقة عماتك وأخواتك
كنت ذات ثلاث سنوات
سيدتي
بعمر رقية
لكن رقية واصلة المسير
 مع سكينة التي كانت تنادي :
بويه .. النذل كسّر إضلوعي
كأني بخولة تجيبني :
ياسائلي عن الحال في النوى
يكفيكَ أني في البلاد غريبة 
وعن الأهل والوطن بعيدة
أتوا بي مع عماتي وأخواتي
من الكوفة إلى الشام
لقد مروا من هنا
بحثا عن ماء يشربونه
ويسقون به جيادهم
وعن شجر يتفيأون ضلاله
وعن شمس محرقة
وعراء ورمال ساخنة
أعدوها لنا
أجرُ رسالة جدنا
سياطٌ تقرعنا
شمسٌ تحرق وجوهنا
بعد حرق خيامنا
وسلبنا
ونهبنا
وقتل حتى الرضيع
أجر رسالة جدنا
أن يقدموا لرقية
رأس الحسين
في طبق مغطىً بمنديل
كما أهديَ من قبلُ
رأس يحيى
الذي لم يجعل الله لهُ من قبلُ سميا
أهدوه إلى باغية من بغاء بني إسرائيل
تشايهت قلوبهم أنّى يؤفكون
سياطٌ موجعة
جعلت عمتي زينب تستنجد بالحسين الأبيّ :
" أنعِمْ جوابا ياحسين أما ترى
شمرَ الخنى بالسوط كسّرَ أضلعي "
السياط يازائري آلمتنا كثيرا
كانوا يجيبونا بها
كلّما طلبنا شربة ماء
أو
القليل من الفيء
أو
الركوب بدل المشي
أو
أن يكفوا قليلا عن ضربنا
بسياطهم الموجعة
أجرُ رسالة جدنا
أحرِقوا بيوتَ الطالمين
ولاتبقوا لأهل هذا البيت
 من باقية..
لماذا يابن سعد
من أجل ملك الريّ
الذي لم تحصل عليه
من أجل ماذا إذن
 يابن سعد..
أحرقتَ بقبس نارك  خيمة الحسين
ألم يكفكم أنكم في قصوركم
وهو في خيمته
أنكم في دياركم
وهو في غربته
من أجل ماذا 
يابن سعد
شتتَ بنات الحسين
وقد كنّ جميعا
إعلمْ يابن سعد
بأنّك ستكون غدا 
إبن نحس
حينما ترى إنّ كنت ترى يومئذٍ
ماقدّمت يداك
االتان لم يقدما سوى النار التي أحرقت خيام الحسين
تنادي بالشرذمة : 
إشهدوا لي عند الأمير 
إعلمْ يابن سعد
بان السبي أصبح خلودا
فزينب المسبيّة
هي أميرة الشام وقبلته
قم وأنظر إلى قاصديها
بإختصار أقول لك يابن سعد 
وأفقأ عيناك :
زينب جنّة
رقيّة درّة الشام
خولة درّة بعلبك
كأني بخولة ترد عليّ :
يازائري
لم أستطع مواصلة السبي
كانت سياطهم توجعني
العطش أنهكني
بكاء رقية وهي تطلب الحسين
كان يقطع نياط قلبي
يازائري
لو رأيت حال عمتي زينب وهي على تلك الحال
لندبت وبكيت وزرت الحسين كلّ يوم
 أنظرُ يمينا فلم أرَ أبي الحسين
أنظرُ شمالا فلم أرَ عمي العباس
بقيت هنا في بعلبك
كشاهدة
على العطش والسياط وحرارة الشمس
وهذا القبرُ الذي تقفُ عليه
علامة شاخصة على السبي
توقفتُ برهة
إختنقتُ بعبرتي
ثم واصلتُ
 إداء التحية والسلام :
السلام عليكِ أيتها الصابرة تحت أشعة الشمس المحرقة
السلام عليك أيتها الموجوعة بحب الحسين والعباس
السلام عليكِ أيتها العزيزة على قلوب المحبين
والموالين
المنصفين
الزائرين الذين يرجون القربى إلى الله تعالى بكِ
أيتها الغريبة
سنزوركِ أفواجا أفواجا
نجعل من قبركِ الطاهر المقدس
ملاذاً آمنا تهوي إليه أفئدة العارفين
المؤمنين
الموقنين
سوف نروي عطشكِ ياخولة
بدموعنا الجارية
ونزوركِ 
كلّما زرنا عمتكِ زينب
وعمتك أم كلثوم
وأخواتكِ
سكينة ورقيّة
سيزوركِ بقية أهلنا
ولكن
تباعا
الكلّ يبلغكِ التحية والسلام
وقد جئناكِ نيابة عنهم
لنسجل أسماءهم في سجل زائريكِ
سيأتوكِ رجالا ونساءً
وبقفون موقفي هذا
ويزوروكِ عن قرب 
السلام على حبيبة الحسين خولة
السلام على درّة بعلبك
 خولة بنت الأمام الحسين عليه السلام
ورحمة الله وبركاته



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=2413
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28